حامد بدر يكتب: فلسطين المحتلة وإسرائيل المختلَّة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
منذ أكثر من 50 عامًا، كنت عضوًا شابًا في مجلس الشيوخ عندما زرت إسرائيل لأول مرة بصفتي عضوًا حديثًا في مجلس الشيوخ، كان لدي اجتماعًا طويلًا مع غولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك، في مكتبها قبل حرب يوم الغفران في أكتوبر 1973، خرجنا إلى الخارج ووقفنا هناك بصمت ناظرين إلى الصحافة. انحنت غولدا نحوي وهمست في أذني، قائلة: 'لا تقلق، يا سيناتور بايدن، لدينا سلاح سري هنا في إسرائيل، ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه، هكذا عبر جو بايدن خلال خطابه الأخير عما ينتظر العرب من كوارث تجاه الصراع العربي الصهيوني.
بعد 50 عاما لنا أن نتوقف ونتأمل لحظة في ما قالته "جولدا"، أن ليس هناك مكان آخر يمكن أن يكون مأوىًا لهم، إنهم ليس لديهم مكان آخر يمكن أن يكونوا فيه، وهم يؤمنون بهذا بقوة لهذا السبب، ورغم القوة والتسليح الذي يمتلكونه، يخشون فكرة المغادرة عن فلسطين. فإلى أي مكان آخر سيذهبون؟ وإلى أي مأوى سيتجهون؟.
رغم ما تمتلك إسرائيل من قوة وعتاد، فإنهم يدركون أنه إذا تحققت نهاية معينة، فإن تشريدهم سيكون مصيرهم الحتمي والنهائي. لن تقبلهم دولة أخرى، ولن ترحب بهم منظمة عالمية. ولذلك، يبدو أنهم يلعبون دور المجنون الذي يقتل بشراسة وعدوانية، دون رحمة أو تفكير في العواقب، لأنهم يعتقدون أنها حرب من أجل البقاء أو الخروج.
تنويه: في نفس الخطاب، يقول بايدن: "إن وحشية حماس، وهذا التعطش للدماء، يذكر بأسوأ مظاهر داعش، هذا هو الإرهاب. لكن للأسف، بالنسبة للشعب اليهودي، هذا ليس جديدًا، هذا الهجوم يجلب إلى الذاكرة ذكريات مؤلمة وجروحًا خلفتها آلاف السنين من معاداة السامية والإبادة الجماعية ضد الشعب اليهودي".
لك أن تتخيل، عزيزي القارئ، كيف ستكون ردة فعل المحتل بعدما يستمع إلى هذا الدعم من قبل رئيس أكبر دولة في العالم، كيف ستكون ردة فعله، وما هي منطقية تصاعد هجومه بناءً على هذا الدعم؟.
نحن ندرك جميعًا أننا معروفون بأننا يواجهون كيانًا مُجرمًا بشعًا للغاية، لا يمتلك رحمة ولا شفقة تجاه أحد تحت وطأته، الساسة يطلبون منا الهدوء، وبعض الخبراء يلومون حماس، ويعتمدون على القوة الهائلة لإسرائيل. قد يكونون محقين، ونحن لا نرفض الحلول الدبلوماسية، لكن هل يمكن أن نسأل: ما رأيكم في الأمر التالي؟
"لدينا فلسطين المحتلة وإسرائيل المختلَّة"، فهل من لومٍ على المقاومة؟…
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: يوم الغفران حماس داعش مجلس الشيوخ معاداة السامية الصراع العربي مکان آخر
إقرأ أيضاً:
مصر: لدينا خطة متكاملة للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة
بحث رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، السبت، مع رئيس الوزراء الفلسطيني وزير الخارجية، محمد مصطفى، ملامح خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة التى ستعرض على القمة العربية المرتقبة في القاهرة.
وقال رئيس الوزراء المصري، خلال استقباله لنظيره الفلسطيني، إنه تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، قامت الحكومة المصرية بإعداد خطة متكاملة للتعافى المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، مع الإبقاء على المواطنين الفلسطينيين في القطاع أثناء عملية إعادة الإعمار.
وشدد مدبولي على أن "مصر تبذل قصارى جهودها من أجل دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى الشقيق، سواء من خلال استمرار الجهود لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكافة مراحله، أو إعادة الإعمار في قطاع غزة".
وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، محمد الحمصانى، بأن الاجتماع تناول جهود التنسيق بين الجانبين المصري والفلسطيني لمتابعة الانتهاء من صياغة خطة إعادة الإعمار، تمهيدا لعرضها على القمة العربية الطارئة المقرر عقدها يوم 4 مارس الجاري، بالإضافة إلى التنسيق مع المؤسسات الأممية الإنسانية للمساهمة في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء فلسطين عن تقديره للجهود المصرية لدعم الشعب الفلسطيني، مثمنا جهود الرئيس المصري لدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، وجهود إعادة إعمار قطاع غزة، وكذلك الجهود التي تقوم بها كافة مؤسسات الدولة المصرية.
وقد حضر اللقاء من الجانب المصري وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، بدر عبدالعاطي، ومن الجانب الفلسطيني وزير التخطيط والتعاون الدولي، وائل زقوت، وسفير دولة فلسطين لدى مصر دياب اللوح.