لبنان ٢٤:
2024-11-24@15:39:46 GMT
نصرالله يضبط نار الحدود بتقويم إقليمي
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": كل المعطيات تفيد أن الدخول البري الإسرائيلي إلى غزة سيفجر جبهة الجنوب أو على الأقل سيوسع دائرتها في شكل كبير، لكن ذلك يبقى وفق المصدر الديبلوماسي غير محسوم خصوصاً إذا تمكنت حماس من الصمود، أو لم تستطع إسرائيل توجيه ضربات قاتلة لها أو تهجير قسم من الفلسطينيين إلى جنوب غزة اي على الحدود مع مصر.
لكن ثمة احتمالات أخرى مطروحة على الطاولة على جبهتي غزة ولبنان. فإذا كان الأميركيون برأوا إيران من المشاركة في "طوفان الأقصى" التي هزّت بنية الكيان الإسرائيلي، إلا أنهم يعتبرون أنها تتهيأ لتوسيع المعركة على مختلف الجبهات خصوصاً لبنان توازياً مع حرب غزة، ولذا دفعت واشنطن بقوتها الى المتوسط لحماية إسرائيل. بالنسبة إلى واشنطن تبقى الأولوية لجبهة غزة أو ضرب "حماس" وحتى تهجير الفلسطينيين إلى مساحة لا يعود معها ممكناً تهديد إسرائيل. يندرج ذلك من ضمن الاحتمالات على جبهة لبنان، فإذا نجح الاحتلال الإسرائيلي في حربه البرية فلسطينياً، سينتقل التركيز إلى لبنان، والهدف البعيد هو توجيه ضربات لـ"حزب الله" وصولاً إلى التهجير والأرض المحروقة التي لا تعود تشكل تهديداً لإسرائيل. هذا سيناريو مطروح وفقاً لتطورات حرب غزة، وفق المصدر، لكن لم يحن وقته وظروفه بعد ولذا تبقى جبهة لبنان متوترة ضمن قواعد الاشتباك التي يلتزم بها أيضاً "حزب الله" وإن كانت المواجهات تتوسع حيناً ثم تنحسر انما بتنويعات تتركز في المواقع الأمامية.
لايام المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت على مختلف الجبهات، لكن الأكيد وفق المصدر الدبلوماسي ستكون في غزة وامتداداً نحو لبنان. وهذه الجبهة الاخيرة ستكون مسؤولية إشعالها الآن بيد "حزب الله"، فيما التصعيد في سوريا والعراق واليمن يرتبط بالرسائل الإيرانية إلى واشنطن كي تضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة، فيما الهدف الأبعد هو اطلاق مفاوضات تُطرح خلالها كل الملفات مع الأميركيين. وقد يكون التصعيد في الجنوب اللبناني يندرج في هذه الوجهة.
واياً تكن المسارات التي ستتخذها جبهة الجنوب، فإن الخطر بات داهماً على لبنان، وهو أمر تؤكده التحذيرات العربية والدولية من مغبة الانجرار إلى حرب واسعة، وأيضاً الإجراءات التي تتخذ لدى شركات الطيران، وطلب الدول مغادرة رعاياها. وعلى هذا لا يبدو موقف "حزب الله" غامضاً من الحرب، وإن كان أمينه العام السيد حسن نصرالله لم يظهر علناً، فهو منخرط في المعركة حتى الآن ضمن ضوابط لمنع كسر المعادلات القائمة في الإقليم، وهو تهيئة للحرب الكبرى طالما أن الترسانة العسكرية لم تستخدم بعد وهي متروكة للحظة المناسبة.
يبقى أن تكتيك "حزب الله" في المعركة اليوم، هو محاولة لعدم تكرار تجربة 2006، اي أنه يسعى لفرض قواعده قبل الحرب الكبرى، وإن كان يدفع كلفة باهظة على ما يظهر في نعي مقاتليه، لكن حرب 2006 لا تزال حاضرة بكلفتها التدميرية، في وقت لا يبدو لبنان محصناً بل منقسماً إلى أبعد الحدود. فالتعاطف الشعبي السني مع الفلسطينيين على ما يظهر في التظاهرات الشعبية، لا يعني بالضرورة أنه يحقق التغطية لـ"حزب الله" في حرب لن يسلم منها لبنان بأكمله...
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هوكستين لم يستبعد التواصل بدمشق لضبط الحدود
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يبقى التوصل لوقف النار في جنوب لبنان عالقاً على قدرة الوسيط الأميركي آموس هوكستين في إقناع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بضرورة السير فيه تمهيداً لتطبيق القرار الدولي 1701.إصرار تل أبيب على التفاوض مع لبنان تحت النار، لم يعد يجدي نفعاً، خصوصاً وأن ما توصل إليه هوكستين مع بري الذي يحظى بتفويض كامل من قيادة «حزب الله» للتوصل لوقف النار، كان أعلم به وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل رون دريمر، وتحديداً بالنسبة للتعديلات التي أُدخلت على المسودة التي سبق للوسيط الأميركي أن ناقشها معه خلال زيارته لواشنطن.
وكشفت المصادر عن أن هوكستين لم ينقطع عن التواصل مع دريمر طوال إقامته في بيروت واجتماعه مع مستشار بري علي حمدان لوضع ما اتفق عليه بصيغته النهائية، والتشاور معه على التعديلات التي أُدخلت عليها. وقالت بأنها حظيت بتأييد أمين عام «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم باعتبار أنها بمثابة خريطة الطريق لتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته بدءاً بالتوصل لوقف النار.
وقالت المصادر نفسها بأن التوافق على تطبيقه بكل مندرجاته يشمل القرار الدولي 1680 الذي ينص على ضبط الحدود بين لبنان وسورية، وإقفال المعابر غير الشرعية لمنع تهريب السلاح إلى الداخل اللبناني، في إشارة غير مباشرة إلى تجفيف كل المنابع المؤدية لاستيراده على نحو يمنع «حزب الله» من إعادة تأهيل ترسانته العسكرية بعد انكفائه من جنوب الليطاني إلى شماله.
وأكدت بأن بعض القيادات التي التقاها هوكستين على هامش مفاوضاته مع بري وتواصله ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، خرجت بانطباع بأنه ألمح إلى عدم استبعاد التواصل مع النظام السوري لضبط الحدود السورية - اللبنانية لمنع إيصال السلاح إلى «حزب الله»، مع أن
الوسيط الأميركي لم يتطرق إليها مباشرة، لكنه في المقابل لم ينفِ ما تردد عن حصولها بالواسطة، من دون أن يستفيض في الحديث عنها، ومَنْ يتولاها، في ظل القطيعة القائمة بين دمشق وواشنطن.
ورأت بأن إعطاء الحق لإسرائيل بالتدخل لمنع «حزب الله» من خرق الاتفاق في حال تبين لها بأنه يعدّ العدة لاستهداف المنطقة الشمالية ليس وارداً في الاتفاق الذي توصل إليه بري مع هوكستين. وقالت بأن وجود الولايات المتحدة على رأس اللجنة «الخماسية» التي تتولى الإشراف على سير الالتزام بوقف النار وعدم خرقه، يشكّل ضمانة لإسرائيل التي سيكون في وسعها إعلام ممثلها في اللجنة بوجود خرق ليبادر للتدخل لدى قيادة الجيش اللبناني لإزالته ومعالجته فوراً تحت إشراف اللجنة، التي تضم إلى جانبه ممثلين عن لبنان وإسرائيل والقوات الدولية (يونيفيل) وفرنسا، بعد أن تقرر استبعاد بريطانيا منها، خصوصاً وأن هوكستين لم يصرّ على إشراكها فيها.
وقالت المصادر نفسها، بأن إشراك ألمانيا لم يكن مطروحاً أسوة ببريطانيا. وأكدت بأنه سبق لوزيرة الخارجية الألمانية أن اقترحت مشاركتها في اللجنة، لكنها لم تلاحق طلبها فاقتصر تشكيل اللجنة على الأعضاء الخمسة، رغم أنه كان طُرح إمكانية إشراك الأردن فيها.
ومع أن المصادر ليست في وارد استباق رد فعل واشنطن حيال تمرد نتنياهو على وساطتها، فهي تؤكد في المقابل، بأن هوكستين أجاب، رداً على سؤال، بأنه يعاود تحركه للتوصل لوقف النار بعد أن تلقى الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي تقاطع في موقفه مع سلفه الرئيس جو بايدن.
ورداً على سؤال أكدت بأن تحديد الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل سيُدرج على جدول أعمال اللجنة «الخماسية»، إنما بعد التوصل إلى تثبيت وقف النار، انطلاقاً من إيجاد حل للمواقع المتنازع عليها بين البلدين، وكان سبق للبنان أن تحفّظ عليها وطالب بإخضاعها كلياً لسيادته كما نصت عليه اتفاقية الهدنة وبموجب ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين عام 1923.
وأضافت بأن تثبيت الحدود يشمل المنطقة الممتدة من نقطة «ب - 1» في الناقورة إلى الجزء اللبناني من بلدة الغجر. وقالت بأنه تم الاتفاق في السابق على إيجاد حل لـ7 نقاط من 13 نقطة هي مجموع النقاط المتنازع عليها، وأن إعادة ما تبقى منها يتطلب مطابقة الخط الأزرق المعروف بخط الانسحاب، مع خط الحدود الدولية لتبيان حق لبنان بإعادتها إلى سيادته.
ولدى سؤال المصادر عن مصير التحصينات والأنفاق التي أقامها «حزب الله» في جنوب الليطاني، قالت بأنها ليست مشكلة ويمكن أن تشغلها وحدات من الجيش اللبناني بموافقة الحزب بدلاً من تدميرها، وألمحت إلى أن تطبيق القرار 1701 يعني حكماً حصر السلاح بيد الشرعية اللبنانية لضمان عدم تكرار ما أصابه من جراء تبادل الخروق بين الحزب وإسرائيل حالت دون تطبيقه منذ صدوره في آب 2006، في حين لاحظت عدم تطرق المفاوضات إلى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين.