صحف الجزائر تصدر تحت عنوان موحد: "غزة.. إعلام يغتال الحقيقة"
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
لاقت مبادرة الصحف الجزائرية الصادرة يوم الأحد 22 أكتوبر بعنوان موحد نصرة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني إشادة من قبل القراء والفاعلين في مجال الإعلام.
وصدرت أبرز الصحف الجزائرية الأحد 22 أكتوبر 2023 بعنوان موحد على صفحاتها الرئيسية "غزة.. إعلام يغتال الحقيقة" متهمة الإعلام الغربي بالانحياز للرواية الإسرائيلية بشأن الحرب على غزة.
وتزامنت المبادرة مع احتفال الصحافة الجزائرية بيومها الوطني الموافق لـ22 أكتوبر من كل عام.
ونشرت 35 صحيفة جزائرية حكومية وخاصة باللغتين العربية والفرنسية، عنوانا مشتركا على صفحاتها الأولى "غزة.. إعلام يغتال الحقيقة".
عنوان موحد لجميع الصحف الجزائرية لمواجهة الإعلام الغربي وكشف الحقيقة حول ما يجري في غزة ????????????????
"غزة .. إعلام يغتال الحقيقة" pic.twitter.com/0P7d5WtW2T
واعتبرت الصحف أن الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة منذ 7 أكتوبر "فضحت ازدواجية المعايير الغربية".
وورد في أغلب المقالات التي نشرتها الصحف الجزائرية أنه يوجد تحيز واضح من جانب الإعلام الغربي لصالح الرواية الإسرائيلية.
وانتقدت نشر الإعلام الغربي معلومات تبيّن أنها مزيفة لاحقا، مثل المزاعم بأن مسلحين فلسطينيين قطعوا رؤوس أطفال إسرائيليين وادعاء عدم مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن قصف مستشفى المعمداني بغزة في 17 أكتوبر الجاري.
وقال الناشرون الجزائريون عبر بيان نشرته الصحف "ندين السقوط المهني والأخلاقي للإعلام الغربي في تغطيته المنحازة للحرب على غزة، وتكريسه للصورة النمطية المشوهة للحقيقة، فهو لم ينحز فقط، بل أصبح آلة دعاية كاذبة بتزييف الوقائع لتضليل الرأي العام وتبرير الخروقات السياسية والعسكرية لإسرائيل".
"غزة.. إعلام يغتال الحقيقة".. عنوان موحد لصحف #الجزائر يتهم الإعلام الغربي بـ"الانحياز" للرواية الإسرائيلية بشأن #حرب_غزةpic.twitter.com/klgDilXTuh
— Mohamed Benkhira (@c505f76548ad484) October 22, 2023وشددوا على أن "الإعلام الغربي صار طرفا غير محايد، واختار الاصطفاف لجانب إسرائيل من خلال ترويج أو تلفيق أكاذيب السياسيين والعسكريين، وهو لاعب أساسي في الحرب، يغمض عين الحقيقة، ويبقي على عين التضليل".
إقرأ المزيدوتأتي هذه المبادرة بعد أيام قليلة على بث موحد بين 6 قنوات تلفزيونية جزائرية هي "الشروق" و"الشروق نيوز" و"الحياة" و"الوطنية" و"البلاد" و"الأنيس" تحت عنوان "الجزائر فلسطين.. صوت واحد"، من الساعة التاسعة صباحا وحتى منتصف الليل.
وتتواصل الحرب على غزة في يومها الـ17 منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، ومعها يتزايد عدد الضحايا والمصابين ويتفاقم الوضع الإنساني في القطاع، وما يزال القطاع يتعرض للقصف الإسرائيلي.
وبلغت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة 4651 قتيلا منهم 1873 طفلا، و1023 سيدة، و187 مسنا، إضافة إلى إصابة 14245 بجراح مختلفة، ناهيك عن الدمار الهائل بالمناطق السكانية والبنية التحتية وحالة النزوح الجماعية.
كما أن الحدود الجنوبية اللبنانية تشهد توترا منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" يوم السبت 7 أكتوبر، حيث أعلن "حزب الله" اللبناني مقتل عدد من عناصره جراء قصف إسرائيلي وعمليات عسكرية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مصرع عدد من جنوده إثر اشتباكات مسلحة وقصف من لبنان.
جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن يوم السبت 21 أكتوبر عزمه على تكثيف ضرباته ضد غزة استعدادا للمرحلة المقبلة من هجومه على القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
المصدر: RT + وسائل إعلام جزائرية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية تل أبيب حركة حماس صحافيون طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام وسائل الاعلام وفيات الإعلام الغربی على غزة
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع الشرع بناء جيش موحد لتحقيق الأمن لسوريا؟
تناولت رهف الدُّغلي، أستاذة مساعدة في دراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في جامعة لانكستر، معضلة الأمن في سوريا وهي أحد أكبر التحديات التي تواجهها البلاد بعد التحول المفاجئ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد "هيئة تحرير الشام".
بعض سياسات الشرع تعكس الأخطاء التي ارتُكبت في العراق بعد الغزو الأمريكي
وقالت الكاتبة في مقالها بموقع "تشاتام هاوس" (المعهد الملكي للشؤون الدولية)، هو مركز أبحاث بريطاني مقره لندن إن سقوط الأسد استقبل بمزيج من الفرح والذهول والقلق بين السوريين، ولكن البلاد باتت أمام عقبات كبيرة، أبرزها تحقيق الاستقرار وتكوين جيش وطني قوي.يقود أحمد الشرع، الذي تزعم "هيئة تحرير الشام"، الحكومة الانتقالية الجديدة التي وعدت بتوحيد الصفوف وقيادة سوريا نحو مستقبل سياسي شامل.في فبراير (شباط)، اجتمع المئات من السوريين في مؤتمر الحوار الوطني بدمشق لوضع خارطة طريق للمرحلة القادمة. وأسفر المؤتمر عن إعلان نوايا لصياغة دستور وطني وحظر الجماعات المسلحة غير الخاضعة لسلطة الدولة."Unless a transitional justice framework is deployed soon Syria’s new leadership will struggle under the weight of unresolved grievances." ????????
Read @r_aldoughli's story on the way forward for Syria ⤵️https://t.co/bmThReAjns
وأكد الشرع في كلمته أن احتكار الدولة للسلاح ليس رفاهية بل ضرورة حتمية لأن هدفه بناء جيش وطني موحد، وهو الهدف الذي وصفه بأنه حجر الأساس لمستقبل سوريا. وترى كاتبة المقال أن فشله في تحقيق ذلك قد يؤدي إلى عودة النزاع المسلح.
سوريا المحرَّرة والمنقسمة
وأشارت الكاتبة إلى المشهد العسكري المعقد في سوريا، حيث ما زالت الميليشيات والفصائل المسلحة تتنافس فيما بينها. فبينما استولت "هيئة تحرير الشام" على دمشق، مدعومة من تركيا، يسيطر "الجيش الوطني السوري"على معظم الشمال السوري بدعم تركي أيضاً.
أما "قوات سورية الديمقراطية (قسد)"، فتشرف على 95% من احتياطيات الغاز والنفط، وتحظى بدعم أمريكي منذ عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.
ويزيد من تعقيد جهود الدمج العسكري، كما أوضحت الكاتبة، تضارب الأيديولوجيات بين الفصائل المختلفة، حيث تدعو "قوات سوريا الديمقراطية" إلى الفيدرالية بينما يتبنى "الجيش الوطني السوري" القومية المركزية، وتتبع "هيئة تحرير الشام" النظام الإسلاموي.
أعلن الشرع في يناير (كانون الثاني) خطته لحل الفصائل العسكرية التابعة للنظام السابق – التي يبلغ قوامها نحو 100 ألف مقاتل – ودمجها في الجيش الوطني الجديد. لكن الطريقة التي تم بها تنفيذ هذه العملية تسببت بزيادة الانقسامات.
جهود دمج غير متوازنة
وحاولت "هيئة تحرير الشام" دمج الفصائل العسكرية ضمن قيادة موحدة قبل سقوط الأسد، لكن الكاتبة ترى أن هذه الجهود شابها الكثير من المحاباة، حيث تم منح المناصب العليا لقادة مقربين من الشرع. على سبيل المثال، تم تعيين اللواء عمر محمد جفتاشي، وهو تركي الجنسية، قائداً للفرقة العسكرية في دمشق، مما أثار تكهنات حول دوره كحلقة وصل مع الاستخبارات التركية.
Key Points from #AlMajalla's Interview with General Mazloum Abdi, Commander of the Syrian Democratic Forces (#SDF)
♦️Ahmed Al-Shara is the head of #Syria's transitional phase. The "delay in congratulating" President Al-Shara occurred because "we did not attend" the Victory Day… pic.twitter.com/UkZlIuITOz
ومنذ ديسمبر (كانون الأول)، واصلت وزارة الدفاع السورية عملية إعادة الهيكلة بطريقة تركز على توحيد الفصائل الكبرى داخل "الجيش الوطني السوري" على حساب الفصائل الأصغر.
أثار هذا التوجه استياء العديد من القادة العسكريين، حيث قال أحدهم: "هذه العملية تهدف إلى استرضاء الفصائل الكبيرة التي كانت بالفعل على علاقة جيدة مع هيئة تحرير الشام قبل سقوط الأسد، بينما تم تهميش قادة الفصائل الأصغر تماماً".
تكرار أخطاء العراق
وقالت الكاتبة إن بعض سياسات الشرع تعكس الأخطاء التي ارتُكبت في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، عندما أدى اجتثاث البعث إلى انهيار مؤسسات الدولة وإقصاء الآلاف من الضباط والموظفين، بما دفع الكثيرين منهم للانخراط في التمرد المسلح.
فقد تم تسريح مئات الموظفين البعثيين السابقين بحجة الفساد، بينما تم تعليق رواتب بعض الجنود السابقين وإجبارهم على تسليم أسلحتهم. وعاد البعض إلى قراهم الساحلية خوفاً من التهجير من مساكنهم في دمشق.
هذا الإقصاء يهدد بخلق توترات طائفية، خاصة في ظل تصاعد الاشتباكات في مارس (آذار) بين الجنود العلويين والقوات الجديدة في مدن الساحل، مما أسفر عن سقوط أكثر من ألف قتيل.
تحديات العدالة الانتقالية
خلال مؤتمر دمشق، تعهد الشرع بإنشاء هيئة للعدالة الانتقالية، مشدداً على أهمية معالجة مآسي العقود الماضية. لكن حتى الآن، لم تتضح آلية تنفيذ هذه العملية، خاصة أن العديد من الفصائل المسلحة، بما فيها "هيئة تحرير الشام" و"الجيش الوطني السوري" و"قوات سوريا الديمقراطية"، متورطة في انتهاكات خلال الحرب.
طريق نحو مستقبل أكثر استقراراً
رغم العقبات، تقول الكاتبة، ما يزال هناك مجال لتحقيق تقدم. ويتطلب نجاح هذه المرحلة تأسيس مجلس عسكري شامل يضم ممثلين عن جميع الفصائل، بما في ذلك الجنوب، و"قوات سوريا الديمقراطية"، والضباط السابقين في جيش الأسد، لضمان توازن القوى وعدم تهميش أي طرف. فالحكومة تعلم علم اليقين أن فشلها في بناء جيش وطني موحد وإرساء دعائم العدالة والمصالحة يمثل أكبر تهديد لاستقرار سوريا ومستقبلها.