يسعى بايدن لطمأنة كييف بشأن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل الخلافات داخل الكونغرس حيال استمرار المساعدات الأمريكية

تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم أوكرانيا "مادام كان ذلك ضروريا"، في تأكيد شدد عليه المستشار الألماني أولاف شولتس في البيان الختامي لقمة الناتو الأخيرة.

بيد أن العالم شهد أزمة دولية جديدة مع هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، الذي أدى إلى تحويل بوصلة الرأي العام العالمي صوب الشرق الأوسط.

مختارات حرب روسيا على أوكرانيا .. متى يعم السلام؟ المجر تعرقل حزمة عقوبات أوروبية جديدة على روسيا بعد عام من الحرب .. كيف واجه الاقتصاد الروسي العقوبات؟ برلين تدعم قرارا أمميا بتحقيق "سلام عادل ودائم" في أوكرانيا

ويقول مراقبون إن الصراع في الشرق الأوسط قد يؤدي - في حالة طول أمده -  إلى تقييد موارد الدول التي اصطفت إلى جانب أوكرانيا منذ بدء التوغل الروسي أواخر فبراير / شباط العام الماضي، خاصة الولايات المتحدة، الداعم الأكبر لكييف.

ومن شأن هذا السيناريو أن يصب في صالح روسيا، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرا إلى حث دول الناتو على عدم التراجع عن دعم بلاده، محذرا من أن روسيا ستحاول استغلال الوضع في الشرق الأوسط.

ووسط هذه المخاوف، خرج الرئيس الأمريكي ليؤكد قدرة بلاده على التعامل مع تداعيات الصراع في الشرق الأوسط والحرب المستمرة في أوكرانيا.

ففي مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية، قال بايدن: "لدينا القدرة على القيام بذلك وعلينا التزام بذلك. نحن الأمة الأساسية وإذا لم نفعل ذلك، فمن سيفعل؟"

بيد أن الرئيس الأمريكي ما زال يواجه خلافات مع أعضاء في الحزب الجمهوري، ممن يريدون قطع المساعدات عن أوكرانيا مما أثار أزمة داخل الكونغرس، ألقت بظلالها على المساعدات الأمريكية إلى كييف. لكن هذا المسار لم يكن وليد اندلاع الصراع بين حماس وإسرائيل، وفقا لما أشار إليه الباحث في الشؤون السياسية يوهانس فارفيك في جامعة هاله الألمانية.

وفي مقابلة مع DW، أضاف: "هناك تنافس على الاهتمام والموارد. لا أعتقد أن اللاعبين الرئيسيين سيتوقفون عن دعم أوكرانيا الآن، لكن الأولويات ستتغير".

دعم أوروبا لأوكرانيا "على المحك"

تزامن هذا مع تضاؤل التضامن الأوروبي مع أوكرانيا، وهو ما برز مع تهديد الحكومة البولندية بوقف شحن الأسلحة إلى أوكرانيا مؤقتا بسبب الغضب إزاء واردات الحبوب الأوكرانية ذات الأسعار الرخيصة.

ولم يتوقف الأمر على بولندا بل شمل الأمر سلوفاكيا، التي تعد من  أكبر الدول المؤيدة لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب، لكنها شهدت مؤخرا فوز روبرت فيكو، السياسي الشعبوي الموالي لروسيا والمناهض لتقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.

فخلال حملته الانتخابية، تعهد فيكو بأن سلوفاكيا لن تزود أوكرانيا - في حالة فوزه حزبه الشعبوي "سمير-إس دي" بالانتخابات - "برصاصة واحدة من الذخائر"، كما دعا إلى تأسيس علاقات جيدة مع روسيا.

وفي هذا السياق، عرقلت المجر إقرار الاتفاق الذي توصّلت إليه القمة الأوروبية والقاضي بـحظر القسم الأكبر من واردات النفط الروسي وفرض عقوبات جديدة على روسيا حيث واصلت بودابست شراء الغاز الروسي. تزامن هذا مع مساعي رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لإحباط خطط تقديم المزيد من المساعدات المالية من قبل الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا.

وفي تعليقه على ذلك، قال رودريش كيزيفيتر، الخبير في شؤون الدفاع والعضو بالبرلمان الألماني، في مقابلة مع DW إنه "بشكل عام، فإن الدعم لأوكرانيا يتضاءل بالفعل فيما انهار التماسك مع تزايد الأصوات المطالبة بـقبول السلام المفروض بما يشمل إجبار أوكرانيا الضعيفة على قبول شروط روسيا القوية".

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس على استمرار دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا

ويرى رومان جونشارينكو، الصحافي في القسم الأوكراني في مؤسسة دويتشه فيله، أن أوكرانيا "يساورها شعور بخيبة أمل بأن الغرب قد سئم الحرب".

انتصار أوكرانيا العسكري..هل مازال ممكنا؟

الجدير بالذكر أن المساعدات العسكرية التي أرسلتها الدول الغربية إلى أوكرانيا ساعدت الأخيرة على تحقيق نجاحات عسكرية لكنها ظلت محدودة في مسار هجومها المضاد ضد الجيش الروسي، حيث لم تحرز كييف تقدما كبيرا حتى الآن.

في المقابل، يطلب زيلينسكي دعما عسكريا غربيا يشمل مقاتلات، حيث طلبت أوكرانيا رسميا من الحكومة الألمانية تسليمها صواريخ كروز من طراز "توروس"، لكن يبدو أن شولتس غير مؤيد لهذا النوع من التسليح، في موقف حظى بدعم 55 بالمائة من الألمان، وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" للأبحاث.

وفي ذلك، قال رودريش كيزيفيتر إن التردد المستمر يعد المشكلة الرئيسية، مضيفا: "تساهم الدول الغربية بنفسها في عرقلة هجوم التحرير بسبب أنها تسلم القليل (من الأسلحة) بعد فوات الأوان. الأسلحة المتفوقة والدقيقة مثل صواريخ توروس كانت ستحدث تغييرا جذريا في حالة توافرها بكميات كافية".

الأمل الروسي في عودة ترامب

أما الجانب الروسي، فيسعى إلى استغلال عامل الوقت على أمل فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2024 وعودته إلى البيت الأبيض، وهو سيناريو سيعني إنهاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

وفي تعليقه على ذلك، قال الباحث في الشؤون السياسية يوهانس فارفيك إن الدول الأوروبية لا يمكنها "تعويض الدعم الأمريكي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قدمت ما يقرب من 50 مليار يورو (52.8 مليار دولار) كمساعدات عسكرية وحدها في حين قدمت ألمانيا مساعدات عسكرية لكييف بقيمة حوالي 12 مليار يورو، رغم أن برلين تأتي في المرتبة الثانية بعد واشنطن في دعم أوكرانيا".

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: أوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية حرب روسيا على اوكرانيا بوتين زيلنسكي الناتو دويتشه فيله أوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية حرب روسيا على اوكرانيا بوتين زيلنسكي الناتو دويتشه فيله الشرق الأوسط دعم أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الياباني الجديد: سنواصل الضغط على روسيا ودعم أوكرانيا



صرح رئيس الوزراء الياباني الجديد شيغيرو إيشيبا بأن طوكيو ستواصل ضغوط العقوبات على موسكو وستواصل دعم كييف.

جاء ذلك وفقا لما صرح به إيشيبا في أول خطاب له أمام البرلمان، حيث تابع أن الحكومة اليابانية ملتزمة "بمواصلة فرض ضغوط العقوبات على روسيا ودعم أوكرانيا"، إلا أنه، وفي الوقت نفسه، قال إن حكومته ملتزمة "بحل المشكلة الإقليمية وإبرام معاهدة سلام مع روسيا، برغم الصعوبات الراهنة في العلاقات اليابانية الروسية".

وتجري موسكو وطوكيو مفاوضات لتطوير اتفاق سلام بعد الحرب العالمية الثانية منذ منتصف القرن الماضي، حيث تظل العقبة الرئيسية أمام تلك الخلافات هي حقوق ضم الجزء الجنوبي من جزر الكوريل. وقد تم ضم الأرخبيل بأكمله إلى الاتحاد السوفيتي بعد انتهاء الحرب، إلا أن اليابان تتنازع على ملكية إيتوروب وكوناشير وشيكوتان ومجموعة من الجزر الصغيرة غير المأهولة. وقد أكدت وزارة الخارجية الروسية مرارا وتكرارا أن السيادة الروسية على هذه الأراضي، التي تتمتع بالإطار القانوني الدولي المناسب، لا شك فيها.

وبعد أن فرضت طوكيو عقوبات مناهضة لروسيا فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، أوقفت روسيا المشاورات مع اليابان بشأن قضية معاهدة السلام. كما انسحبت موسكو من المفاوضات مع طوكيو بشأن إقامة أنشطة اقتصادية مشتركة في جزر الكوريل الجنوبية، وعرقلت تمديد وضع اليابان كشريك لمنظمة التعاون الاقتصادي في منطقة البحر الأسود للحوار القطاعي

مقالات مشابهة

  • روسيا ترفع طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية وتدعو الغرب لرفع العقوبات عن أفغانستان
  • استهدفت بنى تحتية .. روسيا تهاجم أوكرانيا بـ19 طائرة مسيرة
  • أوكرانيا: روسيا هاجمت بنى تحتية حيوية بـ19 طائرة مسيرة         
  • رئيس الوزراء الياباني الجديد: سنواصل الضغط على روسيا ودعم أوكرانيا
  • هل يسمح الغرب لأوكرانيا باستخدام صواريخ كروز طويلة المدى ستورم شادو؟
  • روسيا تعلن تحقيق تقدم ميداني جديد في أوكرانيا
  • روسيا تحذّر من خطر اندلاع حرب مع أميركا
  • روسيا تشن هجوما كبيرا بطائرات مسيرة على أوكرانيا
  • روسيا تعلن السيطرة على بلدة جديدة في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي لـ655 ألفًا و560 جنديًا