الثورة نت:
2024-07-05@10:15:12 GMT

أي صورة إنسانية للغرب سترسمها حرب إسرائيل في غزة ؟

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

أي صورة إنسانية للغرب سترسمها حرب إسرائيل في غزة ؟

الحرب الإسرائيلية على غزة تكشف نفاق الغرب وزيف عناوينه الإنسانية قيم الديموقراطية والحريات في الغرب لن تخرج سالمة

لم يعد خافياً أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يحاول بدعمه لكيان العدو الصهيوني في حربه على قطاع غزة إباحة غزة للصهاينة، وتعويض المرارات التي يتجرعها في حربه الطويلة ضد روسيا في أوكرانيا، وأكثر من ذلك تثبيت خارطة التوازنات الأمنية في المنطقة والدفع بقاطرة التطبيع المتعثرة قدما، ما جعل الدعم الغربي للعدو الصهيوني في هذه الحرب مكشوفاً على تبعات مروعة سياسية وقانونية وأخلاقية.

الثورة  / أبو بكر عبدالله

حشد غربي لإسناد حرب الإبادة
الحشد الغربي الداعم لكيان العدو الصهيوني في حربه على قطاع غزة تجاوز هذه المرة حدود الدفاع عن النفس أو الانتقام للهزيمة التي هزت الكيان بعملية «طوفان الأقصى»، فأهداف العدو الصهيوني في القضاء على حركة «حماس» وضمان عدم تكرار ما حدث يوم 7 أكتوبر، صارت من الماضي مقابل أهداف خفية لتصفية القضية الفلسطينية وإعادة صياغة المقاومة الفلسطينية بل وإعادة رسم الخارطة الإقليمية في منطقة مرشحة لتغييرات سياسية وأمنية متسارعة.
المواقف الغربية المؤيدة للحرب الإجرامية على قطاع غزة التي تصب حممها على رؤوس المدنيين وعلى وجه أخص الأطفال والنساء، وقطع إمدادات الغذاء والماء والأدوية ومنع دخول المساعدات الإنسانية يجسد دعمها لسياسة «العقاب الجماعي» الذي يعد أكثر صور الانتهاك للقوانين الإنسانية وقوانين الحرب.
هذا الأمر تجسد بصورة أكثر وضوحا في المواقف الغربية التي شملت الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي بمقابل تعليق ومراجعة برامج المساعدات التنموية الغربية المقدمة للسلطة الفلسطينية وقطاع غزة بذريعة تجنب وقوع هذا الدعم بأيدي «حماس» بصورة غير مباشرة.
وأكثر المعالجات التي قدمتها الحكومات الغربية حيال الصراع المتجدد في قطاع غزة، تجاهلت كليا قرارات الشرعية الدولية واستمرت بالقفز على الحقائق تجاه قضايا توسع المستوطنات والأسرى واللاجئين وتعامت عن المقدمات الأساسية والاستفزازات المتكررة وحتى الجذور التاريخية للصراع التي قادت إلى الوضع الراهن ناهيك عن تجاهلها حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 18 عاما بعدما حوله الكيان الإسرائيلي إلى سجن كبير.
يزداد الأمر فداحة مع التوقعات بطول أمد الحرب، خصوصا بعد إبلاغ المسؤولين الصهاينة الرئيس بايدن خلال زيارته الأخيرة إلى كيان العدو، بأن تفكيك «حماس» قد يستغرق سنوات وهو أمر أثار قلقا عالميا بشأن ما إن كان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سيتحمل الحصار والقتل الجماعي لفترة طويلة إن لم يتعرض لإبادة جماعية، استنادا إلى العنف المفرط الذي استخدمه كيان العدو الصهيوني في الرد على عملية «طوفان الأقصى».
وأكثر من ذلك وضع حكومة الحرب الصهيونية نفسها أمام تحد وجودي يفترض أن أي خيار لا يشمل التدمير الكامل لـ «حماس» وقطاع غزة، سيكون بمثابة هزيمة استراتيجية للكيان وهو الموقف الذي تماهت معه أمريكا وبريطانيا وفرنسا بإرسال بوارج وقطع عسكرية إلى المنطقة تمنح إسرائيل الفرصة الكافية لتحقيق أهدافها، والحد من أي فرص بتوسيع الصراع إلى حرب إقليمية قد تعرقلها عن تحقيق هذه الأهداف.
انحياز وتأجيج
كل التقديرات تؤكد أن هده الحرب كانت الأكثر من حيث الدمار وعديد الضحايا، وهو ما عبرت عنه بوضوح تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة التي أكدت أن حرب الصهاينة في قطاع غزة حاليا تفوق في آثارها على المدنيين كل الحروب التي شنها الكيان الصهيوني على فلسطين منذ النكبة.
وما لم يقله الأمين العام للأمم المتحدة، هو أن المواقف الغربية الداعمة للصهاينة، تساهم في تأجيج الصراع وتصاعد الضحايا والخراب الذي يتعرض له قطاع غزة، بالنظر إلى النتائج المروعة للحرب الصهيونية والتي سجلت خلال أسبوعين إسقاط قنابل على القطاع المحاصر تعادل ربع قنبلة نووية، وأدت في غضون الفترة ذاتها إلى وقوع أكثر من 4600 شهيد، بينهم 1750 طفلا و900 امرأة ونحو 14 ألف مصاب وأكثر من 1800 معتقل وهي أعداد تفوق عدد ضحايا الحروب التي شهدتها المنطقة منذ عقود.
هذا العدوان بنتائجه المروعة كشف كارثية الانحياز الغربي الكامل للكيان الصهيوني، كما كشف عن ازدواجية فاضحة في تطبيق معايير حقوق الإنسان من جانب الحكومات الغربية ومؤسساتها.
وباستثناء بعض المواقف الغربية التي بدت معتدلة رغم عدم دعوتها للصهاينة إلى وقف القصف الوحشي للمناطق السكنية في غزة، فإن المواقف الغربية ومنذ الساعات الأولى لعملية «طوفان الأقصى» منحت الضوء الأخضر للكيان الصهيوني ليفعل ما يشاء والتهديد العلني لكل من سيحاول التدخل لإنقاذ الشعب الفلسطيني من جرائم الإبادة.
والتحذيرات الأخيرة التي أطلقتها الأمم المتحدة بانهيار القطاع الصحي ووصول مظاهر الحياة في القطاع إلى «حافة الهاوية»، لم يغير من واقع الدعم الغربي للكيان الصهيوني الذي استمرت في استثمار هذه المواقف بالمزيد من الغطرسة والعنف.
تضليل غربي
خلال الأيام الماضية شهد العالم مواقف سياسية غربية مناقضة لمعايير حقوق الإنسان ومبررة للعدوان الإسرائيلي ومشجعة لارتكاب مزيد من الانتهاكات ومضللة للحقائق بصورة كشفت أن الإعلام الغربي ليس صادقا في كل الأحوال ويمكنه أن يمارس التضليل والتلفيق لتحقيق أهدافه السياسية، ناهيك عن ممارستها الضغوط على وسائل التواصل الاجتماعي التي صارت ترهب كل من يبدي مواقف داعمة لمحنة الشعب الفلسطيني.
والمقاربات التي قدمها الإعلام الغربي لعملية «طوفان الأقصى» ونتائجها تجاوزت حدود الموضوعية والحياد والمصداقية، فهي قدمت العملية كـ «هجوم إرهابي على مدنيين إسرائيليين»، وحاولت إسقاط حق الشعب الفلسطيني في المقاومة ضد الاحتلال، وغيّبت تماما حجم العنف الصهيوني والإجرام في الحرب على غزة، وحجم الضحايا من المدنيين الفلسطينيين والخراب الذي أحدثته الغارات الصهيونية التي وضعت الأطفال والبنى التحتية أهدافها الأساسية في طول وعرض القطاع المحاصر.
وبلغت هذه الانتهاكات أوجها بإجراءات القمع والاعتقال التي فرضتها الدول الغربية على كل من يتظاهر أو يظهر التعاطف مع فلسطين وشعبها في مقابل توجيهه كل الإمكانيات السياسية والإعلامية لدعم الحرب الصهيونية والتعامي مع جرائمها بحق المدنيين.
لم تخل هذه الإجراءات من مظاهر صادمة بقيام العديد من الحكومات الغربية بمنع مواطنيها والمقيمين الشرعيين فيها من ممارسة حقوقهم القانونية في التعبير عن الرأي والتجمع السلمي، في سياسات أفصحت عن أزمة أخلاقية وإنسانية عميقة، فقدت معها الشعوب الغربية حقها بالدفاع عن القوانين والقيم الإنسانية عند الحديث عن محنة الشعب الفلسطيني مقابل استحضار كل هذه القوانين والقيم عند الحديث عن عمليات تنفذها مقاومة تطالب باستعادة حقوقها التاريخية المشروعة.
وكان مفاجئا أن العديد من العواصم الغربية – التي طالما تشدقت بالحقوق والحريات – فرضت على الجميع سردية واحدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومنعت الكتابة المحايدة والتناول الموضوعي للأحداث، كما منعت ظهور الحقيقة وصادرت حرية التعبير في مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدت لكل دعوات الاحتجاج السلمي وتجريم التضامن مع المدنيين المحاصرين في قطاع غزة.
ذلك أن هذه السياسات كانت ولا زالت غائبة كليا في ملف الأزمة الأوكرانية على سبيل المثال، فطوال عامين لم يكف الغرب عن توجيه الإدانات والاتهامات والانتقادات لروسيا تجاه عمليتها العسكرية في أوكرانيا، وانخرط الجميع في تعبيد مسارات آمنة لخروج المدنيين من ساحات القتال، فضلا عن دعهم العسكري والمخابراتي للمقاومة الأوكرانية وتمجيدها وحشد الدعم الدولي لها والاعتراف بحقهم في الدفاع عن أرضهم أمام «الغزو الروسي».
أزمة ضمير دولية
المواقف الغربية المنحازة للكيان الصهيوني، لم تقتصر على دولهم بل شملت كذلك المحافل الدولية بما فيها الأمم المتحدة حيث لجأت واشنطن وحلفاؤها الغربيون لاستخدام ورقة الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد القرارين الروسي والبرازيلي اللذين استهدفا وقف إطلاق النار ورفض عمليات التهجير القسري والعودة لمفاوضات الحل السياسي.
هذا المواقف توازى مع حملات تضامن غربي غير مسبوقة مع الكيان الصهيوني تجلت برفع أعلامها على مبنى المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي وبرج إيفل وبوابة براندبورغ، في وقت كانت طائرات الاحتلال تشن غارات وحشية وعنيفة على التجمعات السكانية والمرافق الصحية ومرافق الأونروا وعلى خطوط الإمداد الإنسانية في الجانب الفلسطيني لمعبر رفح.
والمشروعان الروسي والبرازيلي المقدمان لمجلس الأمن، تعطلا أمام الفيتو الأمريكي في ظل ضغوط دبلوماسية دولية واسعة وصريحة كشفت أن المنظمة الدولية لازالت رهينه لمواقف وسياسات اللاعبين الكبار.
وعلى سبيل التذكير فقد كان مشروع القرار الروسي يتوخى وقف إطلاق النار وإدانة أعمال التهجير لسكان قطاع غزة ووقف جرائم الإبادة للمدنيين والتأكيد على الحل العادل للقضية الفلسطينية القائم على أساس الدولتين لكنه رُفض من جانب الولايات المتحدة الأمريكية تماشيا مع دعمها اللامحدود لإسرائيل.
والحال كذلك مع مشروع القرار البرازيلي الذي سقط هو الآخر كونه لم يتضمن إدانة واضحة لحركة «حماس» ولم يعترف بالقرار الأمريكي باعتبارها منظمة إرهابية.
وهذه المواقف على أنها مثلت ضربة قاصمة لدور الرباعية الدولية، فقد شهد العالم تاليا، تغييباً متعمداً لدور الرباعية الدولية التي منعت من الاجتماع بما ساهم في تطور مسار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بصورة عبثية وغير إنسانية.
ولم تكن النتائج الكارثية للفيتو الأمريكي محصورة على الوضع المتأزم في غزة بغياب الحماية الدولية للمدنيين في القطاع، بل دفع من جانب آخر بمسار إصلاح الأمم المتحدة إلى متاهة جديدة قد تستمر لعقود، بعد أن كان هذا الموضوع طرح بقوة للنقاش الشهر الماضي بتأييد ومباركة من أكثر دول العالم.
وحتى المواقف المتوازنة التي أعلنتها الأمم المتحدة والتي اتسمت بقدر من المصداقية فقد جوبهت بانتقادات حادة، في تداعيات كشفت إلى حد كبير الدور الخفي الذي يعمل منذ سنوات على عرقلة أي جهود لإصلاح آليات للأمم المتحدة لاستعادة دورها، وقيادة حركة إصلاح عالمية للمنظمة الدولية وآلياتها تقوم على احترام سيادة الدول وتمكنها من تجاوز أي ضغوط سياسية تضعها في موضع اتهام.
انهيار القيم
وسط جنون الإدانات الغربية للمقاومة الفلسطينية والتأييد الكامل للعدو الصهيوني لم يظهر أي موقف غربي معتدل ومتوازن، في المقابل وضع الموقف الروسي اصبعه على المشكلة الحقيقية بدعوة موسكو إلى هدنة إنسانية تفتح الطريق لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية حول الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، كخيار وحيد لحل نهائي وعادل للصراع في الشرق الأوسط.
أما الغرب الرسمي بحكوماته وبرلماناته ومنظماته وبرامجه الإنسانية، فقد تبنى من اليوم الأول للحرب الإسرائيلية خطابا سلبيا أعطى الاحتلال إسنادا دوليا يغطي على كل جرائمه وانتهاكاته، في ظل ضغوط مورست على العديد من الدول لتبني مواقفه.
لا شك أن هذه السياسات التي فاجأت المجتمعات الغربية لن تكون بلا ثمن، فالعديد من الدول الغربية لن تكون قادرة على لعب دور فاعل ومؤثر في دفع الدول العربية لإحداث إصلاحات في ملفات الديموقراطية والحقوق والحريات بعد أن فقدت قدرتها على التأثير في هذه الملفات.
ذلك أن المواقف الغربية المعلنة من الانتهاكات الإسرائيلية كانت منحازة وداعمة بل ومبررة للجرائم الإسرائيلية، في حين أن محاولاتها إقناع إسرائيل الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية لن تجد في ظل الدعم الغربي الكامل آذانا مصغية من حكومة الحرب الإسرائيلية التي حددت هدفها بالقضاء على «حماس» وتدمير غزة وتهجير أهلها، للحفاظ على موقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط ما سيضع أمريكا والغرب أمام أزمة أخلاقية وإنسانية عميقة.
ويتعين هنا الإشارة إلى أنه ألا أحد في الغرب يريد انتهاك قيم الديموقراطية والحريات التي تكرست في المجتمعات الغربية على مدى 70 عاما وخلقت مجتمعات متماسكة ودولا قوية ومستقرة، لكن الحروب والصراعات الجيوستراتيجية تجعل انتهاكها أمرا حتميا، في ظل حالة التبعية المطلقة التي تكبل هذه الدول منذ الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: العدو الصهیونی فی للکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی الأمم المتحدة طوفان الأقصى على قطاع غزة فی قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

حزب الله يصعد من هجماته وفرصة مهمة بالدوحة لإنهاء الحرب في غزة

قصف حزب الله الخميس مقار عسكرية إسرائيلية بوابل من الصواريخ والمسيّرات المفخّخة ردا على اغتيال أحد قادته، في خطوة تزيد المخاوف من اتساع التصعيد بينه وبين إسرائيل التي أرسلت من جهتها إلى الدوحة وفدا لاستئناف مفاوضات التهدئة في قطاع غزة.

وبعد أشهر من الجمود على صعيد المفاوضات الرامية لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، على إرسال وفد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس غداة إعلان الحركة أنّها تبادلت مع الوسطاء "أفكارا" جديدة لإنهاء الحرب.

"فرصة مهمة"

وفي واشنطن، اعتبر مسؤول أميركي كبير أن أمام إسرائيل وحماس "فرصة مهمة" للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.

وبالفعل فقد توجه رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، على رأس وفد إلى العاصمة القطرية، الخميس، لاستئناف المفاوضات.

وبحسب المسؤول الأميركي الكبير الذي لم يشأ كشف هويته للصحفيين فإن حماس طرحت مقترحات جديدة "أدت إلى تقدم العملية وقد تشكل القاعدة الضرورية لبلوغ اتفاق"، مع إقراره بأن "هذا لا يعني أن الاتفاق سيتم التوصل إليه خلال الأيام المقبلة"، لأنه "يبقى عمل كثير ينبغي القيام به حول بعض مراحل التطبيق".

وترى واشنطن أن التوصل الى اتفاق يؤدي إلى الإفراج عن الرهائن وإلى وقف لإطلاق النار في القطاع الذي دمرته الحرب، من شأنه أن يؤدي أيضاً الى تهدئة على الحدود مع لبنان حيث لا يزال الوضع متوتراً بشدّة.

وقال المسؤول الأميركي: "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة.. أعتقد أن ذلك يوفّر فرصة فعلية لنزع فتيل التصعيد والتوصل إلى اتفاق دائم" أيضاً على جبهة لبنان، وفق ما نقلته فرانس برس.

وأعلن حزب الله، الخميس، أن عناصره وفي "إطار الردّ على الاعتداء والاغتيال الذي نفّذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور"، قصفوا "بأكثر من 200 صاروخ من مختلف الأنواع"، خمسة مقار عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتلّ وفي شمال إسرائيل. 

وأضاف أنّه شنّ "هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية"، على ثمانية مقار وقواعد عسكرية إسرائيلية في شمال اسرائيل وفي الجولان السوري المحتلّ. 

من جانبه، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر إكس، الخميس، أن المقاتلات الإسرائيلية "أغارت.. في الساعات الماضية على بنية إرهابية لحزب الله في منطقة ميس الجبل ومبنى عسكري للحزب الارهابي في عيتا الشعب".

أغارت طائرات حربية في الساعات الماضية على بنية إرهابية لحزب الله في منطقة ميس الجبل ومبنى عسكري للحزب الارهابي في عيتا الشعب. pic.twitter.com/vgDxJT171X

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 4, 2024

وكان حزب الله تبنّى الأربعاء قصف مقار عسكرية إسرائيلية عبر الحدود بأكثر من 100 صاروخ رداً على مقتل القيادي محمد ناصر. 

وأكد الجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله أطلق على إسرائيل والجولان السوري المحتلّ الذي ضمّته الدولة العبرية إلى أراضيها "حوالى مئتي مقذوف وأكثر من عشرين هدفاً جوياً".

وأسفر قصف حزب الله لشمال إسرائيل عن مقتل جندي إسرائيلي، بحسب مصدر عسكري في الدولة العبرية.

وأعلن الجيش أنّه قصف مواقع في جنوب لبنان أطلقت منها صواريخ، مؤكداً "اعتراض العديد من الصواريخ... واندلاع حرائق في عدد من المناطق في شمال إسرائيل". 

مخاوف

يزيد هذا القصف المخاوف من انجراف الوضع إلى حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله.

والأربعاء، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "نحن قلقون جدا حيال التصعيد وتبادل القصف"، محذرا من الخطر المحدق بالمنطقة "برمتها إذا وجدنا أنفسنا وسط نزاع شامل".

وفي قطاع غزة الذي لا يزال يتعرض لقصف اسرائيلي، تتواصل المعارك في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة، وفي رفح في جنوب قطاع غزة حيث أثار أمر إسرائيلي جديد بالإخلاء من منطقة تمتد شرق خان يونس مخاوف من عملية عسكرية إسرائيلية واسعة جديدة. 

والخميس، قرر نتانياهو إرسال وفد للتفاوض في شأن الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة غداة إعلان حماس أنّها "تبادلت أفكاراً" جديدة مع الوسطاء بهدف إنهاء الحرب.

وقال مكتب نتانياهو في بيان إن "رئيس الوزراء ابلغ الرئيس (الأميركي جو) بايدن قراره إرسال وفد لمواصلة التفاوض بهدف الإفراج عن الرهائن"، من دون أن يحدد المكان الذي ستتم فيه هذه المفاوضات.

وليل الأربعاء، قالت حماس في بيان إن رئيس مكتبها السياسي "إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة اتصالات مع الإخوة الوسطاء في قطر ومصر حول الأفكار التي تتداولها الحركة معهم  بهدف التوصل لاتفاق يضع حداً" للحرب في غزة.

ورحّب بايدن خلال مكالمة هاتفية مع نتانياهو بقرار إرسال الوفد التفاوضي.

وقال البيت الابيض في بيان إنّ "الرئيس بايدن ورئيس الوزراء ناقشا الجهود القائمة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار وكذلك للإفراج عن الرهائن"، مضيفاً أنّ الجانبين "بحثا الردّ الأخير لحماس" و"قد رحّب الرئيس بقرار رئيس الوزراء السماح لمفاوضيه بإجراء محادثات مع الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين بهدف إنجاز الاتفاق".

وجنوب القطاع، تتواصل منذ الإثنين حركة النزوح من المناطق الشرقية في رفح وخان يونس مع فرار العائلات بحثاً عن ملجأ بين الأنقاض والدمار، وفي ظلّ شحّ الماء ونقص الغذاء مع استمرار القصف والمعارك. 

وفي درجات حرارة خانقة، فرّ النازحون سيرا أو تكدّسوا في عربات وسط أنقاض خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، والتي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في بداية أبريل، مخلّفا دماراً هائلا.

بالمجمل، يبلغ عدد النازحين من سكان قطاع غزة وفق الأمم المتحدة، 1,9 مليون شخص، أي 80 بالمئة من السكان.

وقالت أم مالك النجار: "غادرنا، لكن لا نعرف الى أين نذهب. الأمر صعب جدا. الطقس حار، ومعنا أطفال".

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأنّ نحو 250 ألف شخص كانوا في المنطقة التي أمر الجيش بإخلائها بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل. 

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أمر الإخلاء الذي يشمل منطقة مساحتها 117 كيلومترا مربعا، أي ثلث قطاع غزة، هو "الأشمل منذ أكتوبر، عندما صدرت أوامر لسكان شمال غزة بالإخلاء" في الأيام الأولى من الحرب.

دمار وموت

وبدأ الجيش الاسرائيلي عملية برية في 7 مايو في مدينة رفح الحدودية مع مصر والتي كانت تضمّ مئات آلاف السكان والنازحين الذين اضطروا بمعظمهم للفرار.

وبعدما ساد اعتقاد أن معركة رفح ستكون المرحلة الأخيرة من الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحماس، تجددت في الأسابيع الأخيرة المعارك في مناطق عدّة كان الجيش قد قال إنه سيطر عليها، لا سيّما في الشمال حيث بدأ عملية برية في 27 يونيو في حيّ الشجاعية في شرق مدينة غزة. 

وروت أم بشار الجمل (42 عاما) لوكالة فرانس برس أنّها غادرت الشجاعية قبل أيام بعد "أن أيقظنا هدير الدبابات. لقد دُمّرت بيوتنا".

وأفاد الدفاع المدني في قطاع غزة الخميس عن انتشال خمسة قتلى ونقل أكثر من 15 إصابة من مدرسة موسى بن نصير التي "استهدفها الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الدرج" في مدينة غزة.

واندلعت الحرب في السابع أكتوبر بعد هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. 

ومن بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، من بينهم 42 لقوا حتفهم، بحسب الجيش الإسرائيلي. 

على الإثر، تعهّد نتانياهو بالقضاء على حماس التي تولت السلطة في غزة في عام 2007 وتعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل "إرهابية". 

وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة حتى الآن إلى مقتل 38011 شخصا معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يصعد من هجماته وفرصة مهمة بالدوحة لإنهاء الحرب في غزة
  • تقرير: جرائم القتل والسرقة تعمّق الفوضى في قطاع غزة
  • ‏نتنياهو: الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل يجب أن تفوز بهذه الحرب
  • إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح لوقف الحرب.. و"بوادر تفاؤل"
  • الاحتلال يواجه شبح الانهيار الإقتصادي والاستثمارات الغربية من تل أبيب
  • رفض عشائري لإدارة قطاع غزة.. وعجز إسرائيلي عن إيجاد بديل لحماس
  • معضلة إسرائيل القادمة.. من يدير قطاع ​​غزة بعد الحرب؟
  • التربية: الاحتلال قتل 8672 طالبًا في غزة والضفة منذ 7 أكتوبر
  • 4 عوامل تدفع بإسرائيل إلى التراجع عن شن حربها على لبنان.. تقرير يكشفها
  • إسرائيل بصدد إنشاء "فقاعات" إنسانية