وزير البلدية رئيس لجنة استضافة المعرض الدولي: إكسبو 2023 يرسخ ريادة قطر كمركز للأحداث والفعاليات الكبرى
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
«الحدث العالمي» يسهم في تحديث خطط الوزارة للتحول الرقمي الزراعي
فرصة لبحث حلول مبتكرة تعالج نقص المياه والتصحر والتغير المناخي
إنشاء مشاريع جديدة في الاستزراع السمكي وتحسين الإنتاج المحلي من الأسماك
تحقيق طفرة إنتاجية تسهم في تحسين نسب الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية
معدلات ري المساحات الخضراء بالمياه المعالجة في قطر بلغت حوالي 75 %
أكد سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية رئيس اللجنة الوطنية لاستضافة معرض «إكسبو 2023 الدوحة للبستنة» أهمية استضافة قطر للمؤتمرات والفعاليات الكبرى، ومن بينها المعارض الزراعية، في تعزيز مكانتها على خارطة الأحداث الدولية المهمة.
ولفت سعادته في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا» إلى أن هذا المعرض العالمي تشارك فيه 80 دولة، ويتوقع أن يجذب على مدى شهوره الستة أكثر من 3 ملايين زائر.. منوها بأن هذه النسخة الفريدة من المعرض تسعى إلى ترسيخ مفهوم تخضير الصحراء كمحور رئيسي لتسليط الضوء عليه خلال السنوات القادمة، وهو ما يشكل فرصة لبحث حلول مبتكرة تعالج نقص المياه ومشاكل التصحر، والتعامل مع متغيرات المناخ، وخلق منصة تجمع الأشخاص والأفكار لتسريع وتيرة الابتكار والإبداع والبحث والتقدم العلمي في مجال الزراعة الحديثة لإنتاج غذاء آمن ومستدام لسكان العالم.
ونبه إلى إسهام هذا الحدث العالمي الكبير في تحديث الخطط المتبعة للوزارة على ضوء الاستفادة من آخر ما تم التوصل إليه في مجال التقنيات والأساليب الزراعية، وخاصة في مجال التحول الرقمي الزراعي، بما يحقق الكفاءة في الإنتاج ويضمن الاستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحقيق رؤية قطر 2030.
وأضاف أنه يساعد كذلك في تطوير الخدمات وتوطين المرافق الزراعية، وتعزيز الإنتاج المحلي من خلال التوسع في استخدام تقنيات إنتاج المحاصيل المتطورة والمناسبة للظروف المناخية المحلية لزيادة المساحات المزروعة ورفع نسب الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية الأساسية، وتنفيذ مشاريع لتحسين كفاءة استخدام مياه الري في الزراعة، من خلال استخدام نظم الري الحديثة، كما من شأنه أن يساهم في إنشاء مشاريع جديدة في مجال الاستزراع السمكي وتحسين الإنتاج المحلي من الأسماك الطازجة، وتحقيق طفرة إنتاجية تسهم في تحسين نسب الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية إلى معدلات متقدمة عالميا في مؤشر الأمن الغذائي العالمي، وبالتالي زيادة المخزون الإستراتيجي من السلع الأساسية والضرورية في وقت الأزمات والكوارث.
وتابع سعادة وزير البلدية أن إكسبو 2023 الدوحة يتناول أربعة محاور رئيسية هي: الزراعة الحديثة: ويتم من خلاله تسخير التقدم العلمي في إنتاج أغذية آمنة ومستدامة وميسورة التكلفة خاصة في المناطق الصحراوية، والتكنولوجيا والابتكار: ويتناول إدارة التقنيات الجديدة لتعزيز الإنتاجية الزراعية وتحقيق توازن الاستدامة البيئية، والوعي البيئي: ويركز على رفع الوعي العالمي بأهمية الحفاظ على البيئة، والاستدامة: ويركز على تحقيق التوازن بين مختلف الاحتياجات، إلى جانب تعزيز الوعي الاقتصادي والتكنولوجي والبيئي.. مشيرا إلى أن معرض إكسبو يعزز جسور التواصل بين القطاع الخاص القطري ونظرائه دوليا، من خلال مشاركتهم بهذا الحدث العالمي وعقد لقاءات واجتماعات ثنائية وجماعية لتبادل الخبرات والتجارب وعقد الاتفاقيات وتوقيع مذكرات التفاهم لتوطيد علاقات التعاون في المجال الزراعي.
تبادل الخبرات والأفكار
وأكد على أن معرض إكسبو 2023 الدوحة، فرصة لخلق نقطة التقاء بين جميع المسؤولين والخبراء والمختصين في مجال الزراعة والبستنة، لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب، والاستفادة من الابتكار والإبداع والبحث والتقدم العلمي في مجال الزراعة الحديثة، لإنتاج غذاء آمن ومستدام وبأسعار معقولة لسكان العالم، مع مضاعفة الجهود المبذولة للحد من تأثيرات التغير المناخي.
وعن أهمية استضافة قطر لإكسبو البستنة رغم أنها ذات مناخ صحراوي، أوضح سعادة وزير البلدية أن استضافة دولة قطر لمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة تعد بمثابة فرصة لبحث حلول مبتكرة تعالج نقص المياه ومشاكل التصحر وسبل التعامل مع تحديات التغير المناخي، ويعكس تنظيم هذا الحدث الثقة التي حازت عليها انطلاقا من جهودها المستمرة لدعم جهود الحفاظ على البيئة واستدامتها واستكمالا للإنجازات التي حققتها الدولة في هذا المجال، حيث يشكل هذا المعرض الدولي الهام، الذي يقام على أرض حديقة البدع بمنطقة كورنيش الدوحة لمدة 179 يوما، منصة هامة لتحقيق الاستدامة في الزراعة والبستنة، وفرصة لصياغة حلول مبتكرة بمشاركة حوالي 80 دولة، إلى جانب المنظمات الدولية وممثلي قطاعات الدولة المختلفة.
ولفت إلى أن المعرض يجمع أصحاب الشركات الزراعية والمزارع والأكاديميين والمراكز البحثية لتبادل الخبرات الزراعية، والتعرف على أحدث الابتكارات في مجال الري والبستنة وكبرى الشركات والمصانع الريادية في مجال التكنولوجيا الزراعية والبستنة، مما يسهم في تطوير تجربتنا الوطنية لتحقيق طموحاتنا في مجال الأمن الغذائي والاستغلال الأمثل لمواردنا، من خلال الاستفادة من تجاربهم وإطلاع الآخرين على تجربتنا في زيادة الرقعة الخضراء وتقليل استهلاك المياه، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية المتاحة واستخدام الأساليب الحديثة.
وفيما يتعلق بدلالة اختيار شعار المعرض «صحراء خضراء.. بيئة أفضل» أشار سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي إلى أن اختيار هذا الشعار دليل على إمكانية تحويل الدول ذات المناخ الصحراوي إلى واحة خضراء وحديقة كبيرة، وذلك من خلال التوسع في إنشاء الحدائق والمتنزهات وزراعة النباتات والأشجار في البيئة الصحراوية باستخدام التقنيات الحديثة، بالرغم من التحديات التي كانت تشكل عائقا في الماضي مثل ندرة المياه وجفاف التربة، منوها في الوقت ذاته بأنه قبيل انطلاق المعرض، تم تسجيل المبنى الرئيسي لمعرض «إكسبو 2023 الدوحة للبستنة» الذي نفذته هيئة الأشغال العامة «أشغال» بموسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية، لامتلاكه أكبر سطح أخضر في العالم والذي يمتد على مساحة تقدر بنحو 4031 مترا مربعا.
تحسين أساليب الزراعة
بخصوص دور إكسبو 2023 الدوحة المتوقع في التوصل لحلول سهلة لقضايا الري وخفض تكاليف الزراعة وتبني الأنظمة الحديثة، قال سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية رئيس اللجنة الوطنية لاستضافة معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة «لقد اهتمت وزارة البلدية خلال السنوات الماضية بتحسين الأساليب الزراعية، ورفع كفاءة نظم الري، والسعي إلى تخفيض تكاليف الإنتاج الزراعي، بهدف دعم المزارعين للاستمرار في العملية الإنتاجية ومواجهة التحديات، خصوصا فيما يتعلق بشح المياه الجوفية في دولة قطر وصعوبة الظروف المناخية»، لافتا إلى أن الدولة تستفيد من مشاركة دول ذات مناخات متعددة بما تعرضه من تقنيات وإمكانيات حديثة تتناسب مع ظروف الإنتاج الزراعي في دولة قطر وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وتعزز كفاءة الإنتاج، وترفع من القدرات الفنية والتسويقية لدى المزارعين فيها.
ونوه سعادة وزير البلدية إلى أن العالم ينظر إلى هذا المعرض الدولي الهام باعتباره تجمعا دوليا يناقش هموم الزراعة، ليس على مستوى الدول الصحراوية فقط حيث ارتفاع درجات الحرارة وفقر التربة وندرة المياه، بل على نطاق عالمي. ومن المتوقع أن يشهد إطلاق مبادرات تسهم بفاعلية في تذليل الصعوبات التي تواجه القطاع الزراعي والتوسع فيه.
ترشيد المياه
وأعرب عن تطلعه للتعرف أكثر على كل ما هو جديد في مجال ترشيد المياه، من خلال ما تعرضه الشركات العالمية الرائدة من مختلف دول العالم لهذه التقنيات الحديثة التي يمكن استخدامها في نظام الري للمزارع الإنتاجية أو المساحات الخضراء، بالإضافة إلى استخدام تقنيات ابتكارية كالري الآلي والزراعة بدون تربة (الهيدروبونيك)، والزراعة المائية (الأكوابونيك) لتعزيز جودة وكمية الخضراوات والفواكه، بالإضافة إلى تحويل الهواء المشبع بالرطوبة إلى مياه صالحة للري لتقليص الهدر.
وفيما يتعلق بالابتكارات والمبادرات والمشاريع القطرية التي تعرض على المشاركين، بين سعادته أن المعرض يعكس اهتمام دولة قطر بالابتكارات والمبادرات التي من شأنها المساهمة في إيجاد حلول لتحديات التصحر وإكثار النبات وزيادة الرقعة الخضراء من خلال المؤتمرات المصاحبة لمعرض إكسبو 2023، فقد حرص المعرض على جذب جميع التقنيات العالمية التي تحد من التصحر، وتسهم في زيادة الرقعة الخضراء والأراضي الزراعية، والمحافظة على الموارد اليسيرة من المياه الموجودة، وكذلك استعراض عدد من التجارب لأنظمة زراعية حديثة أدخلتها المزارع القطرية، ولها مزايا عديدة في زيادة الرقعة الخضراء، مثل: الزراعة بتقنية الهيدروبونيك، والزراعة بالأنابيب العمودية، والزراعة بالتقنية المائية الفائقة، التي تشمل زيادة الإنتاج في المساحات الضيقة، وقلة العمالة مع الاستغناء عن العمليات المكلفة.
مبادرات خضراء
وأشار في هذا السياق، إلى أن دولة قطر تتبنى العديد من المبادرات الخضراء، ومنها على سبيل المثال مبادرة زراعة مليون شجرة، التي تم الاحتفال بإنجازها بعد غرس الشجرة رقم مليون مع اختتام بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، كما أطلقت دولة قطر مبادرة زراعة عشرة ملايين شجرة حتى العام 2030، بما يصب في إطار التصدي للتحديات الزراعية، وصولا لمعادلة تسهم في زيادة الرقعة الخضراء وتحقيق مستقبل مستدام من خلال تعزيز مفهوم المدن الخضراء في منطقة الشرق الأوسط، وتشجيع الابتكار في مجال البستنة، مع التركيز على عناصر المناخ والمياه بدولة قطر.
وتابع، أن هناك كذلك مبادرات تتعلق بطرق استخدام تقنيات الري الحديثة التي توفر المياه، والاعتماد على المياه المعالجة، إذ بلغت معدلات ري المساحات الخضراء باستخدام المياه المعالجة في دولة قطر حوالي 75 بالمائة، وهذا يعتبر معدلا كبيرا، إذ يسهم في الحفاظ على المياه المحلاة، والاستفادة من استغلال المواد المتاحة المتجددة في زيادة الرقعة الخضراء، حيث تقوم وزارة البلدية ممثلة بإدارة الحدائق العامة بالإشراف، على نظام الري الآلي المركزي بجميع البلديات والذي يزود النبات باحتياجه الفعلي من المياه دون هدر.
وعن الاستفادة التي سيجنيها المزارع القطري من هذا الحدث العالمي، أكد سعادة رئيس اللجنة الوطنية لاستضافة معرض /إكسبو 2023 الدوحة/ للبستنة أنه يوفر فرصة لأصحاب المزارع للاستفادة من الخبرات والتقنيات والتجارب الحديثة للدول المشاركة في الحدث، كما يتضمن مشاركة بعض المزارع في الفعاليات المصاحبة للحدث وعرض المنتجات المحلية وإبراز مستوى الجودة الذي وصلت إليه خلال فترة قصيرة، فضلا عن تبادل الخبرات مع الأطراف المشاركة، مبينا أن المعرض يشكل فرصة للاطلاع على كل ما هو جديد فيما يتعلق بالزراعة المستدامة والابتكار في المجال الزراعي، ويساهم بشكل جزئي في تسويق منتجات المزارع القطرية من خلال «سوق المزارعين»، وهو مساحة يمكن للمزارعين والأجنحة الدولية فيها عرض منتجاتهم للجمهور والتعريف بنشاطاتهم، ويجمع تحت مظلته أجود المنتجات المحلية والعالمية.
وتابع سعادته، أن المعرض يسهم كذلك في تقديم حلول مبتكرة في المجال الزراعي وخلق بيئة اقتصادية جاذبة، ويشجع أصحاب المزارع على حضور المؤتمرات التي تنعقد ضمن جدول أعمال الإكسبو، حيث تقدم للمزارع والشركات المحلية أحدث ما توصلت إليه في مجال الزراعة، والتعريف بأحدث وسائل التكنولوجيا المستخدمة، مشيرا إلى أن اللجنة المنظمة لإكسبو 2023 الدوحة منحت المزارعين المحليين أجنحة ومساحات إضافية مجانا لتسهيل مشاركتهم بالمعرض.
وفيما يتعلق بإطلاق مبادرات قطرية جديدة للتوسع في الرقعة الخضراء نبه سعادة وزير البلدية إلى أنه توجد العديد من المبادرات والمشاريع التي وضعتها الوزارة لزيادة المساحات الخضراء في مختلف مناطق الدولة. منها ما تقوم به الوزارة من تطوير 16 حديقة، موزعة على مختلف أنحاء البلديات، بالإضافة الى حديقة مركزية كحديقة روضة الحمامة، وصيانة العديد من الحدائق الأخرى التي سيتم افتتاحها قريبا، كما أثمرت جهود الوزارة خلال السنوات الماضية في مضاعفة المساحات الخضراء في دولة قطر أكثر من 10 مرات منذ عام 2010 وحتى الآن، إذ ارتفع عدد الحدائق العامة من (56) حديقة في عام 2010 إلى (143) حديقة في عام 2023، بزيادة نسبتها (164 بالمائة)، وارتفعت حصة الفرد من المساحة الخضراء من (1) متر مربع في عام 2010 إلى (14.7) متر مربع في عام 2023، بالإضافة إلى توسعة مبادرة زراعة مليون شجرة لتصبح 10 ملايين شجرة بحلول 2030، حيث تتضمن الخطة الإستراتيجية لوزارة البلدية ضمن هذه المبادرة، إنشاء غابة وحزام أخضر حول مدينة الدوحة، بالإضافة إلى العديد من الحدائق العامة والساحات الخضراء وتشجير معظم الطرق السريعة، كما زاد عدد المزارع المنتجة والمسوقة إلى أكثر من 500 مزرعة، كما ارتفع الإنتاج المحلي من الخضراوات بنسبة تقدر بحوالي 82 بالمائة خلال الخمس سنوات الماضية، بفضل استخدام التقنيات الزراعية وأبحاث النباتات وبأقصى درجات الاستدامة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزير البلدية إكسبو 2023 الدوحة إکسبو 2023 الدوحة للبستنة الإنتاج المحلی من المساحات الخضراء فی مجال الزراعة الحدث العالمی معرض إکسبو 2023 بالإضافة إلى حلول مبتکرة فی دولة قطر الحفاظ على هذا الحدث العدید من تسهم فی من خلال یسهم فی فی عام إلى أن
إقرأ أيضاً:
وفد ياباني يزور مركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة
قام محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الإثنين، بزيارة تفقدية لمركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة العاشر من رمضان، يرافقه وفد رفيع المستوى من مجلس التعليم بمحافظة طوكيو باليابان.
ورافق وزير التربية والتعليم والتعليم الفني خلال الجولة، الدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير لشئون التخطيط الاستراتيجي والمتابعة، والدكتورة هالة عبدالسلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، والدكتورة هانم أحمد مستشار الوزير للتعاون الدولي، والدكتورة سحر الألفي مدير عام الإدارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم، والدكتور مدحت هلال مستشار الوزير للتطوير الاداري.
وضم الوفد الياباني كودو تاداهيتو من الشؤون الدولية، وكل من أكاتسو كازويا، وموري موتوكازو، وشيمازو ساتوشي، وشيمامورا كازوكي، وناكامورا دايسكي من مجلس التعليم بمحافظة طوكيو.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز أواصر التعاون التعليمي والتربوي بين جمهورية مصر العربية واليابان، وامتدادًا للنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها زيارة وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف إلى طوكيو، وأيضا في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال دعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعكس التزام الجانبين بتطوير منظومة التعليم الدامج وتحقيق التكافؤ في الفرص التعليمية.
واستهل وزير التربية والتعليم والتعليم الفني والوفد الياباني المرافق له الجولة في مركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بتفقد قاعات العيادات المختلفة، والتي يبلغ عددها ١٨ عيادة وتتضمن عدد ٨ عيادات سمعية، و٤ عيادات تخاطب و٦ قاعات سلوكيات وظيفية، حيث تم تجهيز العيادات بأحدث الأجهزة على مستوى العالم.
وخلال الجولة التفقدية، قام وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف والوفد الياباني بزيارة منطقة العلاج المائي ضمن المركز المتكامل لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اطلع الوفد المرافق على البنية اللوجستية للمركز، والنماذج التخطيطية (الماكيت) التي توضح تصميم المرافق، بالإضافة إلى غرف التأهيل والمعامل، والدور الفندقي المُخصص لاستقبال أولياء الأمور خلال جلسات العلاج.
وشملت الجولة التفقدية أيضًا قسم العيادات، والذي يبدأ بغرف حفظ المعلومات وتسجيل الأطفال، مرورًا بعيادات اختبارات السمع الأساسية وقياس كفاءة السماعات.
كما تضمنت الجولة التفقدية منطقة انتظار التقييمات، وقاعات العلاج الوظيفي التي تُعنى بتأهيل الأطفال للتفاعل الطبيعي من خلال تمارين التوازن والتنسيق الحركي ، حيث اطلعوا على غرف العلاج الحسي، وتأهيل وظائف الحركة، وغرف الإرشاد الأسري، والعلاج السلوكي المعرفي.
وشملت الجولة أيضًا غرف اللعب والتخاطب، واختبارات النطق، والتأهيل لتحسين مخارج الحروف والتعرف على الأصوات، بالإضافة إلى غرف متخصصة لإجراء عمليات التأهيل، ووحدات لبرامج تنمية المهارات، والتعامل مع الأطفال في حالات نوبات الغضب والانفعالات.
كما استمع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني والوفد الياباني إلى شرح مفصل حول غرف تحليل السلوك، التي تُستخدم لتدريب الأطفال على العادات اليومية باستخدام أدوات تعليمية وألعاب، بالإضافة إلى غرف العلاج بالفن والموسيقى التي تساهم في تطوير المهارات الإدراكية والتعبيرية للأطفال.
وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف ، خلال الزيارة، أن مركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة يعد من أكبر المراكز التي تقدم خدمات علاجية وتأهيلية للطلاب المدمجين وذوي الاحتياجات الخاصة أفريقيا وعربيا، مشيرا إلى أن ملف ذوي الاحتياجات الخاصة على رأس أولويات القيادة السياسية.
ومن جانبهم، أشاد أعضاء الوفد الياباني بالمركز لما شهدوه من مستوى متقدم ومتطور للخدمات العلاجية والتأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة، مشيدين بحرص الدولة المصرية على تمكين ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وأبدوا استعدادهم لتعزيز التعاون المستقبلي في هذا المجال.
والجدير بالذكر أن مركز ريادة المصري الدولي لتمكين ذوى الاحتياجات الخاصة تم إنشاؤه بمدينة العاشر من رمضان عام ٢٠١٩ بتوجيه من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وتم إعادة إطلاقه في ١٢ يناير الماضي برؤية جديدة تواكب المعايير العالمية في علاج وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يُعد المركز واحدًا من أكبر مراكز تأهيل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة عربيًا وأفريقيًا، حيث تبلغ مساحته ٢٤ ألف متر مربع، يتخللها مساحات خضراء بنسبة تصل إلى ٧٠% من المساحة الكلية، وتبلغ مساحة المبنى ٥٢٠٠ ألف متر مربع ومكون من ثلاثة طوابق.
ويقدم المركز العديد من الخدمات للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بجودة عالية، حيث يوفر كافة الرعاية للأطفال وأسرهم وكل ما يحتاجه الطفل في مكان واحد من أجل التيسير عليه وعلى أسرته.