صمود غزة.. سيفشل المشاريع الصهيونية في المنطقة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
بعد الصمود الأسطوري لغزة ولرجال المقاومة الفلسطينية، وما ألحقته معركة طوفان الأقصى من خسائر فادحة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي انهزم شر هزيمة، وتحطمت الأسطورة التاريخية الجيش الذي لا يقهر، فقد بدأت ملاحم مرحلة ومسار جديد يلوح في الأفق سيغير المنطقة بأكملها.
المعركة البرية التي تهدد إسرائيل بخوضها، اقتحام غزة بريا، يعد من المغامرات التي ستقضي على ما تبقى من جيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم كثافة الهجمات والغارات الجوية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي قتل وجرحى الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، ودمر المباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها، والتي تعد حرب إبادة جماعية، يقوم بها الكيان الصهيوني، الذي لا يحترم قانونا أو مواثيق ولا يعترف بحق المدنيين العزل، وحرمة المساكن والمستشفايات، وسيارات الإسعاف والمدارس والجامعات، دمر كل شيء أمامه، بهدف إرهاب وأخافه أبناء غزة وتهجيرهم من منازلهم، ليحقق حلما طال انتظاره.
كل هذا يحدث في ظل تأييد أوربي أمريكي بل ودعم ومشاركة من أمريكا وبريطانيا، بالمقابل صمت وتنديد واستنكار ومطالبة بضرورة حماية المدنيين، من بعض الأنظمة العربية والإسلامية، فيما كان السواد الأعظم من أبناء الشعوب العربية ضد الحرب والعدوان الصهيواني، ودعما وتأييدا لطوفان الأقصى.
من خلال المتابعة لما يجري في الأسبوع الأول من طوفان الأقصى والتي انطلقت في السابع من أكتوبر، والذي سيكون يوما مشؤوما في تاريخ الكيان الصهيوني. والذي لم يتعرض لهذه الهجمة العسكرية ولم يمن بخسارة كهذه خلال 70 عاما من المواجهة مع العرب، بل لقد فاقت خسائره وعدد القتلى من جنوده حرب أكتوبر 1973م والتي يعتبرها العرب النصر الوحيد لهم ضد الكيان الصهيوني.
الأيام السبعة الأولى تكشف مدى قوة وشراسة وتضحية أبطال المقاومة الفلسطينية، وتظهر مدى هشاشة وضعف جيش الاحتلال الإسرائيلي، كذلك تكشف أن مخطط إيجاد وطن بديل للفلسطينيين في سيناء من خلال تهجيرهم قسرا من أرضهم تحت وابل من الصواريخ قد فشل تماما، بعد رفض مصر لهذا المخطط، وتأكيدات القيادة والمسؤولين المصريين أن غزة هي أرض فلسطين وعلى أبنائها عدم الخروج منها، وأنها مستعدة لإيصال المساعدات عبر معبر رفح…
فالتطبيع الصهيوني مع بقية الأنظمة العربية قد يتأخر لفترات قادمة، والسبب طوفان الأقصى، وصحوة الشعوب العربية، والذي ظهر من خلال مسيرات الغضب الشعبية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فما يسعى إليه الكيان الصهيوني قد فشل، وأن استمرار القصف الجوي وقتل أبناء غزة، وتدمير مساكنهم ليس ألا عملية لتحسين صورة الجيش الصهيوني والقيادة الصهيونية أمام شعبها، والذي عجز عن حمايتهم والدفاع عنهم وأظهر فشله خلال عملية طوفان الأقصى.
وكل هذا ماكاد أن يحدث لولا صمود غزة، وتضحيات أبنائها، وشجاعة وبسالة المجاهدين الفلسطينيين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط في إفتتاح المؤتمر السابع للبرلمان العربي: المنطقة العربية تعيش اخطر مراحلها
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته في المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية إن المنطقة العربية تعيش لحظة قد تكون الأخطر في تاريخها الحديث، فالقضية الفلسطينية، بما لها من مكانة في قلب كل عربي، تتعرض لخطة تصفية عبر تهجير الشعب بعد تخريب الأرض وابتلاعها، تخريب الأرض في غزة وابتلاعها في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقال إن طرح الترحيل ليس جديداً من جانب قوة الاحتلال، وإن كان يحزننا أن تنضم إليه قوة عالمية كبرى، بعد أن كان محصوراً في اليمين المتطرف الإسرائيلي.
وأوضح أن الطرح كما تعلمون مرفوض عربياً ودولياً لأسباب ثلاثة: فهو غير قانوني وغير أخلاقي وغير واقعي.
وأضاف إن صوتنا العربي الجماعي له أهمية استثنائية في هذه المرحلة الحاسمة، ونتطلع جميعاً إلى القمة التي ستُعقد في القاهرة مطلع الشهر القادم للتعبير عن هذا الموقف الجماعي، واضحاً وحاسماً، وتطرح بدائل عملية وواقعية، وأيضاً إنسانية وتتفق والقانون الدولي، بدائل لإعمار غزة بوجود أهلها وبجهود أهلها وبدعم عربي ودولي.
وأعرب عن تطلعه لموقف برلماني عربي موحد لدعم صمود الشعب الفلسطيني، ورفض مشروع التهجير، ودعم المبادرات البديلة، والعمل على الترويج لهذه الرؤية في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، وأثق في أن خطة التحرك البرلمانية العربية الموحدة، التي ينتظر صدورها عن هذا المؤتمر، ستشكل ركناً مهماً داعماً للموقف العربي من هذه القضية المركزية بالنسبة لدولنا وشعوبنا.
وأشار الى تصاعد الغضب لدى الرأي العام العربي خلال ستة عشر شهراً من الحرب الوحشية، حرب الإبادة والتطهير العرقي على قطاع غزة، إن ما فعله الاحتلال بهذا الإجرام غير مسبوق، وهذا التحدي السافر لأبسط معاني الإنسانية والقانون، فما فعله الاحتلال أدى - من حيث لا يدري - إلى تعميق الرفض والكراهية لدى أجيال جديدة عبر العالم العربي ربما لم تكن تعلم الكثير عن هذا الصراع الطويل، إن الاحتلال، عبر الإمعان في البطش والإجرام، يقوض إمكانيات التعايش في المستقبل ويضرب أساس السلام والاستقرار في المنطقة ولا شك أن البرلمانات، باعتبارها صوت الشعوب، تعكس هذه الاتجاهات من الرأي العام العربي، لكي يدرك العالم أننا لا نقبل بسلام يؤسس على منطق القوة والترهيب، وإنما وحده السلام العادل هو ما يؤسس لتعايش واستقرار مستدام.
وقال إن الجامعة العربية لازالت تتمسك برؤية الدولتين باعتبارها الطريق الوحيد لسلام شامل في المنطقة، فلا سلام ولا أمن لطرف دون آخر من دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.. وكل ما يُطرح من أفكار ورؤى، تقوم على ظلم الفلسطينيين أو الإجحاف بهم أو بالدول العربية، لن يؤدي سوى لإطالة أمد الصراع، ومضاعفة معاناة الشعوب، كل الشعوب في المنطقة.