هل يقوّض الرهائن خطط إسرائيل ضد حماس في غزة؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
تواجه إسرائيل معضلة في خطتها للمرحلة التالية من حربها في غزة، فإذا وافقت على محادثات بشأن مصير ما لا يقل عن 200 رهينة تحتجزهم حماس، فإنها تخاطر بالتورط في مفاوضات غير مباشرة مع الحركة، التي تعهدت بسحقها.
على إسرائيل أن تظهر أن لا مجال للإفلات من المحاسبة على احتلال أراضيها،
وإذا مضت قدما في عملية برية تلوح في الأفق قبل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، فإنها تخاطر بسقوط عدد أكبر من الضحايا والضغوط الدولية للحد من عمليتها.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إنه واحد من العديد من القرارات التي تواجه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والقادة الإسرائيليين، وهم يفكرون في الانتقال من القصف الجوي لغزة إلى مرحلة الغزو البري، الأكثر صعوبة.
وإضافة إلى خطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين، تحذر الصحيفة من أن غزواً واسع النطاق لغزة يمكن أن يؤدي إلى جبهة ثانية، إذا استغل "حزب الله" الفرصة لإطلاق آلاف الصواريخ والطائرات المسلحة بدون طيار من ترسانته. ويرى جزء كبير من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن "حزب الله" هو التهديد الأكثر خطورة بالنسبة لها.
Israel faces a dilemma as it weighs the next phase of its war in Gaza: if it lets talks on the fate of hostages held by Hamas play out, it risks getting bogged down in indirect negotiations with a group it has vowed to crush https://t.co/YuzQm2yGiY https://t.co/YuzQm2yGiY
— The Wall Street Journal (@WSJ) October 22, 2023
أما إذا اختارت إسرائيل القيام بعملية محدودة في غزة لتجنب توسع الصراع ولحماية المدنيين، فقد تصبح عالقة في صراع طاحن يلحق ضرراً بحماس، ولكنها ستكون قادرة على تهديدها مجدداً بعد هجومها في 7 أكتوبر(تشرين الأول) على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1400 شخص.
وأوضح تشاك فريليتش، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إسرائيل وكبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث في تل أبيب، أن "هناك جدلاً مستمراً في مجلس الوزراء حول المدى الذي يجب الذهاب إليه، على إسرائيل أن تظهر أنه لا مجال للإفلات من المحاسبة على احتلال أراضيها، حتى لو لفترة وجيزة، وقتل سكان إسرائيل".
وحذرت الصحيفة من أن الخطر الذي يواجه إسرائيل من حزب الله كبير إلى الحد الذي يجعل بعض المسؤولين الإسرائيليين السابقين يزعمون أن على حكومة نتانياهو أن تعيد النظر في خططها لشن حرب برية على غزة، وتوجيه ضربة استباقية عبر حدودها الشمالية، متجاهلة الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة لتجنب توسيع نطاق الحرب.
Netanyahu’s cabinet and Israeli commanders face momentous, cross-cutting decisions that could leave them at odds with the US as they move from the aerial bombardment of Gaza to the far more challenging ground-combat stage of the war. My analysis: https://t.co/2FuznrYjVa
— David Cloud (@DavidSCloud) October 23, 2023
وقال شيمريت مئير، مسؤول السياسة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية السابقة: "ليس لدينا أي شيء نكسبه استراتيجياً من حرب طويلة الأمد يمكن أن تستمر لمدة عام في غزة، لدينا مكسب استراتيجي يمكننا تحقيقه في عملية في الشمال، وهو تفكيك بعض قدرات حزب الله الصاروخية، التي تهددنا بشكل مباشر".
ويشار إلى أن إسرائيل استدعت نحو 360 ألف جندي احتياطي، في واحدة من أكبر عمليات التعبئة في تاريخها، استعداداً للمرحلة التالية من الحرب في غزة.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الهجوم البري سيستهدف مقاتلي حماس وقيادتها، الذين يستخدمون شبكة واسعة من الأنفاق والمخابئ المحصنة لتفادي المسيرات والمقاتلات الإسرائيلية.
وصرح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، في إشارة إلى العملية البرية المخطط لها في غزة: "سنعمل في الوقت والمكان والطريقة التي نختارها، وسوف يعتمد ذلك على مصالحنا العملياتية".
وعندما وجهت إسرائيل قواتها إلى شوارع مدينة غزة عام 2014، قصفها المسلحون بالنيران والصواريخ المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية، مما أسفر عن مقتل 13 جندياً إسرائيليًا في معركة استمرت يومين. ويقول القادة الإسرائيليون إن هذه المرة ستكون مختلفة، لأن هجماتها الجوية تدمر دفاعات حماس قبل دخول القوات والدبابات والعربات المدرعة، ولأن القادة الإسرائيليين على استعداد لقبول المزيد من الخسائر في الأرواح لتدمير حماس.
وقال ضابط إسرائيلي كبير يوم السبت: "تم ضرب معظم قدراتهم في الجانب الشمالي من غزة، وهم يحاولون إعادة استخدام بعضها، ونحن نقصفهم مرة أخرى".
وأضاف أنه بمجرد بدء الهجوم البري، "سترون المزيد من الدور الداعم" للقوات الجوية الإسرائيلية، لأنها توفر غطاءً لوحدات المشاة والمدرعات التي تتحرك إلى غزة.
ويواجه نتانياهو ضغوطاً من وراء الكواليس من الولايات المتحدة ودول أخرى، للتخطيط لبدء الغزو بطريقة تمنح قطر والوسطاء الآخرين الوقت لمواصلة المفاوضات لإطلاق سراح بعض الرهائن على الأقل الذين تحتجزهم حماس، وكذلك لإطلاق سراح المزيد من الرهائن. وقال محللون إن المساعدات الإنسانية ستتدفق على غزة للمدنيين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل المزید من حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد أن دخل حيز التنفيذ.. 3 أسئلة توضح هل ينهي اتفاق غزة الحرب نهائيا؟
توصلت حركة المقاومة الإسلامية حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى اتفاق يوقف الحرب في غزة، ويشهد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
ويرصد موقع "الفجر"، هل الاتفاق بين حركة حماس وحكومة الاحتلال سينهي الحرب نهائيًا، بعد أن استغرق شهورًا من المفاوضات غير المباشرة؟.
ما هي مراحل الاتفاق؟
ستكون المرحلة الأولى، والتي ستستمر 6 أسابيع وستشهد "وقف إطلاق نار كامل وشامل".
أما المرحلة الثانية ستكون "نهاية دائمة للحرب"، وسيتم إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين، بما في ذلك الرجال، في مقابل المزيد من السجناء الفلسطينيين، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
وبالنسبة للمرحلة الثالثة والأخيرة، تشمل إعادة إعمار غزة وهو أمر قد يستغرق سنوات ويتضمن إعادة أي جثث رهائن متبقية.
هل ستوافق إسرائيل على الانسحاب من المنطقة العازلة ؟
وقد أفادت قناة سكاي نيوز عربية، بأنه لا يُعرف ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على الانسحاب من المنطقة العازلة أم لا، حيث أشارت ترجيحات إلى أن يكون وقف إطلاق النار هشًا، وأي حادث صغير قد يتحول إلى تهديد كبير.
هل ينهي اتفاق غزة الحرب نهائيا؟
من غير الواضح ما إذا كان الاتفاق سينهي الحرب للأبد، بسبب عدم الثقة التامة بين إسرائيل وحماس، ومطلب حماس بإنهاء الحرب بشكل كامل قبل إطلاق سراح الرهائن، وهو الأمر الذي لم تقبله إسرائيل.