لبنان ٢٤:
2025-01-31@02:56:57 GMT
نصرالله يضبط نار الحدود بتقويم إقليمي
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": كل المعطيات تفيد أن الدخول البري الإسرائيلي إلى غزة سيفجر جبهة الجنوب أو على الأقل سيوسع دائرتها في شكل كبير، لكن ذلك يبقى وفق المصدر الديبلوماسي غير محسوم خصوصاً إذا تمكنت حماس من الصمود، أو لم تستطع إسرائيل توجيه ضربات قاتلة لها أو تهجير قسم من الفلسطينيين إلى جنوب غزة اي على الحدود مع مصر.
لكن ثمة احتمالات أخرى مطروحة على الطاولة على جبهتي غزة ولبنان. فإذا كان الأميركيون برأوا إيران من المشاركة في "طوفان الأقصى" التي هزّت بنية الكيان الإسرائيلي، إلا أنهم يعتبرون أنها تتهيأ لتوسيع المعركة على مختلف الجبهات خصوصاً لبنان توازياً مع حرب غزة، ولذا دفعت واشنطن بقوتها الى المتوسط لحماية إسرائيل. بالنسبة إلى واشنطن تبقى الأولوية لجبهة غزة أو ضرب "حماس" وحتى تهجير الفلسطينيين إلى مساحة لا يعود معها ممكناً تهديد إسرائيل. يندرج ذلك من ضمن الاحتمالات على جبهة لبنان، فإذا نجح الاحتلال الإسرائيلي في حربه البرية فلسطينياً، سينتقل التركيز إلى لبنان، والهدف البعيد هو توجيه ضربات لـ"حزب الله" وصولاً إلى التهجير والأرض المحروقة التي لا تعود تشكل تهديداً لإسرائيل. هذا سيناريو مطروح وفقاً لتطورات حرب غزة، وفق المصدر، لكن لم يحن وقته وظروفه بعد ولذا تبقى جبهة لبنان متوترة ضمن قواعد الاشتباك التي يلتزم بها أيضاً "حزب الله" وإن كانت المواجهات تتوسع حيناً ثم تنحسر انما بتنويعات تتركز في المواقع الأمامية.
لايام المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت على مختلف الجبهات، لكن الأكيد وفق المصدر الدبلوماسي ستكون في غزة وامتداداً نحو لبنان. وهذه الجبهة الاخيرة ستكون مسؤولية إشعالها الآن بيد "حزب الله"، فيما التصعيد في سوريا والعراق واليمن يرتبط بالرسائل الإيرانية إلى واشنطن كي تضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة، فيما الهدف الأبعد هو اطلاق مفاوضات تُطرح خلالها كل الملفات مع الأميركيين. وقد يكون التصعيد في الجنوب اللبناني يندرج في هذه الوجهة.
واياً تكن المسارات التي ستتخذها جبهة الجنوب، فإن الخطر بات داهماً على لبنان، وهو أمر تؤكده التحذيرات العربية والدولية من مغبة الانجرار إلى حرب واسعة، وأيضاً الإجراءات التي تتخذ لدى شركات الطيران، وطلب الدول مغادرة رعاياها. وعلى هذا لا يبدو موقف "حزب الله" غامضاً من الحرب، وإن كان أمينه العام السيد حسن نصرالله لم يظهر علناً، فهو منخرط في المعركة حتى الآن ضمن ضوابط لمنع كسر المعادلات القائمة في الإقليم، وهو تهيئة للحرب الكبرى طالما أن الترسانة العسكرية لم تستخدم بعد وهي متروكة للحظة المناسبة.
يبقى أن تكتيك "حزب الله" في المعركة اليوم، هو محاولة لعدم تكرار تجربة 2006، اي أنه يسعى لفرض قواعده قبل الحرب الكبرى، وإن كان يدفع كلفة باهظة على ما يظهر في نعي مقاتليه، لكن حرب 2006 لا تزال حاضرة بكلفتها التدميرية، في وقت لا يبدو لبنان محصناً بل منقسماً إلى أبعد الحدود. فالتعاطف الشعبي السني مع الفلسطينيين على ما يظهر في التظاهرات الشعبية، لا يعني بالضرورة أنه يحقق التغطية لـ"حزب الله" في حرب لن يسلم منها لبنان بأكمله...
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً: