فلتقتحموا غزة، ولكن خذوا معكم مكبرات صوت
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
آخر تحديث: 23 أكتوبر 2023 - 11:22 صبقلم: علي الصراف بعض الحقائق البسيطة، يغني عن الكثير من التحليل.أولها، إسرائيل قوة احتلال. وكأي قوة احتلال أخرى عرفتها الكرة الأرضية منذ سبعة آلاف عام، فإن محاربتها حق لا يتحمل الكثير من الجدل.ثانيها، قوة الاحتلال هذه تنكر تماما أنها كذلك، إنما لكي تنكر أن يكون لضحايا الاحتلال أي حقوق.
وهذا موقف قمين بالمقاومة. على الأقل، لأنه أحمق.ثالثها، إسرائيل لم تقدم شيئا للسلام. لم تنفذ أي قرار من قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بوقف الصراع. ظلت تتوسع بالمستوطنات على حساب الأراضي الفلسطينية التي تشملها تلك القرارات، مما يعد، من وجهة نظر القانون الدولي، اغتصابا، وجرائم حرب. ومما يعد في أعين المتضررين، عملا يستحق المقاومة بكل الوسائل بما فيها الوسائل المسلحة، لأن الاغتصاب، هو نفسه، مسلح.رابعها، الفلسطينيون أظهروا، منذ اتفاقات أوسلو، أنهم يريدون السلام، وأنهم مستعدون لتقديم التنازلات، استعدادهم للتفاوض على تسويات. ولكن إسرائيل كنست تلك الاتفاقات، ورمتها في سلة المهملات، هي والذين يؤمنون بها معا.خامسها، المنطقة المحيطة بإسرائيل تريد السلام أيضا. وأظهرت دول عربية عدة الاستعداد للتطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية، من أجل تقديم الدليل على أن من الممكن استيعاب إسرائيل في المنطقة، والاعتراف بحقها في الوجود، إنما على قاعدة الاعتراف بحق الفلسطينيين في الوجود، كشعب يستحق أن ينال حريته وحقه بتقرير المصير. نظرتنا ما تزال تقول: الأمم الواثقة من نفسها لا تخشى من الغرباء. مصر، على سبيل المثال، احتوت عبر تاريخها الطويل كل أنواع الغزاة، وظلت أمة تنبض بالحياة. تنبض بنفسها. الفلسطينيون كذلك. ومثلهم كل العرب الآخرين.إسرائيل تملك إستراتيجية دفاعية واحدة، تقوم على مبدأ واحد هو: الدمار الشامل. ما يحصل الآن في غزة، حصل في لبنان في العام 2006. دمار شامل، على أساس أنه تأديب عن طريق السحق والمحق. لكن بعد جيل واحد أو أقل من النسيان، ستعود هناك حاجة إلى دمار شامل جديد.إسرائيل نظرت إلى هذه الرؤية، إما على أنها ضعف، وهو تصوّر سخيف، وإما على أنه “فرصة” لتجاوز الاستحقاق المقابل، وهو تصّور أسخف. سادسها، الفلسطينيون شعب يساوي بتعداده شعب إسرائيل. لا يمكن شطبه من المعادلة. كما لا يمكن فرض سلام مزيف عليه. سوف يظل فيه، من يتمرد على الزيف. ولهذا السبب يقال إنه ما لم يكن السلام عادلا وشاملا، فلا سلام فيه. وهو ما تكشفه الأحداث الراهنة في غزة.وسابعها، العالم، بمعظم قواه المؤثرة، فشل على امتداد ثلاثة أرباع القرن في إقناع إسرائيل بالامتثال لمنطق الحلول السلمية. وانجر وراء رهاناتها على إملاء ما تريد بالقوة. قصارى القول من ذلك: لا تستطيع أن تلقي باللوم على حماس لأنها تقاوم. يكفي أن يقف بنيامين نتنياهو على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة لكي يقدم خارطة جديدة لإسرائيل ليس فيها غزة ولا ضفة غربية، لكي يفهم الفلسطينيون، المسالمون منهم وغير المسالمين، أنه وطاقمه اليميني المتطرف، يريد شطبهم من الوجود. لم يكن ذلك تصرفا لسياسي أرعن يبحث عن البقاء في قمة السلطة. إنه منهج ثابت، رسخه “الملك بيبي” منذ العام 1996 إلى اليوم. وهو منهج أيديولوجي لطاقمه الحكومي كله، بل إنه منهج لما لا يقل عن 90 في المئة من التيارات السياسية في إسرائيل. وسواء ألقيت باللوم على حماس أم لا، فإن كل أنواع التطبيع، وكل تطلعات احتواء الصراع ستتوقف بعد أن أمعنت إسرائيل في تدمير غزة وقتل أهلها. حتى لم يعد هناك أفق للسياسة في المدى المنظور، إلى حين إتمام إسرائيل انتقامها.والانتقام لا يصنع نصرا. إنه وهم. إلا أنه منهج في إسرائيل. موقف إستراتيجي. كما أنه تصوّر للوجود. وهو ماض في طريقه قدما، ولن يوقفه أي شيء. كيف ستكون النهاية؟ ها هنا يكمن السؤال الكبير. إسرائيل تملك إستراتيجية دفاعية واحدة، تقوم على مبدأ واحد هو: الدمار الشامل. ما يحصل الآن في غزة، حصل في لبنان في العام 2006. دمار شامل، على أساس أنه تأديب عن طريق السحق والمحق. لكن بعد جيل واحد أو أقل من النسيان، ستعود هناك حاجة إلى دمار شامل جديد.تعتقد إسرائيل أن وجودها كله، لا يتحمل هزيمة واحدة. هذا اعتقاد راسخ، لأنه يستبطن شعورا دفينا بأن وجودها هش. وأنها ما لم تنتصر، فإنها سوف تختفي من الوجود.العالم، بمعظم قواه المؤثرة، فشل على امتداد ثلاثة أرباع القرن في إقناع إسرائيل بالامتثال لمنطق الحلول السلمية. وانجر وراء رهاناتها على إملاء ما تريد بالقوة هذا الاعتقاد يشجع حماس. وهو يغذي عزائمها على صنع الهزيمة لإسرائيل بأي ثمن كان. لا يهم التدمير. لا يهم عشرات الآلاف من الضحايا، لأنهم شهداء في النهاية، ولأنهم يخوضون معركة مقدسة. ولكن أهم من ذلك كله هو أن الفلسطينيين لا يخشون الهزيمة. هزموا عدة مرات من قبل. وعادوا.قبول الهزيمة دليل على القوة، وليس الضعف. إنه دليل على حيوية المجتمع وقدرته على توليد تجدده وبقائه.الولايات المتحدة قوة عظمى. هل تعرف لماذا؟ لأنها هزمت في فيتنام. وهزمت في أفغانستان. وهزمت في العراق. ويمكن أن تهزم في أوكرانيا أيضا. ولكنها تقف على قاعدة “وجود” صلبة. وكلما تعرضت لهزيمة، خرجت منها أقوى. إسرائيل ليست كذلك. لأنها مهزومة من الداخل سلفا. تشعر بعمق أنها كيان مؤقت. أو خيالي. وأنها باقية بقوة الدبابات والطائرات فقط. كل شيء فيها قائم على “الضمانة” التي تقدمها هذه القوة. وإلا فإن سكانها يرحلون. يعودون إلى الشتات، لأنه أأمن لهم.وهذا مما يشجع حماس، ويزيدها استعدادا لخوض أي معركة، بصرف النظر عن النتائج.المنطقة التي فتحت أبواب السلام والتعايش لإسرائيل، سوف تنتظر. تأخذ فسحة للنسيان، أو تغرق في منطق العداء لإسرائيل بسبب ما تفعله ضد المدنيين، إلا أن المنطقة ترى بوضوح، أن إسرائيل تصنع لنفسها قدرا مظلما، بالنصر أو الهزيمة في آن معا. محلل عسكري يظهر على “قناة الجزيرة” هو اللواء فايز الدويري قدم وصفا طريفا لقدرات إسرائيل العسكرية، قال “650 ألف جندي، و11 ألف دبابة، و900 طائرة، لو أرادت أن تعمل استعراضا عسكريا، فإن مساحة قطاع غزة لن تكفيه”.هذه القوة، يمكن أن تحقق الانتصار في غزة، ولكن بما لا يقل عن خسارة 30 ألف جندي، أو 5 في المئة فقط من التعداد الكلي. الوحدات العسكرية تقبل هذه الخسارة في العادة. ولكن إسرائيل لا تتحملها. وهذا ثمن، عندما يُدفع، فإن النصر نفسه سوف يكون هزيمة. ويشجع الجيل التالي من المقاومين.تريد إسرائيل أن “تقضي على سلطة حماس”. هذا هو الهدف المعلن للحرب. حماس تضحك. لأن القضاء على 40 ألف مقاتل، سوف يقضي على إسرائيل أيضا.هل هناك من يتذكر “شمشون الجبار” الذي هدم المعبد على نفسه؟يقول “سفر القضاة” في الإصحاحات من 13: “ثُمَّ عَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً”.المنطقة التي فتحت أبواب السلام والتعايش لإسرائيل، سوف تنتظر. تأخذ فسحة للنسيان، أو تغرق في منطق العداء لإسرائيل بسبب ما تفعله ضد المدنيين “وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ صُرْعَةَ مِنْ عَشِيرَةِ الدَّانِيِّينَ اسْمُهُ مَنُوحُ، وَامْرَأَتُهُ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدْ”. “فَتَرَاءَى مَلاَكُ الرَّبِّ لِلْمَرْأَةِ وَقَالَ لَهَا: هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي، وَلكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا”. “وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْرًا وَلاَ مُسْكِرًا، وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا”. “فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا، وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ، لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا للهِ مِنَ الْبَطْنِ، وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ”. شمشون كان محاربا شجاعا، مثل “الملك بيبي” تماما، وكان يستخدم قوته لقتال أعداء إسرائيل. كانت لديه قوة هائلة تمكّنه من قتل الأسود وخلع أبواب المدينة من جدرانها. ولكنه وقع بغرام فلسطينية تدعى “دليلة”. فأسرّ لها بسر قوته، وإنها في جدائل شعره السبع، فإذا تم قصها ذهبت قوته. نام على ركبتها. وكان ما كان. وأذله الفلسطينيون، وجعلوه يعمل ما كان يعمله الحمار. فلما عاد شعره لينبت من جديد، دخل شمشون إلى المعبد وتضرع إلى الرب أن يمنحه القوة مرة أخيرة للانتقام من أعدائه، فاستند إلى اثنين من أعمدة المعبد وصاح: “لِتَمُت نفسي مع الفلسطينيين”، ثم دفعهما ليسقط البناء على كل من فيه. وهذا ما يفعله “بيبي” وكل عصابة “إستراتيجية” التدمير الشامل في إسرائيل. كل الفكرة الإسرائيلية، في موضوع الوجود، قائمة على “إننا نستطيع أن نقتلكم. وإذا اقتضى الأمر، أن نقتل أنفسنا معكم”. وليس أن تعيشوا ونعيش معكم.شيءٌ سخيف حقا. شيءٌ فيه من الحماقة ما لا يمكن أن يتخيله الحمار. في العام 1982، وهو عام لا يريد الإسرائيليون أن يتذكروه، ولا تسمع خبراءهم يتحدثون عنه، حدث أن اجتاحت القوات الإسرائيلية بيروت. كانت أول عاصمة عربية تسقط بيد إسرائيل. كانت أكثر إغراء من دليلة. وكان ذلك نصرا مشهودا، قبل أن ينقلب إلى هزيمة مشهودة. قصّت بيروت جدائل شمشون من جديد. وبيروت ليس فيها أنفاق. ولم يكن قد بقي فيها الكثير من السلاح، بعد انسحاب منظمة التحرير منها. ولكن لم تمض بضعة أيام على عمليات المقاومة، حتى اكتشف الجيش الإسرائيلي هشاشته وهو على ظهور الدبابات. اكتشف أنه صار يعمل ما يعمله الحمار. ما اضطره إلى أن يعلن عبر مكبرات الصوت “أيها اللبنانيون، نحن ننسحب، رجاء لا تطلقوا النار”.خير للجيش الإسرائيلي، عندما يجتاح غزة، أن يحمل معه مكبرات صوت. ستكون مفيدة بكل تأكيد.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن توسيع العملية البرية في قطاع غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة إطلاق عملية برية جديدة في مدينة غزة بشمال القطاع، مؤكدا أنها تهدف إلى توسيع نطاق المنطقة الأمنية التي يعمل على إقامتها داخل الأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني في القطاع المحاصر مقتل 30 شخصا على الأقل « منذ فجر » الجمعة.
وعاودت إسرائيل منذ استئنافها القتال في القطاع الشهر الماضي بعد هدنة استمرت أسابيع، شن ضربات واسعة وتنفيذ عمليات برية في مختلف أنحاء القطاع. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن العمليات هدفها الضغط على حماس للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم منذ اندلاع الحرب عام 2023.
وتزامنا مع توسيع عملياته في القطاع الفلسطيني، شن الجيش الإسرائيلي غارة في صيدا كبرى مدن جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عنصران من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأعلن الجيش بدء عملية برية في الشجاعية بشرق مدينة غزة.
وقال إنه « يوسع العملية البرية في شمال قطاع غزة »، وبدأ « العمل في الساعات الماضية في منطقة الشجاعية… بهدف تعميق السيطرة في المنطقة وتوسيع منطقة التأمين الدفاعية ».
وأفاد الجيش بأنه « في إطار العملية، قضت القوات على عدد من الإرهابيين ودمرت بنى تحتية إرهابية ومن ضمنها مجمع قيادة وسيطرة استخدمه عناصر حماس لتخطيط وتوجيه أنشطة إرهابية ».
وقالت إيلينا حلس التي تقطن حي الشجاعية لوكالة فرانس برس إنها محاصرة مع عائلتها في منزل شقيقتها، مشيرة إلى أن « جيش الاحتلال قريب جدا ».
أضافت « القذائف والصواريخ تسقط على منازل وخيام الأبرياء كالحمم البركانية… الوضع خطير جدا والموت يدهمنا من كل اتجاه ».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال الأربعاء إن الجيش يوسع عملياته في غزة للسيطرة على « مناطق واسعة »، بعد استئناف هجومه على القطاع المدمر في مارس الماضي.
وأضاف في بيان أن العملية « تتوسع لتدمير المنطقة وإخلائها من الإرهابيين والبنية التحتية الإرهابية، والسيطرة على مناطق واسعة سيتم دمجها في المناطق الأمنية الإسرائيلية ».
كما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأربعاء أن الجيش يقوم بـ »تجزئة » قطاع غزة و »السيطرة » على مساحات فيه، للضغط على حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم.
وأفاد الدفاع المدني وكالة فرانس برس عن سقوط « 30 شهيدا في قطاع غزة منذ فجر اليوم »، مشيرا إلى أن هذه « ليست حصيلة نهائية ». من جهته، لفت مصدر طبي في مستشفى ناصر في خان يونس الى سقوط 25 قتيلا جراء ضربة إسرائيلية في المدينة الواقعة في جنوب القطاع.
وكان الدفاع المدني أفاد الخميس عن مقتل 31 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين في غارة استهدفت مدرسة دار الأرقم التي كانت تؤوي نازحين في حي التفاح شمالي شرق غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس شن غارة على « مركز قيادة وتحكم تابع لحماس » في نطاق مدينة غزة.
ولم يتضح ما إذا كان الجيش يتحدث عن الغارة نفسها التي استهدفت المدرسة.
وبكت رغدة الشرفا التي كانت من بين الناجين من الغارة وقالت « كأنه يوم القيامة، أصبح كل شيء مظلما وبدأنا بالبحث عن أطفالنا وأشيائنا ولكن لم يبق أي شيء ».
ودانت حماس الضربة، مت همة الحكومة الإسرائيلية بمواصلة « استهداف المدنيين الأبرياء في سياق عمليات الإبادة الجماعية » في القطاع.
ومنذ استئناف القتال، أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس مقتل 1249 شخصا في الهجمات الإسرائيلية.
وأعلنت الوزارة الجمعة ارتفاع الحصيلة الإجمالية للقتلى في القطاع منذ اندلاع الحرب إلى 50609 اشخاص.
ودان الأردن الجمعة توسيع إسرائيل « عدوانها » على قطاع غزة ومواصلتها « الاستهداف الممنهج للمدنيين، ومراكز ايواء النازحين »، مع إعلان الجيش الإسرائيلي عملية برية جديدة في غزة.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وتسبب الهجوم بمقتل 1218 شخصا، بحسب أرقام إسرائيلية رسمية.
وخلال الهجوم، خطف 251 شخصا، لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 شخصا توفوا أو قتلوا، بحسب الجيش.
وامتدت تبعات الحرب الى أنحاء أخرى في الشرق الأوسط، منها لبنان حيث أعلن حزب الله في الثامن من أكتوبر 2023، فتح جبهة « إسناد » دعما للقطاع الفلسطيني وحليفته حماس.
ورغم سريان وقف لإطلاق النار في لبنان منذ نوفمبر، تواصل إسرائيل شن ضربات.
والجمعة، نعت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قياديا وعنصرا هو نجله، في ضربة إسرائيلية في صيدا بجنوب البلاد.
ونعت الكتائب في بيان « القائد القسامي » حسن أحمد فرحات ونجله حمزة حسن فرحات، مشيرة الى أنهما قضيا الى جانب جنان ابنة حسن، في الضربة.
ورأى مراسلون شقة في الطابق الرابع من أحد المباني مدمرة بينما اندلعت فيها النيران. كما رأى الأضرار التي لحقت بأبنية مجاورة وعدد من المحال التجارية والسيارات القريبة.
وأثارت الضربة حالة ذعر في صيدا البعيدة من الحدود مع إسرائيل.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه « قضى على الإرهابي المدعو حسن فرحات قائد القطاع الغربي التابع لحماس في لبنان »، متهما إياه بالضلوع في « مخططات إرهابية عديدة » ضد الدولة العبرية، والوقوف وراء عملية إطلاق قذائف صاروخية أسفرت عن مقتل مجندة في الجيش الإسرائيلي وإصابة عدد آخر بجروح في 14 فبراير 2024.
وأتت تلك العملية في خضم تبادل للقصف عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل. ولم تعلن أي جهة في حينه مسؤوليتها عنها.
وندد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بما وصفه بأنه « اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية » و »خرق واضح » لاتفاق وقف إطلاق النار.
ودعا إلى « وجوب ممارسة أقصى أنواع الضغوط على إسرائيل لإلزامها بوقف الاعتداءات المستمرة التي تطال مختلف المناطق ولا سيما السكنية ».
تأتي الغارة الأخيرة بعد أيام على مقتل أربعة أشخاص، من بينهم القيادي في حزب الله حسن بدير ونجله، في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر.
وإضافة الى الضربات في لبنان، شنت إسرائيل غارات جديدة على سوريا ليل الخميس بعد ساعات قليلة من تنفيذها سلسلة ضربات وعمليات توغل دامية نددت بها الأمم المتحدة واعتبرتها دمشق محاولة لزعزعة استقرارها.
كلمات دلالية إسرائيل حرب غزة لبنان