نصرالله يضبط نار الحدود بتقويم إقليمي
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": كل المعطيات تفيد أن الدخول البري الإسرائيلي إلى غزة سيفجر جبهة الجنوب أو على الأقل سيوسع دائرتها في شكل كبير، لكن ذلك يبقى وفق المصدر الديبلوماسي غير محسوم خصوصاً إذا تمكنت حماس من الصمود، أو لم تستطع إسرائيل توجيه ضربات قاتلة لها أو تهجير قسم من الفلسطينيين إلى جنوب غزة اي على الحدود مع مصر.
لكن ثمة احتمالات أخرى مطروحة على الطاولة على جبهتي غزة ولبنان. فإذا كان الأميركيون برأوا إيران من المشاركة في "طوفان الأقصى" التي هزّت بنية الكيان الإسرائيلي، إلا أنهم يعتبرون أنها تتهيأ لتوسيع المعركة على مختلف الجبهات خصوصاً لبنان توازياً مع حرب غزة، ولذا دفعت واشنطن بقوتها الى المتوسط لحماية إسرائيل. بالنسبة إلى واشنطن تبقى الأولوية لجبهة غزة أو ضرب "حماس" وحتى تهجير الفلسطينيين إلى مساحة لا يعود معها ممكناً تهديد إسرائيل. يندرج ذلك من ضمن الاحتمالات على جبهة لبنان، فإذا نجح الاحتلال الإسرائيلي في حربه البرية فلسطينياً، سينتقل التركيز إلى لبنان، والهدف البعيد هو توجيه ضربات لـ"حزب الله" وصولاً إلى التهجير والأرض المحروقة التي لا تعود تشكل تهديداً لإسرائيل. هذا سيناريو مطروح وفقاً لتطورات حرب غزة، وفق المصدر، لكن لم يحن وقته وظروفه بعد ولذا تبقى جبهة لبنان متوترة ضمن قواعد الاشتباك التي يلتزم بها أيضاً "حزب الله" وإن كانت المواجهات تتوسع حيناً ثم تنحسر انما بتنويعات تتركز في المواقع الأمامية.
لايام المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت على مختلف الجبهات، لكن الأكيد وفق المصدر الدبلوماسي ستكون في غزة وامتداداً نحو لبنان. وهذه الجبهة الاخيرة ستكون مسؤولية إشعالها الآن بيد "حزب الله"، فيما التصعيد في سوريا والعراق واليمن يرتبط بالرسائل الإيرانية إلى واشنطن كي تضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة، فيما الهدف الأبعد هو اطلاق مفاوضات تُطرح خلالها كل الملفات مع الأميركيين. وقد يكون التصعيد في الجنوب اللبناني يندرج في هذه الوجهة.
واياً تكن المسارات التي ستتخذها جبهة الجنوب، فإن الخطر بات داهماً على لبنان، وهو أمر تؤكده التحذيرات العربية والدولية من مغبة الانجرار إلى حرب واسعة، وأيضاً الإجراءات التي تتخذ لدى شركات الطيران، وطلب الدول مغادرة رعاياها. وعلى هذا لا يبدو موقف "حزب الله" غامضاً من الحرب، وإن كان أمينه العام السيد حسن نصرالله لم يظهر علناً، فهو منخرط في المعركة حتى الآن ضمن ضوابط لمنع كسر المعادلات القائمة في الإقليم، وهو تهيئة للحرب الكبرى طالما أن الترسانة العسكرية لم تستخدم بعد وهي متروكة للحظة المناسبة.
يبقى أن تكتيك "حزب الله" في المعركة اليوم، هو محاولة لعدم تكرار تجربة 2006، اي أنه يسعى لفرض قواعده قبل الحرب الكبرى، وإن كان يدفع كلفة باهظة على ما يظهر في نعي مقاتليه، لكن حرب 2006 لا تزال حاضرة بكلفتها التدميرية، في وقت لا يبدو لبنان محصناً بل منقسماً إلى أبعد الحدود. فالتعاطف الشعبي السني مع الفلسطينيين على ما يظهر في التظاهرات الشعبية، لا يعني بالضرورة أنه يحقق التغطية لـ"حزب الله" في حرب لن يسلم منها لبنان بأكمله...
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله يحدد موقعا لدفن حسن نصر الله
حدد حزب الله اللبناني موقعا لدفن جثمان زعيمه السابق حسن نصر الله، حسبما أفادت مصادر الحزب لصحيفة "الشرق الأوسط"، الثلاثاء.
وأوضحت المصادر أن موقع دفن حسن نصر الله سيكون "قطعة أرض على الطريق القديمة المؤدية إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت".
وأضافت أن الموقع "سيكون مزارا".
وقالت المصادر إن "الاستعدادات جارية لتشييع جثماني نصر الله، ورئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، في مأتم شعبي واحد، على أن يدفن الأخير، حسبما أوصى، في بلدته دير قانون بقضاء صور".
وقتل نصر الله ومن بعده صفي الدين، في هجمات إسرائيلية عنيفة في سبتمبر وأكتوبر الماضيين، على ضاحية بيروت الجنوبية.
وتردد اسم صفي الدين كخليفة محتمل لنصر الله، لكن الوقت لم يسعفه لتسلم مهام قيادة حزب الله رسميا.
لبنان يقدم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن
قدم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل نحو شهر.
وفي التفاصيل، قدمت وزارة الخارجية والمغتربين بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن احتجاجا شديدا على الخروقات المتكررة التي ترتكبها إسرائيل لـ"إعلان وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 والتي بلغت أكثر من 816 اعتداء بريا وجويا بين 27 نوفمبر و 22 ديسمبر 2024".
وأشار لبنان في الشكوى بحسب وزارة الخارجية أن الخروقات الإسرائيلية "من قصف للقرى الحدودية اللبنانية تفخيخ للمنازل تدمير للأحياء السكنية وقطع للطرقات تقوض مساعي التهدئة وتجنب التصعيد العسكري، وتمثل تهديدا خطيرا للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أنها تعقد جهود لبنان في تنفيذ بنود القرار 1701 وتضع العراقيل أمام انتشار الجيش اللبناني في الجنوب".
وإذ جدد لبنان التزامه بالقرارات الدولية وتطبيق ترتيبات وقف الأعمال العدائية وأكد أنه تجاوب بشكل كامل مع الدعوات الدولية لتهدئة الوضع وما زال يظهر أقصى درجات ضبط النفس والتعاون في سبيل تجنب الوقوع مجددا في جحيم الحرب ودعا مجلس الأمن لا سيما الدول الراعية لهذه الترتيبات إلى إتخاذ موقف حازم وواضح إزاء خروقات إسرائيل والعمل على إلزامها باحترام التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائيّة والقرارات الدولية ذات الصلة" وفق وزارة الخارجية.
وطالب لبنان بتعزيز الدعم لقوات اليونيفيل والجيش اللبناني لضمان حماية سيادته وتوفير الظروف الأمنية التي تتيح له استعادة استقراره وعودة الحياة الطبيعية إلى جنوبه".
وأمس الاثنين، أفادت صحيفة "الأخبار" بأن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي استدعى اللجنة الخماسية المكلفة بمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار لبحث خروقات الجيش الإسرائيلي، وأنه طلب للمرة الأولى الاجتماع باللجنة "للتأكيد على أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي في الجنوب من خروقات يسبب إحراجا للدولة اللبنانية التي وقعت قرار وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية".
وأفادت مصادر مطلعة بأن "ميقاتي سيطلب من الجانبين الأمريكي والفرنسي الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لأن استمرارها يعني انفجار الوضع في أي لحظة وسقوط الهدنة".
وفي 27 نوفمبر الماضي تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين "حزب الل"ه اللبناني وإسرائيل بعد أكثر من عام على تبادل الهجمات على الحدود.
في حين يواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث فجر وجرف عددا من المنازل والبساتين والممتلكات في عدة قرى وبلدات بجنوب لبنان.