غزة.. دبلوماسية الأسرى الأمريكية قد تؤجل حرب الاحتلال البرية
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
قالت مصادر مطلعة، الأحد، إن ضغط الولايات المتحدة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة، قد يؤجل بدء عملية عسكرية برية في القطاع، ردا على هجوم "طوفان الأقصى"، الذي شنته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بحسب تقرير لوكالة "بلومبرج" الأمريكية (Bloomberg) ترجمه "الخليج الجديد".
وفي ذلك اليوم، أسرت "حماس" في مستوطنات محيط غزة ما لا يقل عن 210 إسرائيليين بعضهم يحملون أيضا الجنسية الأمريكية، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، وترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
ونقلا عن المصادر التي لم تكشف عن هويتها، قالت الوكالة إن "الجهود الدبلوماسية، التي تدعمها الولايات المتحدة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، من شأنها أن تؤجل وتغير شكل الحرب البرية، لكن لن تمنعها".
وبدأت الجهود الدبلوماسية تظهر على العلن عندما أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، الجمعة الماضي، إطلاق سراح محتجزتين أمريكيتين (أم وابنتها)؛ استجابة لجهود قطرية و"لدواعٍ إنسانية".
أبو عبيدة قال، عبر قناته في "تليجرام"، إن إطلاق سراح المحتجزتين جاء "لنثبت للشعب الأمريكي والعالم أن ادعاءات (الرئيس الأمريكي جو) بايدن وإدارته الفاشيّة هي ادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة".
وقالت المصادر إن واشنطن تضغط على الدوحة، التي تستضيف بعض القادة السياسيين لـ"حماس"، من أجل فعل المزيد في ملف الأسرى.
ومساء أمس السبت، أعلنت القسام اعتزامها إطلاق سراح إسرائيليتين؛ استجابة لظروف إنسانية قاهرة، في خطوة رجحت وسائل إعلام إسرائيلية أن تكون بهدف الضغط على الحكومة الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً
مفاجأة في توقيتها.. مظاهرات في تل أبيب تطالب نتنياهو بالتنحي وإعادة الأسرى
دعم أمريكي
ووفقا للمصادر، فإن شكل العملية البرية الإسرائيلية المرتقبة في غزة "قد يتغير إذا أدت دبلوماسية الأسرى إلى إبقاء إسرائيل في وضع حرج لفترة أطول وتغيرت الظروف على الأرض".
واعتبرت أن "الوقت يقف إلى جانب إسرائيل، وليس إلى جانب حماس"، لاسيما مع استمرار طائرات جيش الاحتلال في شن غاراتها على غزة، وتدمير تجمعات سكنية كاملة.
واستهدف القصف الإسرائيلي منازل مدنية ومستشفيات ومدارس وأماكن عبادة، وقتل حتى الأحد 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصاب 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
في المقابل، قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية.
وقال مسؤولون إسرائيليون، بحسب المصادر، إن جيش الاحتلال يريد "تفكيك" حركة "حماس"، مهما كانت نتائج المفاوضات والجهود الدبلوماسية، و"إلا سينظر أعداء إسرائيل، ولاسيما المدعومين من إيران، إلى تل أبيب على أنها ضعيفة".
وقالت الوكالة إن "الولايات المتحدة لعبت دورا كبيرا في التخطيط العسكري الإسرائيلي، خاصة فيما يتعلق باحتمال دخول حزب الله في لبنان إلى المعركة بصواريخه العديدة".
وتابعت: "لم تقم الولايات المتحدة بإرسال أسطولين قتاليين إلى البحر الأبيض المتوسط فحسب، بل شارك الرئيس جو بايدن وكبار مساعديه في اجتماعات مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي الأسبوع الماضي".
ولدعم تل أبيب وردع أي قوى أخرى عن الانخراط في الحرب، نشرت واشنطن قوة بحرية كبيرة في الشرق الأوسط، تضمنت حاملتي طائرات وسفن مرافقة لهما، ونحو 2000 من عناصر قوات مشاة البحرية، في سياق دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة.
اقرأ أيضاً
واشنطن تلمح لإمكانية عقد صفقة مع حماس للإفراج عن أسرى أمريكيين
المصدر | الخليج الجديد- بلومبرجالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل أسرى حماس أمريكا غزة حرب الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أكسيوس: ترامب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
كشف تقرير لموقع "أكسيوس" نقلا عن مسؤولين إسرائيليين اعتقادهم أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب -الذي "يسعى إلى إنهاء الحرب بسرعة"- سيكون له تأثير أكبر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس الأميركي جو بايدن في مسألة صفقة إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
ووفقا للمسؤولين الإسرائيليين، يُتوقع أن يكون ترامب هو الشخص الذي سيقنع نتنياهو بإنهاء الحرب في غزة، وذلك على خلفية عدم تقدم جهود الرئيس الأميركي جو بايدن في هذا السياق.
ويضع المسؤولون الإسرائيليون آمالا كبيرة في أن يتمكن ترامب من إقناع نتنياهو بإبرام صفقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تشمل إطلاق سراح الأسرى مقابل وقف إطلاق النار في غزة.
صدمة ترامبكما أفاد التقرير بأن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ تحدث مع ترامب بعد فوزه في الانتخابات، وأكد له أن إطلاق سراح 101 أسير إسرائيلي يعد "قضية عاجلة".
وصُدم ترامب في البداية عندما أبلغه هرتسوغ بأن نصف الأسرى الإسرائيليين لا يزالون على قيد الحياة، إذ كان يعتقد أن معظمهم قد ماتوا في القطاع.
ولطالما كانت المفاوضات بشأن صفقة إطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار مستمرة منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على أهالي قطاع غزة.
وفي اجتماع هذا الأسبوع أخبر رؤساء هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي والموساد والشاباك نتنياهو أنهم يعتقدون أنه من غير المحتمل أن تتنازل حماس عن شروطها للانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.
وسبق أن أبلغت المؤسسة الأمنية نتنياهو أن على إسرائيل تخفيف مواقفها إذا كانت مهتمة بصفقة، لكن نتنياهو رفض -حسب مسؤولين إسرائيليين- إنهاء الحرب مقابل صفقة تبادل الأسرى، زاعما أن ذلك سيتيح لحماس البقاء على قيد الحياة وسيُظهر ضعف إسرائيل وهزيمتها.
ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قد يضغط على حركة حماس، مما قد يساهم في التركيز على ملف غزة والأسرى.
وطلب الرئيس الإسرائيلي من بايدن عندما زار واشنطن العمل مع ترامب بشأن التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق سراح الأسرى.
تأثير ترامب على نتنياهوويعتقد مسؤولون إسرائيليون أن ترامب سيكون له تأثير أكبر بكثير من بايدن على نتنياهو، ورغم أن بايدن قد ضغط مرارا على نتنياهو لتغيير مواقفه بشأن غزة فإن هذه الضغوط لم تنجح في تحقيق نتائج ملموسة.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مارك دوبويتز إن على ترامب التدخل فورا لإصدار طلب واضح بإطلاق سراح جميع الأسرى، وتحميل المسؤولين الإسرائيليين والمفاوضين عبء الضغط على الأطراف المعنية.
ومع اقتراب موعد تنصيب ترامب في يناير/كانون الثاني 2025 يترقب العديد من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين تطورات هذا الملف عن كثب، بما في ذلك ملف الأسرى الأميركيين، إذ يُعتقد أن 4 منهم لا يزالون على قيد الحياة في غزة.