يتهافت عشرات الفلسطينيين إلى مستشفى دير البلح في محاولة للتعرف على جثث أقارب لهم استشهدوا في قصف إسرائيلي فيما كثفت الاحتلال الإسرائيلي ضرباته على قطاع غزة حيث استشهد أكثر 4651 شخصا بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس منذ بدء الحرب.
تنفجر سيدة في البكاء بعدما كشفت البطانية على الطاولة جثة ابنتها وعدد آخر من أطفال عائلة نتيل.

تنهار الأم فيما يحاول أحد أقاربها أن يسندها، قبل أن تجلس بجانب جثة ابنتها وتصرخ «يا حبيبتي يا سمر، حسبي الله ونعم الوكيل». على مسافة قريبة وضعت جثث ثلاثة أطفال من هذه العائلة على الأرض أمام ثلاجة الموتى وكتبت أسماؤهم على أرجلهم وهم ليان وهاني وجوان. وتفيد حركة حماس التي تدير القطاع منذ العام 2007، أن دير البلح تعرضت لأعنف عمليات القصف ما أسفر عن تدمير الكثير من المباني بالكامل.
في المشرحة أيضا، جثة محمد جودة الذي كان يحتضن ابنته مسك البالغة ثلاث سنوات، وكان وجهاهما مكشوفين. يقول قريبه نائل وافي «استشهدت كل أسرة عمتي من عائلة جودة، قصفوا عمارتين على رأس ساكنيهما وكأنهم ليسوا بشرا». ويضيف «كان البيت ممتلئا بالنازحين من غزة» الذين فروا من الشمال.
ويؤكد «أخرجنا 20 شهيدا فقط حتى الآن، يوجد أكثر من خمسين شخصا تحت الأنقاض».
ويضيف بينما كان يفتح هاتفه المحمول لعرض صورهم «ابن عمتي ليس له علاقة بالمقاومة، يستهدفون النساء والأطفال والمدنيين، هذه إبادة جماعية». وفي جنوب قطاع غزة وتحديدا في مدينة خان يونس، استشهد 13 شخصا مساء السبت بحسب حصيلة لوزارة الصحة، في مقهى «ريو» الواقع في الطابق الأرضي من مبنى يضم طوابق عدة والذي تحول خلال الحرب إلى مأوى للنازحين.
وعن استهداف المقهى، يقول راجي شراب (50 عاما) الذي يسكن قبالة المقهى «سمعت صوت انفجار ضخم، نظرت من الشباك فرأيت غبارا ونارا وحجارة تتطاير». ويضيف «ضربوا مجددا بعد دقيقة وحصل انفجار ثان، وتعرض منزلنا لأضرار».
وفي المستشفى ذاته، وصل رجل يحمل جثة طفل متفحمة فيما اجتمعت أمام الثلاجة مجموعة من الرجال في محاولة للتعرف على أشلاء جمعت في بطانية.
يتعرف أحدهم على يد ويقول وهو يبكي «هذه يد بيان، ضعوا الأشلاء في كيس وارفعوها».
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة مستشفى دير البلح الاحتلال الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

ما وراء دعوة المخابرات الإسرائيلية سكان غزة للتواصل معها؟

أرسل جهاز المخابرات الإسرائيلية مؤخرا عشرات آلاف الرسائل النصية القصيرة على هواتف سكان قطاع غزة يدعوهم فيها للتواصل بهدف تنسيق لقاء مع ضباط إسرائيليين في موقع تتمركز فيه قوات الجيش داخل القطاع.

وتزامنت الرسائل مع حملة إلكترونية مكثفة بث فيها الجيش الإسرائيلي عشرات المنشورات الممولة على شبكات التواصل الاجتماعي لحث الفلسطينيين على التواصل معه، بزعم تقديم مساعدات أو تسهيلات للسفر.

وتمكنت الجزيرة نت من الحصول على تفاصيل ما دار في مقابلات استجاب لها بضع شبان بهدف مساعدتهم في السفر، وكيف تحول مسار اللقاء إلى تحقيق أهداف أخرى.

محور اللقاء

وتواصل الشاب "م ق" الذي يقطن في محافظة وسط القطاع من خلال تطبيق واتساب مع الرقم الذي وصل إلى هاتفه المحمول عبر رسالة نصية، قاصدا الحصول على مساعدات غذائية وتسهيل عملية سفره حال رغبته مغادرة غزة.

وما كان من الضابط الإسرائيلي -حسب المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت- إلا أن حدد موعدا للشاب قرب نقطة للجيش تقع ضمن المناطق الشرقية عند "محور نتساريم" الذي يسيطر عليه الاحتلال.

وأجبر الجنود الإسرائيليون الشاب على التعرِّي قبل وصوله إلى خيمة المقابلة مع الضابط، وقطع مسافة للوصول للمكان المخصص للقاء، وفور جلوسه قدَّم له الضابط "ساندويتش شاورما" وعبوة كولا وسيجارة، في استغلال واضح لحالة المجاعة التي يفرضها الاحتلال على غزة، حيث يمنع دخول المساعدات الغذائية والصحية ويغلق المعابر منذ مطلع مارس/آذار الماضي.

إعلان

وعلى الفور، بدأ الضابط الإسرائيلي بسؤال الشاب عن أسباب تفكيره بالهجرة، وأبلغه أنه في حال غادر غزة فلن يعود إليها، لينتقل باستفساراته بعد ذلك عن أشخاص يقطنون في الحي الذي يقيم فيه الشاب وطبيعة تحركاتهم في المنطقة، ثم طلب منه المغادرة، وأخبره أنه سيعاود الاتصال به لاحقا.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرح خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ومن ثم انصب الجهد الإسرائيلي لتشجيع تنفيذها، وهو ما قوبل برفض واسع في الأوساط الفلسطينية والعربية والدولية.

أدوات "رخيصة"

من جهته، حذَّر مسؤول في جهاز الأمن الداخلي في غزة -فضل عدم الكشف عن هويته- من المضامين "الكاذبة والمضللة" التي تحتويها رسائل المخابرات الإسرائيلية، بهدف استدراج المواطنين واستجوابهم لجمع معلومات حول مواقع المقاومة وشخصيات وطنية.

وقال المسؤول الأمني للجزيرة نت إن الحملة الإسرائيلية محاولة فاشلة لاستغلال حاجة الناس وظروفهم الصعبة لتحقيق أهداف أمنية "قذرة"، وتعكس درجة اليأس والاستهتار لدى الاحتلال بأرواح الفلسطينيين، واستخدامه الأدوات "الرخيصة" لاختراق النسيج الوطني الفلسطيني.

وكشف أن ضباط الاحتلال تعاملوا بأسلوب تهديدي واستجوابي "فج" مع من تمت مقابلتهم، وطرحوا أسئلة "أمنية حسَّاسة ومباشرة"، ووصل الأمر إلى تهديد بعضهم بالتصفية الجسدية والقتل إن لم يُدلوا بمعلومات عن شخصيات معروفة.

وحسب المسؤول الأمني الفلسطيني فإن الانهيار الأمني والاستخباري للاحتلال دفعه للجوء إلى أسلوب قديم جديد بإجراء المقابلات بهدف كسر حاجز التعامل معه تمهيدا لتجنيد عملاء له.

وتساءل: كيف سيُسهِّل الاحتلال سفر أشخاص دون وجود جهة لاستقبالهم، ولا يملكون تأشيرات دخول لأي دولة، وليس لديهم إقامات، ولا معاملات جمع شمل؟

 

رهان الوعي

وأكد المسؤول الأمني أن هذه الممارسات تؤكد أن الحديث عن "تسهيلات إنسانية" ليس إلا غطاء لأجندات استخباراتية، ومحاولة إحداث خرق أمني في الجبهة الداخلية الفلسطينية.

إعلان

ولفت إلى أن استجابة بضع أفراد فقط للقاء ضباط المخابرات من بين عشرات آلاف تلقوا رسائل، يعكس وعي المواطنين، رغم ما يعانوه من جوع وحصار وإبادة، ويعد صفعة مباشرة لأجهزة الاحتلال الإسرائيلي.

ووجه المسؤول في الأمن الداخلي نداء للمواطنين في قطاع غزة بعدم التعامل مع أي رسائل مشبوهة تصل إلى هواتفهم أو في مواقع التواصل، لما تشكله من خطر مباشر على حياتهم، وتعد محاولة لاستدراجهم نحو الفخ الأمني.

ويذكر أنه في إطار محاولات المخابرات الإسرائيلية التواصل مع الفلسطينيين في قطاع غزة، ألقت طائرات مسيرة إسرائيلية قبل أيام منشورات ورقية على مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، تحمل أوراقا نقدية فئة 20 شيكل (الدولار يساوي 3.7 شواكل) كتب عليها أرقام للتواصل مع ضابط يدعى "أبو هيثم"، ومرفقا معها شرائح إلكترونية تتبع شركات اتصالات إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • صحة غزة : 91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية
  • الاونروا: سكان غزة لا يمكنهم الانتظار اكثر  
  • فيما توفي واحد منهم..سيارة تدهس ثلاثة أطفال بتيزي وزو
  • فيما توفي واحد منهم..شاحنة تدهس ثلاثة أطفال بتيزي وزو
  • ما وراء دعوة المخابرات الإسرائيلية سكان غزة للتواصل معها؟
  • برشلونة يتحدى إنتر ميلان.. التاريخ ماذا يقول؟
  • جون بولتون: ترامب ليس لديه أي منهجية فيما يخص الأمن القومي
  • سموتريتش: لا وقف للحرب قبل تهجير سكان غزة وتفكيك سوريا (شاهد)
  • أحدث إحصائية رسمية لعدد سكان إسرائيل
  • فوق الركام وتحت الشوادر.. مأساة سكان بيت لاهيا تتفاقم