اسرائيل تستخدم الفسفور الأبيض في غزة ولبنان.. هذه مخاطر الوميض القاتل
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" استخدام الجيش الاسرائيلي خلال غاراته على قطاع غزة ومواقع على الحدود اللبنانية، قنابل فوسفورية، بعدما تحققت من مقاطع فيديو بينت "انفجارات جوية متعددة للفوسفور الأبيض الذي أطلقته المدفعية الاسرائيلية فوق ميناء مدينة غزة وموقعين على طول الحدود اللبنانية"، كما جاء في بيان المنظمة.
وهو ما أكدته منظمة العفو الدولية التي أعلنت في وقت لاحق استخدام اسرائيل قنابل الفوسفور الابيض في قصفها قطاع غزة المكتظ بالمدنيين.
وبحسب "هيومن رايتس ووتش" فانّ الهجمات بالوميض الابيض القاتل حصلت يومي 10 و11 تشرين الاول الجاري، والمؤكد انّ اسرائيل تمعن في استخدامه منذ بداية القصف على غزة والحدود اللبنانية - الفلسطينية. وقالت المنظمة انّ مقاطع الفيديو والصور التي تم التحقق منها تُظهر قذائف مدفعية M825 وM825A1، والتي تحمل اسم D528، وهو رمز تعريف وزارة الدفاع الأميركية (DODIC) للقذائف المستندة إلى الفوسفور الأبيض.
اسلحة حارقة زعم جيش العدو الاسرائيلي عدم معرفته باستخدام أسلحة تحتوي على الفوسفور الأبيض في غزة، كما لم يعلق على اتهام "هيومن رايتس ووتش" له بشأن استخدام تلك الأسلحة في لبنان. وتعتبر القنابل الفسفورية أسلحة حارقة تخضع لقيود البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر بعض الأسلحة التقليدية، وكان الجيش الإسرائيلي قد التزم في عام 2013، بعدم استخدام هذه القنابل في المناطق المأهولة بالسكان. ولكن الاجرام الاسرائيلي المستمر بلا حدود، في مقابل صمت المتحكمين بقواعد القانون الدولي الانساني عن محاسبته، يجعله يخترق كل القوانين، فيضرب بكل ما اتيح له من قوة بكافة الاسلحة المتواجدة لديه. والقنبلة الفسفورية تؤدي إلى انفجار الفوسفور عند ملامسته للأوكسجين، فهي مادة كيميائية منتشرة في قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ، تشتعل عند تعرضها للأوكسجين. وعندما يحصل هذا التفاعل فانه ينتج حرارة شديدة تصل إلى 815 درجة مئوية، اضافة الى ضوء ودخان كثيف. ويؤدي حكما الى الاصابات المروعة عندما يتلامس مع جسم الانسان. بل أكثر من ذلك بكثير.
خطر الوميض الابيض
يتحدث الدكتور جبران قرنعوني الاختصاصي في طب الطوارئ وادارة الكوارث لـ"لبنان 24" عن مخاطر هذه القنابل، والاجراءات التي يجب اتباعها في حال الاشتباه بالتعرض لضرباتها. ويقول قرنعوني: "تُستخدم غالبا هذه القنابل اثناء المعركة لحجب الرؤية بين الاعداء، لانها مضيئة تعطي اشارات مرئية، كما يستخدمها الطيارون عندما يكون هناك صواريخ موجهة نحوهم. وحتما هذه القنابل محرم استخدامها في القانون الدولي الانساني على البشر لما لها من مخاطر قاتلة، ولكنها لا تصنف ضمن الاسلحة الكيميائية لذلك يمكن استخدامها في الحالات السابقة التي اشرنا اليها فقط لا غير، امّا استخدامها مباشرة على البشر فانّ ذلك مخالف للقانون الدولي الانساني".
فأي خطر تحمله على الانسان في حال الاصابة بها؟ يقول قرنعوني: "مثلها كمثل أي تفاعل كيميائي يحصل على جسم الانسان، فانّ الخطر المباشر الاول هو الاتصال مع الجلد ما يؤدي الى الحروق لحد الدرجة الثالثة. والخطورة الثانية تكمن في استنشاقه وبالتالي الوصول الى الرئتين ما يؤدي الى تلفهما. امّا الخطورة الثالثة فانّه لو تعرض الجسم فقط لـ10 بالمئة من هذه القنابل ووصلت الى الكليتين والكبد، فقد يؤدي ذلك الى الموت، ناهيك طبعا عن وصول الاصابة الى القلب ما سيؤدي حكما الى الوفاة".
شظايا فوسفورية
وبحسب قرنعوني فانّ ذلك يعتمد على كمية الاصابة بالقنبلة، بمعنى انّ القنبلة تنشر الشظايا الفوسفورية، فلو وصل للانسان حوالى 116 شظية منها فانّها كافية لتعريضه للخطر، وفي حال وصلت الشظايا الى القلب والكبد فقد تقتل الانسان في خلال 10 دقائق.
وفي حال الاشتباه بالتعرض الى تلك الشظايا، فما يجب ان يفعله الانسان؟ يقول قرنعوني: "في حال التعرض الى كمية من الشظايا اي اصابة طفيفة، يجب فورا الاسراع الى تعريض مكان الاصابة لكثير من الماء، لانّ الماء الوفير يجعل المادة الموجودة في الشظية غير فعالة عندما تلتصق بجسم الانسان، وكذلك يجب مسح المنطقة المصابة بالماء. امّا في حال تعرضت العين الى الشظية، فيجب ايضا صب الماء عليها لمدة ربع ساعة متتالية، واغلاق العين بعدها وربطها برباط من المياه".
ويتابع: "امّا في حال استشناق الشخص لدخان القنبلة، فيجب اولا وضمن الاسعافات الاولية السريعة، ان نجعل المصاب في وضعية الجلوس واجراء التنفس الصناعي عن طريق ادوات معينة يمتلكها المسعفون". وتأتي هذه ضمن الاسعافات السريعة، وبعض الحالات تتوجب حكما النقل الى المستشفى.
وينصح قرنعوني اثناء القصف المواطنين بالنزول الى المناطق المنخفضة، و"اذا كان الشخص على الطريق، فيستحسن الدخول فورا الى احدى البنايات المجاورة له، واغلاق النوافذ والابواب في المنازل".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
MEE: الإمارات تستخدم مطارا في بونت لاند لدعم الدعم السريع بالسودان
نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقرير، قال فيه إن الإمارات العربية المتحدة نشرت رادارا إسرائيلي الصنع في الصومال ضمن اتفاق سري عقده رئيس جمهورية "بونت لاند" التي تتمتع بحكم ذاتي، سعيد عبد الله ديني لإدارة مطار بوساسا وبدون موافقة برلمانية.
وقال الموقع، إن الرادار العسكري في "بونت لاند" جاء لحماية مطار بوساسا من هجمات حوثية محتملة قادمة اليمن.
وأظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الإصطناعية تركيب رادار من نوع "إي أل أم -2084 3" دي متعدد المهام الممسوح إلكترونيا في المطار.
وتكشف البيانات المتوفرة في المصادر المفتوحة أن الإمارات تستخدم وبشكل متزايد مطار بوساسا لتزويد قوات الدعم السريع في السودان بالإمدادات العسكرية.
وفي بداية هذا العام، تقدم السودان بدعوى قضائية ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية بتهمة دعم الإبادة الجماعية بسبب علاقاتها مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال مصدر في المنطقة: "ركبت الإمارات الرادار بعد خسارة الدعم السريع معظم العاصمة الخرطوم"، مضيفا أن "هدف الرادار هو اكتشاف التهديدات النابعة من الطائرات بدون طيار أو الصواريخ، وتقديم إنذار مبكر ضدها، وخاصة تلك التي قد يطلقها الحوثيون، والتي تستهدف بوساسو من الخارج".
وتم نشر الرادار في المطار أواخر العام الماضي حيث لم يتمكن موقع "ميدل إيست آي" من التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل. وأفاد المصدر الثاني بأن الإمارات تستخدم مطار بوساسو يوميا لدعم قوات الدعم السريع، حيث تصل طائرات شحن كبيرة بانتظام لتحميل الأسلحة والذخيرة - وأحيانا تصل إلى خمس شحنات كبيرة في المرة الواحدة. وطلب موقع "ميدل إيست آي" من وزارة الخارجية الإماراتية التعليق.
وعند التواصل معه بشأن هذه الادعاءات، رفض عبد الفتاح عبد النور، وزير الدولة لشؤون رئاسة بونتلاند، التعليق على المسألة، وبدلا من ذلك نشر صور ساخرة تسخر من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وزعم مصدران صوماليان منفصلان أن رئيس بونتلاند، ديني، لم يطلب موافقة الحكومة الفدرالية الصومالية أو برلمان بونتلاند على هذا الترتيب.
وتعتبر بونتلاند كيانا مستقلا بحكم الواقع وتتمتع بحكم ذاتي تابعة للصومال.
وقال مصدر صومالي مطلع على الأمر: "هذه صفقة سرية وحتى أعلى مستويات حكومة بونتلاند، بما في ذلك مجلس الوزراء، لا علم لها بها".
وأضاف أن: "صمت الحكومة الوطنية الصومالية حيال هذه القضية غير مفهوم".
وأشار المصدر إلى تقارير عن جلب جنود كولومبيين إلى مطار بوساسا ومن أجل إعادة نشرهم في السودان، مع أنه ليس من الواضح من أصدر لهم التأشيرات، حيث لم تلعب مقديشو أي دور في الترتيبات. وأقامت الإمارات علاقات قوية مع الحكومة الصومالية، حيث وفرت لها الدعم ودربت جنودها على مواجهة الجماعات المتمردة مثل حركة الشباب. وكانت الإمارات ناشطة في بونتلاند والتي تعتبر قريبة من الناحية الجغرافية لليمن والإمارات.
ودربت الإمارات قوات في بونتلاد لمواجهة القرصنة. وينظر إلى ديني على أنه موال للإمارات بسبب الدعم المالي الذي تقدمه له ويعزز طموحاته السياسية. وقال المصدر: "هناك انتخابات رئاسية في عام 2026، وهو بحاجة لكل الدعم للحصول على الأصوات الوطنية".
وأشار سالم سعيد سالم، الخبير الإقليمي والمدير التنفيذي لمعهد سيدرا في بونتلاند، إلى أنه على الرغم من التقارير المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية، لم يعلق ديني ولا إدارته على وجود الرادار.
وأضاف: "هذا الصمت يشير إلى صحة الادعاءات"، مضيفا أنه لم يفاجأ بهذا التطور نظرا لعلاقات ديني الطويلة مع الإمارات. وأشار سيدرا إلى أن مقديشو قد اختارت، على الأرجح، عدم معاداة الإمارات وفضلت الصمت بشأن الأنشطة العسكرية الإماراتية في بونتلاند.
وقال سيدرا: "يعتمد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود على دعم الإمارات لمحاربة حركة الشباب والسعي إلى السلام في البلاد. من المنطقي أن تعالج هذه القضايا خلف الأبواب المغلقة".
وقد تعرضت حكومة محمود لضغوط كبيرة في الأونة الأخيرة، حيث حققت حركة الشباب مكاسب كبيرة قرب مقديشو. بالإضافة إلى تزايد المعارضة لقيادته بسبب الطبيعة القبلية لنظام الحكم في الصومال. واقترح محمود الانتقال من نظام انتخابي قائم على العشائر إلى نظام اقتراع عام. إلا أن هذا الاقتراح واجه مقاومة من بعض السياسيين البارزين وحوله إلى قضية خلافية.
كما تنشط الإمارات في دولة أرض الصومال الانفصالية، حيث تقوم باستثمارات كبيرة هناك أيضا، مما أثار حفيظة مقديشو. وقال وزير الخارجية الصومالي أحمد محمد فقي خلال عطلة نهاية الأسبوع أن حكومته قدمت رسالة إلى الإمارات حث فيها أبو ظبي على التوقف عن التعامل مع رئيس أرض الصومال عبد الرحمن سيرو وكأنه رئيس للدولة.