وللمتصهينين تذكرة خروج دون عودة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
جاسر الحربش*
لو أن المستعجلين على تقبل احتلال فلسطين وقمع أهلها كأمر واقع يشاهدون ويسمعون آراء بعض الحقوقيين اليهود عن الفكر الصهيوني، مثل جدعون ليفي وناعوم تشومسكي ونورمان فينكنستاين والأمريكي الفلسطيني إدوارد سعيد، لربما خجلوا من جهلهم بنتائج ما يستعجلون التطبيع معه. أجزم بأن الخمسة أو العشرة أشخاص من الكتاب والمغردين بيننا، الداعين للتصالح مع أقبح فكر عنصري في التاريخ لا يملكون الفهم الكافي لنتائج ما يدعون له.
لكن لنفترض حصول ما لن يحصل ونناقش ما قد يترتب عليه، والمسألة لا تحتاج إلى التنظير. تكفي قراءة ما جرى بينهم وبين الشعوب التي طبعت معهم عبر مئات السنين. الوصول إلى علاقة طبيعية مع الفكر الصهيوني يعني القبول بمتطلبات النص التوراتي الذي يصدقونه، الأخيار أسياد للأغيار، ويقول النص: يا أبناء إسرائيل كل ما تطأه أقدامكم من أرض هو ملك لكم تفعلون به ما تشاؤون.
أخبار قد تهمك المتحدث العسكري المصري: الجانب الإسرائيلي تأسف على الحادث غير المتعمد على الحدود 22 أكتوبر 2023 - 7:57 مساءً جيش الاحتلال يعرب عن أسفه لقصفه موقعا مصريا قرب الحدود بالخطأ 22 أكتوبر 2023 - 7:01 مساءًمن المؤكد أن الوصول إلى علاقة تطبيع مع من يحمل الفكر الصهيوني (ولا أقصد أتباع اليهودية كديانة) يترتب عليه النتائج التالية:
أولاً: السيطرة الروتشيلدية على رؤوس الأموال والأعمال، ومن لا يعرف معنى ذلك عليه التعرف بالقراءة المتوسعة عن العقلية المالية الروتشيلدية وتأثيرها في تاريخ العالم.
ثانياً: القبول بسيطرة الإعلام المسير الكاسح بيد المتحكم فيه المعروف على الفضائيات والصحافة والسينيما وصناعة الوثائقيات والبرامج السياسية والتربوية.
ثالثاً: القبول بشروط التعايش بحسب مفاهيم الحريات الشخصية الجسدية والفكرية التي يفرضها الطرف الأقوى على الأضعف.
رابعاً: القبول بمنظمة آيباك صهيونية عربية على غرار نموذجها الأمريكي المتغلغل في الحياة السياسية والاجتماعية الأمريكية.
خامساً: أنه على كل مصرف مالي أو رجل أعمال أو مسؤول أو مفكر مستقل يرفض التعامل مع التطبيع، عليه أن يكون مستعداً للاغتيال الإعلامي والفكري وربما المحاكمة بتهمة معاداة السامية رغم أنه هو من أصول سامية ويرفض التعامل مع الفكر الصهيوني تحديداً.
سادساً: وهذه ربما الأقل أهمية عند المهرولين للتطبيع رغم أنها الأهم، وهي القبول بالتنازل عن فلسطين العربية بأرضها ومساجدها وكنائسها ومقابر الأجداد فيها وآثارها وزيتونها، بكل ما يعنيه ذلك من خيانة جيل واحد لكل الأجيال السابقة واللاحقة.
سابعاً وأخيراً: تحمل أي دولة إسلامية تطبع مع مغتصب عنصري لكل ما يترتب على ذلك من نبذ وعداء مع الشعوب الإسلامية الرافضة لفرض الأمر الواقع بسبب العجز عن نقل المسؤولية إلى الأجيال القادمة.
هكذا وبناء عليه يتضح أن أفضل الحلول هو سفر الراغبين في التطبيع إلى صهاينتهم في إسرائيل بتذكرة خروج دون عودة، ليتعرفوا بالمعايشة معنى أن يكونوا عرباً في مجتمع عنصري أخيار ضد أغيار، ولتتخلص منهم مجتمعاتهم كذلك.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: غزة غزة الآن غزة تحت القصف
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يوضح الدلالات اللغوية والشرعية لاسم الله «المقيت»
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال حديثه اليوم، الأحد، بالحلقة التاسعة من برنامج «الإمام الطيب»، أن اسم "المقيت" هو أحد أسماء الله الحسنى الثابتة بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الأمة، مشددًا على أهمية فهم الدلالات اللغوية العميقة لهذا الاسم لتعميق الإيمان وإدراك عظمة الخالق.
وبيّن شيخ الأزهر، أن اسم الله "المقيت"، ورد في القرآن الكريم في سورة النساء: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مَقِيتًا﴾، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي يعدد أسماء الله الحسنى، موضحا أن أصل المقيت مشتق من "القوت" الذي يُقيم حياة الإنسان، موضحًا أن الفعل "قاتَ يَقُوت" يرتبط بتوفير الطعام والشراب كضرورة لبقاء الأحياء، وهو ما ينطبق على الله تعالى كمُمدِّد الأرزاق لكل المخلوقات، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.
كما تطرق فضيلته إلى الخلاف اللغوي حول معنى "المقيت"، حيث ذهب بعض العلماء إلى أن الاسم يحمل معنى "الشاهد" أو "القادر"، مستندين إلى تفسير ابن عباس رضي الله عنهما الذي فسَّر "مقيتًا" بـ"قادرًا"، وإلى استشهادات من الشعر الجاهلي الذي استخدم اللفظ بمعنى القدرة على الفعل، مثل قول الشاعر: «كُنتُ عَلَى مَسَاءَتِهِ مَقِيتًا» (أي قادرًا على رد الإساءة).
وأشار فضيلته إلى أن اللغة العربية تُعد أداةً أساسية لفهم القرآن الكريم، لافتًا إلى أن بعض اشتقاقات الأسماء – مثل "المقيت" – قد تخرج عن القياس النحوي المألوف، لكنها تثبت بالسماع (كاستخدامها في القرآن والشعر العربي)، حيث أعطانا معنى شاهد بحروف مختلفة عن المصدر، مؤكدًا أن «السماع حجة لا تُعلَّل، بينما القياس يُعلَّل».
وختم الإمام الأكبر حديثه بالتأكيد على أن تعلم اللغة العربية عبادة، لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى، الذي نزل بلسان عربي مبين، مشيرًا إلى أن إعجاز القرآن لا ينفد، وأن من إعجاز القرآن أنك تجد المفسر مثلا حجة في البلاغة، أو فقيه يملأ تفسيره من هذا الفقه، كما أن كل عصر يكتشف فيه جوانب جديدة من حكمته.