«هموت على ولادي».. فلسطيني جاء إلى مصر للعلاج فتعرض منزله للقصف في غزة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
البُعد فجأة يشبه الموت، غربة الأب تلك المرة ليست كأي غربة، لكنها الأقدار التي قضت بأن يعبر أقطار الوطن، طلباً للعلاج دون أن يدري أنه سيبقى حبيس الحدود محروما من رؤية أبنائه بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فصار هو في مصر وزوجته وأولاده بغزة دون اتصال واحد يطمئن به قلبه.
رحلة علاج في مصرفي الخامس من يوليو الماضي، ترك الأب أحمد داوود، زوجته الأولى وأبناءه في مدينة غزة، وجاء إلى القاهرة لتلقي العلاج في معهد ناصر، بعد محاولات متكررة عجز عنها الأطباء في بلده الأم، حيث يعاني من مضاعفات ارتجاع المريء والتهابات مزمنة بالمعدة، واصطحب في رحلته العلاجية زوجته الثانية التي تعاني هي الآخرى من تأخر في الإنجاب، بحسب روايته لـ«الوطن».
قضى داوود الأشهر الماضية بين عيادات الأطباء، يتواصل كل ساعة وآخرى مع الأسرة في غزة، حتى اندلعت أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الجاري، وشن الاحتلال هجمات عنيفة على القطاع المحتل، وحال بينه وبينهم، «فجأة انقطعت عنهم كل الاتصالات، ما بقيت حتى قادر أعرف إذا كانوا عايشين ولا؟»، بحسب ما روى الأب الفلسطيني تفاصيل معاناته.
إثر تحذيرات متكررة من الاحتلال، اضطرت زوجة داوود وأبناؤه ترك منزلهم في منطقة الكرامة في غزة بعد أيام قليلة من بداية القصف، واستقروا في منزل أقاربهم بحي الشيخ رضوان في المدينة نفسها، لكنهم لم يسلموا من الأذى، قصف الاحتلال بطائراته الحي وبات المنزل حطاما نجوا من تحت أنقاضه بأعجوبة شديد، هكذا وصف الأب المشهد، كما وقع بعد أيام انقطع فيها الاتصال بينهم، وكاد قلبه أن ينفجر من الخوف عليهم.
إصابات بالغة لأسرته«بعد أيام قدرت أوصلهم وعرفت أنهم اتصابوا، جروح وكسور خطيرة ومحجوزين بمستشفى الشفاء بغزة»، يبكي الأب الغزاوي حين يصف الأزمة التي يعيشها، متمنيًا لو كان يمتلك أجنحة يطير بها إليهم، حيث يقيمون الآن في غزة، «يا ريتني معهم الآن على الأقل أكون معاهم بدل الرعب اللي عايشه كل لحظة وصعوبة التواصل معهم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة حي الشيخ رضوان الاحتلال فلسطين طوفان الاقصى فی غزة
إقرأ أيضاً:
إصابة فلسطيني في اعتداء إسرائيلي في الخليل
تعرض شاب للإصابة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، وذلك خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم العروب شمال مدينة الخليل في الضفة الغربية.
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
وأشار تقرير نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، ونشرت عدداً من قناصتها على أسطح بعض المنازل ونوافذ أحد المساجد.
وقام القناصة بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز السام صوب المواطنين، ما أدى إلى إصابة شاب برصاصة في قدمه.
يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية أوضاعًا صعبة نتيجة السياسات الإسرائيلية التي تستهدف حياتهم اليومية، سواء من خلال التوسع الاستيطاني، أو القيود المفروضة على التنقل، أو الممارسات العسكرية التي تزيد من التوترات.
تنتشر الحواجز العسكرية في مختلف مناطق الضفة، ما يجعل التنقل بين المدن والقرى الفلسطينية أمرًا بالغ الصعوبة، حيث يضطر الفلسطينيون إلى الانتظار لساعات طويلة لعبور هذه الحواجز، ويتعرضون في كثير من الأحيان للتفتيش والإذلال من قبل جنود الاحتلال. كما تشهد مدن وبلدات الضفة اقتحامات يومية من قبل الجيش الإسرائيلي، حيث يتم تنفيذ حملات اعتقال تستهدف النشطاء والشباب الفلسطينيين، ما يؤدي إلى ارتفاع أعداد المعتقلين الإداريين الذين يُحتجزون دون محاكمة أو تهم واضحة.
إضافة إلى ذلك، يواصل الاحتلال سياسة هدم المنازل بدعوى عدم الترخيص، بينما يسمح للمستوطنين بتوسيع مستوطناتهم على حساب الأراضي الفلسطينية. تتعرض القرى القريبة من المستوطنات لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين الذين يحظون بحماية الجيش الإسرائيلي، حيث يتم تخريب الممتلكات وإحراق المحاصيل الزراعية، في محاولة لتهجير السكان والاستيلاء على أراضيهم. هذه السياسات أدت إلى خلق بيئة معيشية قاسية للفلسطينيين، تزيد من معاناتهم اليومية وتحدّ من قدرتهم على بناء مستقبل مستقر.
تنعكس السياسات الإسرائيلية القمعية بشكل مباشر على الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث يعاني الاقتصاد الفلسطيني من تراجع مستمر بسبب القيود المفروضة على الحركة والتجارة. يعتمد الكثير من الفلسطينيين على العمل داخل إسرائيل أو في المستوطنات، وغالبًا ما يكون ذلك ضمن ظروف عمل غير عادلة، وبرواتب متدنية مقارنة بالعمال الإسرائيليين. إضافة إلى ذلك، تعاني القطاعات الإنتاجية الفلسطينية من تضييقات مستمرة، حيث تفرض إسرائيل قيودًا على استيراد المواد الخام، ما يعيق تطور الصناعات المحلية ويؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة. كما يتم فرض قيود مشددة على الزراعة، حيث يتم مصادرة الأراضي الخصبة لصالح المستوطنات، ويُمنع المزارعون الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم في كثير من الأحيان.
من الناحية الاجتماعية، تؤثر هذه الأوضاع الصعبة على حياة الفلسطينيين اليومية، حيث يعيش الكثير منهم في حالة من التوتر والخوف المستمر نتيجة الاقتحامات العسكرية والاعتداءات الاستيطانية. يعاني الأطفال من اضطرابات نفسية بسبب المشاهد العنيفة التي يشهدونها يوميًا، كما يواجه الطلبة صعوبات في الوصول إلى مدارسهم بسبب الحواجز العسكرية. في ظل هذه الظروف القاسية، يحاول الفلسطينيون الصمود من خلال تعزيز التماسك المجتمعي، والاعتماد على المبادرات المحلية لدعم الاقتصاد والتعليم، رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم.