محو التراث الفلسطيني.. مناطق آثرية تحت نيران القصف الاسرائيلي
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
منذ السابع من أكتوبر الجاري وتعيش غزة وأهلها أعنف وأقسى هجمات يشنها الاحتلال الاسرائيلي، وصفت بـ الإبادة الجماعية لـالفلسطينين، فقد ارتقت أرواح أكثر من 4700 شخص من بينهم أطفال ونساء وشيوخ.
قتل للبشر وتدمير لبيوتهم وإلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية للقطاع الفلسطيني، يهدد القصف أيضًا بمحو كنز من المواقع التاريخية والثقافية والأثرية.
وتشمل هذه المواقع أقدم كنيسة مسيحية في فلسطين، وموقع دفن روماني، وآثار قديمة لدير يعود إلى القرن الرابع، وتقع العديد من هذهالمواقع في المنطقة الشمالية، والتي تهدد قوات الاحتلال الإسرائيلي المدنيين بالفرار منها استعداداً لشن هجوم واسع النطاق، وقد تضرربعضها بالفعل بسبب القصف المستمر.
كنيسة القديس برفيريوس
أقدم كنيسة مسيحية في غزة، كنيسة القديس برفيريوس، موجودة في حي الزيتون بالمدينة منذ خمسينيات القرن الثاني عشر.
أخذت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، التي بناها الصليبيون، اسمها من أسقف غزة الذي عاش في القرن الخامس والذي يقع قبره فيالزاوية الشمالية الشرقية.
وفي هذا الأسبوع، ضربت غارة جوية إسرائيلية الكنيسة، مما أدى إلى إتلاف الواجهة وانهيار مبنى مجاور، وقتل عدد من المدنيين الذينكانوا يحتمون بالكنيسة.
تقع آثار تل أم عامر، أو دير القديس هيلاريون، بين الكثبان الرملية الساحلية على بعد ستة أميال (10 كم) جنوب مدينة غزة، وتمتد لأربعةقرون من أواخر الإمبراطورية الرومانية إلى العصر الأموي.
تأسست المباني الأولى في الموقع عام 400 ميلادي، أي منذ أكثر من 1600 عام، وكان أحد أكبر الأديرة المسيحية في الشرق الأوسط.
يحتوي الموقع المترامي الأطراف المخصص للقديس هيلاريون، وهو مواطن من غزة وأب الرهبنة الفلسطينية، على خمس كنائس متتاليةوحمامات ومجمعات مقدسة وفسيفساء هندسية معقدة وسرداب واسع.
في أوجها، كان الدير يخدم الحجاج والتجار الذين يعبرون الأرض المقدسة من مصر إلى لبنان وسوريا، الذين توقفوا للراحة والاستمتاعبالحمامات ذات الطراز الروماني.
ومع ذلك، تعرض الدير لأضرار في القرن السابع بسبب زلزال وظل مهجورًا حتى عام 1999 عندما بدأ علماء الآثار المحليون في التنقيب عنالآثار.
تم تقديم الموقع إلى قائمة اليونسكو المؤقتة للتراث العالمي في عام 2012 بسبب أهميته الثقافية والدينية والتاريخية.
تقع قلعة برقوق في خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي عبارة عن حصن يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر، وقد تم تشييده في عهدالسلطان المملوكي برقوق.
تم بناء الحصن خلال فترة الاضطرابات الهائلة في المنطقة حيث هدد عدم الاستقرار داخل النخبة والتهديد بالغزو المغولي بإسقاط قبضةالسلطان على السلطة.
كان السلطان برقوق نفسه في الأصل عبدًا، وقد تم بيعه إلى حمام في شبه جزيرة القرم وحاول الهرب قبل أن يتم القبض عليه من قبل قطاعالطرق البلغاريين وبيعه إلى مصر.
وترقى برقوق في صفوف النخبة المملوكية كمستشار للبلاط، وتمكن من قتل السلطان السابق والاستيلاء على السلطة لنفسه.
كان يستخدم هذا الحصن التجار المتنقلون بين دمشق والقاهرة وكان يخضع لحراسة مشددة طوال الوقت.
واليوم، لا تزال الواجهة الأمامية للقلعة وأحد الأبراج باقية، بينما تم تحويل معظم المبنى إلى مساحات للمعيشة ومتاجر.
الأسماء العديدة ل قصر الباشا هي شهادة على تاريخها الطويل وعقود من النشاط الدولي في غزة.
يعرف هذا المبنى الذي يعود للقرن الثالث عشر باسم قصر باشا أو قلعة رضوان أو حصن نابليون، وكان بمثابة مقر السلطة للجميع منالعثمانيين إلى البريطانيين.
بناه السلطان بيبرس، وكان الحصن في البداية بمثابة دفاع ضد الصليبيين وغزو الجيوش المغولية، وفي القرن السابع عشر، استولتالإمبراطورية العثمانية على الحصن ووسعته خلال عهد أسرة رضوان، التي أصبحت فيما بعد "باشا" غزة.
ربما جذبت البراعة الدفاعية للحصن نابليون بونابرت الذي أمضى ثلاثة أيام هناك خلال عام 1799، وحصل على لقبه "حصن نابليون".
خلال الفترة الحديثة، تم استخدام المبنى كممركز شرطة من قبل الانتداب البريطاني لفلسطين قبل تحويله إلى مدرسة للبنات.
حاليا، يستخدم الحصن كمتحف ثقافي، بعد أن تم تحويله بمساعدة صندوق الأمم المتحدة الإنمائي.
مسجد العمريتم بناء المسجد الكبير في غزة، أقدم وأكبر مسجد في المدينة، في منطقة جباليا منذ أكثر من 700 عام.
لا يزال مسجد العمري يؤدي وظيفة مهمة في المجتمع، حيث يوفر مكانا للعبادة لحوالي 1000 من سكان غزة.
ومع ذلك، تعرض الهيكل لأضرار بالغة خلال التوغل في عام 2014 في غزة من قبل القوات الإسرائيلية، كجزء من عملية الحافة الدفاعية،أصيب المسجد بضربة جوية سوت جناحا حديثا ودمرت الكثير من السقف.
ومع ذلك، نجت مئذنة القرن الثالث عشر، التي يعتقد أنها أقدم جزء من الهيكل، من الصراع ولا تزال قائمة حتى اليوم.
بيت الغسينبيت الغسين هو مبنى تاريخي يعود تاريخه إلى أواخر الفترة العثمانية وكان منزل القنصل الإنجليزي خلال الانتداب البريطاني.
تم بناء المنزل من قبل عائلة الغسين الثرية في القرن الثامن عشر، وهو واحد من العديد من المباني التاريخية في غزة التي سقطت في حالةسيئة وتدهور بسبب الأزمة المستمرة.
على الرغم من أهميته، تم ترك المبنى مهجورا قبل عقد من الزمان حتى بدأت التجديدات في عام 2020 لاستعادة عظمته وتحويله إلى مركزثقافي.
يخدم المنزل الآن المجتمع المحلي كمركز ثقافي يعزز الفنون والموسيقى والأفلام.
حمام السمارةفي الحمامات ذات الطراز التركي في حمام السمارة، وهذا يعني الحمام السامري، لا يزال السكان المحليون يستمتعون بالحرارة بنفسالطريقة التي كانوا عليها منذ قرون.
بنيت من قبل السامريين، وهي فرع قديم من اليهودية، وتعود سجلات التجديدات إلى 1320 م على الأقل.
يزين البلاط الرخامي والزجاج الملون الغرف ذات القبة حيث يمكنك العثور على حمامات ساخنة وباردة على بعد 10 أقدام (ثلاثة أمتار) تحتالشوارع المزدحمة.
لقد سقط الموقع داخل وخارج الإصلاح على مدى السنوات ال 700 الماضية ولكن تم ترميمه حاليا وهو الآن الحمام التقليدي النشط الوحيدفي غزة.
مقبرة أرض المحرقين الرومانيةفي يوليو، اندهش علماء الآثار من اكتشاف "غير مسبوق" لمقبرة رومانية تحتوي على 130 مقبرة على الأقل.
المشروع، الذي تم تمويله جزئيا من قبل المجلس الثقافي البريطاني لتشجيع الشباب الفلسطينيين على الانخراط في تراثهم الثقافي، تم حفرالمقابر التي يعود تاريخها إلى ما بين 200 قبل الميلاد و200 م.
اكتشفت طواقم البناء في البداية الموقع، الذي يزيد مساحته عن 43000 قدم مربع، أثناء العمل في مشروع سكني بالقرب من مخيم جبالياللاجئين العام الماضي.
وجد علماء الآثار أيضا اثنين من التوابيت الرصاصية، أحدهما مزين بشكل معقد بزخارف حصاد العنب والآخر يضم الدلافين التي تسبحفي الماء.
تشير ندرة المقابر الرصاصية إلى أن أعضاء النخبة الرومانية دفنوا هنا، وهذا قد يعني أن المقبرة تشير إلى مركز مدينة رومانية قديمة.
تم اكتشاف بعض الهياكل العظمية بعملات معدنية موضوعة في أفواههم، وهي ممارسة يعتقد أنها تمنحهم ممرا آمنا عبر الحياة الآخرة.
تم العثور على المقابر على بعد أقل من ميل من مدينة أنثيدون بلاخيه القديمة، وهي مدينة ساحلية متوسطية يعتقد أنها مأهولة بالسكان بين800 قبل الميلاد و1100 م من قبل سلسلة من المجتمعات القديمة.
موقع تل رفح الأثري
على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، يمتد موقع أثري كبير فوق مستوطنة قديمة يعود تاريخها إلى العصر الكنعاني.
كشفت الحفريات في تل رافا عن العملات المعدنية والبوتات والزجاج المصنوع منذ عام 1400 قبل الميلاد.
كما تم اكتشاف العملات المعدنية والهياكل من العصر الروماني من قبل الباحثين العاملين في المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فی القرن فی غزة من قبل
إقرأ أيضاً:
مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يستعرض المراحل ومسارات التنفيذ
المناطق_واس
عقد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، أول أمس بالرياض ” لقاء منتصف الرحلة “، استعرض خلاله مع أصحاب المصلحة ومسؤولين من عدة جهات حكومية وغير ربحية وخاصة، حوكمة ومراحل العمل ومسارات التنفيذ وآخر تطورات الأعمال، حيث يعنى المشروع بتأهيل وتطوير 130 مسجدًا تاريخيًا موزعة على مختلف مناطق المملكة، مع الحرص على حفظ عناصرها المعمارية الفريدة وإعادتها إلى حالتها الأصلية بما ينسجم مع متطلبات العصر الحديث.
ويأتي اللقاء بعد بلوغ المشروع منتصف رحلة تطوير المساجد التاريخية، وسط عناية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، إذ يعدّ دعم سمو ولي العهد الأكبر في تاريخ دعم المساجد التاريخية من حيث عدد المساجد والتكلفة الإجمالية، لما لها من مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، إضافة إلى كونها أحد أهم معالم التراث العمراني الحضاري، وللأصالة في طابعها المعماري الأصيل، وما تمثله المساجد المشمولة بالمشروع من عمق تاريخي وثقافي واجتماعي تمتاز به.
أخبار قد تهمك مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يُعالج مواد الترميم الحديثة بمسجد الزبير بن العوام ويُعيد له أصالته 11 مارس 2025 - 6:17 مساءً مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يجدد مسجد الفويهي بسكاكا ويعيد تظليله بخشب الأثل وجريد النخل 8 مارس 2025 - 5:11 مساءًوخلال اللقاء سلطت اللجنة التوجيهية الضوء على أعمال المشروع في المرحلتين الأولى والثانية، التي شملت ترميم وتأهيل 60 مسجدًا في جميع مناطق المملكة الـ13، وأسهمت في رفع الطاقة الاستيعابية لهذه المساجد، مما أتاح إعادة فتحها أمام المصلين بعد عقود من الإغلاق، لتعود إلى دورها مراكز دينية واجتماعية في مجتمعاتها المحلية، ومع انتهاء هاتين المرحلتين، بلغت نسبة إنجاز المشروع ما يقارب الـ 50٪ وهو ما يعكس جدية العمل والحفاظ على وتيرته.
ونوه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بأهمية مشروع سمو ولي العهد لتطوير المساجد التاريخية لتعزيز البعد الحضاري للمملكة التي تشهد نهضة في مختلف المجالات وتمتلك إرثًا حضاريًا كبيرًا ، مشيرًا إلى أن هذا المشروع الرائد أسهم في إعادة الدور الديني لهذه المساجد التي كانت لقرون سابقة مفعمة بالعبادة والحياة، وأضاف معاليه أن إعادة تأهيل هذه المساجد يعكس حرص القيادة الرشيدة على العناية ببيوت الله، وإعادة الحياة إليها، لتكون منارات دينية تتناسب مع مكانة المملكة بصفتها قلبًا للعالم الإسلامي.
من جانبه قال رئيس اللجنة التوجيهية لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية هاني بن مقبل المقبل أن المشروع انطلق من مفهوم إستراتيجي ومحوري، يتمثل في التطوير الذي يتجاوز مفهوم الترميم، مشيرًا إلى إعلاء منهج التطوير منهج عمل من خلال 5 محاور هي تطوير المساجد التاريخية بالمحافظة على الهوية العمرانية الأصيلة لكل مسجد منذ تأسيسه، وتطوير البيئة المحيطة بالمساجد، وتطوير الشركات الوطنية المتخصصة في مجال تأهيل المساجد التاريخية، وتطوير الوعي بقيمة المساجد التاريخية وأهميتها الثقافية والحضارية وتطوير منظومة عمل متكاملة تعتمد على منح الجميع فرصة المشاركة وفق اختصاصات كل جهة ومسئوليات وصلاحيات محددة.
وكشف الأستاذ هاني المقبل أن المشروع يقوم على 3 مبادئ أساسية يتمثل أولها في التحول من النمو إلى التنمية من خلال الانتقال من النمو داخل إطار المساجد التاريخية نفسها إلى التنمية المجتمعية خارج إطارها اقتصاديًا وثقافيًا وحضاريًا وبشريًا، أما الثاني فيتجسد في الانتقال من الأحادية إلى التشاركية بإعلاء مبدأ التعاون والشراكة من خلال الجهود المتناغمة مع بعضها والمتنافسة فيما بينها لهدف مشترك يسعى الجميع إلى تحقيقه، في حين يتمثل المبدأ الثالث في استدامة المشروع في تعزيز الإمكانيات بالنظر إلى رحلة المشروع على أنها رحلة متجددة تكمن قصة استدامتها في اجتماع الإمكانيات.
أما الرئيس التنفيذي لهيئة التراث الدكتور جاسر الحربش فقد أشار خلال كلمته إلى أن المشروع يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفاته، مشيدًا بجهود الفرق الوطنية المتخصصة التي تعمل على توثيق وتصميم وتنفيذ عمليات الترميم وفق أعلى المعايير.
وأشار إلى أن هذا المشروع يسهم في الحفاظ على التراث الإسلامي، ويضع المملكة بطليعة الدول الرائدة في إعادة تأهيل المباني التاريخية والتراثية وفق أساليب علمية دقيقة، مع الحفاظ على أصالتها المعمارية، وهو ما يعزز من مكانة التراث السعودي على الخريطة العالمية.
وأوضح خلال اللقاء أن تحديد المساجد المستهدفة للتطوير يخضع لمعايير دقيقة تراعي أهميتها التاريخية والثقافية والمعمارية، وارتباطها بالسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، للعمل على ترميم وإعادة إحياء المساجد التاريخية من خلال تجهيزها بالخدمات الحديثة مثل مصليات النساء، وتحسين أنظمة التهوية والتكييف والإضاءة، مع ضمان الحفاظ على الطابع التراثي لكل مسجد، وهو ما يسهم في جعل هذه المساجد شواهد حية على العمق التاريخي للمملكة.
وأكد أن أعمال التطوير تسير وفق رؤية واضحة وخطة زمنية مدروسة، وأن العمل جارٍ على استكمال مراحل التطوير للوصول إلى العدد المستهدف من المساجد بحلول عام 2030، في خطوة تعزز مكانة المملكة مهدًا للحضارة الإسلامية ومركزًا عالميًا للعناية بالتراث الإسلامي.
وتناول اللقاء الأثر الاجتماعي والثقافي للمشروع، إذ أدى إلى إعادة إحياء الأحياء التاريخية حول هذه المساجد، وأسهم في تعزيز الترابط المجتمعي، فأصبحت هذه المساجد مجددًا مراكز للحياة الدينية والثقافية بعد أن كانت مغلقة لسنوات طويلة، وهو ما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على تراثها الإسلامي والارتقاء به ونقله إلى الأجيال القادمة.
وتناول اللقاء أدوار الشركاء وإسهاماتهم في إنجاح المشروع، مع التركيز على الابتكار في إدارة وتنفيذ أعمال التطوير، حيث يتم تنفيذ المشروع بأيادٍ وطنية من مهندسين وخبراء متخصصين في التراث العمراني، لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والحفاظ على الهوية الإسلامية للمساجد التاريخية.