صحيفة البلاد:
2024-07-08@09:14:35 GMT

“كيفَ تصبحُ مليونيراً؟ (2-2)

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

“كيفَ تصبحُ مليونيراً؟ (2-2)

من المكاسب الجليلة التي يحققُها القنوعُ ، محبة الله سبحانه وتعالى ، فالقنوع عَبَدَ الله بالرضا فاستحق بذلك محبّتَه. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله يحبُّ العبدَ الغنيَّ التقيَّ الخفيَّ)، والغنيُّ هنا هو القنوعُ الراضي المستغني بالله عما سواه.

وحتى تحصلَ على هذا الغنى التام، فتعيشَ في راحةٍ وطمأنينةٍ، وسعادةٍ وسكينةٍ مهما كان مستواكَ المعيشي، ومرتبتُك الوظيفية، ودرجتُك الاجتماعية، فإليك بعضُ الوصايا:
أولاً: تيقنْ أنّ رزقَك مكتوبٌ، وأنك لن تموتَ حتى تستوفيَه كاملاً موفراً غيرَ منقوص.

ولو فررتَ من رزقك لأدركَكَ كما يُدْرِكُكَ أجلُك. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ رُوحَ القدُسِ نفثَ في رَوْعي أنَّ نفسًا لنْ تموتَ حتَّى تستكملَ أجلَها وتستوعبَ رِزقها فاتقوا اللهَ وأجمِلوا في الطلبِ). فما دام الأمرُ كذلك، فعلامَ الطمعُ والجشعُ؟ وعلامَ التوترُ والقلقُ؟

ثانياً: لا تمدّنَّ عينيك ولا تتطلعْ إلى ما عندَ غيرِك من الناس، بل صوِّب نظرَك إلى نفسِك، وتفكَّر في نعمِ اللهِ العظيمةِ عليك، وتأمّلْ في عظمتِها وكثرتِها وتنوعِها، فإنّ ذلك سيحملُك على شكرِ تلك النعمِ وعدمِ ازدرائِها، وستدركُ حينها فضلَ الله العظيمِ عليك، وستعلمُ أن ما أعطاكَ أضعافَ أضعافَ أضعافَ ما لم يعطِك، وحينها ستشعرُ بتمامِ الرضا، وعِظَمِ المنّة. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ) (فَهو أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ).

وفي زمنِ انتشارِ مواقعِ التواصلِ ،يتأكّدُ هذا التوجيه البليغ. فكم من الناسِ من يقضي يومَه في متابعةِ اليوميّاتِ التي ليس فيها إلا التباهي والتفاخرُ بمتاعِ الدنيا الزائل ، ممّا يجعل الإنسان لا يرى النعم التي منّ الله بها عليه ، ولهذا جاءت الوصيةُ الربانيةُ من اللهِ سبحانه لحبيبِه محمدٍ صلى الله عليه وسلم فقال له: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)

ثالث الوصايا لتحقيقِ الغنى: لا تعلقْ قلبَك بالدنيا، واجعل همَّك الدارَ الآخرة، وتذكّر أن الدنيا ليست دارَ جزاء، فليس كلُّ ما يتمنى المرءُ يدركُه، والله سبحانه يعطي الدنيا من يحبُّ ومن لا يحبُّ، وما فيها من متاعٍ فهو قليلٌ فانٍ، وما ينتظرُك في الآخرة أعظمُ وأدوم.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ، جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ، وجمعَ لَه شملَهُ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ. ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ، جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ، وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ).

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يشهد احتفال الوزارة بالهجرة النبوية المشرفة بمسجد السيدة زينب

شهد الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف احتفال وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد 1446هــ من رحاب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بمدينة القاهرة، مساء اليوم السبت.

وفي كلمته أكد الدكتور يوسف عامر أنه إذا قرَأَ الإنسانُ السيرةَ النبويةَ فلا بدَّ مِن أمريْنِ مُهمّيْنِ أولهما استكمالُ أدواتِ الفَهمِ والِاستيعاب، وثانيهما إدراكُ أنَّ هذه سيرةُ النبيِّ المعصومِ الخاتَم، وهذا معناهُ أنَّ سيرتَه التي شاءَ الله تعالى أنْ تبْقَى إلى يومِ الناسِ هذا يتناقلُها العلماء وغيرُهم وترتاحُ الأفئدةُ إلى سَماعِها حتى معَ معرفتِها بكثيرٍ مِن أَحداثِها، هذه السيرةُ التي شاءَ اللهُ أنْ تبْقَى هيَ مصدرُ تشريعٍ وإلهامٍ إلى آخرِ الدهرِ، فعلى المسلمِ أنْ يقرَأَها بعنايةٍ حتى يَستلهِمَ منها كيفَ يَسيرُ في الحياة، ولا يصحُّ أنْ تُقرأَ السيرةُ على أنها تاريخٌ كسائرِ التواريخِ،  بل لا بدَّ أنْ نقرَأَها على أنها مصدرُ تشريعٍ وإلهامٍ لا ينقطعُ عطاؤُه، ومِن أحداثِ هذه السيرةِ المباركةِ هذا الحَدَثُ العظيمُ الذي نحتفلُ بذكراهُ اليومَ إنه حدَثُ الهجرةِ المشرَّفَةِ المليئَةِ بالدروسِ

وأشار  إلى قولِ اللهِ تعالى: "إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، موضحًا أن الحُزْنُ في الواقعِ لا يَحصلُ باختيارِ الإنسانِ فكيفَ يُنْهَى الإنسانُ عن شيءٍ لا يحصلُ باختيارِهِ؟! النهيُ لا يكونُ عن شيءٍ خارجٍ عن حَيِّزِ الِاختيار، فليسَ المرادَ النهيُ عن الحزن ولكنَّ المرادَ النهيُ عن شيءٍ يدخلُ في حيِّزِ الِاختيار وهو الأمورُ التي يَتسبَّبُ عنها الحزن، نظر سيدُنا أبو بكر فوجدَ المشركين أمامَهُ واقفينَ أمامَ الغار لو نظَرَ واحدٌ منهم لِأَسفَلَ لَرَآهُما داخلَ الغار إنها لحظاتٌ عصيبةٌ التفاتةٌ بسيطةٌ يَنتهي على أثَرِهَا مصيرُ الدعوة ولا يُوجدُ جنودٌ يُدافعون ولا حواجزَ صَمَّاء انقطعتِ الأسباب، فعلينا أن نعيش المعية فاللهُ معَنا، ومن كانَ الله معه فلا يحزن، وهذا المعنى أرادَ اللهُ تعالى أنْ يكونَ حَيًّا في قلوبِنا.

من جانبه هنأ الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري بتعيينه وزيرًا للأوقاف، مؤكدًا أن الهجرة النبوية المشرفة فرَّقت بين الحق والباطل ورسخت دعائم المجتمع الإسلامي العظيم، وأعطت المزيد من العبر والدروس والعظات التي هي اقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنه كان في معية الله تعالى والتي تجلت في مواقف ظهرت فيها المعجزات.

وأكد الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم أنه عندما دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر الصديق (رضي الله عنه) الغار وقال أبو بكر لو نظر أحدهم إلى قدميه لرآنا فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ظنك باثنين الله ثالثهما، فمعية الله تعالى هي أساس المزيد من المعجزات.

وأكد أهمية الاقتداء بالرسول (صلى الله عليه وسلم) حتى نكون في حصن الله ومعيته ورحابه مطمئنين، مشيرًا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بنى المجتمع في المدينة على أسس ثلاثة أولها توحيد الصف وتوحيد القوة وتوثيق الصلة بالله تعالى، وثانيها المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والتي أسفرت عن الإيثار، حيث يقول الحق سبحانه: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"، وثالثهما صحيفة المدينة التي أسسها الرسول (صلى الله عليه وسلم) بين المسلمين وغير المسلمين بما يسمى الآن الوحدة الوطنية وهي أول وثيقة عرفتها البشرية تتسم بالسماحة والمحبة والوحدة والوطنية.

 

جاء ذلك بحضور كلًا من: السيد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة نائبًا عن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والسيد: السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، والأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئه كبار العلماء، والأستاذ الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، والشيخ الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والأستاذ الدكتور محمد أبو هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب،  الدكتور حسام الدين أبو سيف نائب محافظ القاهرة، والدكتور محمود صدقي الهواري الأمين العام المساعد للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور نوح عبد الحليم العيسوي رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، والدكتور أسامة فخري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم والدكتورخالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، ووفد من قيادات القوات المسلحة المصرية، وجمهور غفير من رواد مسجد السيدة زينب رضي الله عنها بالقاهرة.

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: النبي محمد أسس دولة المدينة بتخطيط استراتيجي
  • هل يجوز أداء العمرة عن النبي؟.. أمين الفتوى يجيب | فيديو
  • هل يجوز أداء العمرة عن النبي؟.. أمين الفتوى يجيب
  • الأوقاف ودار الإفتاء ورابطة علماء اليمن يحييون ذكرى الهجرة النبوية
  • إحياء ذكرى الهجرة النبوية في صنعاء
  • «الإفتاء» توصي بدفع أموال تكاليف الفرح للفقراء والمحتاجين
  • حكم إجبار المرأة على الزواج.. «البحوث الإسلامية»: جناية
  • وزير الأوقاف يشهد احتفال الوزارة بالهجرة النبوية المشرفة بمسجد السيدة زينب
  • أوقاف الشرقية تحتفل بحلول العام الهجري الجديد 1446
  • ذكرى الهجرة.. مولد دولة وبناء أمة.. مركز عمليات تحت قيادة النبي.. المعجزات الربانية تحيط الرسول من مكة إلى المدينة.. و4 أفلام سينمائية تناولت الرحلة