في ظل ما يحيط بالوطن اليمني من مخاطر وتحديات، بسبب العدوان والحصار، وفي ظل ما يعانيه أبناء محافظة تعز بشكل خاص من مآسٍ ومصائب تسبب بها تحالف العدوان وانخداع بعض أبناء المحافظة بتنفيذ أجندة تحالف العدوان ولو ضد أنفسهم، منذ تسع سنوات مضت، وفي وقت الشدائد يبرز دور القيادة السياسية الحكيمة والرشيدة في تقديم المبادرات والحلول السلمية والوطنية لإنهاء مساعي استنزاف الدماء اليمنية التي يحاول العدو الخارجي استهداف أمن وسلامة ووحدة اليمن واليمنيين.


فقد كان للمجلس السياسي الأعلى – ممثلاً بفخامة رئيسه المشير الركن مهدي محمد حسين المشاط – موقف تاريخي وطني مشرف، عندما أطلق دعوة صادقة لإحلال السلام في محافظة تعز، والتي جاءت في لقاء تاريخي جمعه بعلماء ووجهاء وأعيان وقيادات محافظة تعز المدنية والأمنية والعسكرية، وفي خطوة رائدة تهدف إلى إنهاء حالة الإحتراب الماثلة وإيقاف أعمال الاقتتال ووقف نزيف الدم وصيانة ما تبقى من النسيج الاجتماعي الذي دمرته أجندة تحالف العدوان والمشاحنات الناجمة عن جملة التدخلات غير المسؤولة منهم والتي قادت إلى استمرار استنزاف أرواح أبناء محافظة تعز من مختلف الشرائح الاجتماعية وعلى اختلاف المستويات والفئات العمرية والتي لم تجنِ منها المحافظة وأبناؤها سوى جم المعاناة المريرة وتكبدت بسبب ذلك مرارات لا حصر لها ذاق ويلاتها واكتوى بسعيرها كل المدنيين والعسكريين في أرجاء وربوع المحافظة المترامية الأطراف ومختلف مديرياتها وقراها من أقصى الشرق البري وحتى أقصى الجنوب المائي وشهدت خلاله مزيدا من أعمال إراقة الدماء على مدى تسع سنوات مضت من عمر الحرب والعدوان الذي كان لتعز منه النصيب الأوفر دون توقف ولايزال حتى يومنا هذا .. في الوقت الذي استقرت فيه أحوال وظروف بعض المحافظات المجاورة وشهدت استقرارا وأمنًا مشهوداً وتنمية المصالح العامة والخاصة وأصبحت مضربا للمثل في استشعار قياداتها وأبنائها مسؤولياتهم إزاءها وأهمية إحلال وترسيخ عوامل السلام في مختلف أرجائها.
ها هي حانت اللحظة الوطنية العظيمة في تاريخ محافظة تعز، حيث وأن إطلاق هذه المبادرة يمثل إعلاناً للتضامن والوقوف صفاً واحداً بين جميع أبناء محافظة تعز، وفتح باب الأمل للسلام والوحدة والتعاون في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن.
هي لحظة عظيمة تستحق الاحتفاء والتقدير، فهي تدعو إلى إيقاف نزيف الدماء والاستنزاف، وتبرز قيمة المصالحة كأساس للسلام، وتجسد رغبة أبناء المحافظة في إنهاء حالة الانقسام والخلاف، وتنم عن موقف تاريخي وطني محسوب للمجلس السياسي الأعلى، يأتي في مرحلة تاريخية بالغة الأهمية لإيقاف محاولات الاستنزاف الداخلية بين أبناء الوطن اليمني عموما وأبناء محافظة تعز على وجهي العموم والخصوص.. وهو الموقف المسؤول والحريص الذي عبر عنه فخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى، من خلال دعوته الوطنية الصادقة والتي تضمنت عرضاً مسؤولاً لتشكيل إدارة مشتركة للمحافظة من الطرفين ينجم عنها إدارة خدمية لمختلف الشؤون العامة بالمحافظة ووقف القتال وإحلال السلام الذي ينشده كل المواطنين المتطلعين بشغف إلى حلول هذا اليوم الذي تنتهي فيه المواجهات المسلحة وتعود فيه عقول قياداتها إلى جادة الصواب وترحل معها كل موجبات إذكاء الفتن التي ما فتئت قوى خارجية ومصالح شخصية لقوى داخلية تعمل على نفخ نيرانها لضمان زيادة أوار اشتعالها على مر كل الوقت.
هذه المبادرة تمثل تجسيداً لرؤية قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – التي دعا فيها إلى توحيد الصف والكلمة والموقف في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالوطن، وإلى تحقيق المصالحة الوطنية والتسامح الاجتماعي بين كافة أطياف الشعب، وإلى تعزيز قيم التضامن والتكافل والتعاون وقطع دابر الفتنة والتمزق والشتات التي سعى إليها الحاقدون من لا يسعون إلا إلى تحقيق مآربهم وأطماعهم على حساب أمن ورخاء الشعوب الطامعة بالنهوض واللحاق بالركب المتقدم وشيوع عوامل المحبة والأمن والسلام ، ولا عبرة بأولئك الأشخاص الذين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد ممن يضربون عرض الحائط بتطلعات وأحلام وأماني العامة من المواطنين في سبيل إشباع رغباتهم الشيطانية، وهو ما لم يتحقق ولن يكون لهم بلوغه بعد كل الذي حدث خلال السنوات الماضية أو في الحاضر او المستقبل ولو كره الحاقدون.
وإننا في الوقت الذي نشهد فيه كيف تتعاضد فيه قوى الاستكبار العالمي لإبادة أهلنا في فلسطين، وعملها على تفكيك البنى الداخلية للمجتمعات العربية والإسلامية لضمان استحالة مواجهتها من قبل الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، ندرك أهمية أي مساع وخطوات للم الشمل ووحدة الصف على مستوى الإخوة بالبيت الواحدة فضلا عن الأمة كلها وإننا نبارك هذه المبادرة الوطنية المسؤولة للقيادة الثورية والسياسية الحريصة والواعية، ونعرب عن بالغ تقديرنا وامتناننا لهذا الموقف النبيل والمسؤول وهذه الدعوة الصادقة التي انطلقت من هِمّة قيادية حكيمة تستشعر حجم مهامها ومسؤولياتها أمام الله سبحانه وتعالى وضمائرها الحية التي تتوخى حقن الدماء ووقف عملية إزهاق الأرواح التي لم تتوقف بسبب انجرار البعض خلف مغريات وأطماع كلها سراب خدعت بها دول تحالف العدوان – بقطبيها الأمريكي والإسرائيلي – عدداً من المغفلين لتتشكل خارطة انقسام مؤلمة شهدتها محافظة تعز عن باقي محافظات الجمهورية، وأننا نؤكد وقوفنا، مع كافة الشرفاء من قيادات المحافظة وأبنائها، مع فخامة الرئيس مهدي المشاط، في مبادرته التاريخية، وسنبذل كل ما نستطيع، في سبيل تحقيقها.
ولا ننسى في الختام، أن نشير إلى إشادة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط بدور محافظة تعز التاريخي، ودور أبنائها في المسار التحرري والثوري، وخاصة ما قاموا به من دور ريادي كبير وفاعل في رفد ثورة 14 أكتوبر 1963م، بالمال والرجال والسلاح، ومشاركتهم التي لن ينساها التاريخ والأجيال، باعتبارها صفحة ناصعة في مسار اليمن التحرري، الرافض لكافة أشكال الوصاية والاحتلال، فهذه الإشادة التي أكد فيها على أهمية الدور الريادي والقيادي لتحرير عدن من الاحتلال البريطاني واستحضار أبناء تعز ذلك في حاضرنا التي تخضع فيه عدد من الأراضي اليمنية لسطوة وتجبر دول تحالف العدوان، كل تلك العوامل من عوامل القوة لأبناء المحافظة كافة، تدفعهم للعمل الدؤوب والمتواصل، في سبيل اليمن ورفعته وعزته حتى تحرير كافة الأراضي اليمنية.. والله خير ناصر ومعين.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إتمام مصالحة بين عائلتين بمركز دشنا شمال قنا

حضر اللواء حسام حمودة، السكرتير العام لمحافظة قنا، نائبًا عن الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا اليوم الثلاثاء،  مراسم عقد الصلح بين عائلتي آل مراغي ومحمود أحمد بقرية الصبريات التابعة لمركز دشنا شمال ، وذلك بعد ثماني سنوات من الخصومة الثأرية التي نشأت إثر مشاجرة أسفرت عن وفاة أحد أفراد عائلة المراغي. 

حضر مراسم الصلح الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، والنائب سيد فؤاد أبو زيد عضو مجلس النواب، واللواء عمر شلبي حكمدار المحافظة ممثلًا عن مدير الأمن، إضافة إلى عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية، إلى جانب ممثلي الأزهر والكنيسة، تأكيدًا على أهمية التعايش السلمي ونبذ العنف. 

وأكد النائب سيد فؤاد أبو زيد، أحد القائمين على الصلح، أن الخصومات الثأرية تعد من العادات السلبية التي يجب التخلص منها، خاصة عندما يكون طرفا النزاع من أبناء عمومة وأسرة واحدة، مشيدًا بجهود القيادات الأمنية في تحقيق الأمن والاستقرار، موجهًا شكره لكل من ساهم في إنهاء هذه الخصومة.

. وفي ذات السياق، أشار الاعلامي مصطفى بكري عضو مجلس النواب إلى أن هذا الصلح يمثل مرحلة جديدة سيسجلها التاريخ، حيث جسّد الحضور نموذجًا للأخوة والتلاحم بين أبناء الصبريات ودشنا والصعيد عمومًا، مؤكدًا أن الصلح يعكس قيم الأصالة والرجولة المتجذرة في المجتمع الصعيدي. 

و شدد الشيخ علي عبادي، مدير إدارة الأوقاف بدشنا، على أن الإسلام يدعو إلى العفو والتسامح وصلة الأرحام، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم وسُنّة النبي الكريم. 

كما أكد القس يوحنا رمزي، ممثل الكنيسة، أن السلام قيمة إلهية تحث عليها جميع الأديان، وأن المصالحة تعكس روح المحبة والتعايش بين أبناء الوطن الواحد. 

واختُتمت مراسم الصلح بقيام أفراد عائلة المراغي بقبول القودة المقدمة من أبناء عمومتهم عائلة محمود أحمد، وسط تكبيرات الحضور الذين باركوا هذه الخطوة، وأكد أفراد عائلة الفقيد أنهم أدّوا واجب العزاء، وأن الصلح لوجه الله، سائلين المولى عز وجل أن يعم الأمن والاستقرار بين أبناء المحافظة.

 

تكليف مماثل من المحافظ: 

 عقد الدكتور حازم عمر، نائب محافظ قنا، بتكليف من الدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا،اجتماعًا موسعًا مع رؤساء الوحدات المحلية بديوان عام المحافظة، لمتابعة آخر المستجدات في ملف تقنين أراضي أملاك الدولة، والوقوف على معدلات الأداء، والموقف النهائي، والملفات المتبقية، ونسب التنفيذ. 

مقالات مشابهة

  • فعاليات وأمسيات في حجة إحياءً للذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • إيقاف المبادرة الرئاسية لإحلال السيارات الجديدة بالمتقادمة
  • استمرار فتح البوغاز وانتظام حركتي الملاحة والتداول بمينائي الإسكندرية والدخيلة
  • الجامعة العربية: حل الدولتين السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن
  • جامعة الدول العربية تؤكد حل الدولتين يُمثل السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين
  • طقس غائم يسود محافظة جنوب سيناء.. وسرعة الرياح 47 كيلو في الساعة
  • الحزب الديمقراطي: مبادرة البعثة الأممية خطوة نحو تحقيق تطلعات الليبيين
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • إتمام مصالحة بين عائلتين بمركز دشنا شمال قنا
  • خواطر ما بعد العدوان على غزة