سودانايل:
2024-07-01@18:53:21 GMT

نريد وجوهاً جديدة !!

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

ما أن لاحت البشريات المقتربة من التوصل لعقد مفاوضات جادة بين الجيش وقوات الدعم السريع، لوضع حد للحرب بوقف لإطلاق النار دائم، حتى رأينا الحشود المدنية والسياسية والمقاومة تتوافد، إلى عواصم البلدان الجارة والدول الشقيقة للترتيب لفترة ما بعد الحرب، وأهم ما سوف يعقب لجم البنادق وإسكات صوتها، هو البت في عملية التحول المدني واستكمال المسار الديمقراطي الذي لا حياد عنه البتة، والتحية والتجلة لجميع رموز القوى السياسية والمدنية المناصرة لمشروع التغير المبني على الركائز الثلاث – السلام والعدالة والحرية، ولابد من تثمين دورها الرائد في مناشدة الطرفين بوقف القتال منذ اليوم الأول لانفجار فتيل الحرب، فلا يوجد حراك ثوري دون قيادة مدنية تؤمن بالديمقراطية، وتلتزم بالقانون الدولي الإنساني، المنادي باحترام حقوق الانسان، فهذه المبادئ الأممية تؤكد على ضمان حق الانسان في الحياة الكريمة، ودوره في تحديد من يحكمه، قد أصبحت بديهة من البديهيات التي لا مزايدة حولها، وعلى ذات الدرب نناشد القوى السياسية والمدنية بكل أطيافها أن تستلهم العبرة من إفرازات هذه الحرب القاسية، وان تخرج بتوافق وطني عريض لا يقصي أحد، يضع الوطن في حدقات العيون والمواطن في أولى الأولويات، وقرون استشعار الآليات الوطنية الساعية لتقديم أطروحات الحلول لمرحلة الانتقال الثاني – انتقال ما بعد الحرب – يجب أن تكون راصدة لما يطلبه المواطنون في جميع بقاع السودان، لا أن تستشعر ما يمليه عليها قلبها المنعطف نحو تغليب مصالح الأفراد.


كلنا على دراية تامة بما جرى في حقبة الانتقال الأول التي قادها كرمزية ثورية، الدكتور عبد الله حمدوك، والجميع يعلم جوهر الإخفاقات الخاصة والعامة لطواقم الحكومة الانتقالية في مرحلتيها – ما قبل وما بعد اتفاق جوبا – لذا وجب الحذر من مغبة السير على ذات الطريق، فمن أولى المحاذير الواجب اتخاذها عدم إعادة الوجوه القديمة إلى ساحة الفعل الحكومي، وبحكم الأمر الواقع فإنّ القوى الثورية والمدنية والسياسية الفاعلة هي البرلمان الذي يضع المعايير الحازمة لاختيار حكومة الانتقال ورئيس وزراءها، والتي لا يجب أن تشمل أي من الذين شغلوا الحقيبة الدستورية والسيادية في الفترتين الانتقاليتين السابقتين، بمن في ذلك الرموز السيادية، وهنالك رأي غالب يرى بعدم إعادة نموذج المجلس السيادي السابق الذي ترهل بسبب العدد الكبير لعضويته، وحتمية أن تمثل السيادة الوطنية برئيس واحد يرتدي الزي المدني ولا مكان للبزة العسكرية في دولابه، ومن الضرورة بمكان أن تكون طواقم الحكومة التنفيذية جديدة (لنج)، ورأسها كذلك، فهذا الاتجاه يتسق مع حقيقة أن الخصائص الذاتية لمن شغلوا الوظيفة الحكومية العليا في مرحلة الانتقال الأولى، كان لها الدور البارز فيما أفرزته تلك الحقبة من وضع حرج لرئيس الوزراء، زد على ذلك استحواذ حركات شرعنها امتلاكها لترسانات السلاح الفتّاك، ودستوريين مدنيين أظهروا فساداً أكثر قبحاً من فساد الإخوان المسلمين – مبارك أردول.
التغيير سنة الحياة وتجريب المجرب يورث الندم، لذا نريد وجوهاً جديدة تقود مؤسسات الانتقال التي دمرتها الحرب، فليعمل الناشطون المستقلون على تبني هذا الخط الجديد الذي لا يتماهى مع رغبات بعض الساسة المتكالبين، وكما أدى هؤلاء الناشطون دورهم المشهود في هزيمة الخطاب الإعلامي لفلول النظام البائد، الساعي لإقناع المواطنين بالوقوق معهم ضد إخوة الأمس، فنفس هؤلاء الناشطين يملكون أدوات التغيير الذي هزم أكبر إمبراطورية إعلامية أسسها البائدون، فمرحلة ما بعد الحرب لا يجب أن تكون وبالاً على سكان المدن والأرياف الذين دفعوا حياتهم ثمناً لإخراج أذى النظام البائد، وهذه المرحلة القادمة قد رسم ملامحها الأشاوس الذين ثبتوا في ميدان المعركة ولم يتزحزحوا قيد أنملة، وقذفوا بكبار قادة التنظيم الإجرامي خارج حدود عاصمة بلادهم، ونظفوها بدمهم الطاهر المراق على أرصفة طرقات المدن الثلاث والمدائن الأخرى، هذا الثمن لا يستحقه من وجد السانحة من قبل، ولم يقدم مشروع إداري حده الأدنى عدم السماح باشعال الحرب، فمن كان جالساً على كابينة القيادة التنفيذية والسيادية إبّان انفجار الوضع ليس جديراً بأن يعاد، فالدماء النفيسة التي سكبت على تراب الوطن بحاجة لموظف حكومي انتقالي يصونها، نظيف اليد واللسان، غير والغ في مال مشبوه، ولا منتمٍ لجماعة إرهابية، ولا أخرى مدنية استكانت تحت أجواء الظلال الباردة عندما كان الأبطال يسترخصون أرواحهم تحت ضربات السوخوي.

إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ما بعد

إقرأ أيضاً:

بعض أساليب الحرب الناعمة

 

 

رغم امتلاك الصهاينة أحدث الأسلحة والتي يستخدمها لإبادة الأشقاء على أرض عزة وفلسطين ورغم أوامرهم للقادة والجنود بعدم الرأفة والرحمة بالضحايا سواء كانوا أطفالا أو نساء، إلا أنهم يدركون حقيقة أن هزيمة المقاومة من المستحيلات وفقاً لتصريحات القادة السياسيين أو المرجعيات اليهودية ذاتها -كبير حاخامات اليهود يقول: «العدو إسماعيل «أولاد إسماعيل» العرب، عدو لا يمكن هزيمته بالطرق العادية، وخطرهم أكبر، ولا سبيل لإيقافهم، بمعنى أنه ليست هناك طريقة منطقية لإيقاف أشخاص مستعدين للموت من أخل قضيتهم، ستهددهم بالموت» لا يهتمون لذلك والموت عند المسلمين شهادة لا يحسنها اليهود ولا النصارى، وهي افضل الطرق لنيل رضوان الله وامتثال أوامره والسير على منهج الأنبياء والمرسلين وذلك مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى « وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» آل عمران الآية (169)، وهو ذات المعنى الذي يؤكده الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله- حينما قال: «الأمة التي لا تخاف الموت لا يوجد شيْ بيد الأعداء يهددونها به»، وهي ذات المعاني التي سبق أن أشار وأكد عليها الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين -عليهم السلام والرحمة والرضوان-: «من أحب الحياة عاش ذليلاً» ويؤكد -رضوان الله عليه- على أهمية الجهاد وعدم الاستكانة للظلم والظلمة – حيث قال: «والله ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا».
حاخام اليهود يخاف الموت، ويحب الحياة، والله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين والعالم بدخائل النفوس أخبرنا عن طبيعة اليهود بقوله تعالى: «وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ» البقرة الآية(96)، وهم يقدسون المال، وهم جبناء عند اللقاء، لذلك يحتمون الأسوار العالية والمدافع والطائرات التي تضرب أهدافها عن بعد، ولا يواجهون أبداً لأنهم أحرص الناس على الحياة، فيحتمون بالدبابات الميركافا، والمدرعات وناقلات الجند، وغيرها مثل الأسوار والقلاع والحصون، ومع ذلك فهو يتهم النازيين بالجبن لأنهم يخافون عند مواجهة الموت، وعلى رأسهم هتلر الذي أنهى حياته بالانتحار خوفاً من العواقب التي ستؤول إليها الأمور بعد هزيمته.
إن قادة الكيان الصهيوني من سياسيين وعلمانيين ومتدينين يعلمون جيداً أن معركتهم مع المسلمين المؤمنين المجاهدين لن تؤدى إلى هزيمتهم، لكن السؤال هنا هو: لماذا حرب الإبادة والإجرام وتدمير المدن والقرى فوق ساكنيها حتى أنه تم تدمير أكثر من 90 % من المباني والعمارات في غزة ورفح؟، والجواب واضح وهو أن استخدام القوة العسكرية الغاشمة لهزيمة الجبناء والناس العاديين الذين لا يريدون الموت، وهو ما أكد عليه حاخام اليهود الذي أيد تصريح «أفخيم بيتال» «أن الخطر الإسماعيلي يستحيل هزيمته بالطرق والوسائل العسكرية التقليدية، ولا بالطرق السياسية البسيطة- التي قد تحقق شيئاً لكنها لا تستطيع أن تضمن النتائج».
لقد نجحت الصهيونية والصليبية في تدمير أرض غزة وجعلها غير صالحة للعيش فيها، بل إنها صارت عبارة عن جحيم من القتل والإجرام، وقتل وإبادة بالمجاعة والحصار، لكن الذي لم تستطع تحقيقه هو هزيمة رجال المقاومة وأبطالها، حيث هزمهم رجال غزة بإيمانهم واستبسالهم، وثقتهم بالله بعد أن تكالبت عليهم خنازير المجرمين من كل ارجاس الأمم، أما عن جوانب القوة لدى المقاومة وفقاً لرأيه فهي تكمن في (القوة الجسدية والروحية والثقة بالله) بخلاف اليهود- ولمواجهتهم لا بد من تطوير استراتيجية أكبر، لأنهم آخر وأصعب تهديد سيواجهه جيش إسرائيل مع بني إسماعيل).
تغلغل اليهود في الإعلام، وبعض إن لم يكن كل علماء السلطة الذين تم افساح المجال لهم للنيل من العقيدة الإسلامية الصحيحة والسليمة، وتحريف الحقائق وزرع الفتن وبث الشبهات بين أوساط الجماهير المسلمة، حتى وصل الحال بهم إلى الإشادة باليهود والثناء عليهم وتخوين المقاومة واتهامها بغير حق، وتحميلها المسؤولية عن اجرام اليهود، أما العلماء المؤمنون فقد تم الزج بهم في السجون وتلفيق التهم ضدهم وهي افتراءات كاذبة يعلمها الجميع.
وبينما تتم إبادة الأشقاء في ارض غزة ورفح وفلسطين عامة، يعمل خدام الصهاينة على تحطيم القوة الروحية والإيمانية التي يخشاها اليهود ويسعون جاهدين لنشر الرذيلة والتفسخ والانحلال، وإفراغ الشعائر الإسلامية من مقاصدها وغاياتها التي من أجلها شرعها الله لعباده، فالحشمة والعفة والطهارة اليوم تعاني وتشكو إلى الله ما حل بها من قبل سلطات المملكة السعودية والإمارات والبحرين وغيرها من دول الخليج والعالم العربي والإسلامي، وأصبحت العبادات كالصلاة طقوساً تؤدى، أما ثمارها وغاياتها فقد تم إلغاؤها، حتى أن «فيروس كورونا» دخل واستولى على المساجد والأماكن المقدسة، وغادر الحانات والمراقص والحفلات الماجنة، يقول الحاخام: «الإسماعيليون (العرب) هم الأكثر صعوبة، لأنهم الوحيدون من أعدائنا الذين يمتلكون قوة روحية إلى جانب القوة الجسدية، وعلى المدى الطويل القوة الروحية تهزم الجسدية».
إنهم «أي اليهود والنصارى» يدركون أهمية الإيمان بالله والثقة به، لذلك فإنهم يأمرون المتعاملين معهم بأن يعملوا جاهدين على إفراغ الجوانب الروحية والإيمانية بشتى الوسائل والطرق، حتى يسهل السيطرة عليهم وتحقيق النصر بأقل الخسائر وأقرب الطرق، وهو ما جعلهم ينشئون الحملات المنظمة على كل نشاط من شأنه تعزيز جوانب الإيمان، وأبرز مثال على ذلك الهجوم على المراكز الصيفية وحلقات تعليم القرآن الكريم في بلادنا، لأن فيها اجتماعاً على تعزيز روابط الإيمان، وهي حلقات بسيطة وصغيرة، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بالملايين من جميع أنحاء العالم الإسلامي، كمؤتمر الحج الذي تمت مصادرة الأساس الذي فرض لأجله، فقد حولته السياسات المتصهينة إلى طقوس بعيدة عن خدمة قضايا الأمة، وما يترتب على ذلك من نتائج قد تقض مضاجع الصهيونية والصليبية، وأولها قضية تحرير الأقصى من دنس اليهود والحلف الصليبي.

مقالات مشابهة

  • سموتريتش: مستوطنة جديدة مقابل كل اعتراف بالدولة الفلسطينية
  • بلينكن: يجب أن تكون هناك خطة واضحة وقابلة للتحقق لإدارة قطاع غزة بعد الحرب
  • علماء في اليابان يمنحون الروبوتات وجوها وابتسامة من جلد بشري (شاهد)
  • علماء في اليابان يمنحون الروبوتات وجوها بـجلد بشري وابتسامة
  • ستدفع إيران ثمن حرب صنعتها
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • بعض أساليب الحرب الناعمة
  • تسريب يكشف دور كباشي في التآمر على الانتقال واختراقه لمكتب فولكر
  • لماذا التردد في تسمية الحكومة في السودان؟
  • أميركا تعرض صياغة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار في غزة