دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو أنّ مجموعة جديدة من أدوية السرطان تعمل على تمديد البقاء على قيد الحياة بشكلٍ عام لدى المرضى الذين يعانون من سرطان المثانة المتقدم بشكلٍ أكبر من العلاجات الكيميائية المستخدمة حاليًا كجزء من الرعاية المعيارية.

وعُرِض البحث الأحد في مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الأورام (ESMO) هذا العام في العاصمة الإسبانية مدريد.

وأشار البحث إلى أنّ مزيجًا من عقار الأجسام المضادة "إنفورتوماب فيدوتين"، ودواء العلاج المناعي بـ"بيمبروليزوماب"، الذي يُعطى خلال الحقن الوريدي، قلّل من خطر تطور المرض أو الوفاة بنسبة 55% لدى المشخصين بسرطان المثانة المتقدم، والذين لم يُعالجوا من قبل، والذين انتشر مرضهم إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وأدّى المزيج إلى إطالة عمر الأشخاص بشكل عامٍ بمتوسط بلغ ​​31.5 شهرًا مقابل 16.1 شهرًا مع العلاج الكيميائي المعياري.

وهذه واحدة من عدّة دراسات جديدة تستكشف طرقًا لتحسين كيفية علاج سرطان المثانة.

وقال أستاذ سرطان المسالك البولية في جامعة "لندن"، ومدير مركز "بارتس" للسرطان في المملكة المتحدة، الدكتور توماس باولز، والذي عَرَض البحث في نهاية هذا الأسبوع: "رُغم أنّه يعمل بشكلٍ جيد في البداية، إلا أنّ مشكلة العلاج الكيميائي تكمن بحدوث المقاومة بسرعة".

وعلى الصعيد العالمي، يُعد سرطان المثانة سادس أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال، ويودي هذا المرض بحياة نحو 200 ألف شخص كل عام.

ويموت الكثير منهم بسبب تقدم المرض وانتشاره خارج المثانة.

وتعتمد خيارات العلاج عادةً على مرحلة المرض، ولكنها قد تشمل الخضوع لعملية جراحية، أو استخدام أدوية العلاج الكيميائي الشائعة، مثل "كاربوبلاتين"، أو "سيسبلاتين".

وشملت تجربة المرحلة الثالثة 886 مريضًا تم تعيينهم عشوائيًا لتلقي إمّا دورات مدتها 3 أسابيع من تركيبة "إنفورتوماب فيدوتين" و"بيمبروليزوماب"، والتي مُنِحت عن طريق الحقن الوريدية، أو لتلقي علاج كيميائي يُدعى "جيمسيتابين" مع "سيسبلاتين"، أو "كاربوبلاتين".

وأكّد باولز: "حصلنا على البيانات منذ ثلاثة أسابيع فقط، لذا فالأمر يحدث بسرعة كبيرة جدًا"، مضيفًا أنّ الخطوة التالية لفريق البحث هي تقديم بياناتهم إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ووكالات أخرى حول العالم.

ولم تُنشر البيانات في مجلة خاضعة لمراجعة النظراء حتّى الآن.

نهج آخر يمد فرص البقاء على الحياة بشكلٍ أكبر

قامت بعض الدراسات الجديدة الأخرى بتقييم طرق جديدة لعلاج مجموعة مختلفة من مرضى سرطان المثانة المتقدم، أي أولئك الذين استمر مرضهم في التقدم حتّى بعد تجربة علاج أو اثنين من العلاجات السابقة.

ووجدت تجربة أخرى في المرحلة الثالثة أنّ العلاج المُستَهدف كان فعالاً للمرضى الذين يعانون من سرطان الظهارة البولية (urothelial cancer) المتقدم أو النقيلي، والذين تمتعوا بطفرات جينية محددة.

وسرطان الظهارة البولية هو نوع من سرطان المثانة يبدأ من خلايا الظهارة البولية المبطِّنة للجزء الداخلي من المثانة.

وقارنت الدراسة المنشورة السبت في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية البقاء على قيد الحياة الإجمالي بين 136 مريضًا تم إعطاؤهم دواء "إردافيتينيب" المضاد للسرطان كحبوب تؤخذ عن طريق الفم، مقابل 130 مريضًا تلقوا علاجًا كيميائيًا معياريًا.

وتمت متابعة المرضى، الذين سبق وأنّ تلقوا علاجات مختلفة للسرطان، لمدة بلغ متوسطها 15.9 شهرًا.

وكتب الباحثون أنّ "العلاج بدواء إردافيتينيب أدى إلى متوسط أعلى بكثير ​للبقاء على قيد الحياة مقارنةً بالعلاج الكيميائي بين المرضى الذين يعانون من سرطان الظهارة البولية المتقدم أو النقيلي".

وبلغ متوسط البقاء على قيد الحياة الإجمالي 12.1 شهرًا بين المرضى الذين تلقوا العلاج بدواء "إردافيتينيب"، مقارنةً بـ7.8 شهر بين أولئك الذين خضعوا للعلاج الكيميائي.

"نهج معياري جديد"

ووجدت دراسة أخرى نُشرت الأحد في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية، وعُرِضت في مؤتمر "ESMO" أنّ استخدام العلاج الكيميائي مع أدوية العلاج المناعي أدّى إلى تحسين مدة البقاء على قيد الحياة بين المرضى المشخصين بسرطان المثانة المتقدم الذي لم يُعالج سابقًا، وذلك مقارنةً بالخضوع للعلاج الكيميائي وحده.

وأُجريت تجربة المرحلة الثالثة تلك على 608 من المرضى عانوا من سرطان المثانة المتقدم الآخذ بالانتشار، والذي لا يمكن إزالته جراحيًا.

ولم يُعالج مرضهم سابقًا.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أبحاث أمراض مرض السرطان البقاء على قید الحیاة العلاج الکیمیائی من سرطان علاج ا

إقرأ أيضاً:

شهادات ناجين من هجوم الغوطة الكيميائي

سلط تقرير بمجلة نيولاينز الأميركية الضوء على قصص الناجين من هجوم الغوطة الكيميائي في سوريا، فيوم 21 أغسطس/آب 2013، شن النظام السوري أحد أكثر الهجمات الكيميائية دموية في القرن الـ21، مستهدفا منطقة الغوطة الشرقية التي كانت تحت سيطرة الثوار.

وأطلق النظام صواريخ تحمل غاز السارين -وهو غاز أعصاب قاتل- على عدة مواقع، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1144 شخصا، وتسبب في مشاكل تنفسية حادة لأكثر من 6 آلاف آخرين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال تكشف عن التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات الأسدlist 2 of 2احتياجات الذكاء الاصطناعي من المياه العذبة هائلةend of list

ولا يزال الناجون يعانون الندوب الجسدية والعاطفية التي خلفتها تلك الليلة، ويطالبون بمحاسبة "الفظائع" التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بحقهم، وتناولت الكاتبة والصحفية المستقلة نيكول دي إيليو مستجدات "المأساة" عبر مقابلات مع الناجين.

العائلة الناجية

وذكر محمد زربا للكاتبة، والذي كانت عائلته الناجية الوحيدة من منطقة زملكا في الغوطة، لحظة الهجوم "المرعبة"، وقال إن صوت الصفير الخافت أمام منزله كان التحذير الوحيد للهجوم الليلي، وسرعان ما بدأت عيناه وأنفه وحلقه بالاحتراق بعدها، وخر والده على الأرض وهو يترنح ويكافح من أجل أن يتنفس.

وأشارت الكاتبة إلى مقطع مصور من تلك الليلة، يمكن فيه رؤية زربا وهو يتشنج على نقالة في طريقه إلى المستشفى، ولم يستعد وعيه إلا بعد 20 ساعة، وسارع إلى الحي ليجد أن جميع من كان يعرفهم قتلوا في أثناء نومهم، وأكد بدوره أن "الخوف من تلك الليلة لن يزول أبدا، ولن ننسى أبد الدهر ما فعله السفاح بشار الأسد بنا".

إعلان الجثث في الشوارع

ونقلت الصحيفة قصة محمد بركات خليفة، الذي لا يزال يعاني من ضيق التنفس ومشاكل في الرؤية، ولم ينقذه من الهجوم سوى أنه كان مستيقظا، إذ إن الهجوم قتل العائلات بأكملها في أثناء نومها.

ورسم خليفة للمجلة صورة "تقشعر لها الأبدان" لما رآه ليلة الحادثة التي باغتت أهل الحي، حيث امتلأت شوارع زملكا بالجثث الهامدة، وكان بعضهم يلفظ أنفاسه الأخيرة، بينما اجتمع البعض الآخر على الأرض في محاولات يائسة للهروب من الغاز.

سقوط قتلى مدنيين جراء غازات كيميائية بالغوطة الشرقية (الجزيرة)

وأكد أنه من المستحيل "نسيان أنفاس الناس المتقطعة، والرغوة تخرج من أفواههم، والرعب محفور في عيونهم"، وأضاف: "اكتظت الشوارع بالجثث، وكان من المستحيل المرور دون التعثر بجثة أحد أهل الحي، وشعرت وكأنها بداية نهاية العالم".

مقابر جماعية

وكان المسعف محمد أحمد سليمان من بين من هرعوا للمساعدة، وفق التقرير، ليكتشف أن عائلته قد قتلت، وكان والده وشقيقه وطفلا أخيه من بين الضحايا الذين دفنهم لاحقا في مقبرة جماعية إلى جانب مئات آخرين.

وقال للمجلة إنه "لم نفتح باب منزل إلا ووجدنا أن أهله قد هلكوا، ورأينا عائلات بأكملها ميتة، ولم يسمح لنا النظام حتى بدفنهم وفق تعاليم ديننا الإسلامي، بل دفنت جثث الرجال بعضها فوق بعض، ووضعت جثث النساء والأطفال في قبر جماعي آخر".

ناجون من مجزرة الغوطة، 2013 (رويترز) هجوم متعمد

وكان الهجوم متعمدا، وفق ما نسبته المجلة لمنظمات حقوق الإنسان، وتشير التقارير إلى أن النظام المخلوع قام بتوقيت الضربة في وقت كان فيه الهواء ساكنا، مما ضَمِنَ ترسب الغاز الثقيل على مستوى الأرض بدلا من انتشاره.

وقد وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش والشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 8 صواريخ على الأقل على مناطق رئيسية في الغوطة الشرقية، حسب التقرير، وأكدت التحقيقات مسؤولية النظام، على الرغم من نفي الأسد المتكرر.

إعلان

ورغم موافقة سوريا على تفكيك برنامجها للأسلحة الكيميائية عام 2013 تحت ضغط دولي، فإنه تم تسجيل هجمات لاحقة باستخدام السارين والكلور، وقد وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 222 هجوما كيميائي منذ عام 2012، ونُسب 98% منها إلى قوات الأسد، وفق ما نقله التقرير.

وفي المجموع، قتلت أسلحة الأسد الكيميائية 1514 سوريًا، من بينهم 214 طفلا.

المحاسبة الدواء الوحيد

وأشار التقرير إلى أنه بعد انهيار نظام الأسد في أعقاب هجوم الثوار، بدأ الناجون أخيرا في التحدث عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم علنا من دون خوف من العقاب، ويطالب السوريون بمحاسبة الأسد على ما وصفوها بـ"مذبحة الأبرياء".

وقال سليمان: "لقد رحل الأسد، ولكننا نريد أن نرى محاكمته ومحاسبته، وحتى ذلك الحين، لن يزول ألمنا".

مقالات مشابهة

  • فتح معبر رفح لأول مرة منذ 8 أشهر لعبور المرضى الفلسطينيين إلى مصر
  • الحقنة المنقذة | مناشدة عاجلة للرئيس لعلاج الطفل علي من ضمور العضلات
  • فاس..خبراء يكشفون عن تطورات مهمة في علاج سرطان الجهاز البولي التناسلي
  • تفعيل خدمات نفقة الدولة لمرضى الأمراض المزمنة بالمنوفية بداية من فبراير 2025
  • المرور يعلن خريطة الطرق الجديدة بعد إزالة منزل كوبرى الجيزة
  • هل يمكن للأسبرين أن يمنع تجدد سرطان القولون؟: دراسة سويدية تكشف الإجابة المثيرة
  • لأول مرة.. تفعيل لجان استخراج طلبات العلاج على نفقة الدولة في بعض المناطق بالشرقية
  • شهادات ناجين من هجوم الغوطة الكيميائي
  • MSD تكشف عن رؤى دراسة طرابلس لمرضي السرطان
  • تحسين جودة النوم بدون أدوية: أفضل الطرق الطبيعية لعلاج الأرق