كيف تسبب ثوران بركان هونغا-تونغا في استنفاد سريع لطبقة الأوزون؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
اكتشف فريق كبير من المتخصصين في الغلاف الجوي أنه عندما اندلع بركان "هونغا-تونغا هونغا-هاباي" العام الماضي أخذ معه جزءا من طبقة الأوزون، ونشرت النتائج التي توصلوا إليها في دورية "ساينس".
وكانت الأبحاث السابقة قد أظهرت أن ثوران "هونغا-تونغا" كان أحد أقوى الانفجارات المسجلة على الإطلاق، وكان فريدا أيضا من حيث أنه بدلا من أن يقذف المواد البركانية والأوساخ والصخور فقط فإنه قذف أيضا كمية كبيرة جدا من مياه المحيط إلى الغلاف الجوي.
وفي هذا الجهد العلمي الجديد وجد فريق البحث أن تفاعل المياه المالحة مع المواد الكيميائية الأخرى في الغلاف الجوي أدى إلى تكسير الأوزون.
بالونات بأجهزة استشعارولمعرفة المزيد عن تأثير الثوران أرسل الباحثون بالونات مزودة بأجهزة استشعار إلى الغلاف الجوي من جزيرة ريونيون القريبة بعد 5 أيام فقط من ثوران البركان، وبدراسة البيانات الواردة من أجهزة الاستشعار وجد الباحثون أن مستويات الأوزون كانت أقل بنحو 30% من المستويات الطبيعية.
ومع استمرار البالونات في المراقبة وجد العلماء أن إجمالي الاستنزاف يبلغ نحو 5%، وذلك بسبب تفاعل مياه المحيط مع الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي التي تحتوي على الكلور، مما أدى إلى انهيار الأوزون بكميات لم يسبق لها مثيل في مثل هذا الوقت القصير.
فريق البحث -الذي قاده باحثون من جامعة لاريونيون الفرنسية- ضم باحثين من دول ومراكز بحثية عدة حول العالم، وقد أشاروا إلى أن الانخفاض بنسبة 5% في طبقة الأوزون لا يثير القلق لأنه كان محليا ولأنه لم يكن كثيرا من الناحية الواقعية.
ويشير الباحثون إلى أن ثقب طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية يشهد استنزافا بنسبة 60% في نهاية كل عام.
وحسب تقرير في موقع "فيز دوت أورغ"، فقد أشارت الدكتورة لورا ريفيل من جامعة كانتربري إلى أنه "من الشائع إلى حد ما رؤية فقدان الأوزون على المدى القصير بعد ثوران كبير نتيجة للتفاعلات التي تنطوي على الهباء الجوي البركاني والكلور".
أما أولاف مورغنسترن من المعهد الوطني لبحوث المياه والغلاف الجوي (نيوا) فقد أشار إلى أن "سرعة استنفاد الأوزون الملحوظ تتحدى فهمنا للكيمياء التي تحدث على أسطح هذه الجسيمات والقطرات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طبقة الأوزون الغلاف الجوی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب: على "الديكتاتور" زيلينسكي التحرك سريعًا للسلام وإلّا سيفقد أوكرانيا
واشنطن، كييف- رويترز
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "الأفضل" للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "أن يتحرك بسرعة"، واصفا إياه بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات" بعد أن اتهم الزعيم الأوكراني ترامب في وقت سابق من اليوم الأربعاء بأنه واقع في "فقاعة تضليل".
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال "ديكتاتور بلا انتخابات.. من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بسرعة وإلا فلن يتبقى له بلد".
وتحدث ترامب بعد ساعات من رد زيلينسكي على إشارة ترامب إلى أن أوكرانيا هي المسؤولة عن الغزو الروسي واسع النطاق في عام 2022.
وردًا على منشور ترامب، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها إنه لا يمكن لأحد أن يجبر بلاده على الاستسلام. وأضاف على منصة إكس "سندافع عن حقنا في الوجود".
وكان من المفترض أن تنتهي فترة زيلينسكي الرئاسية البالغة خمس سنوات في عام 2024، لكن لم يتسن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ظل الأحكام العرفية التي فرضتها أوكرانيا في فبراير 2022 بسبب الغزو الروسي.
وأعرب زيلينسكي الذي التقى بالمبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا كيث كيلوج اليوم الأربعاء بعد يوم من تصريح ترامب بأن أوكرانيا "ما كان يجب عليها أبدا أن تبدأ" الحرب، عن رغبته في أن يطلع فريق ترامب على "الحقيقة بشكل أكبر" فيما يخص أوكرانيا.
وذكر الرئيس الأوكراني أن تأكيد ترامب بأن نسبة التأييد الشعبي له تبلغ أربعة بالمئة فقط هو نتيجة معلومات مضللة من روسيا وأن أي محاولة لاستبداله ستفشل.
واستطرد زيلينسكي يقول للتلفزيون الأوكراني "لدينا أدلة على أن هذه البيانات قيد المناقشة بين أمريكا وروسيا. وهذا يعني أن الرئيس ترامب... يعيش للأسف في هذه المساحة من التضليل".
وقبل مرور شهر على توليه الرئاسة، قلب ترامب السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا وروسيا رأسا على عقب وأنهى مساعي الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا بمكالمة هاتفية مع بوتين ومحادثات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والروس.
وقال ترامب إنه قد يلتقي ببوتين هذا الشهر. وذكر الكرملين أن التحضير لمثل هذا الاجتماع قد يستغرق وقتا أطول من ذلك، لكن صندوق الثروة السيادي الروسي قال إنه يتوقع عودة عدد من الشركات الأمريكية إلى روسيا في بداية الربع الثاني.
وفي موسكو قال بوتين اليوم الأربعاء إن أوكرانيا لن تُمنع من مفاوضات السلام لكن النجاح سيعتمد على رفع مستوى الثقة بين موسكو وواشنطن.
وأوضح في تصريحات أذاعها التلفزيون "نحن بحاجة إلى التأكد من أن فرقنا تقوم بإعداد المسائل ذات الأهمية القصوى لكل من الولايات المتحدة وروسيا من أجل التوصل إلى حلول مقبولة للجانبين، والمسار الأوكراني جزء من ذلك".
ولم تتلق أوكرانيا أو حكومات أوروبية دعوة للمشاركة في محادثات جرتفي العاصمة السعودية الرياض أمس الثلاثاء مما غذى المخاوف لديها من أن روسيا والولايات المتحدة ربما ترغبان في التوصل إلى اتفاق يتجاهل مصالح أوكرانيا وأوروبا الأمنية الحيوية.
ويقول ترامب إن أوروبا يجب أن تتدخل لضمان أي وقف لإطلاق النار.
واقترح زيلينسكي منح شركات أمريكية حق استخراج معادن ثمينة في أوكرانيا مقابل ضمانات أمنية أمريكية، لكنه أشار إلى أن ترامب لم يعرض ذلك.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا أسلحة بقيمة 67 مليار دولار ودعمت الموازنة بحوالي 31.5 مليار دولار، وإن مطالبتها بمعادن قيمتها 500 مليار دولار لا تعتبر "محادثة جادة"، وإنه لا يستطيع بيع بلاده.
وقال المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا كيث كيلوج لدى وصوله إلى كييف إنه يتوقع محادثات حقيقية مع اقتراب الحرب من عامها الثالث.
وأضاف للصحفيين "نتفهم الحاجة إلى ضمانات أمنية"، مشيرا إلى أن مهمته هي "الجلوس والإنصات" وأمور أخرى.
ويضع التغيير الذي أدخله ترامب في السياسة الأمريكية الولايات المتحدة في خلاف مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 عضوا، والذي اتفق مبعوثوه اليوم الأربعاء على الحزمة السادسة عشرة من العقوبات على روسيا، بما في ذلك على قطاع الألمنيوم والسفن التي يعتقد أنها تحمل النفط الروسي الخاضع للعقوبات.
واقترحت الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي تعزيز المساعدات العسكرية التي يقدمها الاتحاد لأوكرانيا بهدف إظهار الدعم المستمر لكييف، غير أنه من غير المتوقع اتخاذ قرار سريع.
ويستهدف الاقتراح بشكل رئيسي توفير ما لا يقل عن 1.5 مليون طلقة من ذخائر المدفعية ذات العيار الثقيل، بالإضافة إلى أنظمة دفاع جوي وصواريخ دقيقة التوجيه وطائرات مسيرة.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون إنه على الرغم من عدم وجود اتفاق كامل بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حول كيفية المضي قدما، فما تمكنت هذه الدول من إنجازه كان كبيرا. وقال "نحن بحاجة إلى الحفاظ على هدوئنا ومواصلة دعم أوكرانيا".