صحيفة البلاد:
2025-01-18@02:58:38 GMT

من قام بالغضب بات بالخسارة

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

من قام بالغضب بات بالخسارة

للحوار بين البشر قيمة رائعة أكّدها لنا القرآن الكريم في مواضع كثيرة ،حيث قال عزّ من قائل: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أي حاورهم بالحسنى. هذا هو دستورنا العظيم ، به كل تفاصيل التعاملات بين البشر، وقد خصّ المسلمين منهم ،بآداب وسمات تميّزهم عن غيرهم ، وكان الحوار ومازال من سمات الرقي الأدبي بين المتحاورين، فمن نحن إذا تخيلنا حوار العزيز الجبّار كما يليق بعظمته وجلاله مع إبليس اللعين ،الذي طلب المهلة إلى يوم الدين ، وتحدّى الله جلّ جلاله
بإغواءعباده كما وصف لنا القرآن ذلك، ويظل إبليس مذموماً مدحوراً هو ومن اتبعه .

كما ضرب لنا القرآن العظيم العديد من الأمثلة في الحوارات يحق لنا أن نتعمّق في أبعادها لنهذّب أنفسنا وندرّبها على التعامل الحسن مع مشكلات الحياة ومع عائلاتنا وأصدقائنا وكل الناس مهّما اختلفنا معهم. ألم نقرأ في سورة الكهف :(إذ قال لصاحبه وهو يحاوره) ولاحظوا أن القول هنا قاسٍ: فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أويصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلباً) -الكهف: 40- . وكان العقاب فأصبحت الجنتان هباءً منثورا فعاد إلى نفسه بعد غرور وقال: (ياليتني لم أشرك بربي أحدا).

هذا هو الرجوع عن الخطأ والقرآن يضرب لنا الأمثلة ونحن نتدبّر هذيْن الرجليْن أحدهما أخذه التكبُّر والغرور، والآخر نصحه بقسوة .حوارهما أدى إلى اعتراف بالخطأ ولم يؤد الحوار بينهما لعداوة مطلقة وحرب ضروس . ولنا في رسول الله وتعامله الراقي واختلافه مع الآخرين أسوة حسنة ، ولا عجب فقد بعث ليتمّم مكارم الأخلاق. كم من الأشخاص بيننا ، أدى الإختلاف بينهم إلى خلافات تدوم شهوراً ،أو عداوات لا تنتهي؟ ذلك لأن أسلوب الحوار عندهم منهجه وعدّته وعتاده الغضب الذي ترتفع حدّته مع قناعاتهم وعدم تقبّلهم لأي اختلاف . يتلبّسهم الغضب فتغيب عنهم الحكمة والتصرف الحسن ويتجاهلون الآداب فلا فرق بين كبير أو صغير، ضعيف أو قوي ،مريض أو صحيح . هذا هو الغضب والعياذ بالله منه.

كان لوالدي مقولة يردّدها كثيراً نقلاً ممّا يحفظ ،يقول -رحمه الله-:( إذا غضب المرء يستل منه العقل كما تستل الشعرة من العجين حتى إذا فعل ما فعل وقال ما قال وعاد إليه عقله قيل له لقد قلت وفعلت أقسم بالله عظيم الايمان أنه لم يقل ولم يفعل) فالغضب يطفئ سراج العقل ،وقيل عنه أن أوله جنون وآخره ندم. فالغاضب كثيراً ما يخرج عن الأدب ،ويقول من الكلمات النابية وغير اللائقة ، ما يترك أثراً سلبياً قد لا تداويه الأيام ولا الإعتذارات.

عندما سأل أحد الصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام قائلاً :أوصني يارسول الله، قال :لا تغضب . ثم قال: زدني يارسول الله، قال: لا تغضب .كرّر السؤال، وكرّر الرسول صلى الله عليه وسلم الإجابة، قيل ثماني مرات أو أكثر، وهو لا ينطق عن الهوى، فالغضب أجاركم الله كارثة أخلاقية إذا أصابت شخصاً ، لكنه يستطيع الخلاص منها والتحلّي بالهدوء إذا أحسن الفهم وأدرك المخاطر، فاحذروا الغضب على صحتكم وعلاقاتكم. ودمتم.

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الأب فراس لطفي يؤكد على أهمية الحوار بين كافة أطياف المجتمع السوري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقى الأب فراس لطفي، كلمة هامة تركزت حول موضوعات تتعلق بمستقبل سوريا، وسبل تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع السوري. 

بدأ الأب فراس لطفي، كلمته بالتأكيد على أهمية الحوار بين كافة أطياف المجتمع السوري، مشيراً إلى أن التغيير الحقيقي لا يأتي إلا من خلال التفاعل البناء بين مختلف الفئات الاجتماعية والسياسية والدينية.

 ولفت إلى ضرورة أن يتم العمل على بناء سوريا تكون فيها العدالة والمساواة أساساً لكل مواطن، بغض النظر عن خلفيته الدينية أو العرقية.

كما شدد الأب لطفي على أهمية استعادة الوحدة الوطنية، معتبراً أن السوريين بحاجة إلى العودة إلى القيم الإنسانية المشتركة التي تجمعهم، مثل التسامح والمحبة والتعاون، والتي كانت دائماً جزءاً من تاريخهم المشترك.

 وأكد على أن هذا الملتقى يمثل خطوة مهمة نحو توحيد الجهود والعمل الجماعي من أجل بناء دولة تكون أكثر استقراراً وازدهاراً.
 

رؤية الأب لطفي لمستقبل سوريا

ركز الأب فراس لطفي في كلمته على أهمية دور الشباب في بناء سوريا الغد، مشيراً إلى أن الجيل الجديد هو الذي يحمل آمال المستقبل ويجب أن يتم تأهيله وتوجيهه بالشكل الصحيح ليكون قادراً على التعامل مع التحديات الراهنة. 

كما تحدث عن دور المجتمع المدني في تحقيق التغيير، موضحاً أن الأفراد والجماعات الذين يعملون بجدية من أجل المصلحة العامة يمكنهم أن يكونوا قوة مؤثرة في عملية إعادة الإعمار والتنمية.

 

ختم الأب فراس لطفي كلمته بتوجيه دعوة لجميع المشاركين في الملتقى للعمل سوياً من أجل بناء سوريا غدٍ أفضل، يكون فيه العدل والمساواة هو الأساس. 

 

ودعا إلى التضامن بين مختلف الفئات السورية وتجاوز الانقسامات التي شهدتها البلاد في السنوات الماضية، وذلك من خلال التركيز على ما يوحدهم أكثر مما يفرقهم.

كانت كلمة الأب فراس لطفي خلال ملتقى “سوريا الغد” تجسيداً لرؤية أملية وإيجابية لمستقبل سوريا، حيث دعا إلى التعاون والعمل المشترك بين جميع السوريين لتحقيق نهضة وطنية شاملة، تؤسس لمرحلة جديدة من السلام والاستقرار.

مقالات مشابهة

  • عيوب تفسد الحوار المجتمعي لتطوير الثانوية العامة
  • باكستان تدعو إلى إنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا عبر الحوار والسبل الدبلوماسية
  • أشعل الغضب في صدره| حيثيات الحكم علي قاتل طليقته بالأزبكية
  • متحدث الحكومة: لا تطبيق لنظام البكالوريا إلا بعد حوار مجتمعي شامل
  • رئيس الوزراء: كل ما سيخرج عن الحوار المجتمعي بشأن «البكالوريا» سنطبقه
  • الأب فراس لطفي يؤكد على أهمية الحوار بين كافة أطياف المجتمع السوري
  • ما موقف الإسلام من حوار الأديان؟
  • أردوغان يرحب بـ"تقدم" الحوار مع حزب العمال الكردستاني
  • فيديوهات سجن قرنادة تثير الغضب.. الدبيبة يطالب النائب العام بالتحقيق، والبعثة الأممية تستنكر
  • طلاء جدران زنزانة يشعل "الغضب" في سوريا