لبنان ٢٤:
2025-02-04@17:06:16 GMT

مسيحيو غزّة: أرقام مخيفة...

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

مسيحيو غزّة: أرقام مخيفة...

كتب طوني عطية في" نداء الوطن"؛ يعود وجود المسيحيين في فلسطين إلى الزّمن الميلادي الأول مع انطلاق البشارة المسيحية في مهدها إلى جميع الأمم. وأسست كنيستها الأولى في غزّة حوالى عام 250 م. ثمّ أخذت تنمو وتتوسّع مع القدّيس برفيريوس (الذي تحمل الكنيسة المُستهدفة إسمه ولا يزال قبره فيها حتّى اليوم)، في القرن الرابع، حتّى أطلق الفيلسوف المسيحي إينيس من غزّة على مسقط رأسه: «أثينة آسيا».

أصابهم ما أصاب أهل الشرق مع توالي الإحتلالات والغزوات والفتوحات على مشاربها، شرقاً وغرباً. تقلّص حضورهم حتى باتوا في هوامش التاريخ. غُرباء في مواطنهم الأصلية. أقلية تدفع أثماناً كثيرة. ومع النكبة الفلسطينية الأولى سنة 1948، ثمّ الإحتلال الإسرائيلي للضفّة الغربية والقدس وغزّة، انتكست أعدادهم إلى ما دون الـ35%. واليوم، تُشير بعض التقديرات إلى أنّ عدد المسيحيين في الضفّة الغربيّة المحتلة يبلغ نحو 50 ألفاً، يتوزعون على مدن القدس الشرقية، وبيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، ورام الله، وعلى بلدات وقرى بيرزيت، والطيبة، وجفنا والزبابدة، بينما يبلغ عدد المسيحيين في القطاع نحو 1200 (وفق المركز الفلسطيني للدراسات).«ملائكة غزّة» «لم يعد هناك سوى أقل من ألف مسيحي في غزّة»، هذا ما لفت إليه مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن الأب رفعت بدر لـ»نداء الوطن». الخوف من أن تقضي الحرب الدائرة على آخر وجود لهم. فالغارة الإسرائيلية الأخيرة على مباني الكنيسة أدت إلى استشهاد عدد منهم. احتمى المسيحيون والمسلمون في كنيسة العائلة المقدّسة للاتين والكنيسة الأرثوذكسية، اللتين تقعان في المدينة القديمة وسط غزّة، حيث يتركّز الوجود المسيحي هناك، ومع بداية العدوان، توزّع المسيحيون وفق بدر بين الكنيستين للإحتماء في كنفهما.

 

 

أمّا التواصل معهم، فيشير بدر إلى أنّه «مرهون بالتيّار الكهربائي لشحن هواتفهم الخلوية». تضمّ كنيسة اللاتين، راهبات مرسلات المحبة للقديسة تيريزا أو كما يسمّونهنّ «ملائكة غزّة»، فهنّ نعمة كبيرة للقطاع والمجتمع الفلسطيني ولكل المسيحيين والمسلمين. وصلن إلى غزّة قبل خمسين عاماً (شباط 1973). ويُدرن ملجأ للمسنين والمرضى ويهتمّون بمساعدة الفقراء والذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم. في غزّة أيضاً راهبات الوردية المقدّسة، القيّمات على أكبر مدارس القطاع الخاصّة في حيّ تلّ الهوى (وسط المدينة)، حيث كانت تستقبل ما يقارب الـ2000 طالب، معظمهم من الغزّاويين المسلمين، مقابل 180 تلميذاً مسيحيّاً. يقدّمن خدمتهن من دون تفرقة. صحيح أن وجودهنّ العددي ضئيل جدّاً، لكن حضورهن ودورهنّ الثقافي والإجتماعي والإنساني، يتخطّى واقعهنّ الضعيف. وأوضح الأب بدر أنه «عندما تلقّت الكنائس إنذارات بالإخلاء، حالت الظروف والإمكانيات دون ذلك. إلى أين سيتوجّهون؟ وكيف سيتمكنون من نقل المرضى والمسنّين؟». علاقتهم مع «حماس»أمّا في العلاقة مع حركة «حماس»، فأشار بدر إلى أنّ نيافة البطريرك لرعية اللاتين سابقاً ميشال صبّاح كان قد لعب دوراً مهمّاً في محاولة توحيد الصفّ الفلسطيني، لا سيما بين حركتي «حماس» و»فتح». وقد التقى أكثر من مرّة في غزّة زعيم ومؤسّس «حماس» الشيخ أحمد ياسين الذي اغتيل من قبل إسرائيل عام 2004، لتعزيز التقارب بين الغزّاويين من مسلمين ومسيحيّين. كما أن الأب مانويل مسلّم (راعي كنيسة اللاتين في غزّة سابقاً) قد خدم لمدّة 20 عاماً ونسج وفق تحديد وتشديد بدر «علاقات إنسانيّة» مع حماس. تجدر الإشارة إلى أن مسلّم (85 عاماً)، قد دعا قبل أسبوع في رسالة مصوّرة، الفلسطينيين في غزة «للصمود على كل شبر من الأرض»، قائلاً إن «قصفوا منازلكم فاحذروا أن يقصفوا إرادتكم وشجاعتكم. إن رحل بيتكم بالهدم فلا ترحلوا أنتم، اليوم يوم التحرير وقهر الغزاة».

 

أضاف: «إن رحلت أنت فعودتك ستكون شبه مستحيلة... إن حيينا أو متنا فللرب والقدس وفلسطين وشعبنا نموت أو نحيا».في المقابل، تشير مصادر كنسية أخرى إلى أن «تقلّص الحضور المسيحي في غزّة تتحمّل «حماس» مسؤوليته أيضاً، فالحركة التي سيطرت على القطاع قد أرست حكماً إسلاميّاً، وتعرّض المسيحيون في بعض الأوقات لمضايقات، خصوصاً مع ظهور بعض الجماعات السلفية داخل القطاع، واستهدافها مؤسسات مسيحية بالحرق أو التفجير عامي 2007 و2009. كما عانوا من تهميش وتمييز في توزيع فرص العمل بشكل عادل. فالضغط النفسي والواقع الإقتصادي والعدوان الإسرائيلي ساهمت في هجرة المسيحيين». أما في الضفة الغربية، فيقول المصدر إنّ «واقعهم أحسن حالاً، ولم يعانوا مضايقات أو تعدّيات كثيرة، لا سيما أن «فتح» كانت تضمّ قيادات مسيحية سياسية وعسكرية، ما عكس تعايشاً أفضل بين مكوّنات الشعب الفلسطيني في الضفّة».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تعلن غزة "منطقة منكوبة"

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس في قطاع غزة، الأحد، أن القطاع بات "منطقة منكوبة إنسانياً"، جراء الدمار الواسع والخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الحرب على مدار 15 شهراً.

وجاء ذلك في بيان صحافي، حيث تم استعراض حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، بعد الحرب الإسرائيلية، وانعدام أدنى مقومات الحياة.
وقال البيان: "أظهرت التقارير الواردة من الجهات الحكومية أن حصيلة الضحايا تجاوزت 61709 قتيل، بينهم 17881 طفلاً و12316 امرأة، في واحدة من أكثر المجازر وحشية في التاريخ الحديث، كما أصيب 111588 شخصاً يعاني العديد منهم من إصابات خطيرة وإعاقات دائمة، بينما لا يزال 14222 شخصاً في عداد المفقودين، يعتقد أنهم تحت الأنقاض أو في الطرقات، وسط استحالة عمليات البحث والإنقاذ، بسبب استمرار القصف ونقص المعدات".

#فيديو| #الإمارات تعمل عبر عملية #الفارس_الشهم3 على إعداد وتجهيز مخيم إيواء كبير للنازحين في شمال قطاع #غزة pic.twitter.com/NBOGupX67h

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) February 2, 2025 وأضاف: "تعرضت آلاف العائلات للإبادة الجماعية، حيث تم محو 2092 عائلة بالكامل من السجلات المدنية، فيما فقدت 4889 أسرة جميع أفرادها باستثناء شخص واحد فقط". 
وتابع "أسفر العدوان عن نزوح أكثر من مليوني شخص، اضطر بعضهم إلى مغادرة منازلهم لأكثر من 25 مرة، في ظل ظروف إنسانية كارثية وانعدام شبه كامل للخدمات الأساسية".
وبحسب البيان، لم تقتصر الخسائر على الأرواح، بل امتدت إلى كافة القطاعات الحيوية، حيث تعرض القطاع الصحي لدمار شبه كامل، مع خروج 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً من الخدمة، إضافة إلى تدمير 191 سيارة إسعاف، ما جعل تقديم الرعاية الصحية شبه مستحيل في ظل العدد المتزايد من الإصابات والأمراض الناتجة عن انهيار البيئة الصحية والمعيشية.
أما على صعيد قطاع الإسكان، أوضح أن حوالي 450 ألف وحدة سكنية تضررت؛ منها 170 ألف وحدة دمرت كلياً، مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من العائلات التي تعيش الآن في العراء بلا مأوى، أو في أماكن إيواء غير صالحة للسكن.
كما طال الدمار القطاع التعليمي، حيث تعرضت 1661 منشأة تعليمية للتدمير، بينها 927 مدرسة وجامعة دمرت بالكامل، ما أدى إلى حرمان 785 ألف طالب من حقهم في التعليم، وفق البيان .
واقتصادياً، أشار بيان حماس إلى أن القطاع تكبد خسائر فادحة تجاوزت 6 مليارات دولار، مع تدمير 3725 منشأة صناعية و23 ألف منشأة تجارية، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للاقتصاد المحلي وارتفاع معدلات الفقر والجوع. الأونروا: الوقف القسري لعملنا في غزة سيقوض الهدنة الهشة - موقع 24قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الجمعة، إن أي وقف قسري لعملها في غزة، سيقوض وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. كما أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير 3680 كيلومتراً من شبكات الكهرباء، و335 كيلومتراً من شبكات المياه، و655 كيلومتراً من أنظمة الصرف الصحي، مما جعل وصول المياه النظيفة والكهرباء إلى السكان شبه مستحيل، في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة وقود خانقة ونقص حاد في المواد الأساسية.
وفي ظل هذه الأوضاع الكارثية، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أن غزة باتت منطقة منكوبة، مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ 2.4 مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعاً وعطشاً وبرداً ومرضاً.
وشدد البيان على أن غزة بحاجة إلى تحرك فوري لإنقاذ ما تبقى من الحياة في القطاع، عبر إدخال مساعدات إنسانية عاجلة تشمل 200 ألف خيمة و60 ألف وحدة سكنية متنقلة، بالإضافة إلى المواد الغذائية والطبية والوقود والمياه الصالحة للشرب.
كما دعا إلى إدخال فرق الإغاثة والمعدات اللازمة لرفع الأنقاض وإعادة تأهيل ما يمكن إنقاذه من البنية التحتية المنهارة.

مقالات مشابهة

  •  الأسرى الفلسطينيون المسيحيون.. الحجارة الحية
  • الجزائر تبدي موافقتها على استقبال عدد من الأسرى الفلسطينيّين
  • تحيا مصر: نواصل جهودنا لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني بمشاركة ألف متطوع
  • العدل العراقية: ضوابط جديدة لحماية أملاك المسيحيين وتسهيل معاملاتهم العقارية
  • رقمنة الفن الفلسطيني
  • حماس تعلن غزة "منطقة منكوبة"
  • "9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل" في غزة.. أرقام مرعبة يكشفها المكتب الاعلامي في القطاع
  • السيد القائد يعزي حماس والشعب الفلسطيني باستشهاد محمد الضيف
  • المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة: الوضع الفلسطيني في القطاع مأساوي
  • فيديو | «حماس» تشكر الإمارات على دعم الشعب الفلسطيني