سودانايل:
2024-07-03@13:53:13 GMT

موقع مهدية السودان في التاريخ (1 -2)

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

موقع مهدية السودان في التاريخ (1 -2)
THE PLACE IN HISTORY OF THE SUDANESE MAHDIA
بيتر هولت Peter Holt
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تقديم: هذا هو الجزء الأول من ترجمة (بتصرف في بعض المواضع) لمقالٍ بقلم المؤرخ البريطاني بيتر هولت عن مهدية السودان وموقعها في التاريخ، نُشر في المجلد الأربعين من مجلة السودان في رسائل ومدونات (SNR) الصادرة في عام 1959م، الصفحات 107 – 112.


عُيِّنَ البروفسور هولت (1918 – 2006م) عقب تخرجه في جامعة أكسفورد أستاذا للتاريخ بالمدارس الثانوية السودانية، ثم عمل مفتشا بين عامي 1941 – 1953م. وأنشأ من بعد ذلك دار الوثائق وترأسها، وعمل محاضرا غير متفرغ في جامعة الخرطوم بين عامي 1952 – 1953م. وعاد بعد ذلك إلى بلاده وعمل في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية بين عامي 1955 – 1982م إلى حين تقاعده. ونشر الرجل في خلال مسيرته الأكاديمية أعمالا أصيلة عديدة عن تاريخ السودان (خاصة في عهد المهدية) ومصر (في عهد المماليك) وسوريا، وشارك في كتابة فصل عن العرب والإسلام في موسوعة كمبردج عن الاسلام. وكان آخر كتاب له عام 1999م قد صدر تحت عنوان: The Sudan of the Three Niles: The Funj Chronicle.
تعلم هولت اللغة العربية في غضون سنواته في السودان، وترجم كتابين من الألمانية والفرنسية (اُنْظُرْ نعي بروفيسور هولت في صحيفة الإندبندنت https://rb.gy/k66b9).
وقد سبق لنا ترجمة بعض أعمال هولت عن المهدية كان من أهمها مقال بعنوان "محفوظات وثائق (أرشيف) المهدية" (1). ورغم أن هولت كان – على وجه العموم - ينأى بنفسه عن المنهج السياسي الدعائي المنحاز الذي سلكه ونجت وسلاطين وغيره من أوائل الغربيين الذين كتبوا عن المهدية (2)، إلا أنه ظهرت في السنوات الأخيرة الكثير من الكتابات الغربية الحديثة عن مهدية السودان التي قد لا تتفق مع غالب كتابات هولت وغيره من المؤرخين السابقين، ومن ذلك ما كتبته ميشيل غوردون وايريس سيري – هيرش وغيرهما (3).
المترجم
************ ************ ***********
باستخدام تعابير علمانية يمكن وصف المهدية بأنها تمرد أو ثورة (revolt) وقعت في إحدى المناطق التابعة لخديوي مصر، ونجحت في الإطاحة بالإدارة (التركية /المصرية) القائمة، وأقامت لها دولة اقليمية وطنية، غالبا في الأقاليم التابعة الشمالية. وأفضى تزامن تلك الثورة مع قيام بريطانيا بالسيطرة على مصر نفسها إلى مواجهة بين الدولة المهدية والقوة العسكرية البريطانية، وأدى ذلك في نهاية المطاف لتدمير تلك الدولة المهدية، وأفضى بِالتّبَعِيّة إلى تطور السياسة الخارجية والإمبريالية البريطانية في نهاية القرن التاسع عشر. وكان من نتائج مجمل تلك الظروف أن كانت وجهات النظر الحالية (أي في نهاية خمسينات القرن الماضي. المترجم) عن المهدية تدور حول أنها كانت في الأساس واقعة من إحدى وقائع التاريخ الإمبريالي البريطاني أو المصري. لقد كانت الكتابات عن تلك الحركة - مع بعض الاستثناءات الملحوظة - تزخر بالإيحاءات السياسية والدعائية، ولم تكن هناك سوى محاولات قليلة لاعتبار المهدية عملية تاريخية مستقلة، أو لوضعها في السياق الأوسع للتاريخ الإسلامي. ومن النتائج الأخرى لتلك النظرة الخارجية للمهدية هو الانتباه والتركيز غير المتناسب الذي انصب فقط على مرحلتي بدء المهدية وختامها (في 1881 – 1885م و1896 -1898م، على التوالي)، عندما كانت الحركة منخرطة في صراع مميت مع السلطة المصرية والبريطانية، في حين أن سنوات ذلك العقد الذي بلغت فيها الدولة المهدية ذروة قوتها، قد تم إهماله بالكامل تقريباً.
ويقدم هذا المقال بعض الآراء المتعلقة بإعادة تقييم موقع المهدية في التاريخ. فهو يحدد أولاً نمط الأحداث، ويقترح بعض المقارنات بينها وبين الحركات الإسلامية الأخرى؛ وثانياً، يذهب إلى أن طبيعة المهدية كانت ثورية في الأساس، ويحلل المجموعات الرئيسية التي ينتمي لها أنصارها. وثالثاً، يسعى المقال من خلال وصف الفترات الرئيسية لتاريخ المهدية، إلى الإشارة إلى أهمية العقد المهمل في ذلك التاريخ، وربطه بالمراحل الأكثر دراماتيكية التي سبقته والتي تلته.
(1) أنماط الأحداث وإطارها التاريخي
لم تكن المهدية السودانية بأي حال من الأحوال تطوراً مبتكرا لا نظير له في التاريخ الإسلامي. لقد مرت تلك المهدية بثلاثة مراحل رئيسية. فقد بدأت أولاً بحسبانها حركة دينية لإحياء الإسلام؛ وثانياً، غدت منظمة ثيوقراطية متشددة تسعى إلى تحقيق استعادة مجد الأمة الإسلامية (الباكرة)؛ وثالثاً، صارت دولة إقليمية اندثرت فيها تدريجياً الجوانب الثيوقراطية. وكانت هناك الكثير من الحركات السابقة التي مرت بذات مراحل التطور المذكورة. وكما يبدو ظاهريا، شابه تطور المهدية بالسودان حركة "الموحدون" في المغرب العربي (4). وكان قائدها قد إدعى أنه المهدي، ونشأت حركته أيضاً على هامش الإسلام الأفريقي، وأقام له سيطرة إقليمية أسرية. وهناك تشابه بين مهدية السودان والطريقة الصفوية، وهي طريقة صوفية يقوم عليها شيوخ يتوارثون الزعامة. ونشأت تلك الحركة في شمال غرب بلاد فارس (أسسها المتصوف الشيخ الكردي الأصل صفي الدين الأردبيلي. المترجم). وفي القرن الخامس عشر تغيرت تلك الحركة من رابطة أخوية تعبدية وصوفية إلى منظمة متشددة. وعند بداية القرن السادس عشر أقام زعيمها الثالث (المتشدد) إسماعيل دولة ملكية في إيران والعراق، كانت بداية لقيام الدولة الفارسية الحديثة (5). وأعاق تحول الدولة من المذهب السني للمذهب الشيعي إمكانية ظهور مهدي صفوي. غير أن حكام تلك السلالة ظلوا يصرون على أنهم من نسل (سيدنا) علي بن أبي طالب، ويقدمون أنفسهم بحسبانهم نواب الإمام الغائب (مهدي الشيعة).
لقد ارتبطت المهدية السودانية، بقدر ما كانت حركة دينية، ارتباطاً مباشراً بالتطورات الحديثة في العالم الإسلامي. ومنذ منتصف القرن الثامن عشر تقريباً، بدأ "الاهتياج" الأيديولوجي، الذي استمر طوال سنوات القرن التاسع عشر، ولم ينته بأي حال من الأحوال حتى اليوم. وفي مراحله اللاحقة، ظهر هذا التطور كرد فعل إسلامي تجاه الضغط المسيحي المتزايد على العالم الإسلامي؛ وهو الضغط الذي كان بمثابة "مذيب" للإطار السياسي والاجتماعي والثقافي التقليدي في الشرق الأوسط، كما في أماكن أخرى. ولم يكن رد الفعل ذاك موجهاً ضد المسيحية أو ضد أوروبا ولا الغرب عموماً، ولكنه كان ضد المؤسسة الدينية في الإمبراطورية العثمانية إبان القرن الثامن عشر، حين كان "العلماء" يشكلون طبقة مميزة، ووراثية إلى حد كبير؛ وكانت الأفكار والممارسات الصوفية (التي كانت في كثير من الأحيان من النوع البدائي وغير الإسلامي (قد أثرت بشدة على "العلماء" أنفسهم، مثلهم في ذلك مثل بقية كل طبقات المسلمين. وظهرت في العالم الإسلامي بعد ذلك سلسلة من الحركات الإسلامية الإحيائية والإصلاحية، كانت من أهمها الحركة الوهابية بنجد في القرن الثامن عشر. ووقعت مواجهة بين الممارسات الحالية وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ واستنكرت تلك الحركة المعتقدات الشعبية، مثل تبجيل الأولياء، باعتبارها بدعة (سيئة)، ودعت لاستعادة الشريعة باعتبارها القانون الفعلي والكافي للمجتمع المسلم، وكان تطبيقها هو الهدف السياسي الأساسي بالنسبة لها. ومن هذا النوع العام من الحركات ظهرت حركة السنوسية في بَرْقَة، وحركة الشيخ عثمان بن فودي في أوساط الفولاني، والمرحلة الأولى من نشاط طائفة الختمية في السودان المصري، وفي جيل لاحق، ظهرت المهدية نفسها في السودان.

(2) المهدية باعتبارها حركة ثورية وأنصارها
تُعد الحركات الإصلاحية الإسلامية حركات ثورية كامنة /محتملة (potential) إذ أن مواجهة أي نظام سياسي واجتماعي قائم مع صورة المجتمع الإسلامي المثالي (الذي تحكمه الشريعة ويعيد إنتاج السمات التقليدية للأمة في مراحلها المبكرة) هو شأن يتحدى التسويات والتنازلات (compromises) بنفعية متأصلة في كل إدارة. وهكذا، كانت الحركة الوهابية بكل طبيعة معتقداتها في القرن التاسع عشر غير متوافقة بشكل أساسي مع الدولة العثمانية، التي استمدت مبادئها الأخلاقية من وجهة نظر مختلفة بالكلية عن طبيعة المجتمع الإسلامي. وبصورة مماثلة، كان زعم محمد أحمد في السودان المصري أنه هو "المهدي المنتظر" أمراً ثورياً، ليس فقط لأنه قد أكد بأفعاله على مبادئ أسمى مما كانت تمتلكه الإدارة الخديوية، ولكن أيضاً لأنه أَعْلَمَ الناس بأنه قد أُرْسِلَ لإقامة السنة، أي لتأسيس مجتمع مسلم خالص على نمط النموذج الأول. لذا كانت حركته موجهة ضد مجموعتين؛ الأولى هي المؤسسة الحاكمة للسودان المصري – أي قوات الخديوي وكل من يعمل في سلك إدارتها، الذين كانوا يديرون نظاما حكوميا يعمل وفقاً للنظام العثماني ويماثله تماماً في أغراضه وطرائق عمله، وفي ذات الوقت كان شديد التأثر بمن استقدمهم من الأوربيين (للعمل في السودان)؛ والثانية هي المؤسسة الدينية – التي تشمل جماعة "العلماء" الذين ارتبطوا بالإدارة الحاكمة، ومنحوا النظام الدعم المعنوي. وكانت المجموعتان في القاموس المهدوي تُسميان "الترك" و"علماء السوء"، على التوالي.
لقد كانت رسالة محمد أحمد بحسبانه معلماً ومرشداً دينيا قد بدأت قبل سنوات عديدة قبل أن يعلن للناس عن أنه هو المهدي المنتظر. وبعد أن ظهرت عنده في الجزيرة أبا علامات ذلك المهدي المنتظر، واصل من كان حوله من طلبة العلم الديني في تشكيل نواة لحركته، وعرفوا بأنهم "أبكار المهدي" (أو "أبكار المهدية"). غير أن دورهم السياسي لم يكن بشيء يذكر. ولم يكن بينهم، باستثناء عبد الله التعايشي، من أدى دوراً بارزاً فيما تَلَّى من أحداث. وكان تعيين "عبد الله" في موقع "الخليفة الصديق" تيمناً بأبي بكر الصديق في مرحلة باكرة من مرحلة المهدية (العسكرية) المتشددة يبين مكانته وقربه الشديد من المهدي، الذي كان بدوره يعتبر نفسه خليفةً للرسول (صلى الله عليه وسلم). ومن "الأبكار" كان هناك أيضا علي ود محمد الحلو، الذي سُمي بالخليفة الفاروق تيمنا بالخليفة الثاني عمر بن الخطاب. وقد أدى الحلو دوراً مهما في محاولة التوسط في الصراعات الداخلية حول السلطة التي حدثت لاحقا في الدولة المهدية. غير أن الرجل لم يسع للحصول على أي قدر من البروز (ولم ينله) في الدولة المهدية يبذ ما ناله عبد الله التعايشي.
وفي مرحلة المهدية العسكرية المتشددة (التي أعقبت إعلان محمد أحمد عن مهديته مباشرةً) ظهر صنفان من أنصار المهدي: كان الصنف الأول يتكون من الرجال الشماليين الذين هم من أصل نيلي/ نهري (riverain origin)، خاصة الدناقلة والجعليين الذين كانوا قد تفرقوا في مناطق تقطنها قبائل غير عربية في المناطق العليا بالنيل الأبيض ومناطق بحر الغزال ودارفور. وشكل أولئك الرجال الذين كانوا يعملون بحارةً وتجاراً وجنوداً مجتمعاً حدودياً (frontier society) نموذجياً، وكانوا يسعون للبحث عن الثروة عن طريق استكشاف واستغلال تلك المناطق الطرفية. وكانوا، مثلهم مثل سكان المناطق الحدودية الآخرين (frontiersmen)، قد ضاقوا ذرعاً بالحكومة، واستاءوا من تمدد حكم الخديوي المصري في البلاد، على الرغم من أن بعضهم كان قد ضمن استمرار حصولهم على مواقع مميزة ووظائف رفيعة في الإدارة الحكومية لتلك المناطق. غير أن ولاءهم للحكومة كان قد وهن كثيراً، وبلغوا حد القطيعة معها بعد أن تبنى الخديوي إسماعيل سياسة منع تجارة الرقيق – وهي سياسة كانت هي نفسها دافعا لتوسيع رقعة الحكم المصري في غرب وجنوب السودان. وبما أن القوى الأوروبية (خاصةً بريطانيا) كانت هي من ألهمت سياسة منع تجارة الرقيق، وبما أن تلك السياسة كانت قد طُبِّقَتْ عن طريق تَدَفُّق عدد كبير من المسؤولين المسيحيين الغربيين مثل بيكر وغوردون وجيسي، فقد ضاعف ذلك من تفاقم سخط "مجتمع الحدود" بصورة أكبر، وأَلهَبَ في أوساطه مشاعر الكراهية الدينية ورهاب الأجانب. وعندما بلغت المهدية مرحلتها العسكرية (المتشددة) غدا الشماليون فِي الشَّتَاتِ بالجنوب والغرب عاملاً قوياً من عوامل نجاحها، على النقيض تماما من الشماليين الذين بَقُوا في موطنهم الأصلي في مديريات مثل بربر ودنقلا.
أما الصنف الثاني من أنصار المهدية الذين قاتلوا معها فقد كانوا من بعض قبائل الرحل في الغرب. وقد يكون سبب تأييدهم للحركة نابعاً، جزئياً، من أخطاء مسؤولي الخديوي وفسادهم، وجزئياً، لشخصية عبد الله التعايشي وقدراته. ومع ذلك، يجب أن تُعزى الكثير من أسباب تأييدهم للحركة للمزاج الفوضوي المتأصل عند بعض أفراد تلك القبائل ومستوى حياتهم المنخفض. وهو ما دعاهم عبر التاريخ للقتال من أجل نيل المغانم، خاصة عندما يعدون أن غزواتهم هي حروب مقدسة. وكانت تلك القبائل المترحلة تظهر خاصية أخرى وهي أن تأييدهم للمهدية كان محكوماً باعتبارات قصيرة المدى. فقد كانت حملتهم ضد مدينة أو قبيلة منافسة ما (تلك التي تأتي بنصر سريع ونيل لمغانم كثيرة. المترجم) هي الحد الأقصى لاستعدادهم للمشاركة في الجهاد.
وتوجد تاريخياً بعض الأمثلة المشابهة لتلك القبائل التي أيدت الحركات المحاربة (المتشددة) مثل قبائل البربر التي قامت عليها سلطة الموحدين بالمغرب العربي، والتركمان الذين يدين لهم شاه إسماعيل بعرشه، والقبائل البدوية العربية التي ساندت الحركة الوهابية المتحالفة مع النظام السياسي حينها.
(3) فترات تاريخ المهدية
يمكن تحديد فترات زمنية أكثر دقة لتاريخ المهدية ضمن المخطط العام للأحداث، من خلال تطورها من حركة إصلاحية، إلى فترة ثيوقراطية، ثم تحولها إلى مملكة إقليمية. وهي مراحل تتشارك فيها المهدية مع الحركات الأخرى في التاريخ الإسلامي، مع احتفاظها ببعض الخصائص الفردية المميزة. ويمكن تقسيم تلك الفترات إلى ست مراحل (سنعرض لتفاصيلها في الجزء الثاني من هذا المقال. المترجم):
1.قيام مهدية ثيوقراطية (1881 – 1885م)
2.وصول الخليفة عبد الله للسلطة وصراعاته (1885 – 1886م)
3. الدولة المهدية المحاربة (1886 – 1889م)
4. فترة الاستقرار (1889 – 1891م)
5. اِنْفِرادٌ الخليفة عبد الله بِالسّلْطَة (1892 – 1896م)
6. إعادة فتح (أي استعمار. المترجم) السودان (1896 – 1898م)
********* *********** ***********
إحالات مرجعية
(1). مقال هولت عن محفوظات وثائق (أرشيف) المهدية تجده في هذا الرابط: https://shorturl.at/bdiHT
(2). اُنْظُرْ ترجمة مقال مارتن دالي المعنون: "الجندي بحسبانه مؤرخا" https://shorturl.at/cdtEL
(3) اُنْظُرْ على سبيل المثال مقالة ايريس سيري – هيرش المعنونة: "الحركة المهدية في السودان" المنشور ضمن "موسوعة تاريخ العالم عصر الثورات"، ومقال ميشيل غوردون "مُشَاهَدَة العنف في الإمبراطورية البريطانية: تَصاويرُ فظائع معركة أم درمان، 1898م"، وغيرهما.
(4) تجد في هذا الرابط بعض ما كُتب عن دولة الموحدين https://shorturl.at/bHNOU
(5) للمزيد عن تاريخ الدولة الصفوية اُنْظُرْ الرابط: https://shorturl.at/ftvDO

alibadreldin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان فی التاریخ تلک الحرکة المهدیة ب عبد الله غیر أن

إقرأ أيضاً:

قيادي في (تقدم) السودانية لـAWP: لا جلوس مع المؤتمر الوطني ويجب أن تكون السلطة للمدنيين

(وكالة أنباء العالم العربي) - صرّح الدكتور علاء نقد، عضو المكتب التنفيذي والهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بالسودان (تقدُّم)، اليوم الثلاثاء بأن اجتماع القاهرة المقرر أن تلتقي فيه التنسيقية أطرافا إقليمية قريبا بهدف إيجاد حل للصراع الدائر في السودان سيركز على ثلاثة محاور رئيسية هي وقف الحرب وحل الأزمة الإنسانية والتحضير للمسار السلمي.

وأكد نقد في حوار مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن تنسيقية تقدُّم ترفض الجلوس مع الجيش السوداني المتمثل بالمؤتمر الوطني والذي اتهمه بأنه "أشعل الحرب"، وقال إن التنسيقية تطمح لتشكيل جيش "مهني وبعقيدة وطنية" وإن السلطة في البلاد يجب أن تكون مدنية بشكل كامل.

وقال إن اجتماع القاهرة سيحضره شركاء إقليميون ودوليون وسيناقش "التداعيات السلبية للصراع في السودان وسبل معالجة ذلك الصراع، وطبيعة التحديات الإنسانية للمتضررين في شتى قطاع السودان، وإلقاء الضوء على محددات إطلاق الحوار السياسي السوداني-السوداني".

وأضاف "ستكون هناك ثلاث جلسات متوازية، الأولى تتحدث عن وقف الحرب، والثانية عن معالجة الأزمة الإنسانية، والثالثة عن سبل التهيئة للمسار السلمي لحل الأزمة".

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية الشهر الماضي عن عقد مؤتمر بالقاهرة يضم جميع القوى السياسية المدنية السودانية يومي السادس والسابع من يوليو تموز. وأضافت الخارجية في بيانها أن المؤتمر سيكون "بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين" بهدف التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم عبر حوار وطني سوداني يتأسس على رؤية سودانية خالصة.

وقال نقد "نتوقع الحضور من معظم رعاة المنابر المختلفة لأن تقدُّم في رؤيتها الأخيرة كانت تتحدث عن المنبر التفاوضي الموحد. سيكون من الحضور معظم الدول الراعية للمنابر حاليا مثل السعودية والإمارات المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وغيرهم... نتوقع أن يكون كل هؤلاء موجودين".

الأطراف السودانية
وعن الأطراف السودانية المشاركة في المؤتمر المرتقب قال عضو المكتب التنفيذي والهيئة القيادية للتنسيقية "إن الدعوة المصرية للاجتماع عندما جاءت بداية كانت تتحدث عن شمولية، كما أورد الإخوة المصريون إنها الشمولية في القضايا وفي ممثلين المجتمع السوداني وفي ممثلي الوسطاء".

وأضاف "كانت هناك لجنة مشتركة بين تقدم والإخوة المصريين وضحنا فيها رؤيتنا التي خرجت من المؤتمر التأسيسي.. تقدُّم لا تجلس مع المؤتمر الوطني وفلول النظام البائد لأنها لن تقوم بمكافأتهم على إشعال الحرب وعلى إعاقة منابر إنهاء الحرب وتحقيق السلام منذ بداية هذه الحرب".

واستطرد قائلا إن مواقف الجيش والمؤتمر الوطني تسببت في عرقلة المفاوضات "واستمرت هذه العرقلة في كل المنابر وفي اللقاءات الدولية والإقليمية، لذلك كانت تقدُّم واضحة جدا في كلامها بأنه لا جلوس مع المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، وتم عكس ذلك للإخوة المصريين وحرصا منا على نجاح هذا الاجتماع، تم تجاوز ذلك".

وأشار إلى مشاركة أطراف أخرى مثل ممثلي الكتلة الديمقراطية في مؤتمر انعقد بالقاهرة في الأول من مايو أيار ونتج عنه ورقة بعنوان (الرؤية الإطارية المفاهيمية لإدارة الفترة الانتقالية)، وقال "للأسف ما اتفقوا عليه هو أيضا خارج عن (ثوابت) تقدم. لم يتحدثوا عن تفكيك المؤتمر الوطني، لم يتحدثوا عن فترة انتقالية مدنية خالصة، وإنما أيضا تحدثوا عن شراكة مدنية عسكرية".

وأضاف "من هؤلاء المشاركين كانت هناك أطراف معينة ذات تأثير في عملية سلمية لتحقيق السلام في السودان... لذا أعتقد أنه تمت أيضا دعوتهم وسيكونون مشاركين في المؤتمر القادم في القاهرة".

رؤية تقدُّم للحل السياسي
وعن رؤية التنسيقية للحل السياسي، قال نقد "الحل السياسي تحدثت عنه تقدُّم مرارا وتكرارا، أول شيء لا وجود للمؤتمر الوطني في أي حل سياسي قادم، وذلك لإنه هو من أشعل الحرب ويقف عائقا أمام إيقافها... وأيضا كما تبين الآن في الكثير من مجريات الأمور والأحداث أنه كان عائقا كبيرا جدا بالفترة الانتقالية".

وكال عضو المكتب التنفيذي والهيئة القيادية لتنسيقية تقدُّم الاتهامات للمؤتمر الوطني قائلا "الآن تتكشف كثير من الأمور في التسجيلات والتسريبات ووقائع كانت حاصلة أن المؤتمر الوطني بواسطة منسوبيه وأيضا داخل القوات المسلحة قد أعاق الانتقال الديمقراطي بشكل كبير جدا".

وواصل حديثه "لذلك القاعدة الأولى هي استثناء هذا الجسم والحزب من أي مفاوضات سلمية أو مفاوضات لحل الأزمة، ثم ثانيا الاتفاق على أن تكون السلطة للمدنيين كاملة ولا وجود للعسكر في السلطة خلال الفترة الانتقالية القادمة، وثالثا تفكيك نظام المؤتمر الوطني من الأجهزة الأمنية والعسكرية وأيضا من الحياة العامة ومؤسسات الدولة".

وتحدث نقد عن أهمية تشكيل جيش جديد وقال "النقطة الأخيرة والمهمة جدا والتي تضمن عدم قيام حرب أخرى في السودان هي تشكيل وتأسيس جيش مهني واحد بعقيدة وطنية خالية من التغول الحزبي السياسي".

وفيما يخص التخفيف من المعاناة الإنسانية الحالية في السودان قال "هذا الموضوع موجود على الأجندة الأساسية في اللقاء القادم، وتقدُّم تسعى له منذ فترات طويلة جدا من الحرب وقدمت من أجله الكثير من الدعوات للقاءات، وأهمها دعوة قُدمت للجيش والدعم السريع في ديسمبر الماضي".

ومضى قائلا "للأسف لم يستجب الجيش ولم يحدد وقتا للقاء ولم يُبدِ حتى رغبة صادقة وقوية للقاء وإنما كانت موافقة مبدئية ثم ذهبت أدراج الرياح. ولكن الدعم السريع استجاب وجلسنا معهم (لمناقشة) حماية المدنيين ومنها توفير الخدمات وغير ذلك".

غير أنه أضاف "لكن نحتاج لتحقيق حماية المدنيين وتوفير الخدمات والدرء أو تقليل آثار الحرب على المواطنين أن يجلس الجيش أيضا معنا لأنه الطرف الآخر في القتال ولأن هناك مواطنين موجودون في مراكز في الجيش ولأن هناك الكثير من المساعدات الإنسانية التي تدخل عن طريق المنابر والحدود والمعابر التي يسيطر عليها الجيش".

وتابع "أيضا للانتقال من منطقة إلى منطقة أخرى تحت سيطرة الجيش أو الدعم السريع لا بد من أن تكون هناك موافقة من الطرفين. لذلك جميع جهودنا في موضوع حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية وتخفيف آثار الحرب على السودانيين تصطدم بعدم رغبة الجيش وموافقته في الجلوس مع تقدُّم وأيضا في عدم التنسيق المشترك من قبل المنظمات الإنسانية مع طرفي الحرب".

وتأتي الدعوة المصرية ضمن تحركات إقليمية لوقف الحرب الدائرة في السودان التي تسببت في فرار نحو عشرة ملايين شخص من منازلهم وفق الأمم المتحدة.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان من العام الماضي بعد توتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط دمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع فيه اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.  

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: الحروب كانت دافعاً للهجرة على مر التاريخ الإنساني و أدت إلى ارتفاعها
  • «تقدم»: اجتماع القاهرة يهدف لايجاد حل لحرب السودان
  • قيادي في (تقدم) السودانية لـAWP: لا جلوس مع المؤتمر الوطني ويجب أن تكون السلطة للمدنيين
  • أستاذ تاريخ: ثورة 30 يونيو كانت مفصلية في التاريخ المصري العظيم
  • أستاذ تاريخ: 30 يونيو ثورة مفصلية في التاريخ المصري العظيم
  • نحدثكم عن التاريخ.. ولكم في التاريخ عظاتٌ
  • الكيانات الموازية التي أنشأتها الإنقاذ ساعدت في معالجة الاختراقات التي كان يعاني منها السودان
  • لحفيد الطيب صالح بين فكرة الهِجرة ولا هِجرة..!
  • المقرر المساعد لـ«ثقافة الحوار الوطني»: ثورة 30 يونيو شهدت أكبر تجمع بشري في التاريخ
  • «السعادة المفقودة» رغم الانتقال من حال إلى حال.. «الاستقرار» و«التنمية».. لماذا لا يرى الناس مكاسب دولة «30 يونيو»؟!