يمانيون – متابعات
مع دخولِ معركةِ “طوفان الأقصى” يومَها الـ 16، تصاعدت وتيرةُ التوترات على الحدودِ بين الأراضي المحتلّة ولبنان، ووصلت إلى مستوى اشتباكاتٍ بين ما يسمى جيش الدفاع “الإسرائيلي” من جهة، والمقاومة الإسلامية في لبنان ممثلاً بحزب الله من جهةٍ أُخرى، وبينما يستعدُّ الأولُ لشَنِّ غزوِه البري لغزة، ومع أخذ ذلك في الاعتبار، ومع أخذ المخاطر التي ينطوي عليها الأمر في الاعتبار، يبدو الآن أن السؤال الذي بات يؤرّق كيان العدوّ وداعموه، هو: “متى”؟ وليس “إذا” فتح حزب الله جبهة شمالية ضد كيان العدوّ.

ميدانيًّا، استطاع حزب الله أن يخلطَ الأوراقَ على الكيان، وأن يحشرَ مصدرَ القرار السياسي والعسكري الصهيوني في زاويةٍ ضيِّقة، “فلا هو دخل الحرب.. ولا هو خرج منها أَو التزم الحياد”، هكذا يقول مراقبون، حتى إن قادة الكيان يصرحون بأن “حزب الله يختبر صبرنا”.

لقد بات تخطيط حزب الله المدروس لواقع التحولات يعكسُ مدى استعدادِه للصراع التالي، حَيثُ قام بمراجعة وتحديث قدراته وتكتيكاته وتدريباته، مع ما يتكشف الآن وهو أَسَاسي في تخطيطه المستقبلي، بعد أن عمل بشكلٍ غير مسبوق على استهداف كافة الأجهزة اللادارية والكاميرات الحرارية وأجهزة الاستشعار، على طول الشريط الحدود حتى عُمق 4 كم؛ ما يعني جعل هذه المنطقة بأكملها “عمياء”؛ ما يسمحُ بتأمين العبور والتسلل الأمن لقواته، بعد أن فقأ عيون العدوّ.

بدورها أفادت وسائل إعلام عبرية، ماس الأحد، بأنّ حزب الله “راكم إنجازاتٍ على الحدود مع لبنان منذ أن بدأت عملياته” ضد الوجود العسكري “الإسرائيلي” على الحدود مع فلسطين المحتلّة.

وقال الإعلامُ “الإسرائيلي”: “إنّ الإنجازاتِ التي راكمها حزبُ الله تجعل من الصعب جِـدًّا على “الجيش” الإسرائيلي شَنُّ عملية على الجبهة الشمالية”، ولفتت إلى أنّ عمليات الاستهداف التي يُنفّذها حزب الله في الشمال، أَدَّت إلى “تضرر جزء من قدرات “الجيش” الإسرائيلي”.

في السياق، أشَارَت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية، إلى أنّ حزبَ الله صرّح أكثرَ من مرّة أنّ هدف عملياته في الشمال “تعمية” قُدرات “إسرائيل” على الحدود.

وأوضحت الصحيفة أنّ حزبَ الله بالفعل نجح في “إلحاق الضرر بالعديد من نقاط المراقبة والكاميرات”، متابعةً أنّ هناك عدداً لا يستهانُ به من المحاولات لتدمير كاميرات “الجيش” ووسائل المراقبة عند الحدود مع لبنان.

وتواصل المقاومة الإسلامية في لبنان استهدافَ مواقع العدوّ الصهيوني على طول الحدود مع فلسطين المحتلّة، وأكّـدت تحقيقَ إصابات دقيقة ومباشرة؛ وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية والصحافيين والمدنيين.

وتراكمت الإنجازاتُ في اليوم الـ 16 لعملية طوفان الأقصى، حَيثُ أعلنت مصادرُ المقاومة في لبنان “إطلاقَ صواريخ على موقع رويسات العَلَم “الإسرائيلي” في تلال كفر شوبا بالقطاع الشرقي في جنوب لبنان”، وتم “استهداف الأجهزة التقنية على بُرج موقع “العبَّاد” الإسرائيلي عند حدود بلدة ‌حولا بصواريخَ موجَّهة”.

كما شهد عصرُ الأحد، استهدافَ المقاومة الإسلامية موقعَيْ: البياض والمالكية، والاحتلال يقصفُ محيط بلدتَي: عيترون وبليدا، وذكرت المصادر أن “مجاهدي المقاومة هاجموا موقع رويسات العلم في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وحقّقوا إصابات مباشرة”.

في السياق، اعترفت وسائلُ إعلام العدوّ بوقوع جريحَين في القصف على مستوطنة “نتيفوت” أحدهما بحالةٍ خطيرة، في الاثناء هاجم مجاهدو المقاومة عصر الأحد، موقعَي: العبّاد و”مسكاف عام” وحقّقوا فيهما إصابات ‏مؤكّـدة، كما هاجمت مجموعات أُخرى موقعَيْ: بياض بليدا والمالكية ‏بالصواريخ الموجهّة‏ وحقّقت فيهما إصابات مؤكّـدة.

ويعترف الاحتلال بأنّ الجبهة الشمالية أكثر تعقيداً، وأنّ الهجوم عند الجبهة الجنوبية ليس إلّا “برومو لفيلم سيّئ” إذَا قرّر حزب الله المهاجمة، حَيثُ تعمّقت خشية كيان العدوّ من تمدّد معركة “طوفان الأقصى” على جبهاتٍ أُخرى، ولا سيما الجبهة الشمالية، تشهد تصاعداً للتوترات؛ إذ تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان، استهداف كُـلّ مواقع “جيش” الاحتلال وتحشيداته على طول الحدود الجنوبية اللبنانية.

إن ما يغيب بشكل صارخٍ عن فوضى التحليلات التي تجريها مؤسّساتُ الفكر والرأي المؤيدة “لإسرائيل” في جميع أنحاء الغرب، حول الصراع القادم بين حركة المقاومة الإسلامية، سواءً في لبنان أَو فلسطين، وجيش الكيان الصهيوني هو العامل الحاسم الذي يفصل بين الاثنَيْنِ.

حيث يشير المحللون إلى أن “العامِلَ الحاسِمَ المذكورَ لا يكمُنُ في مستوى الاستعداد، بل في علم النفس. وهنا يتمتع حزب الله بالأفضلية”، وبعبارة أكثر بساطة، إذَا كان في عام 2006م، ضرب حزب الله “الإسرائيليين” إلى حَــدِّ الإذلال، فلا يستبعد أن تكون “طوفان الأقصى” بدخول حزب الله على خط المواجهة أكبرَ إذلالاً لكيان العدوّ الغاصب”.

المصدر : المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة طوفان الأقصى کیان العدو على الحدود الحدود مع فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل تستهدف ميليشيات عراقية أنبوب النفط المتجه إلى الأردن؟

تنسيقية المقاومة العراقية: خط أنبوب نفط العقبة – البصرة يستنزف العراق

أصدرت فصائل عراقية بيانًا هددت فيه بشن هجوم على مصالح الولايات المتحدة في العراق والمنطقة في حال شن الاحتلال الإسرائيلي حربًا شاملة على لبنان.

جاء ذلك في أعقاب اجتماع لمليشيا عراقية مدعومة من إيران تُطلق على نفسها اسم "تنسيقية المقاومة العراقية" لبحث تهديدات "إسرائيل" بشن حرب شاملة على لبنان وحزب الله.

اقرأ أيضاً : كر وفر في غزة.. 269 يوما من اسقاط الصواريخ على الأبرياء

وأشار البيان إلى أن وتيرة ونوعية العمليات ستتصاعد ضد مصالح الولايات المتحدة في العراق والمنطقة، التي ستكون أهدافًا مشروعة لعناصر المقاومة.

وأضاف أن خط أنبوب نفط العقبة – البصرة يستنزف العراق بمبالغ طائلة دون جدوى اقتصادية، معتبرين أنه مشروع يمهد لتطبيع العلاقات بين العراق وإسرائيل.

ومنذ بدأت حرب غزة في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر حدود لبنان الجنوبية بشكل شبه يومي.

وتصاعدت حدة التوترات بين الطرفين في الأيام الأخيرة مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب واسعة قد تشعل نزاعًا إقليميًا.

اقرأ أيضاً : اليمين المتطرف يتفوق في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية بفرنسا

وأدى العنف المستمر منذ أكثر من 8 أشهر بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ارتقاء 482 شخصًا على الأقل في لبنان، أغلبهم من مقاتلي حزب الله و94 مدنيًا، بحسب حصيلة أعدتها "فرانس برس".

وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل ما لا يقل عن 15 عسكريًا و11 مدنيًا، بحسب السلطات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • المقاومة اللبنانية تستهدف بقذائف المدفعية العدو الإسرائيلي في موقع ‏جل العلام وتحقق إصابات مباشرة
  • شهيد جراء غارة لطيران العدو الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • في اليوم الـ 270 من العدوان: 114 شهيداً وجريحا بمجازر نازية جديدة ارتكبها العدو الصهيوني في غزة
  • حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار للجيش الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية
  • «سرايا القدس» و «حزب الله» يواصلان ضرباتهم العسكرية ضد قوات الاحتلال
  • سقوط قذيفة صاروخية بالقرب من مستوطنة راموت نفتالي قرب الحدود مع لبنان
  • هكذا يحمي حزب الله عناصره من إسرائيل
  • حزب الله ينفذ 9 عمليات عسكرية ضد قوات العدو
  • هل تستهدف ميليشيات عراقية أنبوب النفط المتجه إلى الأردن؟
  • غالانت: سنقرر قريبا كيفية إعادة سكان الشمال إما بالقوة أو عبر اتفاق