منذ السابع من أكتوبر الجاري وتعيش غزة وأهلها أعنف وأقسى هجمات يشنها الاحتلال الاسرائيلي، وصفت بـ الإبادة الجماعية لـالفلسطينين، فقد ارتقت أرواح أكثر من 4700 شخص من بينهم أطفال ونساء وشيوخ.

قتل للبشر وتدمير لبيوتهم وإلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية للقطاع الفلسطيني، يهدد القصف أيضًا بمحو كنز من المواقع التاريخية والثقافية والأثرية.

وتشمل هذه المواقع أقدم كنيسة مسيحية في فلسطين، وموقع دفن روماني، وآثار قديمة لدير يعود إلى القرن الرابع، وتقع العديد من هذهالمواقع في المنطقة الشمالية، والتي تهدد قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين بالفرار منها استعداداً لشن هجوم واسع النطاق، وقد تضرربعضها بالفعل بسبب القصف المستمر.

كنيسة القديس برفيريوس

 

أقدم كنيسة مسيحية في غزة، كنيسة القديس برفيريوس، موجودة في حي الزيتون بالمدينة منذ خمسينيات القرن الثاني عشر.

أخذت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، التي بناها الصليبيون، اسمها من أسقف غزة الذي عاش في القرن الخامس والذي يقع قبره فيالزاوية الشمالية الشرقية.

وفي هذا الأسبوع، ضربت غارة جوية إسرائيلية الكنيسة، مما أدى إلى إتلاف الواجهة وانهيار مبنى مجاور، وقتل عدد من المدنيين الذينكانوا يحتمون بالكنيسة.

تل أم عامر

تقع آثار تل أم عامر، أو دير القديس هيلاريون، بين الكثبان الرملية الساحلية على بعد ستة أميال (10 كم) جنوب مدينة غزة، وتمتد لأربعةقرون من أواخر الإمبراطورية الرومانية إلى العصر الأموي.

تأسست المباني الأولى في الموقع عام 400 ميلادي، أي منذ أكثر من 1600 عام، وكان أحد أكبر الأديرة المسيحية في الشرق الأوسط.

يحتوي الموقع المترامي الأطراف المخصص للقديس هيلاريون، وهو مواطن من غزة وأب الرهبنة الفلسطينية، على خمس كنائس متتاليةوحمامات ومجمعات مقدسة وفسيفساء هندسية معقدة وسرداب واسع.

في أوجها، كان الدير يخدم الحجاج والتجار الذين يعبرون الأرض المقدسة من مصر إلى لبنان وسوريا، الذين توقفوا للراحة والاستمتاعبالحمامات ذات الطراز الروماني.

ومع ذلك، تعرض الدير لأضرار في القرن السابع بسبب زلزال وظل مهجورًا حتى عام 1999 عندما بدأ علماء الآثار المحليون في التنقيب عنالآثار.

تم تقديم الموقع إلى قائمة اليونسكو المؤقتة للتراث العالمي في عام 2012 بسبب أهميته الثقافية والدينية والتاريخية.

قلعة برقوق

تقع قلعة برقوق في خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي عبارة عن حصن يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر، وقد تم تشييده في عهدالسلطان المملوكي برقوق.

تم بناء الحصن خلال فترة الاضطرابات الهائلة في المنطقة حيث هدد عدم الاستقرار داخل النخبة والتهديد بالغزو المغولي بإسقاط قبضةالسلطان على السلطة.

كان السلطان برقوق نفسه في الأصل عبدًا، وقد تم بيعه إلى حمام في شبه جزيرة القرم وحاول الهرب قبل أن يتم القبض عليه من قبل قطاعالطرق البلغاريين وبيعه إلى مصر.

وترقى برقوق في صفوف النخبة المملوكية كمستشار للبلاط، وتمكن من قتل السلطان السابق والاستيلاء على السلطة لنفسه.

كان يستخدم هذا الحصن التجار المتنقلون بين دمشق والقاهرة وكان يخضع لحراسة مشددة طوال الوقت.

واليوم، لا تزال الواجهة الأمامية للقلعة وأحد الأبراج باقية، بينما تم تحويل معظم المبنى إلى مساحات للمعيشة ومتاجر.
 

قصر الباشا

الأسماء العديدة ل قصر الباشا هي شهادة على تاريخها الطويل وعقود من النشاط الدولي في غزة.

يعرف هذا المبنى الذي يعود للقرن الثالث عشر باسم قصر باشا أو قلعة رضوان أو حصن نابليون، وكان بمثابة مقر السلطة للجميع منالعثمانيين إلى البريطانيين.

بناه السلطان بيبرس، وكان الحصن في البداية بمثابة دفاع ضد الصليبيين وغزو الجيوش المغولية، وفي القرن السابع عشر، استولتالإمبراطورية العثمانية على الحصن ووسعته خلال عهد أسرة رضوان، التي أصبحت فيما بعد "باشا" غزة.

ربما جذبت البراعة الدفاعية للحصن نابليون بونابرت الذي أمضى ثلاثة أيام هناك خلال عام 1799، وحصل على لقبه "حصن نابليون".

خلال الفترة الحديثة، تم استخدام المبنى كممركز شرطة من قبل الانتداب البريطاني لفلسطين قبل تحويله إلى مدرسة للبنات.

حاليا، يستخدم الحصن كمتحف ثقافي، بعد أن تم تحويله بمساعدة صندوق الأمم المتحدة الإنمائي.

مسجد العمري

تم بناء المسجد الكبير في غزة، أقدم وأكبر مسجد في المدينة، في منطقة جباليا منذ أكثر من 700 عام.

لا يزال مسجد العمري يؤدي وظيفة مهمة في المجتمع، حيث يوفر مكانا للعبادة لحوالي 1000 من سكان غزة.

ومع ذلك، تعرض الهيكل لأضرار بالغة خلال التوغل في عام 2014 في غزة من قبل القوات الإسرائيلية، كجزء من عملية الحافة الدفاعية،أصيب المسجد بضربة جوية سوت جناحا حديثا ودمرت الكثير من السقف.

ومع ذلك، نجت مئذنة القرن الثالث عشر، التي يعتقد أنها أقدم جزء من الهيكل، من الصراع ولا تزال قائمة حتى اليوم.

بيت الغسين

بيت الغسين هو مبنى تاريخي يعود تاريخه إلى أواخر الفترة العثمانية وكان منزل القنصل الإنجليزي خلال الانتداب البريطاني.

تم بناء المنزل من قبل عائلة الغسين الثرية في القرن الثامن عشر، وهو واحد من العديد من المباني التاريخية في غزة التي سقطت في حالةسيئة وتدهور بسبب الأزمة المستمرة.

على الرغم من أهميته، تم ترك المبنى مهجورا قبل عقد من الزمان حتى بدأت التجديدات في عام 2020 لاستعادة عظمته وتحويله إلى مركزثقافي.

يخدم المنزل الآن المجتمع المحلي كمركز ثقافي يعزز الفنون والموسيقى والأفلام.

حمام السمارة

في الحمامات ذات الطراز التركي في حمام السمارة، وهذا يعني الحمام السامري، لا يزال السكان المحليون يستمتعون بالحرارة بنفسالطريقة التي كانوا عليها منذ قرون.

بنيت من قبل السامريين، وهي فرع قديم من اليهودية، وتعود سجلات التجديدات إلى 1320 م على الأقل.

يزين البلاط الرخامي والزجاج الملون الغرف ذات القبة حيث يمكنك العثور على حمامات ساخنة وباردة على بعد 10 أقدام (ثلاثة أمتار) تحتالشوارع المزدحمة.

لقد سقط الموقع داخل وخارج الإصلاح على مدى السنوات ال 700 الماضية ولكن تم ترميمه حاليا وهو الآن الحمام التقليدي النشط الوحيدفي غزة.

مقبرة أرض المحرقين الرومانية

في يوليو، اندهش علماء الآثار من اكتشاف "غير مسبوق" لمقبرة رومانية تحتوي على 130 مقبرة على الأقل.

المشروع، الذي تم تمويله جزئيا من قبل المجلس الثقافي البريطاني لتشجيع الشباب الفلسطينيين على الانخراط في تراثهم الثقافي، تم حفرالمقابر التي يعود تاريخها إلى ما بين 200 قبل الميلاد و200 م.

اكتشفت طواقم البناء في البداية الموقع، الذي يزيد مساحته عن 43000 قدم مربع، أثناء العمل في مشروع سكني بالقرب من مخيم جبالياللاجئين العام الماضي.

وجد علماء الآثار أيضا اثنين من التوابيت الرصاصية، أحدهما مزين بشكل معقد بزخارف حصاد العنب والآخر يضم الدلافين التي تسبحفي الماء.

تشير ندرة المقابر الرصاصية إلى أن أعضاء النخبة الرومانية دفنوا هنا، وهذا قد يعني أن المقبرة تشير إلى مركز مدينة رومانية قديمة.

تم اكتشاف بعض الهياكل العظمية بعملات معدنية موضوعة في أفواههم، وهي ممارسة يعتقد أنها تمنحهم ممرا آمنا عبر الحياة الآخرة.

تم العثور على المقابر على بعد أقل من ميل من مدينة أنثيدون بلاخيه القديمة، وهي مدينة ساحلية متوسطية يعتقد أنها مأهولة بالسكان بين800 قبل الميلاد و1100 م من قبل سلسلة من المجتمعات القديمة.

 

موقع تل رفح الأثري

على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، يمتد موقع أثري كبير فوق مستوطنة قديمة يعود تاريخها إلى العصر الكنعاني.

كشفت الحفريات في تل رافا عن العملات المعدنية والبوتات والزجاج المصنوع منذ عام 1400 قبل الميلاد.

كما تم اكتشاف العملات المعدنية والهياكل من العصر الروماني من قبل الباحثين العاملين في المنطقة.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی القرن فی غزة من قبل

إقرأ أيضاً:

3.7 مليون ريال لإحياء التراث وتعزيز الاقتصاد المعرفي في محافظة الداخلية

 

 

 

نزوى- العُمانية

أكد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية أن المحافظة تسعى إلى بناء قاعدة صلبة للاقتصاد المعرفي لتعزيز التنمية المستدامة وجعل المحافظة مركزًا حضاريًّا وتجاريًّا حيويًّا في المستقبل، موضحا أن الاستثمار في التراث الثقافي يعزز الهوية الوطنية، ويسهم في بناء اقتصاد مستدام يعكس تطلعات المجتمع ويعزز قدراته على المنافسة في عصر المعرفة، كما أن إشراك المجتمع المحلي في عمليات الترميم والتشغيل يوفر فرص عمل جديدة تدعم الاقتصاد المعرفي.

وقال سعادتُه- لوكالة الأنباء العُمانية- إن المحافظة تولي اهتمامًا كبيرًا بالميزات النسبية التي تتمتع بها، خاصة تاريخها الغني، مشيرا إلى أن المحافظة أطلقت مشروعات لإحياء المواقع التراثية من خلال ترميم وتطوير المواقع الأثرية بتكلفة تتجاوز 3.78 مليون ريال عماني. وأشار إلى أن محافظة الداخلية تعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على تنفيذ مشروعاتها وفق معايير دقيقة تضمن الحفاظ على الطابع الأثري للمواقع، مع ضمان استدامتها على المدى الطويل، مضيفا أن هذه الجهود تتماشى مع الخطط الوطنية لتنمية الاقتصاد الوطني، حيث تسهم في تعزيز الاقتصاد المعرفي من خلال توفير مرافق وخدمات سياحية متطورة.

وأوضح أن مشروعات تطوير وتأهيل المواقع الأثرية في المحافظة أدت إلى زيادة ملحوظة في أعداد الزوار، حيث ارتفع عدد زوار القلاع والحصون من 312.2 ألف زائر في عام 2023 إلى أكثر من 415 ألف زائر في عام 2024 مُحققًا نموًا بنسبة 33 بالمائة.

وذكر سعادةُ المحافظ أن من بين المشروعات الجاري تنفيذها تأهيل وتطوير سوق بهلا، ومشروع تطوير مدخل جبرين وبسياء، وبلغت نسبة إنجازه 5 بالمائة، مشيرا إلى أن مشروع تطوير مدخل جبرين يهدف إلى تحسين موقع حصن جبرين، أحد أبرز المعالم التاريخية في سلطنة عُمان ويتضمن عناصر تطويرية متعددة، مثل زيادة عدد مواقف السيارات لاستيعاب المزيد من الزوار.

وأكد أن محافظة الداخلية تشارك في مشروعات التجديد الحضري في ولاية الحمراء، من خلال مشروع "تجديد حارة الحمراء القديمة" الذي يجمع بين تاريخ الولاية واحتياجات الاقتصاد الحديث، مما يسهم في الحفاظ على التراث المعماري الفريد لسلطنة عُمان ومن المتوقع أن تصبح الحارة القديمة نموذجًا يُحتذى به في التجديد الحضري المستدام. وأضاف أنه جرى التوقيع على عقد لتنفيذ مشروع تطوير حارة مسفاة العبريين في ولاية الحمراء، ويتضمن إنشاء جسر زجاجي يربط المدخل بمنطقة الوادي، مما يسهل وصول الزوار إلى المعالم السياحية الطبيعية المحيطة، كما سيتم إنشاء ممشى آمن للمشاة مع حاجز حماية لتحسين بيئة المشاة وتعزيز السلامة العامة، بالإضافة إلى تبليط الممرات وتركيب إنارة تراثية تضفي طابعًا جماليًا على الحارة. وأوضح سعادتُه أن الإنجاز في مشروعي تبليط ممرات حارة العقر وترميم سور العقر يتقدم بوتيرة متسارعة؛ حيث وصلت نسبته في المشروعين إلى 20 بالمائة و60 بالمائة على التوالي، مردفا أن المشروعين يهدفان إلى إحياء المواقع التاريخية وتحسين تجربة الزوار، وتوفير بيئة محفزة للاستثمار في القطاع السياحي والثقافي.

وأكدت أحلام بنت حمد القصابية مديرة إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية أن وزارة التراث والسياحة تسعى للحفاظ على المواقع التاريخية من الاندثار والتغيير إلى أنماط غير تراثية من خلال المبادرات التي تدعم المواطنين على ترميم ممتلكاتهم التراثية، وتعزز المعمار التقليدي الذي يميز كل حارة عن الأخرى. وأضافت أن الوزارة تسعى لزيادة الاستثمارات في هذه المواقع وتوطين مختلف الوظائف، موضحة أن التعاون والتكامل يتم من خلال عدة قنوات، مثل رفع الموضوعات المتعلقة بتطوير محيط المعالم الأثرية إلى المجلس البلدي، والتشاور في الاجتماعات الدورية حول المشروعات المتعلقة بتطوير أو إحياء أو استثمار أي موقع تراثي، بالتعاون مع دائرة المشاريع في البلدية.

من جانبه، قال عبد الله بن ناصر الشريقي ممثل الشركة الأهلية بقرية السوجرة في ولاية الجبل الأخضر إن حركة السياحة في القرية تشهد نشاطًا مُستمرًا، مُشيرًا إلى أن استخدام المواد التقليدية في عمليات الترميم يعزز تجربة الزوار، حيث يتيح لهم الشعور بأجواء الحياة القديمة بشكل حقيقي.

وأكد سليمان بن محمد السليماني رائد أعمال أن تطوير وترميم المواقع التاريخية مثل قلعة نزوى وحارة العقر له تأثير إيجابي كبير على مشروعات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث شهدت هذه المواقع حركة نشطة مما عزز مكانتها وزاد من فرص تسويقها.

مقالات مشابهة

  • 3.7 مليون ريال لإحياء التراث وتنمية الاقتصاد المعرفي بالداخلية
  • 3.7 مليون ريال لإحياء التراث وتعزيز الاقتصاد المعرفي في محافظة الداخلية
  • الاحتلال الاسرائيلي يقتحم عدة مناطق في رام الله
  • الصحة اليمنية تكشف عبر بغداد اليوم عن اخر حصيلة لضحايا القصف الأمريكي
  • الصحة اليمنية تكشف عبر بغداد اليوم عن اخر حصيلة لضحايا القصف الأمريكي - عاجل
  • ارتفاع عدد قتلى العاصفة القوية التي ضربت الولايات المتحدة إلى 28
  • قائد عسكري حوثي لشفق نيوز: سنرد على القصف الأمريكي خلال ساعات
  • مركزي عدن يقول بأنه تلقى بلاغاً خطياّ من البنوك التي تعمل في مناطق سيطرة الحوثيين .. هذا ماجاء فيه
  • بيان مجموعة السبع لم يؤكد على الالتزام بحل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
  • اكتشاف ورشة كاملة لصناعة الفخار وجبانة من القرن السابع الميلادي بسوهاج