عربي21:
2025-01-05@19:27:33 GMT

رسالة غضب إلى الرئيس بايدن

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

السيد الرئيس، هذه رسالة من مواطن تونسي احترف الكتابة منذ أكثر من نصف قرن، وانخرط في حركة حقوق الإنسان، وتوفرت له الفرصة لزيارة بلادكم في أكثر من مناسبة. وكنت أدرك خلفيات الانحياز الأمريكي إلى الكيان الصهيوني، لكني مع ذلك تابعت بدهشة وغضب تصريحاتكم ومواقفكم منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى". لقد تصرفتم بشكل مشين ومستفز.

من حقكم كرئيس للولايات المتحدة أن تتضامنوا مع الدولة العبرية، وقد سبق منذ فترة طويلة أن صرحتم بأنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لوجب اختراعها، لكن احترموا عقولنا ولا تعتبر الآخرين بمن فيهم مواطنوك أغبياء لا يفقهون.

تبنيتم كذبة قطع عناصر حماس لرؤوس الأطفال، وادعيتم بأنكم رأيتم الصور الدالة على ذلك، ورغم تراجع إدارتك عن هذه الرواية الإسرائيلية السخيفة تمسكتم بتكرارها، كما واصلت القول بأن إسرائيل هي الضحية والمقاومة هي المعتدية. وعندما قُصف مستشفى العمداني، ادعيتم بأن الطرف الإسرائيلي بريء من هذه المجزرة، وأن مرتكبيها هم "الآخرون"، أي حماس، رغم أن الجميع يعلمون بمن فيهم صحافيون إسرائيليون بأن الجيش هو الذي ارتكب عن سبق إصرار هذه الجريمة البشعة.

الرغم من أن عدد ضحايا القصف العشوائي للغزاويين الأبرياء تجاوز أربعة آلاف ضحية، 40 في المائة منهم أطفال، لم تجرؤوا على مطالبة صديقكم الحميم نتنياهو بوقف إطلاق النار، وتمسكتم بالقول إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها! ولم تعدلوا نسبيا موقفكم إلا بعد استفحل القتل في الأبرياء
ورغم أن الأغلبية الساحقة من شعوب الأرض تطالب بتمكين سكان غزة من الماء والطعام والدواء والبنزين، أصرت إدارتكم على ربط ذلك باستسلام المقاتلين، رغم أن القانون الدولي يعتبر حرمان المدنيين من هذه الحقوق الأساسية جريمة حرب. وبالرغم من أن عدد ضحايا القصف العشوائي للغزاويين الأبرياء تجاوز أربعة آلاف ضحية، 40 في المائة منهم أطفال، لم تجرؤوا على مطالبة صديقكم الحميم نتنياهو بوقف إطلاق النار، وتمسكتم بالقول إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها! ولم تعدلوا نسبيا موقفكم إلا بعد استفحل القتل في الأبرياء.

تأكد أيها الرئيس أن هذه العنجهية من شأنها أن تؤدي بدولة قوية مثل أمريكا إلى الضعف والعزلة، وأن تدفع بأغلب الشعوب نحو كراهية دولتكم، والتمرد على نظام دولي تتحكمون في كثير من مفاصله بإدارة تحمل كل هذا السوء، وتعادي قيم العدالة وحقوق الإنسان والقيم الدينية والإنسانية بهذه الطريقة. وبما أن داخل أمريكا هناك عقلاء وأصحاب ضمائر حية، اضطر بعضهم إلى معارضة هذا المنهج العاطل والمخيف الذي اعتمدتموه.

فحالة الإحباط التي اتسعت رقعتها داخل وزارة خارجيتكم، بسبب إهمال "نصائح خبرائكم" وإصراركم على دعم العملية العسكرية الواسعة في غزة. ومن غير المستبعد أن تتوالى هذه الاستقالات لأن سياستكم تراجعت على "المستوى الأخلاقي" كما ورد في استقالة جوش بول بسبب قبول دعم بلاده للمجهود الحربي الإسرائيلي. وانتقل هذا التمرد إلى موظفي الكونغرس الذين طالبوا بوقف القصف في غزة.

تفاءل الكثيرون بفوزكم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، نظرا لكون منافسكم ترامب كان أشبه بالثور الإسباني في حالة هيجان قصوى. وعلق الكثيرون آمالا واسعة عليكم نظرا للشعارات التي رفعتموها من أجل دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم، خاصة في المنطقة العربية. لكن مع هذا الاختبار القاسي، تجدون نفسكم وجها لوجه أمام الأمم المتحدة ومختلف منظمات حقوق الإنسان الدولية، وقد تصبح الشخصية المنبوذة أكثر في العالم إلى جانب مجرم حرب نتنياهو. لا تنسى كونكم أعطيتم الأوامر لإجهاض مشروع قرار كان سيصدر عن مجلس الأمن يسمح بهدنة إنسانية مؤقتة لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة!!

يمكن أن يتجاهل الرئيس الأمريكي كل هذه الأطراف المناهضة لسياسته، لكن في المقابل كيف يفسرون موقف عشرات الآلاف من اليهود الأمريكيين بمن فيهم أعضاء من المجلس القومي اليهودي الذي نزلوا إلى الشوارع ، ونددوا بما يجري في غزة بكل شجاعة، خاصة عندما اندفع المئات منهم واقتحموا مبنى الكونغرس واعتصموا فيه محاولة منهم للضغط عليكم من أجل إيقاف المجزرة؟

قد يكون ما قمتم به جزءا من التكتيك الانتخابي بنية الحصول على دعم اللوبي اليهودي الراديكالي ووقوف الحركة الصهيونية إلى جانبكم في السباق المحموم من أجل ضمان دورة ثانية، لكن الانقسام أصبح واضحا داخل الرأي العام الأمريكي، حيث بيّنت استطلاعات الرأي تراجع شعبيتكم، وأن أغلبية الأمريكيين ليست مع الحرب ليست مع منح إسرائيل مزيدا من الدعم.

المرحلة السابقة استنفدت أغراضها. علينا انتظار ما ستسفر عنه خطة السيوف الحديدية مقابل مبادرة غضب الأقصى، فالحكومة الإسرائيلية ليست واثقة من النتائج، وكل الاحتمالات غير مؤكدة، في حين تستعد المقاومة لمعركة طويلة لا ندري مدى قدرتها على خوضها. الأكيد أن المشهد غدا سيكون مختلفا، وأن المنطقة دخلت في منعطف تاريخي جديد تختلط فيه المشاعر وتتصادم فيه الإرادات والأجندات
الأحداث الجارية أكبر بكثير من الحسابات الانتخابية الأمريكية. هناك سعي من طرفي النزاع لإعادة تشكيل معادلات جديدة. نتنياهو وحلفاؤه وفي مقدمتهم البيت الأبيض يحلمون الحالم بشرق أوسط جديد خال من فلسطين، في المقابل المقاومة تعمل على كسر هذا الطوق الحديدي المضروب حول الفلسطينيين. قد تؤدي هذه الحرب إلى إعادة تشكيل خارطة مختلفة، تسمح بتحالفات أخرى ورهانات أكبر.

المرحلة السابقة استنفدت أغراضها. علينا انتظار ما ستسفر عنه خطة السيوف الحديدية مقابل مبادرة غضب الأقصى، فالحكومة الإسرائيلية ليست واثقة من النتائج، وكل الاحتمالات غير مؤكدة، في حين تستعد المقاومة لمعركة طويلة لا ندري مدى قدرتها على خوضها. الأكيد أن المشهد غدا سيكون مختلفا، وأن المنطقة دخلت في منعطف تاريخي جديد تختلط فيه المشاعر وتتصادم فيه الإرادات والأجندات. الأكيد أيضا أن إسرائيل لم تعد تتحكم لوحدها في الأحداث وفي الميدان، رغم قدرتها العالية على الانتقام.

أما ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية فقد أصبحت جزءا من الماضي. في هذا المخاض الجديد والصعب قررتم أيها الرئيس وضع كل بيضكم في سلة واحدة، والحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل من خلال مساعدتها على تدمير حماس. الأسابيع القادمة ستكشف مدى قدرتكم على إنجاز ذلك، لكن تأكدوا بأنكم تتحركون مرة أخرى ضد العدالة وحقوق الإنسان.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل غزة فلسطين إسرائيل امريكا فلسطين غزة بايدن مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إدارة بايدن تُخطر الكونجرس بصفقة أسلحة مع إسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار

واشنطن-رويترز

قال مسؤول أمريكي  إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أخطرت الكونجرس بصفقة أسلحة محتملة مع إسرائيل قيمتها ثمانية مليارات دولار، مع مواصلة واشنطن دعمها لحليفتها التي أودت حربها على قطاع غزة بحياة عشرات الآلاف.

وذكر تقرير نشره موقع أكسيوس الإخباري أن الصفقة ستحتاج إلى موافقة لجان في مجلسي النواب والشيوخ وتشمل ذخائر طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر هجومية وقذائف مدفعية. وأضاف التقرير أنها تشمل أيضا قنابل صغيرة القطر ورؤوسا حربية.

ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية حتى الآن على طلب للتعليق.

ويطالب محتجون منذ أشهر بفرض حظر على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، لكن السياسة الأمريكية ظلت دون تغيير إلى حد كبير. ففي أغسطس آب، وافقت الولايات المتحدة على بيع طائرات مقاتلة ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 20 مليار دولار إلى إسرائيل.

وتقول إدارة بايدن إنها تساعد حليفتها في الدفاع ضد الجماعات المسلحة المدعومة من إيران مثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

وفي مواجهة الانتقادات الدولية، وقفت واشنطن إلى جانب إسرائيل خلال هجومها على غزة الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من كل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسبب في أزمة جوع وأدى إلى اتهامات بالإبادة الجماعية تنفيها إسرائيل.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن حصيلة القتلى تجاوزت 45 ألف شخص، مع مخاوف من أن يكون كثيرون آخرون قد دفنوا تحت الأنقاض.

فشلت الجهود الدبلوماسية حتى الآن في إنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهرا في غزة والتي أعقبت الهجوم الذي شنه مقاتلون من حماس على بلدات وتجمعات سكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأسفر عن مقتل 1200 شخص واصطحاب 250 رهينة إلى قطاع غزة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.

كما سبق أن استخدمت واشنطن، أكبر حليف ومورد أسلحة لإسرائيل، حق النقض (فيتو) ضد قرارات بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار في غزة.

ومن المقرر أن يترك الرئيس الديمقراطي جو بايدن منصبه في 20 يناير كانون الثاني ليخلفه الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب. وكلاهما مؤيد قوي لإسرائيل.

مقالات مشابهة

  • كيف تستعد إيران لمواجهة حقبة جديدة في حكم الرئيس الأمريكي جو بايدن ؟
  • فى يوم حق تقرير المصير.. الرئيس الباكستاني يوجه رسالة لشعب جامو وكشمير
  • من بكركي.. هذه رسالة الراعي عن إنتخاب الرئيس
  • وزير الخارجية: تقدم ملموس في ملف حقوق الإنسان بتويجهات الرئيس السيسي
  • حقوق الإنسان بغزة تكشف سبب اعتداء إسرائيل على مدير مستشفى كمال عدوان
  • أكسيوس يكشف عن صفقة بايدن الأخيرة لتسليح إسرائيل
  • إدارة بايدن تُخطر الكونجرس بصفقة أسلحة مع إسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار
  • 8 مليارات دولار.. تفاصيل آخر صفقة أسلحة من بايدن لـ إسرائيل
  • الرئيس التنفيذي لشركة “يو إس ستيل” الأمريكية يعلق على قرار بايدن بمنع صفقة بيع الشركة
  • إسرائيل تعترف باحتجاز مدير مستشفى كمال عدوان