الحزب الديمقراطى الأمريكى وإسرائيل
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
الحزب الديمقراطى الأمريكى وإسرائيل
قيادات الحزب الديمقراطى بمجلس النواب تدخلت فى تلك المعركة بين أعضائها بالاصطفاف وراء الطرف الداعم بلا شروط لإسرائيل.
كان نتنياهو أول رئيس وزراء لإسرائيل طوال تاريخها لا يهمه أن تظل إسرائيل قضية إجماع من الحزبين الكبيرين فى الولايات المتحدة.
تشير استطلاعات الرأى المرة بعد الأخرى إلى أن أغلبية ناخبى الحزب الديمقراطى مواقفهم أقرب لمواقف كورى بوش ورشيدة طليب منها للنائب جوتثيمر!
ليس سرًا أن مواقف نتنياهو قد أحدثت شرخًا بين الديمقراطيين ونتنياهو، وخصوصًا بعدما اندلعت المظاهرات داخل إسرائيل ضد عزم الأخير على تطويع القضاء هناك.
مواقف قيادات الحزب الديمقراطى لا تعود لأصوات الناخبين اليهود، بل لأنها تتلقى فى حملاتها الانتخابية تمويلًا ضخمًا من جانب جماعات المصالح الداعمة لإسرائيل.
وضع نتنياهو كل ثقله وراء الجمهوريين دون الديمقراطيين، ووقف داخل الكونغرس يحرض أغلبيته الجمهورية على أوباما الديمقراطى، ووقف علنًا فى انتخابات الرئاسة مع المرشح الجمهورى.
* * *
النائبة اليهودية الديمقراطية سوزان وايلد أصدرت الأسبوع الماضى بيانًا داعمًا لإسرائيل. لكنها فى اجتماع مغلق للديمقراطيين بالمجلس لم تقل أكثر من أنها حضرت عبر الأقمار الصناعية مناسبة أُضيئت فيها الشموع للضحايا (الإسرائيليين) عقب طوفان الأقصى، وأضافت أنها لم تكن تريد لأى جماعة دينية أن تشعر بالاستبعاد كون المسلمين لم يكن لهم تمثيل بتلك المناسبة.
عندئذ انقلب الاجتماع رأسًا على عقب إذ قاطعها أحد زملائها- النائب الديمقراطى، جوش جوتثيمر- الذى قال على مسمع من زملائه إنهم «جميعًا مذنبون». بعدها اختلف الحاضرون فيما إذا كان الرجل قد قصد المسلمين بقوله: «جميعًا»، أم كان يقصد الفلسطينيين، أم كلاهما!
ثم شهد الاجتماع تراشقًا لفظيًا وصياحًا إذ دخل آخرون على الخط، وانتهى بانسحاب النائبتين المسلمتين رشيدة طليب وإلهان عمر، وسط تلك المعركة الكلامية.
والنائبة رشيدة طليب، فلسطينية الأصل، نالها هى الأخرى من النائب نفسه رشقًا لفظيًا بسبب بيان نشرته على صفحتها على «تويتر». فرغم أن «طليب» نَعَت فى البيان «الفلسطينيين والإسرائيليين»، إلا أن جريمتها كانت أنها قالت: «إن عدم الاعتراف بعنف العيش تحت الاحتلال والحصار والأبارتهايد لا يجعل أحدًا أكثر أمنًا».
وأضافت: «لا يجوز أن ننكر إنسانية بعضنا البعض. وحين تقدّم بلادنا تمويلًا غير مشروط بالمليارات لدعم حكومة الأبارتهايد، فإن مثل تلك الدائرة من العنف الذى يدمى القلوب سوف تستمر».
عندئذ نالت ما نالت من الاتهامات من جوتثيمر وغيره لأنها ساوت بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى الإنسانية وأدانت الاحتلال والأبارتهايد! «والجريمة» نفسها ارتكبتها النائبة الديمقراطية السوداء كورى بوش.
فهى بعد أن أدانت فى بيانها قتل المدنيين ونَعَت الفلسطينيين والإسرائيليين على السواء، دعت لـ«وقف فورى» لإطلاق النار قائلة إن «التركيز اليوم ينبغى أن يكون على حماية الأرواح، لكن التركيز (على المدى الأطول نسبيًا) لابد أن يكون على إيجاد سلام دائم وعادل».
ثم أضافت بوش أن بلادها «لابد أن تتوقف عن دعم الاحتلال العسكرى ونظام الأبارتهايد الإسرائيلى». باختصار كان المطلوب، كما قال جوتثيمر بنفسه ويقول حلفاؤه، أن يكون الموقف الوحيد لأى عضو بالكونغرس هو «الدعم غير المشروط» لإسرائيل، والإنكار المطلق لوجود احتلال أصلًا بل وللوجود الفلسطينى من الأساس.
وما يدعو للتأمل أن قيادات الحزب الديمقراطى بمجلس النواب تدخلت فى تلك المعركة بين أعضائها بالاصطفاف وراء الطرف الداعم بلا شروط لإسرائيل، بينما تشير استطلاعات الرأى المرة بعد الأخرى إلى أن أغلبية ناخبى الحزب الديمقراطى مواقفهم أقرب لمواقف كورى بوش ورشيدة طليب منها للنائب جوتثيمر!
ثم إن نتنياهو كان أول رئيس وزراء لإسرائيل طوال تاريخها لا يهمه أن تظل إسرائيل قضية إجماع من الحزبين الكبيرين فى الولايات المتحدة.
فهو وضع كل ثقله وراء الجمهوريين دون الديمقراطيين، ووقف، مثلًا، داخل الكونغرس يحرض أغلبيته الجمهورية على أوباما الرئيس الديمقراطى، بل ووقف علنًا فى انتخابات الرئاسة مع المرشح الجمهورى.
ورغم أنه ليس سرًا أن تلك المواقف قد أحدثت شرخًا بين الديمقراطيين ونتنياهو، وخصوصًا بعدما اندلعت المظاهرات داخل إسرائيل ضد عزم الأخير على تطويع القضاء هناك.
أما السبب فى مواقف قيادات الحزب الديمقراطى فهو لا يرجع لأصوات الناخبين اليهود، كما يتصور البعض، وإنما يرجع بالدرجة الأولى إلى أن قيادات الحزب الديمقراطى تتلقى فى حملاتها الانتخابية تمويلًا ضخمًا من جانب جماعات المصالح الداعمة لإسرائيل. وتمويل الحملات هو أحد مثالب النظام السياسى ذات التأثير الفادح فى السياسة الداخلية والخارجية على السواء.
*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي
المصدر | المصري اليومالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل مجلس النواب إلهان عمر رشيدة طليب كوري بوش
إقرأ أيضاً:
لقطات لحزب الله تتضمن معلومات دقيقة عن مكاتب قيادات جيش الاحتلال (شاهد)
بث الإعلام الحربي في حزب الله، مقطع فيديو، بعنوان بطاقة هدف، تضمن معلومات وتفاصيل دقيقة عن مجمع وزارة حرب الاحتلال وقيادة الأركان.
ويظهر الفيديو المنتج بمجسمات ثلاثية الابعاد، المبنى الرئيسي لوزارة الحرب، الواقع في تل أبيب، بالإضافة إلى المباني الداخلية فيه، والتابعة للاستخبارات ومقرات التحقيق، فضلا عن ثكنات عسكرية لأجهزة مختلفة تتبع جيش الاحتلال، وتحديد اسم كل منها والمهام المتعلقة به.
كما يحدد يستعرض المقطع، المبنى الرئيس لوزارة الحرب، والمكون من قسمين الأول يتبع الوزارة، والثاني لرئاسة الأركان، وجرى استعراض الأمكان التي تقع فيها مكاتب كل من الوزير ورئيس الأركان، ورئيس شعبة الاستخبارات، إضافة إلى مكاتب قيادة القوات البرية لجيش الاحتلال.
وجاء نشر المقطع المصور، بعد إعلان حزب الله استهداف قاعدة الكرياه، التي يقع فيها مقر وزارة الحرب وهيئة أركان الجيش وغرفة إدارة الحرب والسيطرة الحربية لسلاح الجو، مرتين يوم أمس الخميس.
وأشار الحزب إلى أنه قصف الكرياه، المرة الأولى بواسطة طائرات مسيرة، وفي المرة الثانية، قصفها بواسطة صواريخ باليسيتية من نوع قادر 2 وقال إن الضربات أصابت أهدافها بدقة.
خطير جداً ولأول مرة ????
بطاقة هدف | قاعدة الكرياه وسط تل أبيب ????
الإعلام الحربي لحزب الله يعرض شرحا استخباريا مفصلا للقاعدة ????
الكرياه تحت النار???? pic.twitter.com/5iSejG4kFk — علوي السواري (@alwialsawa7738) November 15, 2024
عــاجل| حزب الله ينشر
مشاهد من استهداف قاعدة الكرياه وسط تل أبيب بمسيّرات انتحارية نوعيّة وصواريخ قادر 2 ???????? pic.twitter.com/It72fGgBmW — Abu Ali (المجاهد ابو علي ) (@Abuali4991) November 15, 2024
المُجاهدين واصلين حتى لغرفة نوم كل واحد فيهم#قاعدة_الكرياه pic.twitter.com/NKadTCYyBY — Kareeem (@krm24cy) November 15, 2024