«يابا.. يابا» كلمات هزت أرجاء أحد مستشفيات قطاع غزة، واخترقت جدار قلوب من يسمعه لحرقتها الكبيرة، فهي خرجت من قلب مكسور على فقدان سنده في الحياة، طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره، بملامحه الطفولية الحزينة وانهياره التام، يجلس أمام جثمان والده الشهيد، الذي راح ضحية القصف الإسرائيلي، على غزة.

مشهد مؤلم لطفل فلسطيني

وسط صراخات الطفل بجوار شقيقه، سكن الأب لا حراك له، مغطى بكفنه لا يظهر منه شيئًا، مشهد مؤلم ظهر خلال فيديو صغير، قد لا تتجاوز مدته عدة ثوانٍ، إلا أنه ألم قلوب مشاهديه لدرجة كبيرة وتم تداوله من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي، حسب ما رواه المصور الفلسطيني محمد ماهر، عبر صفحته الشخصية.

«ما بقى منه غير ساعة يده.. يابا» جملة علقت في أذهان الجميع، حينما ظهر الطفل في حالة انهيار تام، بجوار جثمان والده، وهو ممسك بالساعة التي ظلت معه كذكرى من والده للأبد، وهو ما دفع الجميع أن يتعاطف معه، حزنًا على فقدانه لوالده بهذه الطريقة وهو يراه أمامه ساكن لا حراك له، وحزنًا على ما يحدث في قطاع غزة.

وقفات صلاة من أجل الشعب الفلسطيني

وكانت قد أعلنت عدد من كنائس الإسكندرية، تنظيم وقفات صلاة خلال الأسبوع الجاري للصلاة من أجل الشعب الفلسطيني، وأن يحل السلام مكان الحرب، وذلك على مدار عدة أيام خلال الأسبوع الجاري، إذ انطلقت مساء أمس الأحد وقفة صلاة داخل كنيسة الملاك ميخائيل بمنطقة مصطفى كامل التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وذلك في شرق الإسكندرية من أجل الصلاة لأهالي فلسطين، فيما تقيم الكنيسة صلاة أخرى لأهالي فلسطين مساء الأربعاء المقبل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب فلسطين فلسطين غزة قطاع غزة طفل فلسطيني

إقرأ أيضاً:

وقفات مع «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي»

جاء شعار اليوم العالمي للغة الغربية لهذا العام بعنوان «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: الارتقاء بالابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي»، وهو عنوانٌ يحمل في طياته الكثير من الأبعاد الاستراتيجية، خصوصًا وأن هذا الاحتفاء يتزامن مع حلول الذكرى الخمسين لإعلان اللغة العربية لغةً رسميةً للأمم المتحدة، ويتطرق شعار هذا العام لأهم التحديات المرتبطة باللغة العربية؛ وهي الحاجة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لسد الفجوة الرقمية والتكنولوجية، وفي الوقت ذاته، أهمية إبراز دور اللغة العربية - التي تعد إحدى أقدم لغات العالم - في التأثير الإيجابي في السياقات الثقافية والإبداعية، ولكن السؤال الأهم هنا هو: كيف يمكن اكتساب القيمة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي في التمكين الرقمي للغة العربية، ودعم دورها في قيادة الابتكار التكنولوجي، والبقاء على الخريطة المعرفية المستقبلية؟

في البدء لا بد من الإشارة إلى أنه على الرغم من أن اللغة العربية هي لغة حيوية وديناميكية، وقد أثبتت قدرتها على استيعاب مختلف التخصصات العلمية بجانب غناها بأدوات الكتابة الأدبية الإبداعية، إلا أن استحواذ اللغات الأجنبية بالنصيب الأكبر في محور نشر ومشاركة البحوث العلمية الأكاديمية منها والتطبيقية، وكذلك كلغات رسمية في الأوساط المهنية قد قوَّض استخدام اللغة العربية الفصحى في البيئات التعليمية المتقدمة، وهذا ما أسهم بشكل كبير في انخفاض المحتوى الرقمي العربي، ولذلك فإن النشر العلمي باللغة العربية لم يعد مجرد نشاط أكاديمي محدود يقوم به العلماء والمفكرون بشكل موجه للمستفيدين من الناطقين بهذه اللغة، ولكنه مسؤولية حضارية من أجل توسيع تأثير اللغة العربية في الأوساط الأكاديمية والتكنولوجية، وخلق مسارات للمعرفة والابتكار والإبداع، واستكشاف أشكال جديدة لوظائف اللغة العربية في تعزيز بناء المعارف الإنسانية في العصر الرقمي.

وهذا يقودنا إلى أهم مجالات توظيف الذكاء الاصطناعي وهي الترجمة، والتحدي الأكبر الذي يواجه هذا المحور هو عدم الإلمام بالفرص الاستراتيجية الكامنة في الترجمة من وإلى العربية، فمع تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبحت المعرفة متاحة للمتلقي بما يسهم في تحقيق المواكبة العلمية، ولكن هذا ليس كل شيء، إن إطلاق الإمكانات المعرفية للغة العربية لا يجب أن تقتصر على الترجمة الحرفية للمعارف التي يتم إنتاجها ونشرها باللغات الأجنبية، ولكن يجب إعادة تشكيل صناعة المعرفة على ضوء الأدوات اللغوية المتاحة، وترسيخ الفهم المعرفي لدى المتلقي العربي بلغته، خصوصًا وأن تعلم العلوم والرياضيات والهندسة وغيرها من المجالات المعرفية باللغة الأجنبية قد يضع حواجز افتراضية في إعادة فهمها باللغة العربية، وهذا يستوجب وقفة لتشجيع العلماء والمفكرين والباحثين والمبتكرين الذين ينشرون نتاجاتهم العلمية والتكنولوجية باللغة الأجنبية من أجل المبادرة بتقديم المعرفة باللغة العربية أيضًا، والاستفادة من توظيف الأدوات الرقمية المتطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المعالجة الحسابية والبرمجية للغة العربية، وإنشاء ثقافة تعريب مصطلحات ومفاهيم العلوم والتكنولوجيا، وتشجيع نشرها ومشاركتها وإدماجها في الابتكارات العلمية والتكنولوجية.

ولا يقتصر الأمر عند الترجمة من وإلى اللغة العربية، وإنما يستوجب واقع الحال بناء منظومة لغوية متكاملة لدعم الجهود البحثية والابتكارية، فقد تغيرت معالم الخريطة المعرفية العالمية في الآونة الأخيرة، فمنذ عقود مضت، تربعت اللغة الإنجليزية على قائمة اللغات الأساسية للعلوم والتكنولوجيا، وهي لا تزال ضمن اللغات المتصدرة في هذه المجالات، ولكن ظهر العديد من المنافسين على مستوى البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في أقاليم تلتزم بعضها بتعليم العلوم بلغتها الأصلية وليس باللغة الإنجليزية، والأمثلة كثيرة في بعض دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها، فالابتكارات والمعارف التخصصية التي تنتجها هذه الأقاليم لا يتم توثيقها جميعها في المنشورات العلمية على الدوريات المحكمة باللغة الإنجليزية، وبذلك فإن الوسيلة الوحيدة للاطلاع على هذه المعارف هو بترجمتها من لغتها الأصلية إلى اللغة العربية، وهنا وقفة أخرى تستوجب الانفتاح على الفرص المعرفية الكامنة في اللغات الأخرى، مع الأخذ في الحسبان أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لوحده في الترجمة غير كافٍ، وإنما يجب تعزيزها بالذكاء البشري المتمكن في ترجمة المعارف وفق الإمكانات اللغوية الصحيحة، وهذا لا يأتي سوى بالتركيز على بناء الجيل القادم من المترجمين والكتاب، وتشجيع ثقافة تعلم اللغات الأخرى باعتبارها إحدى أبرز مهارات المستقبل، وبذلك يمكن إثراء المحتوى الرقمي العربي بمعارف متنوعة وعالية القيمة، وإتاحة الفرصة للمبتكرين الناشئين للتعرف إلى نماذج التفكير المختلفة، واستيعابها واستنباط ما يمكنه تلبية فضولهم العلمي من جهة، وتحفيزهم على فتح آفاق للتعاون، والحوار، والعمل المشترك.

إن محور الاحتفاء باللغة العربية في هذا العام والمتعلق بتسخير الذكاء الاصطناعي هو في حد ذاته قيمة حقيقية ورمزية لإبراز ديناميكية اللغة العربية، ومرونتها في التفاعل والتكيف بسلاسة مع التقنيات المتطورة، وقدرتها على الاستدامة كأداة لدعم الابتكار التكنولوجي، ويعد هذا اليوم فرصة للتأمل في دور اللغة العربية كلغة داعمة للتعبير والتوثيق واستيعاب معارف اللغات الأخرى، وتلبية احتياجات الأجيال القادمة من الباحثين والمبتكرين، وهذا يضع المسؤولية على المجتمع العلمي في دعم مسارات عاجلة لتطوير نماذج لغوية متقدمة بالذكاء الاصطناعي، بحيث تكون قادرة على أداء مهام معقدة في الترجمة وتوليد الأفكار، بما يسهم في تعزيز الحراك العلمي والمعرفي بإتاحة تجارب مختلف من مجتمعات الممارسات الأكاديمية والمهنية على اختلاف اللغات التي تستخدمها، وبنفس الأهمية فإن حفظ استدامة اللغة العربية يتطلب التركيز على استحداث فلسفة وأدوات تعليمية مبتكرة للأطفال لتعلم اللغة العربية، ورفع جاذبية هذه اللغة في المجالات العلمية والتكنولوجية، وتشجيع النشر العلمي الموجه لمختلف الفئات المجتمعية، وكسر الحواجز الافتراضية النمطية التي حددت اللغة العربية بالإبداع الأدبي والفني، إذ لا بد من رفع التوعية بالأدوار المستقبلية لهذه اللغة الثرية بمفرداتها في العلوم والتكنولوجيا، ووضع مسارات عمل متوازية تستهدف الجهات المنتجة للمعرفة وبقية الشرائح المجتمعية، وتعريف الأولويات الاستراتيجية حسب تأثيرها، وتأتي في مقدمتها محاور إثراء المحتوى الرقمي العربي، وتعزيز الباحثين والمبتكرين على النشر العلمي باللغة العربية.

مقالات مشابهة

  • أسيوط خلال 24 ساعة.. نزيف الأسفلت يحصد روح شخصا ويصيب 9 آخرين و تشييع جثمان ضحية ميكروباص ديروط وتأجيل محاكمة 55 شخصا متهمين بزراعة الخشخاش والبانجو المخدر
  • وفاة أردني ووالده خلال أيام
  • جامعة الحديدة تنظم عدة وقفات تضامنية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • وزير الأوقاف: افتتاح الكُتَّاب بداية لاجتماع القلوب على الخير والحب والوفاء
  • وقفات مع «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي»
  • برشلونة ينهار بعد بداية قوية هذا الموسم
  • خطف قلوب العالم بكلماته.. ماذا قال الشيخ خالد النبهان قبل استشهاده؟
  • مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح"
  • تشييع جثمان الفلسطيني خالد نبهان ليلحق بحفيدته «روح الروح» |فيديو
  • خالد الحلفاوي بعد وفاة والده: "مش عارف أقول إيه عن كم الپوستات اللي بتعزيني "