الثورة نت:
2024-10-05@06:46:40 GMT

طوفان الأقصى.. بضع دقائق مازالت تربك العالم

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

 

 

شكَّلت عملية طوفان الأقصى، نقطة تحول جذري عميق، بشكل دوائر تصاعدية، تتسع آثارها وتداعياتها، كلما ابتعدت حلقاتها عن نقطة المركز، بوصفها مصدر إنتاج التغيير والتحول الجذري، في طبيعته التفاعلية الدينامية المستمرة، وصولا إلى تحقيق صياغة جديدة، في بنية المسار السياسي العالمي، والمواقف والرؤى والسياسات والتحالفات والاستقطابات العالمية، وبالتالي سقوط أنظمة وكيانات معينة، وصعود أنظمة وتحالفات أخرى بديلة، ما يعني حدوث تغييرات وتحولات جذرية كبيرة جدا، في خارطة التموضعات السياسية والعسكرية والاقتصادية العالمية.


وفي هذا السياق لابد من تقديم توصيف عام، لهذه العملية العظيمة الكبرى، والإلمام – ولو سريعا – بطبيعة مسارها سياسيا وعسكريا واستخباريا، وآليات تنفيذها ميدانيا، وطريقة نقلها إعلاميا، وأبرز تداعياتها وآثارها، على كافة المستويات والأصعدة.
فهي عملية نوعية تاريخية وغير مسبوقة، حيث استطاع مجاهدو فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، اختراق جدار الحماية الفاصل، بين أراضي قطاع غزة، والأراضي المحتلة المعروفة باسم غلاف غزة، رغم أنظمة الحماية والمراقبة والاستشعار، وغيرها من الأنظمة المتقدمة، وأبراج المراقبة، وطبيعة التموضع العسكري والاستخباري، التي تجعل من حصول ذلك الاختراق، أمرا بالغ الصعوبة، أو بالأصح مستحيلا، خاصة في ظل حرص الكيان الصهيوني المحتل، على سلب مجاهدي الفصائل الفلسطينية عامة، والمقاومة في غزة خاصة، من أي عوامل القوة، أو أدنى إمكانية احتمال امتلاكها، وهذا ما يفسر حجم الصدمة الكبيرة، التي شلت كل قدرات الرد الصهيوني، بشقيه العسكري ممثلا بجنوده وكتائبه النوعية، والاستيطاني ممثلا بجماعات المستوطنين المسلحين، بوصفهم المكون الأكبر، في قوات جيش الاحتياط الصهيوني، الذين أصيبوا هم أيضا بالرعب والهلع، والفرار الجماعي، والعجز عن إيقاف أبطال #طوفان- الأقصى أو التنبوء بذلك الهجوم الكاسح، إلا من بعض مواجهات، قصيرة الأمد، ويمكن القول إن هذه العملية، لم تربك كيان العدو الصهيوني المحتل، بكل فئاته ومكوناته، بل اربكت العالم بأكمله، سواء من حيث التحضيرات التي سبقتها، أو التفوق الاستخباراتي والعسكري والتكنولوجي، الذي صاحب تنفيذها، أو من حيث حجم مكاسبها الميدانية، في عدد القتلى والأسرى، والكفاءة العالية في التعاطي مع الأهداف النوعية، واقتحام عشرات المواقع العسكرية الاستراتيجية، وعشرات المستوطنات، ونوعية وكمية الأسلحة التي تم اغتنامها، وسرعة نقلها مع الأسرى، إلى مناطق آمنة في عمق قطاع غزة، والعودة بسرعة لمواصلة تحرير الأرض، واقتحام المواقع والمستوطنات، الواقعة في محيط غلاف غزة، بمسافة انتشارية تقدر بـ 40 كم، تشمل ما يقرب من 50 مستوطنة، وعشرات المواقع العسكرية الاستراتيجية الهامة، مثل مقر قيادة فرقة غزة، في معسكر ريعيم شمالي القطاع، وغيرها من المعسكرات والفرق والألوية، التي طالما تبجح بها قادة الكيان الصهيوني الغاصب، وتغنوا بتميزها وتفوقها النوعي تدريبا وتسليحا، جاعلين منها أسطورة خاصة، داخل أسطورة الجيش الذي لا يقهر، لكنها سرعان ما سقطت، في غضون ست دقائق فقط، وتم أسر العشرات من كبار جنرالاتها وقاداتها – ناهيك عن المئات من جنودها – بتلك الصورة المهينة والمخزية، وقد شخصت أبصارهم، وخرست ألسنتهم، وخارت قواهم، وتملكهم الخوف الشديد والرعب القاتل، لهول الصدمة الكبيرة، والمفاجأة غير المتوقعة إطلاقا، حتى بلغ بهم الحال، الاعتقاد أنها القيامة، وقد ارتسمت على وجوههم صور الذلة والمسكنة والخزي والعار، وهم يجرون أذيال الهزيمة الساحقة النكراء، ترتفع أصواتهم وتنخفض – كجوقة من الحمقى – بالبكاء والعويل والنحيب والتحسر، على مرأى ومسمع من كل شعوب العالم، التي تابعت – باهتمام بالغ – من خلف الشاشات، كل تفاصيل تلك المشاهد الحية، المُفرج عنها من قبل الإعلام الحربي والعسكري، لمجاهدي الفصائل الفلسطينية الأبطال، ليرى العالم أجمع، كم هو هذا الكيان الصهيوني الغاصب، ضعيف وهش وزائف وعاجز وذليل، وأن نزعته الإجرامية، وممارساته الوحشية، ومجازره ومذابحه الإرهابية، التي بنى عليها تموضعه الاستيطاني الغاصب، لم تعد قادرة على ترويج أساطير قوته وتفوقه المزعوم، أو انتشال صورته الاستكبارية، من مستنقعات السقوط المهين والهزيمة المدوية، خاصة بعد هذه العملية المباركة، في (سبت) القيامة الأسود، الذي صنعه ثلة من أبطال فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، انطلاقا من الواجب الديني والإنساني، وقد تسلحوا بالإيمان بالله والثقة فيه والتوكل عليه، بالإضافة إلى بعض الأسلحة التقليدية البسيطة.
إن محاولة استقصاء محاور هذه العملية، تخطيطا وتنفيذا واستمرارية، أمر يستحيل القيام به، في مقام كهذا، كما أن إخضاعها لمعايير قياس الربح والخسارة، المتواضع عليها في العرف العسكري التقليدي، مجازفة تنم عن قصور في الوعي، نظرا لخصوصية العملية والمكان والزمان، وتفاوت القدرات والإمكانات، واختلاف الظروف الموضوعية الداخلية والمحيطة، ولاختلاف ومغايرة طبيعة هذه العملية عن غيرها، على كافة المستويات والأصعدة، علاوة على أن قدرتها على تثبيت معادلات القوة والسيطرة، مكنتها من الاستمرار في إنتاج مكاسب الانتصار العظيم، وامتلاك مقومات البقاء والاستمرارية الفاعلة، في تمريغ كيان العدو الصهيوني المحتل، في مستنقعات الهزيمة الدائمة، ورغم إمعانه في ارتكاب جرائم الإبادة والمجازر الجماعية الوحشية، بحق سكان قطاع غزة المدنيين الأبرياء، ومهما حظى بمساعدة ودعم أمريكا والغرب، إلا أن ذلك لن يعيد له هيبته المفقودة، ولا تسلطه وهيمنته الساقطة، ولن يزيده إلا سقوطا وزوالا متسارعا، مع عملائه المحليين والإقليميين، ورعاته وداعميه الإمبرياليين المستكبرين، لأن تلك سنة إلهية حتمية، استوفت شروطها ومعاييرها، ولن تجد لسنة الله تبديلا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"أوقفوا الإبادة" وسم تضامني مع اكتمال عام على "طوفان الأقصى"

صفا

غرّد نشطاء، مساء يوم الجمعة، على مواقع التواصل الاجتماعي بوسمٍ عنوانه "أوقفوا الإبادة" تضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ودعما لصمودهم.

وأطلق النشطاء حملة التغريد بمناسبة مرور عام كامل على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ومعركة "طوفان الأقصى"، واستمرار اعتداءاته الوحشية على اللبنانيين.

ويهدف التغريد عبر الوسم لتوحيد الصوت ضد جرائم الاحتلال وإيصال رسالة النشاط إلى كل مكان بأن "الاحتلال إلى زوال، والحق سيعود لأصحابه".

ويتساءل الناشط سامي الحجايا عن موقف المسلمين من استمرار العدوان، قائلا إن منهم من يؤيد (طوفان الأقصى) ومنهم من يعارض وقسم اعتاد المشهد ولم يعد يهزه شيء.

بغزة ما ضل إلا غبار الدمار وركام البيوت المهدمة بعد سنة من الحرب. سألت حالي: وين المسلمين؟ الجواب واضح، قسم مع وقسم ضد، وقسم اتعود عالمشهد وما عاد يهزه شي????.#اوقفوا_الابادة #غزه_الفاضحة #الحرب_بدأت_الان #الأردن pic.twitter.com/i6lJtgBiMU

— سامي محمد الحجايا???????? (@samey_mohemmd) October 4, 2024

أما سلوى فقد أرفقت مع تغريدتها فيديو لحلقات تحفيظ القران بغزة لافتة إلى استمرارها رغم مضي عام على حرب الإبادة الجماعية.

برغم الحرب والإبادة الجماعية تستمر حلقات تحفيظ القــرآن في الخيام في شمال غزة .

"الذين استجابُوا لله والرسولِ مِن بعدِ ما أصابهمُ القَرح للذينَ أحسنُوا مِنهم واتقوا أجرٌ عظيم"????????#اوقفوا_الاباده المقاومه العراقيه #الشباب أبو عبيدة #صنعاء الحديدة #اليمن #الحرب_بدات_الان #تل_ابيب pic.twitter.com/pCET7iyfcf

— salwa (30//✍????????❀ ذاتَ الخِمار(وَنَرَاهُ قَرِيبًا (@salwa201188) October 4, 2024

بدوره أطلق أحمد مبادرة لتوفير خيام جديدة للنازحين مع اقتراب فصل الشتاء واهتراء الخيام القديمة قائلا إنها "بالية ولا تحمي من برودة الشتاء".

الخيام في غزه اصبحت قديمه وباليه ولا تحمي النازخين من الاطفال والنساء من بردوه الشتاء
هذه مبادره من اجل توفير خيام جديده
This is a humanitarian initiative to provide new tents for the displaced in Gaza. Through the trusted link https://t.co/pzC0dcaKAe#اوقفوا_الابادة… pic.twitter.com/pMeNG7dUeQ

— Ahmed (@ahmedyehia___) October 4, 2024

من جهته، شارك عبدالله محمد صالح تجربته مع ابنه بمظاهرات دعم غزة ولبنان، مؤكدا أهمية الوقوف مع الضحايا.

أشارككم تجربتي مع ابني في صنعاء أثناء مشاركتنا في المظاهرات لدعم غـ ـزة و لبنان ، نؤكد على أهمية الوقوف مع الضحايا، لا تنسوا مشاركة الفيديو مع أصدقائكم ، اتركوا تعليقاتكم حول تجاربكم الخاصة ، وأعملو لايك للفيديو إذا اعجبكم . #غزة #لبنان #اليمن #صنعاء #السعودية#اوقفوا_الاباده pic.twitter.com/ChnRAiE7a0

— عبدالله محمد صالح (@Abd2013alla) October 4, 2024

ونشرت صفحة فلسطينيو الخارج إحصائية، كان المكتب الإعلامي الحكومي وثقها، لعدد العائلات التي قتل الاحتلال جميع أفرادها وبلغت 902، وعدد العائلات التي استشهد أبناؤها ولم يبق إلا شخص أو شخصين.

بعد عام على الإبادة الجماعية

902 عائلة قتل الاحتلال جميع أفرادها بالكامل ولم يتبقَ منها أحد
1,364 عائلة قتل الاحتلال جميع أفرادها ولم يتبقَ منها إلا شخص واحد
3,472 عائلة قتل الاحتلال جميع أفرادها ولم يتبقَ منها إلا شخصين#أوقفوا_الإبادة pic.twitter.com/PMDlZuucPE

— فلسطينيو الخارج (@PalesAbroad) October 4, 2024

يذكر أن الحملة التي أطلقها نشطاء، تزامنت مع دعوات من فصائل المقاومة لإحياء الذكرى الأولى لطوفان الأقصى بتصعيد أشكال التضامن والمواجهة والاشتباك مع العدو في نقاط المواجهة كافة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا همجيا على قطاع غزة متسببا بارتقاء وإصابة وفقد عشرات آلاف المواطنين، معظمهم من النساء والأطفال، ومخلفا دمارا واسعا في البنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ365 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • "أوقفوا الإبادة" وسم تضامني مع اكتمال عام على "طوفان الأقصى"
  • حركة المجاهدين الفلسطينية تبارك للمقاومة العراقية عمليتها النوعية في الجولان المحتل
  • أبو عبيدة: نبارك العملية العراقية النوعية بالجولان المحتل
  • عام على طوفان الأقصى
  • يوتيوب تزيد الحد الأقصى لمدة فيديوهات شورتس إلى 3 دقائق
  • عرض شعبي لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية بني العوام بحجة
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء غزة لـ 41788 وإصابة 96794 آخرين
  • عام على طوفان الأقصى: من ربح ومن خسر؟
  • غزة في عام.. تغطية خاصة للجزيرة نت ترصد عاما بعد طوفان الأقصى