نشر فريق بحثي بقيادة جامعتي "أر إم آي تي" وملبورن دراسة جديدة في دورية "أدفانسد فنكشنال ماتيريالز" عن ابتكار جهاز جديد قابل للارتداء يمكنه توليد الطاقة اعتمادا على الحركة، وإنشاء الذاكرة وتعديلها.

وقد يسهم هذا الابتكار في تطوير عدد كبير من التقنيات المستخدمة حاليا، حيث يمكن استخدامه في بناء حاصدات الطاقة (أجهزة تستخلص الطاقة من الحركة)، وأجهزة الاستشعار شديدة الحساسية، إضافة إلى تحسين كفاءة أجهزة قياس المؤشرات الحيوية.

ويعتمد الابتكار في الأساس على ظاهرة الكهرباء الانضغاطية أو ما يعرف بـ(Piezoelectric properties) التي تمتلكها بعض المواد، وتستطيع هذه المواد توليد الطاقة عند الضغط عليها، ويتغير شكلها في حال إمدادها بالكهرباء.

تحسين كفاءة الأجهزة القابلة للارتداء

يسعى الباحثون دائما إلى تطوير مختلف أنواع الأجهزة الإلكترونية بهدف تحسين كفاءتها، وخفض تكلفة تصنيعها، إلى جانب جعلها أكثر صداقة للبيئة.

وفي هذا الصدد عمل باحثو الدراسة المشار إليها مسبقا على التوصل إلى مادة ما تمتلك تأثير الكهرباء الانضغاطية. واستطاع الفريق البحثي بالفعل تركيب شريحة نانوية متناهية الصغر داخل غلاف يمكن ارتداؤه حول الإصبع.

ومع ثني الإصبع، استطاعت الشريحة النانوية توليد قدر من الطاقة، وتمكن الباحثون عبرها من أداء مهام تتعلق بالذاكرة الإلكترونية، مثل إنشاء البيانات وحفظها ومسحها.

الهندسة النانوية لتعديل خصائص المواد

في كثير من الأحيان يصعب إنتاج المواد النانوية ذات خصائص الكهرباء الانضغاطية بسبب ارتفاع التكلفة، وانخفاض جودة المواد المنتجة.

ولحل هذه المشكلة لجأ الباحثون إلى مادة أكسيد البزموت أو ما يعرف بـ(Bismuth)، وأجروا عليها بعض التعديلات على المستوى النانوي، الأمر الذي أدى في الأخير إلى الحصول على مادة نانوية ذات صفات مميزة.

ويشير الباحث المشرف على الدراسة الدكتور علي زافابيتي خلال البيان الصحفي المنشور بمنصة "تك إكسبلور" إلى أن الفريق البحثي استغل الابتكار الجديد خلال مجموعة من التجارب من أجل إنشاء الصور وتعديلها ومسحها على المستوى النانوي".

شاشة قابلة للطي يمسكها أحد العاملين في مختبر بحثي (شترستوك) مزايا متنوعة للابتكار الجديد

بسؤاله عن المزايا الأساسية التي تتسم بها التقنية الجديدة، أوضح الدكتور زافابيتي للجزيرة نت أن "الجهاز الجديد يعمل مستخدما الطاقة الذاتية، مما يعني قدرته على توليد الطاقة معتمدا على حركة الجسم".

ويضيف: "تتميز المادة التي طورناها بنحافتها الشديدة، ويمكن استخدامها في إطار مساحات كبيرة، الأمر الذي يعني إمكانية استغلالها في مختلف الأجهزة. كما تتميز هذه المادة بأمانها، فهي لا تضر بالأنسجة الحيوية (مثل الجلد البشري)، وهي لا تسبب الاحتكاك مع هذه الأنسجة، بالتالي فهي تسبب تهيجا أقل للبشرة".

وأشار شانيانج جواو -الباحث الرئيس في الدراسة- في البيان الصحفي أن مادة أوكسيد البزموت يمكن هندستها بهدف تحقيق وظيفة بناء الذاكرة الإلكترونية وتعديلها، وهي تعمل كمادة شبه موصلة، أي أن بالإمكان استخدامها في الوظائف الحاسوبية.

وأوضح أن المادة المعدلة تمثل "مولد طاقة نانوي" يستمد الطاقة النظيفة من خلال الحركة، ويستغلها بأقصى كفاءة ممكنة.

سهولة التطبيق

يحدد زابافيتي متطلبات تطوير الأجهزة الإلكترونية بوجه عام في أثناء حديثه مع الجزيرة نت، وقال "خلاصة القول، يستدعي التطوير التكنولوجي المستمر تصغير حجم المواد، ودفعها إلى استغلال الطاقة بكفاءة، وإكسابها القدرة على التعلم من المؤثرات الخارجية والاستفادة منها. وسيستطيع ابتكارنا الجديد توفير كل تلك الخصائص".

وعن الفوائد الاقتصادية والبيئية الناتجة من استغلال الابتكار الجديد، استعرض زابافيتي مزيدا من خصائص الابتكار الفريدة، وقال "ستسهم هذه التكنولوجيا في خفض تكلفة تصنيع الأجهزة القابلة للارتداء، لأن المادة التي طورناها يمكن إنتاجها اعتمادا على معدات معملية بسيطة، ولا تحتاج هذه العملية إلى أي ظروف خاصة، مثل درجات الحرارة شديدة الارتفاع أو الانخفاض".

وأكد مشرف الدراسة سهولة استغلال التقنية المقترحة في أي دولة، فهي لا تستدعي أي خبرات خاصة أو أدوات متقدمة.

وتتمثل خطوة الفريق البحثي التالية في التعاون مع إحدى الشركات الصناعية من أجل بناء نموذج أولي للابتكار الجديد من أجل تجربته على أرض الواقع.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

«مصدر» تختار شركات تطوير أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم


أبوظبي (الاتحاد)
كشفت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، عن اختيار شركات المقاولات والتوريدات المفضلة للإسهام في دعم تطوير أكبر وأول مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية ونظم بطاريات تخزين الطاقة لتوفير إمدادات الطاقة النظيفة على مدار الساعة.

أخبار ذات صلة «مصدر» ترفع قدرتها الإنتاجية إلى 50 جيجاواط «بيئة» و«مصدر» تبرمان اتفاقية لتوسعة مشروع محطة الشارقة

وأعلنت «مصدر» اليوم، على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025، اختيار شركتي «جيه إيه سولار» و«جينكو سولار»، اللتين تعدان من من أكبر موردي وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم، وشركة «كاتل»، أكبر مصنّع للبطاريات في العالم والمورد الرائد لنظم بطاريات تخزين الطاقة، كموردين مفضلين للمشروع. كما تم اختيار شركتي «لارسن آند توبرو» و«باور تشاينا إتش دي إي سي» كمقاولين مفضلين لأعمال الهندسة والمشتريات والإنشاء للمشروع الذي سيتم تطويره في أبوظبي.
وخلال مراسم أقيمت بجناح «مصدر» في أسبوع أبوظبي للاستدامة، وقّع عبدالعزيز العبيدلي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «مصدر»، خطابيْ الترسية لمقاولي أعمال الهندسة والمشتريات والإنشاء، في حين وقّع يو فينج، رئيس شركة «اتش دي اي سي انترناشونال» نيابة عن شركة «باور تشاينا اتش دي اي سي» بحضور جاو في، نائب رئيس شركة «باور تشاينا» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما وقّع أيه. رافيندران، نائب الرئيس الأول ورئيس قسم الطاقة المتجددة في «لارسن وتوبرو»، على خطاب الترسية لشركة «لارسن وتوبرو» بحضور ت. مادهافاداس، المدير ونائب الرئيس التنفيذي الأول للمرافق.
وخلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، أثمرت جهود التعاون بين «مصدر» وشركة مياه وكهرباء الإمارات عن إطلاق أكبر مشروع على مستوى العالم، يضم محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 5.2 جيجاواط مزود بنظم بطاريات لتخزين الطاقة الشمسية بقدرة 19 جيجاواط/ساعة، لتوفير حوالي 1 جيجاواط يومياً من الحمل الأساسي من الطاقة المتجددة.
وفي هذه المناسبة، قال عبدالعزيز العبيدلي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «مصدر»: «يمثل هذا المشروع الاستثنائي الذي نعمل على تطويره بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات خطوة مهمة لإحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة النظيفة، والتغلب على عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة وتوفير طاقة نظيفة على مدار الساعة. وباعتباره أكبر مشروعات مصدر حتى الآن، فقد حرصنا على العمل مع أفضل الشركاء المحتملين الذين سيقدمون خدماتهم بأعلى المعايير. وإنني أتطلع إلى العمل مع هؤلاء الموردين المفضلين من أجل إرساء نموذج عالمي غير مسبوق في توظيف الابتكار في حلول الطاقة النظيفة».
وتم اختيار شركتيْ «جينكو سولار» و«جي أيه سولار» كموردين مفضلين لوحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية للمشروع بقدرة 2.6 جيجاواط لكل شركة، حيث تستخدم كلتا الشركتين أحدث تقنيات TopCon مع معايير متطورة لضمان تحقيق أعلى مستويات الكفاءة والإنتاج لمدة 30 عاماً.
كما تم اختيار شركة «كاتل» كمورد مفضل لنظام بطاريات تخزين الطاقة بتقنية TENER بقدرة إجمالية تبلغ 19 جيجاواط ساعة، حيث تتميز هذه التقنية باعتماد معايير السلامة الشاملة وطول العمر الافتراضي والقدرة العالية على الاندماج، ما يضمن تشغيلاً موثوقاً ومستقراً وكفاءة عالية طوال مدة المشروع.
وستعمل محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية ونظم بطاريات تخزين الطاقة على تحقيق الاستقرار والكفاءة اللازمين لمواجهة عدم استقرار امدادات الطاقة المتجددة. وسوف تسهم مُنشأة تخزين الطاقة بسعة 19 جيجاواط/ ساعة، الأكبر من نوعها على مستوى العالم، في تحقيق التكامل السلس للطاقة الشمسية في الشبكة، على نحو يضمن توفير الإمداد على مدار الساعة. ويسهم هذا المشروع بدعم استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، وسيكون له دور رئيس في تحقيق نقلة نوعية في أنظمة الطاقة، بما يتماشى مع أهداف «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأطرافCOP28.
يُذكر أن شركة «مصدر» تأسست في عام 2006، لتسهم بدور رئيسي في ترسيخ المكانة الرائدة عالمياً لدولة الإمارات في مجاليْ الاستدامة والعمل المناخي. وتطور «مصدر» مشاريع ولديها شراكات استثمارية في أكثر من 40 دولة حول العالم، مع تطلعات لتعزيز القدرة الإنتاجية لمحفظة مشاريعها في قطاع الطاقة المتجددة لتصل إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030، وأن تصبح منتجاً رائداً للهيدروجين الأخضر.

مقالات مشابهة

  • هل اقترب موعد ابتكار علاج لمرض «ألزهايمر»؟
  • محطة الطاقة النووية العائمة في تشوكوتكا تحقق إنجازًا جديدًا
  • لماذا تأخرت هواتف أندرويد في تبني معيار Qi2 الجديد؟
  • "مصدر" تختار شركات المقاولات لتطوير مشروع "طاقة شمسية"
  • «مصدر» تختار شركات تطوير أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم
  • ابتكار كوري: نسيج كهربائي فولاذي لحماية السيارات الكهربائية من البرد
  • ابتكار تقنية للحام الفولاذ في الظروف القاسية
  • "طاقة أبوظبي" تطلق المرحلة الثانية من مشروع الاستجابة للطلب لعام 2025
  • روسيا.. ابتكار تقنية للحام الفولاذ المستخدم في الظروف القاسية
  • اكتشاف ثوري.. جسيمات نانوية لتنظيم نقل الضوء والحرارة عبر نوافذ ذكية