صحيفة البلاد:
2025-04-11@01:53:09 GMT

“كيفَ تصبحُ مليونيراً؟ (2-2)

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

“كيفَ تصبحُ مليونيراً؟ (2-2)

من المكاسب الجليلة التي يحققُها القنوعُ ، محبة الله سبحانه وتعالى ، فالقنوع عَبَدَ الله بالرضا فاستحق بذلك محبّتَه. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله يحبُّ العبدَ الغنيَّ التقيَّ الخفيَّ)، والغنيُّ هنا هو القنوعُ الراضي المستغني بالله عما سواه.

وحتى تحصلَ على هذا الغنى التام، فتعيشَ في راحةٍ وطمأنينةٍ، وسعادةٍ وسكينةٍ مهما كان مستواكَ المعيشي، ومرتبتُك الوظيفية، ودرجتُك الاجتماعية، فإليك بعضُ الوصايا:
أولاً: تيقنْ أنّ رزقَك مكتوبٌ، وأنك لن تموتَ حتى تستوفيَه كاملاً موفراً غيرَ منقوص.

ولو فررتَ من رزقك لأدركَكَ كما يُدْرِكُكَ أجلُك. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ رُوحَ القدُسِ نفثَ في رَوْعي أنَّ نفسًا لنْ تموتَ حتَّى تستكملَ أجلَها وتستوعبَ رِزقها فاتقوا اللهَ وأجمِلوا في الطلبِ). فما دام الأمرُ كذلك، فعلامَ الطمعُ والجشعُ؟ وعلامَ التوترُ والقلقُ؟

ثانياً: لا تمدّنَّ عينيك ولا تتطلعْ إلى ما عندَ غيرِك من الناس، بل صوِّب نظرَك إلى نفسِك، وتفكَّر في نعمِ اللهِ العظيمةِ عليك، وتأمّلْ في عظمتِها وكثرتِها وتنوعِها، فإنّ ذلك سيحملُك على شكرِ تلك النعمِ وعدمِ ازدرائِها، وستدركُ حينها فضلَ الله العظيمِ عليك، وستعلمُ أن ما أعطاكَ أضعافَ أضعافَ أضعافَ ما لم يعطِك، وحينها ستشعرُ بتمامِ الرضا، وعِظَمِ المنّة. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ) (فَهو أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ).

وفي زمنِ انتشارِ مواقعِ التواصلِ ،يتأكّدُ هذا التوجيه البليغ. فكم من الناسِ من يقضي يومَه في متابعةِ اليوميّاتِ التي ليس فيها إلا التباهي والتفاخرُ بمتاعِ الدنيا الزائل ، ممّا يجعل الإنسان لا يرى النعم التي منّ الله بها عليه ، ولهذا جاءت الوصيةُ الربانيةُ من اللهِ سبحانه لحبيبِه محمدٍ صلى الله عليه وسلم فقال له: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)

ثالث الوصايا لتحقيقِ الغنى: لا تعلقْ قلبَك بالدنيا، واجعل همَّك الدارَ الآخرة، وتذكّر أن الدنيا ليست دارَ جزاء، فليس كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركُه، والله سبحانه يعطي الدنيا من يحبُّ ومن لا يحبُّ، وما فيها من متاعٍ فهو قليلٌ فانٍ، وما ينتظرُك في الآخرة أعظمُ وأدوم.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ، وجمعَ لَه شملَهُ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ. ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ، جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ، وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ).

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

10 كلمات طيبات أوصانا النبي بترديدهم.. علي جمعة يكشف عنهم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا النبي ﷺ: يقول «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»؛ لأن القلب إذا ما صلح ؛صلح له أن يتقبل واردات الأحوال من الخشوع ، من المعرفة، من أن يفتح الله له شيئًا يفهم به مراد الله من خلقه، ومراد الله من عباده، ومراد الله في عبادته سبحانه وتعالى، «إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله».

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، ان النبي ﷺ يقول: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم».

وكما أن الجوارح لها أعمال، فإن القلب له أعمال أيضًا، وطريقنا إلى الله سبحانه وتعالى مبنيٌّ على أمرين هم من واردات الأحوال: التخلية، والتحلية، وينتج منهما أمر ثالث وهو: التجلية.

دعاء الصباح مكتوب.. يجلب الرزق وييسر الأمورحكم ترديد أدعية من القرآن في السجود.. الإفتاء توضح

التخلية: أن تخلي قلبك من كل قبيح، والقبيح عرفه رسول الله ﷺ لنا، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، جعل منه الكبر، وجعل منه الضغينة، وجعل منه الحسد، وجعل منه الحقد، وجعل منه الأخلاق السيئة، نريد أن نخلي قلوبنا منها، كيف نخلي قلوبنا من هذا؟،هذا يتم بذكر الله {أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وذكر الله سبحانه وتعالى علمنا إياه رسول الله ﷺ أنه بعد كل صلاة وفي دبر كل صلاة نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونكبر ثلاثًا وثلاثين.

علمنا رسول الله ﷺ ما قال عنه العلماء بالكلمات العشر الطيبات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، -ويسمون بالباقيات الصالحات؛ لأنها تبقى بعد الإنسان وبعد موته في قبره-، وعلمنا الاستغفار، وعلمنا لا حول ولا قوة إلا بالله، وعلمنا توكلت على الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وعلمنا الصلاة عليه ﷺ.

التقوى هي هدف وغاية أحكام الإسلام‏
كما قال علي جمعة : إذا ما تدبرنا الآيات المحكمات في كتاب الله تعالى‏,‏ نجد أن التقوى هي هدف وغاية أحكام الإسلام‏,‏ ففي العبادة عموما يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:21]، وبشيء من التفصيل يقول سبحانه عن فريضة الصيام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، وفي شعيرة الحج يقول جل وعلا: (الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ) [البقرة:197]، وفي المعاملات بين الله تعالى حكمته في الأمر بالقصاص فقال: (وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:179]، ولماذا أمر عباده باتباع الصراط المستقيم والبعد عن الطرق الأخرى قال عز وجل: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153]، وجاء الأمر النبوي بعموم التقوى في الزمان والمكان والحال فقال‏: (اتق الله حيثما كنت‏,‏ وأتبع السيئة الحسنة تمحها‏,‏ وخالق الناس بخلق حسن‏) [‏أخرجه الترمذي] ‏فإذا تحقق المرء بالتقوى في شئونه كلها نال ثمرتها العظيمة التي تضمن له السعادة في الدنيا والنجاة والفوز في الآخرة‏, ‏ومن هذه الثمرات المباركة‏:
‏‏1- حصول محبة الله تعالى‏,‏ قال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ) [التوبة:4].
2- نزول رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة‏, ‏قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) [الأعراف:156]، وقال: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام:155].
‏‏3- الدخول في معية الله ونصره‏,‏ قال سبحانه: (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل:128]، وقال: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ) [التوبة:36].
4- حصول الأمن من الخوف والحزن‏,‏ قال تعالى: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأعراف:35]، وقال: (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الزُّمر:61].

مقالات مشابهة

  • كثرة الصلاة على النبي يوم الجمعة.. تحقق لك 10 أمور
  • سنن مهجورة.. دعاء النبي بعد ركعتي سنة الوضوء
  • أمين الفتوى: استغلال السائح حرام شرعًا ويخالف سنة النبي
  • خالد الجندي: هذا النبي أوقف الله له الشمس ليفتح بيت المقدس
  • دعاء زيارة قبر النبي.. السلام عليك يا خير خلق الله يا سيد المرسلين
  • خالد الجندي: الله أوقف الشمس عن الغروب لهذا النبي ليفتح بيت المقدس «فيديو»
  • أمين الفتوى: استغلال السائح حرام شرعًا ويخالف سنة النبي «فيديو»
  • فضل الدعاء بعد أذان الظهر.. مستجاب وأوصى به النبي
  • 10 كلمات طيبات أوصانا النبي بترديدهم.. علي جمعة يكشف عنهم
  • لماذا حذر النبي من الصلاة عند شروق الشمس؟.. بسبب قرني الشيطان