الخليج الجديد:
2024-12-17@08:32:05 GMT

تنسيق أردني مصري عال: لكن أين الطحين؟

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

تنسيق أردني مصري عال: لكن أين الطحين؟

تنسيق أردني مصري عال: لكن أين الطحين؟

الأردن ينظر إلى التهجير كإعلان حرب، إلا أننا للآن لم نلمس خطة واضحة لمنع هذا الأمر.

اليوم وجدت عمّان والقاهرة نفسيهما في خندق جديد، ليصل التنسيق بين الطرفين ذروته فيما يتعلق بملف الحرب على غزة.

التهجير يقلق الأردن ومصر أي أننا أمام سيناريو حقيقي وليس افتراضيا، وهذا يفرض تحديات كبيرة ليس فقط على القيادات السياسية، بل على شعبي الأردن ومصر.

هناك قرار إسرائيلي أمريكي غربي بتصفية حماس والجهاد وإنهاء قوتهما بغزة، مما يتطلب إخلاء غزة من المدنيين حتى يتسنى للجيش الصهيوني شن عدوان بري كبير.

تصريحات السيسي لم تكن موفقة، ولا يجوز لزعيم أن يقع في "مطب" كهذا، وهذا إرباك يجعلنا في الأردن نتخوف من الموقف الرسمي المصري، الذي لم يكن حاسما بما يكفي.

* * *

لا يخفى أن العلاقات توثقت بين عمّان والقاهرة عقب الانقلاب العسكري ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، واستمرت تلك العلاقات بالتنامي ووصلت إلى مراحل متقدمة قبل ثلاث سنوات بتشكيل مجلس التنسيق العراقي الأردني المصري.

اليوم وجدت عمّان والقاهرة نفسيهما في خندق جديد، ليصل التنسيق بين الطرفين ذروته فيما يتعلق بملف الحرب على غزة.

لم أعهد على الدبلوماسية الأردنية، بحسب علمي، أن تحدثت باسم دولة أخرى، لكن هذا ما حدث في الأزمة الأخيرة إذ صرح الملك عبد الله الثاني في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني: "لا لاجئين في الأردن، ولا لاجئين في مصر".

ذات الأمر تحدث عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال بصراحة إن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعني ببساطة تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن.

يبدو أن مسألة التهجير باتت تقلق الجانبين الأردني والمصري، ما يعني أننا اليوم أمام سيناريو حقيقي وليس افتراضيا، وهذا يفرض تحديات كبيرة ليس فقط على القيادات السياسية، بل على الشعبين الأردني والمصري.

تصريحات السيسي ربما كشفت ما يدور حول الكواليس في موضوع غزة، وخلاصتها أن هناك قرارا إسرائيليا أمريكيا غربيا قد اتخذ بتصفية حماس والجهاد وإنهاء قوتهما في غزة، وهذا قد يتطلب إخلاء غزة من المدنيين حتى يتسنى للجيش الصهيوني الدخول وشن عدوان بري كبير.

لكن السؤال المعلق هو: وماذا بعد؟ هذا السؤال يتعامل معه الجميع على افتراض أن نتيجة المعركة محسومة لصالح جيش الكيان الصهيوني.

تصريحات السيسي فهم منها البعض أنه ليس لدى مصر مانع من تصفية المقاومة الفلسطينية، كما ليس لديها مانع من تهيئة الظروف على الأرض لذلك عبر التهجير القسري لكن ليس إلى مصر.

فيما فهم منها آخرون أن السيسي إنما يدلل على استحالة هذا الأمر وأنه إذا كان ولا بد فليعودوا إلى ديارهم الأصلية (هناك جزء كبير من أهالي غزة هم من بئر السبع).

على أي الأحول فإن تصريحات السيسي لم تكن موفقة، ولا يجوز لزعيم أن يقع في "مطب" كهذا، وهذا الإرباك يجعلنا في الأردن نتخوف من الموقف الرسمي المصري، الذي لم يكن حاسما بما فيه الكفاية، وربط المسألة بأن نقل الفلسطينيين إلى سيناء سوف ينقل مكان المعركة فقط ما قد يورط مصر في صراع مع الكيان الصهيوني.

لنكن واضحين فإن إزاحة المقاومة من غزة سيسهّل عمليات التهجير لا سيوقفها، وسيضعف مقاومة الناس هناك ضد فيروس التهجير ولا يزيدها.

ومع التنسيق العالي بين الأردن ومصر ومواقفهما العلنية الصريحة والواضحة تجاه رفض التهجير، ومع تصريحات رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة في مجلس النواب حول ذات الملف، ومع تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي من أن الأردن ينظر إلى التهجير كإعلان حرب، إلا أننا للآن لم نلمس خطة واضحة لمنع هذا الأمر.

نشعر بالتصريحات ترن في آذاننا، لكننا نريد أن نرى خطة إجرائية على الأرض بأدوات وأهداف ومراحل زمنية لتصبح التصريحات حقيقة واقعة، وما يحدث حتى الآن في غزة يعني أن خطة التهجير تسير دون معوقات.

باختصار: جيد أن نسمع جعجعة المطحنة لكننا بانتظار الطحين يا سادة.

*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأردن مصر تهجير غزة سيناء طوفان الأقصى الكيان الصهيوني تصريحات السيسي الحرب على غزة تصریحات السیسی

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي وملك الأردن يؤكدان ضرورة الحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني عاهل الأردن اليوم الاثنين، ضرورة الحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها، واحترامهما لخيارات الأشقاء السوريين

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم العاهل الأردنى الملك عبدالله الثاني، حيث عقدت قمة مصرية  أردنية

وتكتسب العلاقات التاريخية "المصرية- الأردنية" أهمية خاصة نظرا للدور الإقليمي المهم الذي تلعبه الدولتان في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد المنطقة، حيث تعد العلاقات "المصرية-الأردنية" نموذجا يحتذى به لعلاقات قوية ووثيقة منذ القدم، حيث ترتبط الدولتان بأواصر تاريخية ثقافية وعلاقات متميزة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ساعدت على انتقال الأفراد والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين ما يؤكد المصير الواحد والمشترك لهما.‏

مقالات مشابهة

  • السيسي وعاهل الأردن يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة في اجتماع مغلق
  • ملك الأردن يغادر القاهرة عقب لقاء الرئيس السيسي
  • الرئيس السيسي وعاهل الأردن يعقدان جلسة مباحثات بالقاهرة
  • الرئيس السيسي وملك الأردن يؤكدان على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار بغزة
  • السيسي وملك الأردن يؤكدان حرصهما على سيادة لبنان
  • الرئيس السيسي يستقبل ملك الأردن بالقاهرة
  • الرئيس السيسي وملك الأردن يؤكدان ضرورة الحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها
  • فلسطين تناشد المجتمع الدولي لوقف إجراءات التهجير والضم في الضفة الغربية
  • سياسي أردني: الإسناد اليمني لغزة فاق كل إسناد وهذا يعني الكثير للأمة العربية والإسلامية
  • السيسي يستقبل جيك سوليفان وبريت ماكغورك وهذا ما بحثوه بشأن غزة وسوريا