الثورة نت:
2025-03-04@17:04:41 GMT

طوفان الأقصى.. بضع دقائق مازالت تربك العالم

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

 

 

شكَّلت عملية طوفان الأقصى، نقطة تحول جذري عميق، بشكل دوائر تصاعدية، تتسع آثارها وتداعياتها، كلما ابتعدت حلقاتها عن نقطة المركز، بوصفها مصدر إنتاج التغيير والتحول الجذري، في طبيعته التفاعلية الدينامية المستمرة، وصولا إلى تحقيق صياغة جديدة، في بنية المسار السياسي العالمي، والمواقف والرؤى والسياسات والتحالفات والاستقطابات العالمية، وبالتالي سقوط أنظمة وكيانات معينة، وصعود أنظمة وتحالفات أخرى بديلة، ما يعني حدوث تغييرات وتحولات جذرية كبيرة جدا، في خارطة التموضعات السياسية والعسكرية والاقتصادية العالمية.


وفي هذا السياق لابد من تقديم توصيف عام، لهذه العملية العظيمة الكبرى، والإلمام – ولو سريعا – بطبيعة مسارها سياسيا وعسكريا واستخباريا، وآليات تنفيذها ميدانيا، وطريقة نقلها إعلاميا، وأبرز تداعياتها وآثارها، على كافة المستويات والأصعدة.
فهي عملية نوعية تاريخية وغير مسبوقة، حيث استطاع مجاهدو فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، اختراق جدار الحماية الفاصل، بين أراضي قطاع غزة، والأراضي المحتلة المعروفة باسم غلاف غزة، رغم أنظمة الحماية والمراقبة والاستشعار، وغيرها من الأنظمة المتقدمة، وأبراج المراقبة، وطبيعة التموضع العسكري والاستخباري، التي تجعل من حصول ذلك الاختراق، أمرا بالغ الصعوبة، أو بالأصح مستحيلا، خاصة في ظل حرص الكيان الصهيوني المحتل، على سلب مجاهدي الفصائل الفلسطينية عامة، والمقاومة في غزة خاصة، من أي عوامل القوة، أو أدنى إمكانية احتمال امتلاكها، وهذا ما يفسر حجم الصدمة الكبيرة، التي شلت كل قدرات الرد الصهيوني، بشقيه العسكري ممثلا بجنوده وكتائبه النوعية، والاستيطاني ممثلا بجماعات المستوطنين المسلحين، بوصفهم المكون الأكبر، في قوات جيش الاحتياط الصهيوني، الذين أصيبوا هم أيضا بالرعب والهلع، والفرار الجماعي، والعجز عن إيقاف أبطال #طوفان- الأقصى أو التنبوء بذلك الهجوم الكاسح، إلا من بعض مواجهات، قصيرة الأمد، ويمكن القول إن هذه العملية، لم تربك كيان العدو الصهيوني المحتل، بكل فئاته ومكوناته، بل اربكت العالم بأكمله، سواء من حيث التحضيرات التي سبقتها، أو التفوق الاستخباراتي والعسكري والتكنولوجي، الذي صاحب تنفيذها، أو من حيث حجم مكاسبها الميدانية، في عدد القتلى والأسرى، والكفاءة العالية في التعاطي مع الأهداف النوعية، واقتحام عشرات المواقع العسكرية الاستراتيجية، وعشرات المستوطنات، ونوعية وكمية الأسلحة التي تم اغتنامها، وسرعة نقلها مع الأسرى، إلى مناطق آمنة في عمق قطاع غزة، والعودة بسرعة لمواصلة تحرير الأرض، واقتحام المواقع والمستوطنات، الواقعة في محيط غلاف غزة، بمسافة انتشارية تقدر بـ 40 كم، تشمل ما يقرب من 50 مستوطنة، وعشرات المواقع العسكرية الاستراتيجية الهامة، مثل مقر قيادة فرقة غزة، في معسكر ريعيم شمالي القطاع، وغيرها من المعسكرات والفرق والألوية، التي طالما تبجح بها قادة الكيان الصهيوني الغاصب، وتغنوا بتميزها وتفوقها النوعي تدريبا وتسليحا، جاعلين منها أسطورة خاصة، داخل أسطورة الجيش الذي لا يقهر، لكنها سرعان ما سقطت، في غضون ست دقائق فقط، وتم أسر العشرات من كبار جنرالاتها وقاداتها – ناهيك عن المئات من جنودها – بتلك الصورة المهينة والمخزية، وقد شخصت أبصارهم، وخرست ألسنتهم، وخارت قواهم، وتملكهم الخوف الشديد والرعب القاتل، لهول الصدمة الكبيرة، والمفاجأة غير المتوقعة إطلاقا، حتى بلغ بهم الحال، الاعتقاد أنها القيامة، وقد ارتسمت على وجوههم صور الذلة والمسكنة والخزي والعار، وهم يجرون أذيال الهزيمة الساحقة النكراء، ترتفع أصواتهم وتنخفض – كجوقة من الحمقى – بالبكاء والعويل والنحيب والتحسر، على مرأى ومسمع من كل شعوب العالم، التي تابعت – باهتمام بالغ – من خلف الشاشات، كل تفاصيل تلك المشاهد الحية، المُفرج عنها من قبل الإعلام الحربي والعسكري، لمجاهدي الفصائل الفلسطينية الأبطال، ليرى العالم أجمع، كم هو هذا الكيان الصهيوني الغاصب، ضعيف وهش وزائف وعاجز وذليل، وأن نزعته الإجرامية، وممارساته الوحشية، ومجازره ومذابحه الإرهابية، التي بنى عليها تموضعه الاستيطاني الغاصب، لم تعد قادرة على ترويج أساطير قوته وتفوقه المزعوم، أو انتشال صورته الاستكبارية، من مستنقعات السقوط المهين والهزيمة المدوية، خاصة بعد هذه العملية المباركة، في (سبت) القيامة الأسود، الذي صنعه ثلة من أبطال فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية، انطلاقا من الواجب الديني والإنساني، وقد تسلحوا بالإيمان بالله والثقة فيه والتوكل عليه، بالإضافة إلى بعض الأسلحة التقليدية البسيطة.
إن محاولة استقصاء محاور هذه العملية، تخطيطا وتنفيذا واستمرارية، أمر يستحيل القيام به، في مقام كهذا، كما أن إخضاعها لمعايير قياس الربح والخسارة، المتواضع عليها في العرف العسكري التقليدي، مجازفة تنم عن قصور في الوعي، نظرا لخصوصية العملية والمكان والزمان، وتفاوت القدرات والإمكانات، واختلاف الظروف الموضوعية الداخلية والمحيطة، ولاختلاف ومغايرة طبيعة هذه العملية عن غيرها، على كافة المستويات والأصعدة، علاوة على أن قدرتها على تثبيت معادلات القوة والسيطرة، مكنتها من الاستمرار في إنتاج مكاسب الانتصار العظيم، وامتلاك مقومات البقاء والاستمرارية الفاعلة، في تمريغ كيان العدو الصهيوني المحتل، في مستنقعات الهزيمة الدائمة، ورغم إمعانه في ارتكاب جرائم الإبادة والمجازر الجماعية الوحشية، بحق سكان قطاع غزة المدنيين الأبرياء، ومهما حظى بمساعدة ودعم أمريكا والغرب، إلا أن ذلك لن يعيد له هيبته المفقودة، ولا تسلطه وهيمنته الساقطة، ولن يزيده إلا سقوطا وزوالا متسارعا، مع عملائه المحليين والإقليميين، ورعاته وداعميه الإمبرياليين المستكبرين، لأن تلك سنة إلهية حتمية، استوفت شروطها ومعاييرها، ولن تجد لسنة الله تبديلا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

شاهد | الأسير الفلسطيني المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بغزة

???? شاهد | الأسير المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بـ #غزة 03-09-1446هـ 03-03-2025م

???? تقرير: صلاح المدهون – فلسطين المحتلة #طوفان_الأقصى #صفقة_طوفان_الأقصى #شاهد_المسيرة pic.twitter.com/77lyQSt8iE

— شاهد المسيرة (@ShahidAlmasirah) March 3, 2025

مقالات مشابهة

  • التحقيقات الإسرائيلية في طوفان الأقصى تضع نتنياهو تحت الضغط
  • بينهم أسيرة محررة في “طوفان الأقصى”.. قوات العدو تعتقل عدة فلسطينيين بالضفة
  • شاهد | بعد ربع قرن.. الحاج صدقي يذوق طعم الحرية في أجواء رمضان مع عائلته في الخليل
  • شاهد | الأسير الفلسطيني المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بغزة
  • شيخ الأزهر: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب في القمة العربية ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى التي يتعامل بهما الداعمون للكيان المحتل
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • طوفان سان جيرمان يُغرق ليل!
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي