إحباط إسرائيلي من طوفان الأقصى واتهامات للساسة والعسكر بالمسئولية عن الفشل
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
عديدة هي أوجه الانتكاسة الإسرائيلية من هجوم طوفان الأقصى، منها ما كشف عنه، وكثيرة ما زالت طي الكتمان، لكن الجديد فيها أن المكان الأكثر أماناً للإسرائيليين وهو دولة الاحتلال فقدوا فيها أمنهم، وكشف الهجوم لهم ما اعتبروها "أهوالا" لم يعتقدوا أبدًا أنهم سيروها هنا، ومنذ تنفيذها لم تتوقف حقيقة أن الدولة تعرضت لأسوأ هجوم منذ حرب 1948.
ليلاخ سيغان الكاتبة في صحيفة معاريف، ذكرت أن "الكلمة الأكثر ملاءمة لما تشهده الدولة منذ تنفيذ الهجوم هي الفوضى السائدة في الجبهة الداخلية، والغضب الكبير على الحكومة الضعيفة، وحالة من الهشاشة، وشعور الجميع بأن الدولة على حافة الهاوية، لأننا جميعاً معرّضون للخطر، بعد أن تعرّضنا لضربة مروعة، وربما نفقد القدرة على التعافي منها، لأن يوم السابع من أكتوبر غيّر حياة العديد منا، فما كان ليس ما سيكون، ومن الجيد التفكير في سيناريوهات مستقبلية بين الحين والآخر".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "إعلان قادة الشاباك والجيش وأمان مسؤوليتهم عن الإخفاق، جاء عكس سلوك الحكومة، التي يدرك أعضاؤها أن إعلانهم هذه المسؤولية ستكون لها عواقب، رغم أنه ليس الوقت المناسب للتعامل معها الآن، ولذلك فإن الاستقالة المتوقعة لأولئك الثلاثة ستبقى معلّقة عندما يتحمل المستوى السياسي المسؤولية عن كل ما حدث هنا، لأن هذه الكارثة تتطلب اتخاذ قرار المسؤولية، وإذا تم السماح للمستوى السياسي أن يغادر دون أن يصاب بأذى، فسيكون تصرفاً غير مسؤول".
مائير عوزرئيل الكاتب في صحيفة معاريف، ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أكد أنه "في لحظة واحدة من هجوم السبت تعلمت إسرائيل الدرس الأكثر إيلاماً في تاريخها، وأزالت الشاشة التي كانت تغطينا بالجحيم، وفي يوم واحد، ومنطقة واحدة، رأينا الواقع، والتقطنا الدرس الأكثر فظاعة وإيلامًا الذي تعلمناه، لأننا وقفنا أمام حقيقة فظيعة كارثية".
كالمين ليبسكيند الكاتب اليميني في صحيفة معاريف، أكد أن "هجوم السبت يأتي نتيجة لما حصل في اتفاق أوسلو، والانسحاب من لبنان، وفك الارتباط عن غزة، وقد حان وقت الاعتراف بأن التجربة السياسية الإسرائيلية فشلت، بزعم أن التراجعات تعطي دفعة للفلسطينيين، ومن يهرب من المقاومة، فسوف تلاحقه، لأن الساسة الإسرائيليين والأمنيين والإعلاميين مصابون بالمفاهيم القديمة التي قادت الاحتلال إلى الكارثة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "ما حصل من انتكاسة في مستوطنات غلاف غزة جاء بسبب وزراء ومستشارين سخِروا من احتمال إطلاق صواريخ القسام بعد الانسحاب من غزة، وهم ذاتهم الذين أكدوا أن الانسحاب من لبنان سيزيل رغبة الأعداء في الهجوم، حتى دفعنا الأثمان الباهظة من خلال ثلاثة مستويات: أولاها يتعلق بالمسؤولية الشاملة للقيادة عن كل ما يحدث تحت إدارتها، وثانيها المسؤولية عن الفشل العسكري الذي سمح باختراق الحدود، واقتحام المستوطنات، وثالثها ما يتخذه رئيس الوزراء من قرارات بناءً على المعلومات التي يقدمها له الجهاز الأمني، والمعطيات الاستخبارية التي يتلقاها، والتقييمات المقدمة إليه".
وأشار إلى أنه "إذا لم يتخيل رئيس هيئة الأركان العامة إمكانية اختراق السياج، واختفاء الحدود، وعدم وجود الجيش في المنطقة، واحتلال قواعده كما لو لم تكن هناك دولة هنا، وأن المستوطنين والجنود سيتم أسرهم دون انقطاع، وإذا كان هناك خلاف حول مسؤولية نتنياهو عن الإخفاق الأمني، فلا يمكن أن يكون هناك خلاف حول الفشل الاستخباراتي والعملياتي الذي يقع بالكامل على رؤوس كبار المسؤولين في الجيش، وجهاز الأمن العام، وشعبة المخابرات الذين اعتقدوا أن كل ما تريده حماس كان الهدوء والاقتصاد، لكني أرفض ما أراه في الاستوديوهات تهاجم نتنياهو بسبب مسؤوليته عن الفشل الأمني، وتستثني كبار أعضاء المؤسسة الأمنية".
وأكد أن "ما حصل في هجوم السبت يعيد لأذهاننا ما حصل بعد الانسحاب من لبنان، حيث اندلعت انتفاضة الأقصى، وبات واضحا ربط الحدثين، كما اعترف به عاموس مالكا الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، بقوله إن العالم العربي استوعب حقيقة أن إسرائيل تم إخراجها من لبنان، ولم تخرج من تلقاء نفسها، وهذا انتصار لفكرة العصابات والجهاد والأيديولوجية، ولذلك يمكن هزيمة إسرائيل على الساحة الفلسطينية أيضًا، وبالتالي فلا يوجد شك بأن الانسحاب شجّع الفلسطينيين على الاعتقاد بإمكانية هزيمتها، وطردها من الأراضي المحتلة، لأن النتيجة أتت واضحة، والرسالة التي بعثناها لأعدائنا من حولنا أن جيشنا ضعيف".
الخلاصة الإسرائيلية من هذه القراءات أن الفشل الحالي في مستوطنات غلاف غزة، بدأ منذ الانسحاب من غزة عام 2005، لأن الجنرالات الذين عارضوه آنذاك أكدوا أن رحيل الجيش ينطوي على إمكانية أن الوضع الأمني سيزداد سوءً، وعسقلان ستدخل على الفور في نطاق صواريخ المقاومة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة دولة الاحتلال غزة الفشل غزة فشل دولة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانسحاب من من لبنان ما حصل
إقرأ أيضاً:
تحقيق “الشاباك” يكشف الإخفاقات الكبرى قبل ملحمة طوفان الأقصى
يمانيون../
أقرّ رئيس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني “الشاباك”، رونين بار، بالفشل الذريع في التعامل مع ملحمة طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، وذلك في تحقيق داخلي نشر ملخصه يوم الثلاثاء، كشف عن سلسلة من الإخفاقات الاستخباراتية والإدارية التي سبقت العملية.
فشل استخباراتي وغياب التحذيرات المسبقة
بحسب التحقيق، فإن “الشاباك” لم يتمكن من إصدار تحذير مبكر بشأن الهجوم رغم وجود إشارات تحذيرية تلقاها الجهاز عشية 6 أكتوبر، إلا أنه لم يتخذ أي خطوات احترازية كبرى. كما أكد أن القوة الصغيرة من ضباط “الشاباك” والشرطة المنتشرة على حدود غزة لم تتمكن من التصدي للهجوم الواسع الذي شنّته المقاومة، مما أدى إلى انهيار سريع لمنظومة الأمن الصهيونية في المستوطنات القريبة من القطاع.
أسباب الإخفاق: غياب التنسيق والاستخفاف بالمقاومة
وأشار التحقيق إلى عدة عوامل رئيسية ساهمت في الفشل، أبرزها:
ضعف التنسيق بين “الشاباك” والجيش الصهيوني، إذ لم يكن هناك تقسيم واضح للمسؤوليات حول من يجب أن يقدم التحذيرات بشأن اندلاع الحرب، خاصة في ظل تحول حركة حماس إلى قوة عسكرية متكاملة.
سوء تقدير نوايا المقاومة الفلسطينية، حيث ظن “الشاباك” أن المقاومة تركز على التصعيد في الضفة الغربية فقط، ولم تكن تخطط لعملية كبرى من داخل قطاع غزة.
الثقة المفرطة في قوة التحصينات الأمنية، حيث اعتمد العدو على تصور خاطئ بأن السياج الأمني الحدودي مع غزة والمراقبة العسكرية كفيلة بمنع أي هجوم واسع.
فشل استخباراتي في استيعاب الخطة العسكرية للمقاومة، إذ أن الجيش الصهيوني كان قد حصل على وثيقة “أسوار أريحا” التي تضمنت خطة حماس للهجوم البري، إلا أن هذه المعلومات لم يتم التعامل معها بجدية كافية ولم تُترجم إلى سيناريوهات تدريبية أو إجراءات دفاعية.
كيف تمكنت المقاومة من تنفيذ العملية؟
كشف التحقيق عن عوامل عديدة مكّنت المقاومة الفلسطينية من تنفيذ ملحمة طوفان الأقصى، أبرزها:
تآكل الردع الصهيوني بشكل مستمر، حيث اعتقدت المقاومة أن كيان الاحتلال أصبح ضعيفًا من الداخل، بسبب الانقسامات السياسية والأزمات الداخلية.
السياسة الصهيونية تجاه غزة، التي اعتمدت على فترات من التهدئة المؤقتة، مما منح المقاومة فرصة لبناء قوتها العسكرية بعيدًا عن الضربات الاستباقية.
عدم استهداف قادة المقاومة بشكل كافٍ، حيث ذكر التحقيق أن “الشاباك” كان لديه إدراك تام لخطر حركة حماس، لكنه لم يتخذ خطوات حاسمة للقضاء على قيادتها أو إضعاف بنيتها التحتية.
الدعم المالي المقدم من قطر، والذي اعتبره التحقيق عاملاً مساعدًا في تقوية قدرات المقاومة العسكرية واللوجستية.
رئيس “الشاباك” يعترف بالفشل لكنه يرفض الاستقالة
في بيان رافق التحقيق، اعترف رونين بار بأن “الشاباك” أخفق في توقع الهجوم ومنعه، مشيرًا إلى أن الهجوم كان من الممكن تجنبه لو تم اتخاذ إجراءات مختلفة خلال السنوات السابقة وعشية الهجوم. وقال:
“هذا ليس المعيار الذي توقعناه من أنفسنا، ولا الذي توقعه الإسرائيليون منا. رغم أننا لم نستخف بحركة حماس، إلا أننا فشلنا في منع هجومها الكاسح.”
ورغم الضغوط السياسية، أعلن بار أنه لا يعتزم الاستقالة حاليًا، لكنه سيغادر منصبه قبل انتهاء ولايته، تاركًا القرار النهائي في يد رئيس الحكومة.
نتنياهو يضغط لإقالة بار خلال أيام
في الوقت نفسه، كشفت وسائل إعلام عبرية أن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يسعى لدفع رئيس “الشاباك” للاستقالة خلال الأيام المقبلة، وإن لم يحدث ذلك، فإنه سيطرح الأمر في اجتماع الحكومة لاتخاذ قرار بشأنه.
وأكدت مصادر مقربة من نتنياهو أن التحقيق الذي قدمه “الشاباك” لا يجيب على أي تساؤلات جوهرية، بل جاء لتبرير الفشل دون تقديم حلول واضحة، مشيرة إلى أن بار كان “أسيرًا لمفاهيم خاطئة أدت إلى الفشل الذريع”.
خلاصة التحقيق: انهيار منظومة الأمن الصهيوني أمام المقاومة
يكشف هذا التحقيق الداخلي عن مدى الهشاشة الأمنية والاستخباراتية لدى العدو الصهيوني، ويؤكد أن ملحمة طوفان الأقصى لم تكن مجرد هجوم مفاجئ، بل كانت نتيجة سنوات من الإخفاقات الاستراتيجية والتكتيكية. كما يبرز أن المقاومة الفلسطينية استطاعت اختراق كل التحصينات الصهيونية، متجاوزةً الجيش وأجهزة الاستخبارات، وهو ما يمثل ضربة قاسية لصورة الردع الصهيونية التي تآكلت بشكل غير مسبوق.