اكتشف فريق كبير من المتخصصين في الغلاف الجوي أنه عندما اندلع بركان "هونغا-تونغا هونغا-هاباي" العام الماضي أخذ معه جزءا من طبقة الأوزون، ونشرت النتائج التي توصلوا إليها في دورية "ساينس".

وكانت الأبحاث السابقة قد أظهرت أن ثوران "هونغا-تونغا" كان أحد أقوى الانفجارات المسجلة على الإطلاق، وكان فريدا أيضا من حيث أنه بدلا من أن يقذف المواد البركانية والأوساخ والصخور فقط فإنه قذف أيضا كمية كبيرة جدا من مياه المحيط إلى الغلاف الجوي.

وفي هذا الجهد العلمي الجديد وجد فريق البحث أن تفاعل المياه المالحة مع المواد الكيميائية الأخرى في الغلاف الجوي أدى إلى تكسير الأوزون.

بالونات بأجهزة استشعار

ولمعرفة المزيد عن تأثير الثوران أرسل الباحثون بالونات مزودة بأجهزة استشعار إلى الغلاف الجوي من جزيرة ريونيون القريبة بعد 5 أيام فقط من ثوران البركان، وبدراسة البيانات الواردة من أجهزة الاستشعار وجد الباحثون أن مستويات الأوزون كانت أقل بنحو 30% من المستويات الطبيعية.

الانخفاض بنسبة 5% في طبقة الأوزون الذي نتج عن بركان "هونغا-تونغا" لا يثير القلق لأنه كان محليا (غيتي)

ومع استمرار البالونات في المراقبة وجد العلماء أن إجمالي الاستنزاف يبلغ نحو 5%، وذلك بسبب تفاعل مياه المحيط مع الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي التي تحتوي على الكلور، مما أدى إلى انهيار الأوزون بكميات لم يسبق لها مثيل في مثل هذا الوقت القصير.

فريق البحث -الذي قاده باحثون من جامعة لاريونيون الفرنسية- ضم باحثين من دول ومراكز بحثية عدة حول العالم، وقد أشاروا إلى أن الانخفاض بنسبة 5% في طبقة الأوزون لا يثير القلق لأنه كان محليا ولأنه لم يكن كثيرا من الناحية الواقعية.

ويشير الباحثون إلى أن ثقب طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية يشهد استنزافا بنسبة 60% في نهاية كل عام.

وحسب تقرير في موقع "فيز دوت أورغ"، فقد أشارت الدكتورة لورا ريفيل من جامعة كانتربري إلى أنه "من الشائع إلى حد ما رؤية فقدان الأوزون على المدى القصير بعد ثوران كبير نتيجة للتفاعلات التي تنطوي على الهباء الجوي البركاني والكلور".

أما أولاف مورغنسترن من المعهد الوطني لبحوث المياه والغلاف الجوي (نيوا) فقد أشار إلى أن "سرعة استنفاد الأوزون الملحوظ تتحدى فهمنا للكيمياء التي تحدث على أسطح هذه الجسيمات والقطرات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: طبقة الأوزون الغلاف الجوی إلى أن

إقرأ أيضاً:

جامعة حمد بن خليفة القطرية تشارك في اكتشاف رائد لفهم تلوث الهواء

تمكن فريق بحثي دولي بمشاركة معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة في جامعة حمد بن خليفة من تحقيق اكتشاف رائد في فهم كيفية تشكل تلوث الهواء على المستوى الجزيئي.

وتلقي الدراسة، الذي نُشرت في مجلة "نيتشر كومينيكيشنز"، الضوء على العمليات الكيميائية المعقدة التي تحدث عند الحدود بين الطور السائل (على سبيل المثال، قطرات السحب أو الهباء الجوي) والطور الغازي في الغلاف الجوي، وهو الموضع الذي تحدث فيه التحولات الكيميائية الحرجة.

درس العلماء التفاعلات الكيميائية التي تحدث عند الحدود بين الطور السائل والطور الغازي في الغلاف الجوي (معهد فريتس هابر) الكبريت وحالاته

وعلى الرغم من أن طبقة الحدود هذه أضيق بحوالي مئة ألف مرة من شعرة الإنسان، فإنها تلعب دورًا مهما للغاية في العمليات التي تؤثر على تلوث الهواء وتغير المناخ. وبالتالي فإن فحصها على المستوى الجزيئي يساعد في تطوير نماذج محسنة لفهمنا لمصير الهباء في الغلاف الجوي وتأثيره على المناخ العالمي.

واهتمت الدراسة بفحص التوازنات المعقدة لمركبات الكبريت في الغلاف الجوي، التي تلعب دورًا مهمًا في الكيمياء الجوية وتؤثر على تكوين السحب ونوعية الهواء وعمليات المناخ.

وقد استخدم الباحثون تقنيات تجريبية متقدمة لمراقبة تحولات مركبات الكبريت بشكل مباشر لأول مرة، ويوجد الكبريت في أشكال متعددة -مثل الكبريتيت والبيسولفيت- تتحول فيما بينها استجابة للظروف البيئية، وفي هذا السياق أظهرت الدراسة كيف تتفاعل أنواع الكبريت عند الحدود بين الطور السائل والغازي.

استخدم الباحثون تقنيات تجريبية متقدمة لمراقبة تحولات مركبات الكبريت بشكل مباشر لأول مرة (بيكسلز) فوائد جمة

وتعمل النتائج على تحسين فهم كيمياء الكبريت في الغلاف الجوي، وخاصة العمليات التي تؤدي إلى تكوين وتحويل مركبات الكبريت بين بعضها بعضا، هذه المعرفة ضرورية للتنبؤ بسلوك انبعاثات الكبريت وتأثيرها على جودة الهواء والمناخ.

إعلان

كما يؤثر الهباء الجوي الكبريتي على توازن إشعاع الأرض، حيث تلعب دورًا في التبريد وتكوين السحب، وبالتالي فمن خلال توفير بيانات أكثر دقة حول مركبات الكبريت، يمكن للدراسة أن تساعد في تحسين نماذج المناخ.

كما تسهم مركبات الكبريت بشكل رئيسي في الأمطار الحمضية، التي تلحق الضرر بالنظم البيئية والبنية الأساسية، ويمكن أن يساعد فهم سلوك الكبريت في تطوير إستراتيجيات للتخفيف من الأمطار الحمضية والحد من آثارها الضارة على البيئة.

ويمكن أن تساعد رؤى الدراسة في توجيه السياسات للسيطرة على انبعاثات الكبريت من المصادر الصناعية والطبيعية، وفي هذا السياق تساعد المعرفة المحسنة بكيمياء الكبريت في تصميم تدابير فعالة للحد من تلوث الهواء والمخاطر الصحية المرتبطة به.

مقالات مشابهة

  • إجلاء آلاف الأشخاص بسبب ثوران بركان جبل إيبو في إندونيسيا
  • محافظ الوادي الجديد: بدء رصف طبقة الأسمنت الجديدة بطريق البرمودي وحي المروة
  • إجلاء آلاف الأشخاص بسبب ثوران بركان في إندونيسيا
  • “الشهري” يكشف عن أهم العوامل التي تسبب نقص هرمون الذكورة.. فيديو
  • جامعة حمد بن خليفة القطرية تشارك في اكتشاف رائد لفهم تلوث الهواء
  • قد تسبب السيول.. الأرصاد تحدّد المناطق الأكثر تأثيراً بالمنخفض الجوي
  • شاهد.. فشل محاولة اعتراض “الصاروخ اليمني” فوق الغلاف الجوي (فيديو) 
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر تونغا جنوب المحيط الهادئ
  • لـ أفريقيا نصيب الأسد.. نمو ملحوظ في أسواق السفر الجوي العالمية
  • ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنهاية 2024 بنسبة 8.1%