سيناريو الموصل وماريبول يخيم على اجتياح غزة برياً
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
في الوقت الذي تخطط إسرائيل لعملية برية في غزة، من أجل "سحق" حركة حماس، فإن التاريخ الحديث في أماكن أخرى يفترض أن مثل هذا الهدف يمكن تحقيقه، ولكن بثمن هائل، سواء بالنسبة للجنود الإسرائيليين، أو بالنسبة للخسائر التي ستلحق بالمدنيين الفلسطينيين العالقين وسط النيران.
قتال المدن بطيء جداً، وطويل ومكلف
ويقول الكاتب ياروسلاف تروفيموف في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن حرب المدن، خصوصاً في المناطق ذات الكثافة السكانية، التي تضم مبان شاهقة متعددة الطوابق (في غزة عشرات المباني التي تزيد على 6 طوابق)، تصب في مصلحة المدافعين.
ومع ذلك، فإنه في السنوات الأخيرة، سقطت مدن رئيسية وتم تدمير القوى المدافعة عنها أو وقعت في الأسر. وآخر مثال على ذلك، الحملة التي قادتها أمريكا عامي 2016-2017 للسيطرة على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. وكان عدد سكانها وقتذاك مماثلاً لعدد سكان قطاع غزة، أي 2.1 مليون نسمة. معركة الموصل
ويقول رئيس وحدة المعلومات في شركة لي بيك الاستشارية لإدارة المخاطر مايكل هوروفيتز: "إذا ما فعلت إسرائيل ما تقول أنها ستفعله، إطاحة حماس وتدمير قدراتها العسكرية، فإننا نتحدث عن ما يشبه الموصل في كل أنحاء قطاع غزة، وسيعني فعلياً إلحاق إصابات واسعة بين المدنيين، ودمار فعلي كبير".
“If Israel does what it says it wants — toppling Hamas —we’re talking about a Mosul all over the Gaza Strip. And it means really extensive civilian casualties and really extensive damage.” Some 11,000 people died in the siege of Mosul. My analysis. https://t.co/YjpPsIeJjE
— Yaroslav Trofimov (@yarotrof) October 22, 2023
كانت معركة الموصل، التي استمرت 277 يوماً، حملة دامية بالفعل، ولم يعرف حجم الإصابات الذي نجم عنها. وبحسب تحقيق أجرته وكالة أسوشيتدبرس بناء على أرقام من المقابر وبيانات من منظمات غير حكومية، فإن ما بين تسعة آلاف و11 ألف مدني قتلوا في الموصل. وتحول قلب المدينة التاريخي إلى دمار. وعمد عناصر تنظيم داعش الإرهابي في المراحل الأخيرة من القتال إلى نسف مسجد النوري الكبير التاريخي، الذي شهد الإعلان عن "خلافتهم" المزعومة للمرة الأولى عام 2014.
ومع أن معظم القوات المدعومة من الولايات المتحدة في الموصل ذات الغالبية السنية، كانت إما من الميليشيات الشيعية أو من الجيش والشرطة العراقيين اللذين يتألفان بمعظمهما من الشيعة، فإن التدقيق في الخسائر التي لحقت بالمدنيين، لن يكون مماثلاً لما قد يواجهه الإسرائيليون في غزة.
وقتل حتى الآن 4 آلاف فلسطيني خلال حملة القصف الإسرائيلية، وفق وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس، الأمر الذي أثار احتجاجات ودعوات من أجل وقف للنار في أنحاء العالم.
Israel can take Gaza, but the experience of other recent sieges, by the US in Mosul or Russia in Mariupol, shows that the toll will be steep, for troops and especially for civilians. My analysis of the tactical lessons in these three very different wars. https://t.co/JpJp6IYMKE
— Yaroslav Trofimov (@yarotrof) October 22, 2023
وقال المستشار الأمني الخاص باتريك أوغود الذي يعمل على نطاق واسع في العراق، إنه "على رغم أن العراق هو مجتمع منقسم، وأن القوات التي كانت تأتي إلى الموصل ليست في غالبيتها من المدينة، فإن ثمة تمييزاً أساسياً، إذ أنهم كانوا يحررون أراضيهم. وهذه ليست الحال في غزة".
ماريبول
كما أن الظروف السياسية في أوكرانيا أكثر تعقيداً، حيث تم صد غزو روسي حصل من دون استفزاز. لكن من ناحية تقنية بحتة، فإن الحصار الروسي لمدينة ماريبول العام الماضي يشير إلى صعوبات كبيرة يمكن أن تواجه إسرائيل في غزة. وبخلاف مناطق كثيرة من أوكرانيا، تمتعت روسيا بتفوق جوي في ماريبول، وقصفت المدينة الساحلية ذات الـ450 ألف نسمة لأشهر. وبلغت الخسائر البشرية بحسب التقديرات الأوكرانية، عشرات الآلاف، حيث كان الأموات يجرفون مع الركام.
وبخلاف حماس التي أمضت سنوات في تجهيز شبكة واسعة من الأنفاق والتحصينات، فإن القوات الأوكرانية في ماريبول لم تكن تتوقع غزواً روسياً، ولم تكدس الأسلحة والذخائر والوقود، وتم تطويق المدينة بعد 3 أيام من اندلاع الحرب.
ومع ذلك، تكبدت القوات الروسية خسائر فادحة في معركة ماريبول- وفقدت جنرالين على الأقل-، ولم يتسنَ لها الاستيلاء على المدينة إلا بعدما أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما تبقى من الجنود الأوكرانيين بالاستسلام بعد 3 أشهر.
ويقول الزميل الأول في معهد أبحاث السياسة الخارجية روب لي، إن "قتال المدن بطيء جداً، وطويل ومكلف. وليس ثمة طريقة أخرى لإنجازه، عندما تذهب إلى عدوٍ يدافع عن أراضٍ في المدن، خصوصاً إذا ما كان لديه الوقت لتجهيز دفاعات جيدة، وليس مستعداً للاستسلام بسرعة، فإن الأمر يستغرق وقتاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
مرتفع يخيم على العراق يحبس عنه الأمطار وموجة برد قاسية في شباط
بغداد اليوم- بغداد
أكد الراصد الجوي علي الجابر الزيادي، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، انفراج ضعف المرتفع الجوي عن الأقسام الشمالية فيما يستمر الجفاف في باقي المناطق.
وقال الزيادي، لـ"بغداد اليوم"، إن: "هناك تحسنا بشأن عودة الأمطار منتصف الأسبوع المقبل، ويضعف قليلاً يوم الخامس من شهر شباط المقبل، ليسمح بدخول منخفض ممطر تحديداً في المناطق الشمالية في إقليم كردستان وبعض مدن صلاح الدين وغرب الأنبار".
وأضاف أن "انفراجة ابتعاد المرتفع الجوي لا تبشر لباقي المناطق بفرصة أمل قريبة، بل يستمر جاثم المرتفع فوق المدن الوسطى والجنوبية حتى العاشر من شباط المقبل مما يجعل الأمطار شحيحة".
وختم الراصد الجوي قوله إن "درجات الحرارة ستستمر في الأيام القادمة مقاربة، فيما تلوح في الأفق موجة برد قوية بدايتها يوم 8 شباط، لتشعرنا بأجواء باردة جداً".
وفي وقت سابق من اليوم توقعت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، موجات قطبية شديدة البرودة قادمة من سيبيريا سيبدأ تأثيرها في العراق قبل منتصف شهر شباط المقبل.
وذكر تقرير جوي للهيئة تلقته "بغداد اليوم"، "نتابع تطورات تأثير منخفضات جوية متوقعة قبل نهاية الاسبوع المقبل التي سيكون تأثيرها الأعلى على مدن شمال البلاد حسب آخر التحديثات، قابلة للتغيير في الوقت الذي ماتزال فيه كميات الامطار في مدن وسط وجنوب البلاد وغربها دون المعدلات العامة".
وأضاف "كما تشير التوقعات الى موجات قطبية شديدة البرودة، سيبدأ تأثيرها قبل منتصف شهر شباط المقبل، ناتجه عن تعمق المرتفع السطحي السيبيري الجاف الذي يصل لقيم ضغط تصل الى 1032 مليبار".