الخليج الجديد:
2025-04-28@06:25:42 GMT

الحزب الديمقراطى الأمريكى وإسرائيل

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

الحزب الديمقراطى الأمريكى وإسرائيل

الحزب الديمقراطى الأمريكى وإسرائيل

قيادات الحزب الديمقراطى بمجلس النواب تدخلت فى تلك المعركة بين أعضائها بالاصطفاف وراء الطرف الداعم بلا شروط لإسرائيل.

كان نتنياهو أول رئيس وزراء لإسرائيل طوال تاريخها لا يهمه أن تظل إسرائيل قضية إجماع من الحزبين الكبيرين فى الولايات المتحدة.

تشير استطلاعات الرأى المرة بعد الأخرى إلى أن أغلبية ناخبى الحزب الديمقراطى مواقفهم أقرب لمواقف كورى بوش ورشيدة طليب منها للنائب جوتثيمر!

ليس سرًا أن مواقف نتنياهو قد أحدثت شرخًا بين الديمقراطيين ونتنياهو، وخصوصًا بعدما اندلعت المظاهرات داخل إسرائيل ضد عزم الأخير على تطويع القضاء هناك.

مواقف قيادات الحزب الديمقراطى لا تعود لأصوات الناخبين اليهود، بل لأنها تتلقى فى حملاتها الانتخابية تمويلًا ضخمًا من جانب جماعات المصالح الداعمة لإسرائيل.

وضع نتنياهو كل ثقله وراء الجمهوريين دون الديمقراطيين، ووقف داخل الكونغرس يحرض أغلبيته الجمهورية على أوباما الديمقراطى، ووقف علنًا فى انتخابات الرئاسة مع المرشح الجمهورى.

* * *

النائبة اليهودية الديمقراطية سوزان وايلد أصدرت الأسبوع الماضى بيانًا داعمًا لإسرائيل. لكنها فى اجتماع مغلق للديمقراطيين بالمجلس لم تقل أكثر من أنها حضرت عبر الأقمار الصناعية مناسبة أُضيئت فيها الشموع للضحايا (الإسرائيليين) عقب طوفان الأقصى، وأضافت أنها لم تكن تريد لأى جماعة دينية أن تشعر بالاستبعاد كون المسلمين لم يكن لهم تمثيل بتلك المناسبة.

عندئذ انقلب الاجتماع رأسًا على عقب إذ قاطعها أحد زملائها- النائب الديمقراطى، جوش جوتثيمر- الذى قال على مسمع من زملائه إنهم «جميعًا مذنبون». بعدها اختلف الحاضرون فيما إذا كان الرجل قد قصد المسلمين بقوله: «جميعًا»، أم كان يقصد الفلسطينيين، أم كلاهما!

ثم شهد الاجتماع تراشقًا لفظيًا وصياحًا إذ دخل آخرون على الخط، وانتهى بانسحاب النائبتين المسلمتين رشيدة طليب وإلهان عمر، وسط تلك المعركة الكلامية.

والنائبة رشيدة طليب، فلسطينية الأصل، نالها هى الأخرى من النائب نفسه رشقًا لفظيًا بسبب بيان نشرته على صفحتها على «تويتر». فرغم أن «طليب» نَعَت فى البيان «الفلسطينيين والإسرائيليين»، إلا أن جريمتها كانت أنها قالت: «إن عدم الاعتراف بعنف العيش تحت الاحتلال والحصار والأبارتهايد لا يجعل أحدًا أكثر أمنًا».

وأضافت: «لا يجوز أن ننكر إنسانية بعضنا البعض. وحين تقدّم بلادنا تمويلًا غير مشروط بالمليارات لدعم حكومة الأبارتهايد، فإن مثل تلك الدائرة من العنف الذى يدمى القلوب سوف تستمر».

عندئذ نالت ما نالت من الاتهامات من جوتثيمر وغيره لأنها ساوت بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى الإنسانية وأدانت الاحتلال والأبارتهايد! «والجريمة» نفسها ارتكبتها النائبة الديمقراطية السوداء كورى بوش.

فهى بعد أن أدانت فى بيانها قتل المدنيين ونَعَت الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء، دعت لـ«وقف فورى» لإطلاق النار قائلة إن «التركيز اليوم ينبغى أن يكون على حماية الأرواح، لكن التركيز (على المدى الأطول نسبيًا) لابد أن يكون على إيجاد سلام دائم وعادل».

ثم أضافت بوش أن بلادها «لابد أن تتوقف عن دعم الاحتلال العسكرى ونظام الأبارتهايد الإسرائيلى». باختصار كان المطلوب، كما قال جوتثيمر بنفسه ويقول حلفاؤه، أن يكون الموقف الوحيد لأى عضو بالكونغرس هو «الدعم غير المشروط» لإسرائيل، والإنكار المطلق لوجود احتلال أصلًا بل وللوجود الفلسطينى من الأساس.

وما يدعو للتأمل أن قيادات الحزب الديمقراطى بمجلس النواب تدخلت فى تلك المعركة بين أعضائها بالاصطفاف وراء الطرف الداعم بلا شروط لإسرائيل، بينما تشير استطلاعات الرأى المرة بعد الأخرى إلى أن أغلبية ناخبى الحزب الديمقراطى مواقفهم أقرب لمواقف كورى بوش ورشيدة طليب منها للنائب جوتثيمر!

ثم إن نتنياهو كان أول رئيس وزراء لإسرائيل طوال تاريخها لا يهمه أن تظل إسرائيل قضية إجماع من الحزبين الكبيرين فى الولايات المتحدة.

فهو وضع كل ثقله وراء الجمهوريين دون الديمقراطيين، ووقف، مثلًا، داخل الكونغرس يحرض أغلبيته الجمهورية على أوباما الرئيس الديمقراطى، بل ووقف علنًا فى انتخابات الرئاسة مع المرشح الجمهورى.

ورغم أنه ليس سرًا أن تلك المواقف قد أحدثت شرخًا بين الديمقراطيين ونتنياهو، وخصوصًا بعدما اندلعت المظاهرات داخل إسرائيل ضد عزم الأخير على تطويع القضاء هناك.

أما السبب فى مواقف قيادات الحزب الديمقراطى فهو لا يرجع لأصوات الناخبين اليهود، كما يتصور البعض، وإنما يرجع بالدرجة الأولى إلى أن قيادات الحزب الديمقراطى تتلقى فى حملاتها الانتخابية تمويلًا ضخمًا من جانب جماعات المصالح الداعمة لإسرائيل. وتمويل الحملات هو أحد مثالب النظام السياسى ذات التأثير الفادح فى السياسة الداخلية والخارجية على السواء.

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل مجلس النواب إلهان عمر رشيدة طليب كوري بوش

إقرأ أيضاً:

حديث سفينة الأسلحة المتجهة لإسرائيل يشغل المغاربة

يشهد المغرب منذ أيام جدلا واسعا بعد رسو سفينة شحن دولية بميناء طنجة، يشتبه في حملها معدات عسكرية موجهة لإسرائيل، تزامنا مع الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ عام ونصف.

ونظمت فعاليات شعبية ونقابية مظاهرات منددة بالأمر، وتقدم عدد من العمال المغاربة باستقالاتهم من شركة الشحن، فيما نفت جهات رسمية وشركة "ميرسك" المالكة للسفينة تلك الأنباء، مشيرة إلى عدم وجود أي شحنة ذات طابع عسكري على متن السفينة.

وخرج مئات المغاربة في وقفات ومسيرات يومي 18 و20 أبريل/نيسان الجاري في عدد من المدن، أبرزها الرباط وفاس ومكناس وطنجة والدار البيضاء، تنديدا بـ"توريد أسلحة تُستخدم في العدوان على الشعب الفلسطيني".

الشعب يريد

ورفع المتظاهرون شعارات منها "الشعب يريد إسقاط السفينة" و"أوقفوا شحن الأسلحة.. أوقفوا حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني".

ودعا إلى هذه الاحتجاجات هيئات أهلية مثل: "مجموعة العمل من أجل فلسطين"، و"الجبهة المغربية لدعم فلسطين"، و"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، و"المبادرة المغربية للدعم والنصرة".

وجاءت الدعوة بعد تداول معلومات تفيد بأن السفينة "نيكسو ميرسك" قادمة من الولايات المتحدة نحو قاعدة نيفاتيم العسكرية في إسرائيل، وتحمل شحنة خاصة بطائرات "إف 35".

مغربيات يتوشحن كوفيات فلسطينية أمام ميناء طنجة المتوسطي خلال احتجاج على رسو السفينة المشبوهة (الأوروبية) استقالات

وفي تطور لافت، ذكرت تقارير إعلامية أن 8 من العمال المغاربة العاملين في فرع شركة "ميرسك" بميناء طنجة قدموا استقالاتهم احتجاجا على "نقل الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل"، ووفق موقعي "هسبريس" و"صوت المغرب" فإن العمال واجهوا "ضغوطا كبيرة من طرف الشركة المتورطة في نقل الأسلحة المستعملة في الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة".

إعلان

وذكرت التقارير الإعلامية أن الشركة عمدت إلى الضغط على العمال للقيام بإفراغ الشحنة، وبعدما رفض غالبيتهم ذلك، قامت باختيار العمال القدامى بشكل "تعسفي" للقيام بالعملية؛ بهدف التخلص منهم في حال الرفض.

ووفق موقع "سفيركم" الإلكتروني نفت مصادر داخل الشركة صحة ما تم تداوله بشأن استقالات جماعية لعمال احتجاجا على"توريد أسلحة أميركية إلى إسرائيل"، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي أساس واقعي.

وأوضحت مصادر الموقع أن مغادرة عدد من العمال تم في إطار انتقالات مهنية طبيعية نحو فرص عمل جديدة، مشددة على أن الخطوة لا علاقة لها بأي ضغوط أو توترات ذات صلة بعمليات الشحن داخل الميناء.

وبخصوص الادعاءات حول ضغوط مورست على العمال للتعامل مع شحنات موجهة إلى إسرائيل، اعتبرتها المصادر "غير دقيقة وتفتقر لأي دلائل موثوقة".

وأكدت أن كل العمليات المينائية تخضع لمراقبة صارمة من طرف السلطات المختصة، بما يمنع تمرير أي شحنات مخالفة للقوانين المعمول بها.

تحقيقات

من جانبها، أكدت مؤسسة "العدالة الخضراء" الدولية ومقرها لندن، في تقرير لها، أن التحقيقات التي أجرتها أظهرت أن السفينة لم تكن تحمل أي شحنات عسكرية، مشيرة إلى أن السفينة خضعت لتفتيش دقيق في ميناء برشلونة بتاريخ 15 أبريل/نيسان الجاري، "ولم يعثر على أي شبهة لحمولة عسكرية".

ووفقا لموقع "برلمان كوم" المقرب من السلطات، فإن تقرير "مؤسسة العدالة الخضراء" اعتمد على مصادر رسمية، من بينها بيان صادر عن شركة "ميرسك" المالكة للسفينة، يؤكد التزامها بعدم نقل أي شحنات عسكرية.

وأشارت المصادر إلى أن "السفينة خضعت لتفتيش رسمي بميناء برشلونة يوم 15 أبريل/نيسان بناء على دعوى مدنية، ولم تسجل أي مؤشرات على وجود حمولة ذات طابع عسكري، وهو ما أكدته كذلك سلطات ميناء طنجة المتوسطي.

كما نفت شركة "ميرسك" الدولية ومقرها الدانمارك "الادعاءات المتداولة بشأن رسو سفينة إسرائيلية محملة بالأسلحة أو الذخيرة في ميناء طنجة"، مؤكدة أن "هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة، ولا تعكس طبيعة الشحنات التي تنقلها سفنها".

إعلان

وشددت الشركة، في بيان لها، على أن "جميع عملياتها التجارية تخضع لأعلى معايير الامتثال للقوانين الدولية، وترتكز على مبادئ السلوك المسؤول في مجال الأعمال، بما في ذلك الميثاق العالمي للأمم المتحدة والمبادئ التوجيهية لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية".

كما أصدرت الشركة بيانا آخر أكدت فيه أن الشحنة المقصودة تتعلق بقطع غيار لمقاتلات "إف 35″، لكنها موجهة لدول أخرى مشاركة في برنامج التصنيع المشترك، وليس لإسرائيل.

من جهتها، نفت جريدة "لاروليف" المغربية الناطقة بالفرنسية "الادعاءات الكاذبة بشأن حمولة السفينة"، معتبرة أن هناك "محاولات لتشويه صورة المغرب واستهداف إنجازاته الاقتصادية والدبلوماسية".

كما نفى مسؤولون بميناء طنجة المتوسطي علمهم بوجود شحنة أسلحة متجهة إلى إسرائيل. وأكد المسؤولون، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، أن إدارة الميناء ليست معنية بمحتوى الشحنات الدولية المعاد شحنها، مشددين على التزام الميناء بالإجراءات المعتمدة.

ورغم النفي الصادر عن الشركة المشغلة ومصادر رسمية وإعلامية، لم تصدر الحكومة المغربية حتى الآن أي بيان رسمي بشأن السفينة. الأمر الذي يُبقي باب التأويلات والتكهنات مفتوحا، ويغذي استمرار التوتر في الشارع، في ظل الزخم الشعبي الكبير الذي تحظى به القضية الفلسطينية في المغرب.

مقالات مشابهة

  • اتهام إيراني لإسرائيل بالوقوف وراء تفجير ميناء رجائي
  • تصديري الصناعات الغذائية يستكشف الفرص المتاحة بالسوق الأمريكى بعد الرسوم الجمركية
  • بحضور قيادات الأزهر.. استمرار فعاليات المؤتمر الدولي لـ الشريعة والقانون
  • قيادات الجوازات يستعرضون خطة أعمال موسم الحج
  • العراق: وزير الخارجية ونظيره الأمريكى شددا على أهمية تعزيز التعاون الأمني
  • سوريا تغازل أمريكا: سنبحث وضع الفصائل الفلسطينية ولن نشكل تهديدا لـإسرائيل
  • لا تهديد لإسرائيل.. سوريا ترد كتابياً على شروط تخفيف العقوبات الأمريكية
  • زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية أمريكية مشابهة لإسرائيل
  • حديث سفينة الأسلحة المتجهة لإسرائيل يشغل المغاربة
  • استقالات في شركة ميرسك اعترضا على شحن الأسلحة لـإسرائيل