“كيفَ تصبحُ مليونيراً؟ (2-2)
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
من المكاسب الجليلة التي يحققُها القنوعُ ، محبة الله سبحانه وتعالى ، فالقنوع عَبَدَ الله بالرضا فاستحق بذلك محبّتَه. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله يحبُّ العبدَ الغنيَّ التقيَّ الخفيَّ)، والغنيُّ هنا هو القنوعُ الراضي المستغني بالله عما سواه.
وحتى تحصلَ على هذا الغنى التام، فتعيشَ في راحةٍ وطمأنينةٍ، وسعادةٍ وسكينةٍ مهما كان مستواكَ المعيشي، ومرتبتُك الوظيفية، ودرجتُك الاجتماعية، فإليك بعضُ الوصايا:
أولاً: تيقنْ أنّ رزقَك مكتوبٌ، وأنك لن تموتَ حتى تستوفيَه كاملاً موفراً غيرَ منقوص.
ثانياً: لا تمدّنَّ عينيك ولا تتطلعْ إلى ما عندَ غيرِك من الناس، بل صوِّب نظرَك إلى نفسِك، وتفكَّر في نعمِ اللهِ العظيمةِ عليك، وتأمّلْ في عظمتِها وكثرتِها وتنوعِها، فإنّ ذلك سيحملُك على شكرِ تلك النعمِ وعدمِ ازدرائِها، وستدركُ حينها فضلَ الله العظيمِ عليك، وستعلمُ أن ما أعطاكَ أضعافَ أضعافَ أضعافَ ما لم يعطِك، وحينها ستشعرُ بتمامِ الرضا، وعِظَمِ المنّة. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ) (فَهو أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ).
وفي زمنِ انتشارِ مواقعِ التواصلِ ،يتأكّدُ هذا التوجيه البليغ. فكم من الناسِ من يقضي يومَه في متابعةِ اليوميّاتِ التي ليس فيها إلا التباهي والتفاخرُ بمتاعِ الدنيا الزائل ، ممّا يجعل الإنسان لا يرى النعم التي منّ الله بها عليه ، ولهذا جاءت الوصيةُ الربانيةُ من اللهِ سبحانه لحبيبِه محمدٍ صلى الله عليه وسلم فقال له: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
ثالث الوصايا لتحقيقِ الغنى: لا تعلقْ قلبَك بالدنيا، واجعل همَّك الدارَ الآخرة، وتذكّر أن الدنيا ليست دارَ جزاء، فليس كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركُه، والله سبحانه يعطي الدنيا من يحبُّ ومن لا يحبُّ، وما فيها من متاعٍ فهو قليلٌ فانٍ، وما ينتظرُك في الآخرة أعظمُ وأدوم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ، وجمعَ لَه شملَهُ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ. ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ، جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ، وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ).
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
فوائد الصلاة والسلام على النبي: إزالة الهم وغفران الذنوب
سلط الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الضوء على أهمية الإكثار من الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مستندًا إلى أحاديث نبوية وأقوال العلماء التي تؤكد فضائل هذا العمل العظيم.
إزالة الهم وغفران الذنوبمن أبرز الفوائد التي أشار إليها مرزوق، أن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يزيل الهموم ويغفر الذنوب، مستشهدًا بحديث أبي بن كعب رضي الله عنه عندما قال للنبي:
"يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟"
فأجابه النبي بأن كلما زاد في الصلاة عليه كان ذلك خيرًا له. وعندما قال أبي:
"أجعل لك صلاتي كلها؟"
أجاب النبي صلى الله عليه وسلم:
"إذاً تُكفى همك ويُغفر لك ذنبك."
هذا الحديث، الذي رواه الترمذي وأحمد والطبراني، يعد من الأحاديث التي تسلط الضوء على الأثر الروحي والعملي للصلاة على النبي، حيث أن الله سبحانه وتعالى يكافئ المصلي على نبيه بمضاعفة الرحمة والسكينة، بالإضافة إلى غفران الذنوب.
تفسير العلماءابن تيمية رحمه الله، في شرحه لهذا الحديث، أوضح أن جعل الدعاء صلاةً على النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي إلى تحقيق الراحة النفسية والتخفيف من أعباء الدنيا والآخرة، لأن الله سبحانه وتعالى يُصلي على من يصلي على نبيه عشر مرات، ما يعني زيادة الرحمة والبركة في حياة المسلم.
دعوة للإكثار من الصلاة والسلامفي ختام حديثه، دعا الدكتور مختار مرزوق المسلمين إلى الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن هذا العمل هو طريق لنيل رضا الله وزيادة الطمأنينة والسكينة في القلوب.
اسهل صيغة للصلاة على النبي
اسهل صيغة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وردت فيها أن الصحابة رضوان الله عليهم اهتموا أن يعرفوا صيغة الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فورد في صحيح البخاري، إِنَّ النَّبِىَّ - -صلى الله عليه وسلم- - خَرَجَ عَلَيْنَا فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ ، فَكَيْفَ نُصَلِّى عَلَيْكَ قَالَ « فَقُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
وتعد اسهل صيغة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد صلاة المغرب، هي الصيغة الإبراهيمية في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- هي أفضلها، حيث إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مفتاح الخيرات، ومرقاة الدرجات، وسبب السعادة في الدنيا والآخرة، فبها تطهر النفس، ويسلم القلب، وينجو العبد، ويغفر له ذنوبه، ويقبلها الله حتى من غير المسلم، وذلك لتعلقها بجنابه الجليل، وليس معنى أنه يقبلها منه، أنه يثيبه عليها؛ فالثواب وقبول العبادة فرع على التوحيد، وإنما معنى قبولها من غير المسلم أنه إذا طلب من الله أن يصلي على نبيه ويرحمه ويرقيه في درجات الكمال؛ فإن ذلك سيحدث للنبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولكن بغير ثواب له لافتقاده شرط التوحيد.