لبنان ٢٤:
2024-11-18@16:36:52 GMT

مسيحيو غزّة: أرقام مخيفة...

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

مسيحيو غزّة: أرقام مخيفة...

كتب طوني عطية في" نداء الوطن"؛ يعود وجود المسيحيين في فلسطين إلى الزّمن الميلادي الأول مع انطلاق البشارة المسيحية في مهدها إلى جميع الأمم. وأسست كنيستها الأولى في غزّة حوالى عام 250 م. ثمّ أخذت تنمو وتتوسّع مع القدّيس برفيريوس (الذي تحمل الكنيسة المُستهدفة إسمه ولا يزال قبره فيها حتّى اليوم)، في القرن الرابع، حتّى أطلق الفيلسوف المسيحي إينيس من غزّة على مسقط رأسه: «أثينة آسيا».

أصابهم ما أصاب أهل الشرق مع توالي الإحتلالات والغزوات والفتوحات على مشاربها، شرقاً وغرباً. تقلّص حضورهم حتى باتوا في هوامش التاريخ. غُرباء في مواطنهم الأصلية. أقلية تدفع أثماناً كثيرة. ومع النكبة الفلسطينية الأولى سنة 1948، ثمّ الإحتلال الإسرائيلي للضفّة الغربية والقدس وغزّة، انتكست أعدادهم إلى ما دون الـ35%. واليوم، تُشير بعض التقديرات إلى أنّ عدد المسيحيين في الضفّة الغربيّة المحتلة يبلغ نحو 50 ألفاً، يتوزعون على مدن القدس الشرقية، وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، ورام الله، وعلى بلدات وقرى بيرزيت، والطيبة، وجفنا والزبابدة، بينما يبلغ عدد المسيحيين في القطاع نحو 1200 (وفق المركز الفلسطيني للدراسات).«ملائكة غزّة» «لم يعد هناك سوى أقل من ألف مسيحي في غزّة»، هذا ما لفت إليه مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن الأب رفعت بدر لـ»نداء الوطن». الخوف من أن تقضي الحرب الدائرة على آخر وجود لهم. فالغارة الإسرائيلية الأخيرة على مباني الكنيسة أدت إلى استشهاد عدد منهم. احتمى المسيحيون والمسلمون في كنيسة العائلة المقدّسة للاتين والكنيسة الأرثوذكسية، اللتين تقعان في المدينة القديمة وسط غزّة، حيث يتركّز الوجود المسيحي هناك، ومع بداية العدوان، توزّع المسيحيون وفق بدر بين الكنيستين للإحتماء في كنفهما.

 

 

أمّا التواصل معهم، فيشير بدر إلى أنّه «مرهون بالتيّار الكهربائي لشحن هواتفهم الخلوية». تضمّ كنيسة اللاتين، راهبات مرسلات المحبة للقديسة تيريزا أو كما يسمّونهنّ «ملائكة غزّة»، فهنّ نعمة كبيرة للقطاع والمجتمع الفلسطيني ولكل المسيحيين والمسلمين. وصلن إلى غزّة قبل خمسين عاماً (شباط 1973). ويُدرن ملجأ للمسنين والمرضى ويهتمّون بمساعدة الفقراء والذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم. في غزّة أيضاً راهبات الوردية المقدّسة، القيّمات على أكبر مدارس القطاع الخاصّة في حيّ تلّ الهوى (وسط المدينة)، حيث كانت تستقبل ما يقارب الـ2000 طالب، معظمهم من الغزّاويين المسلمين، مقابل 180 تلميذاً مسيحيّاً. يقدّمن خدمتهن من دون تفرقة. صحيح أن وجودهنّ العددي ضئيل جدّاً، لكن حضورهن ودورهنّ الثقافي والإجتماعي والإنساني، يتخطّى واقعهنّ الضعيف. وأوضح الأب بدر أنه «عندما تلقّت الكنائس إنذارات بالإخلاء، حالت الظروف والإمكانيات دون ذلك. إلى أين سيتوجّهون؟ وكيف سيتمكنون من نقل المرضى والمسنّين؟». علاقتهم مع «حماس»أمّا في العلاقة مع حركة «حماس»، فأشار بدر إلى أنّ نيافة البطريرك لرعية اللاتين سابقاً ميشال صبّاح كان قد لعب دوراً مهمّاً في محاولة توحيد الصفّ الفلسطيني، لا سيما بين حركتي «حماس» و»فتح». وقد التقى أكثر من مرّة في غزّة زعيم ومؤسّس «حماس» الشيخ أحمد ياسين الذي اغتيل من قبل إسرائيل عام 2004، لتعزيز التقارب بين الغزّاويين من مسلمين ومسيحيّين. كما أن الأب مانويل مسلّم (راعي كنيسة اللاتين في غزّة سابقاً) قد خدم لمدّة 20 عاماً ونسج وفق تحديد وتشديد بدر «علاقات إنسانيّة» مع حماس. تجدر الإشارة إلى أن مسلّم (85 عاماً)، قد دعا قبل أسبوع في رسالة مصوّرة، الفلسطينيين في غزة «للصمود على كل شبر من الأرض»، قائلاً إن «قصفوا منازلكم فاحذروا أن يقصفوا إرادتكم وشجاعتكم. إن رحل بيتكم بالهدم فلا ترحلوا أنتم، اليوم يوم التحرير وقهر الغزاة».

 

أضاف: «إن رحلت أنت فعودتك ستكون شبه مستحيلة... إن حيينا أو متنا فللرب والقدس وفلسطين وشعبنا نموت أو نحيا».في المقابل، تشير مصادر كنسية أخرى إلى أن «تقلّص الحضور المسيحي في غزّة تتحمّل «حماس» مسؤوليته أيضاً، فالحركة التي سيطرت على القطاع قد أرست حكماً إسلاميّاً، وتعرّض المسيحيون في بعض الأوقات لمضايقات، خصوصاً مع ظهور بعض الجماعات السلفية داخل القطاع، واستهدافها مؤسسات مسيحية بالحرق أو التفجير عامي 2007 و2009. كما عانوا من تهميش وتمييز في توزيع فرص العمل بشكل عادل. فالضغط النفسي والواقع الإقتصادي والعدوان الإسرائيلي ساهمت في هجرة المسيحيين». أما في الضفة الغربية، فيقول المصدر إنّ «واقعهم أحسن حالاً، ولم يعانوا مضايقات أو تعدّيات كثيرة، لا سيما أن «فتح» كانت تضمّ قيادات مسيحية سياسية وعسكرية، ما عكس تعايشاً أفضل بين مكوّنات الشعب الفلسطيني في الضفّة».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحطم زجاج كنيسة سيدة النجاة في الحدث جراء العدوان الإسرائيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعرضت كنيسة سيدة النجاة في منطقة وسط مدينه بغداد بالعراق لأضرار مادية، حيث تحطم زجاجها بالكامل جراء الانفجار الناتج عن العدوان الإسرائيلي الذي استهدف أحد الأبنية السكنية مقابل مستشفى سان چورچ القائمه في نفس المنطقه.

 وقع الحادث في الساعات الأولى من صباح اليوم، وأسفر عن أضرار كبيرة في المباني المحيطة، بما في ذلك الكنيسة التي تعتبر معلمًا دينيًا بارزًا في المنطقة. 

وأثار الحادث حالة من الذعر بين السكان المحليين الذين هرعوا للاطمئنان على سلامة ذويهم ومنازلهم.

وأكد شهود عيان أن الانفجار كان قويًا للغاية، مما تسبب في تطاير الشظايا والزجاج لمسافات بعيدة ، بينما بدأت فرق الصيانة والجهات المعنية بتقييم الأضرار وإزالة الحطام من الموقع المتضرر.
من جانبه، أدان المسؤولون المحليون هذا التصعيد الخطير، مشددين على ضرورة حماية المدنيين ودور العبادة من آثار النزاع الدائر.

 كما دعا قادة الكنيسة والمجتمع المدني إلى وقف فوري للتصعيد، مؤكدين أن الاعتداء على مناطق مدنية يهدد الأرواح والممتلكات دون تمييز.

مقالات مشابهة

  • مهيب عبدالهادي: أرقام منتخب مصر تحت قيادة حسام حسن.. بقي عندنا منتخبين
  • صور مخيفة.. جلسة تصوير لرضيع مع ثعبان تثير الذعر بالسوشيال ميديا
  • الدفاع المدني الفلسطيني: مواصلة الاستهدافات والمجازر الإسرائيلية التي ترتكب بشكل يومي
  • الدفاع المدني الفلسطيني: جيش الاحتلال يهدد 80 ألف مواطن في الشمال بالقتل
  • تحطم زجاج كنيسة سيدة النجاة في الحدث جراء العدوان الإسرائيلي
  • حماس: مجـ.زرة بيت لاهيا استمرار لحرب الإبادة والانتقام من المدنيين العزل
  • تفاصيل لقاء وزير النقل الفلسطيني مع ممثلي القطاع الخاص في غزة بالقاهرة
  • أرقامٌ جديدة عن عدوان إسرائيل على لبنان.. هذه تفاصيلها
  • اغتصاب النساء.. أسرار مخيفة عن مخدر GHB السبب في سقوط المذيعة داليا فؤاد
  • الأمم المتحدة: دخول المساعدات إلى غزة عند مستوى متدن