تنامت المخاوف من توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط الناجم عن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم الأحد مع تحذير الولايات المتحدة من وجود خطر كبير على مصالحها في المنطقة فيما يقصف حليفها الكيان الصهيوني  قطاع غزة وتتصاعد الاشتباكات على الحدود مع لبنان.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الضربات الجوية للاحتلال الإسرائيلي أدّت إلى سقوط 266 شهيدا، منهم 117 طفلا، على مدى الأربع والعشرين ساعة الماضية في القطاع الذي فرضت عليه قوات الاحتلال حصارا شامل  بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الجاري.



وفي سوريا، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن هجوما صاروخيا للكيان الصهيوني استهدف مطاري دمشق وحلب الدوليين في وقت مبكر من صباح اليوم مما أدى لاستشهاد عاملين على الأقل وتعطل الخدمة في المطارين. وتتمتع إيران، الداعم الرئيسي لحماس في المنطقة، بوجود عسكري في سوريا.

وعلى الحدود الشمالية مع لبنان، دارت اشتباكات بين جماعة حزب الله المدعومة من إيران وقوات الاحتلال الإسرائيلي دعما لحماس في أكبر تصعيد للعنف على الحدود منذ حرب الكيان الصهيوني وحزب الله في 2006.

وقالت الجماعة إن أربعة من مقاتليها استشهدوا في تبادل كثيف لإطلاق النار اليوم، بينما استشهد خامس متأثرا بإصابات لحقت به في وقت سابق، مما يرفع عدد الشهداء في صفوف حزب الله منذ السابع من أكتوبر إلى 24.

ومع تزايد وتيرة العنف حول حدودها،أضاف الكيان الصهيوني اليوم 14 تجمعا سكنيا إلى خطة الإخلاء بالقرب من لبنان وسوريا.

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم المجتمع الدولي لتكوين "جبهة موحدة" من أجل وقف هجمات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والسماح بتدفق المساعدات التي تمس الحاجة إليها والتي بدأت في الدخول أمس السبت فحسب.


وأضاف اشتيه خلال اجتماع مع 25 سفيرا وممثلا وقنصلا "نضع على رأس أولوياتنا وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، وإدخال المساعدات الطبية والإغاثية لمنع حدوث كارثة إنسانية كبيرة تهدد أهلنا في القطاع".

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قال أمس السبت إن واشنطن سترسل المزيد من العتاد العسكري إلى الشرق الأوسط دعما للاحتلال الإإسرائيل ولتعزيز الموقف الدفاعي للولايات المتحدة في المنطقة بعد "التصعيد الأخير من إيران والقوى التي تعمل بالوكالة" في إشارة إلى حزب الله والفصائل الفلسطينية المسلحة.

وذكر أوستن اليوم الأحد لبرنامج "هذا الأسبوع" الذي تبثه شبكة إيه.بي.سي "نحن قلقون من احتمال التصعيد. في الواقع، نرى احتمالا لتصعيد كبير في الهجمات على قواتنا ومواطنينا في أنحاء المنطقة".

وأضاف "إذا كانت هناك أي جماعة أو دولة تتطلع إلى توسيع دائرة الصراع واستغلال هذا الموقف المؤسف ... فنصيحتنا هي: لا تفعلوا".

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى اليوم الأحد اتصالات هاتفية مع زعماء كندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا لبحث الصراع في الشرق الأوسط.

وكان بايدن أجرى في وقت سابق اليوم اتصالا مع رئيس  وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو.

وأفاد البيت الأبيض بأن بايدن تحدث أيضا إلى البابا فرنسيس وناقشا "ضرورة منع التصعيد في المنطقة والعمل نحو تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط".

وقال نتنياهو إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته سيزوران الكيان المحتل هذا الأسبوع.

وأرسلت الولايات المتحدة بالفعل قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة بما شمل حاملتي طائرات والسفن المرافقة لهما ونحو ألفين من جنود مشاة البحرية للمساعدة في ردع هجمات لقوات مدعومة من إيران.

وذكر أوستن أن الولايات المتحدة سترسل المزيد من معدات الدفاع الجوي بما يشمل أنظمة (ثاد) المضادة للأهداف التي تحلق على ارتفاعات عالية وفرقا إضافية من أنظمة باتريوت للدفاع الجوي إلى الشرق الأوسط وستجهز المزيد من القوات.

وقال مسؤولون أمنيون إيرانيون لرويترز إن استراتيجية طهران هي أن يستمر وكلاؤها في الشرق الأوسط مثل حزب الله في شن هجمات محدودة على أهداف إسرائيلية وأمريكية مع تجنب تصعيد كبير من شأنه جر طهران للصراع، وهو أمر ينطوي على الكثير من المخاطر بالنسبة للجمهورية الإسلامية.

هجوم الاحتلال الإسرائيلي على غزة
بدأ كيان الاحتلال الصهيوني تنفيذ ضربات جوية متواصلة على قطاع غزة بعد أن تسلل مسلحو حماس عبر السياج الحدودي ونفذوا هجوما مباغتا على التجمعات السكنية المجاورة، مما أسفر عن مقتل 1400 شخص واحتجاز 212 آخرين ونقلهم إلى غزة.

وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن الضربات الجوية والصاروخية للاحتلال الاسرائيلي أدّت إلى استشهاد ما لا يقل عن 4741 فلسطينيا وأصابت 15898 آخرين، بالإضافة إلى نزوح ما يربو على مليون من سكان القطاع الضيق البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وتحشد قوات الاحتلال الإسرائيلي دبابات وقوات قرب السياج الحدودي حول قطاع غزة استعدادا لاجتياح بري مزمع بهدف القضاء على حماس، بعد عدة حروب غير حاسمة منذ وصول الحركة إلى السلطة في القطاع عام 2007 بعدما أنهى الكيان الصهيوني احتلالا استمر 38 عاما لغزة.

وقال الجناح العسكري لحركة حماس إنه أطلق صواريخ على تل أبيب اليوم الأحد. ولم ترد أنباء حتى الآن عن وقوع أضرار أو سقوط قتلى.

ومع استمرار القصف الإسرائيلي اليومي الذي دمر مساحات واسعة من القطاع المكتظ بالسكان، قال فلسطينيون إنهم تلقوا تحذيرا جديدا من جيش الإحتلال يأمرهم فيه بالتحرك من شمال غزة إلى الجنوب، لتجنب أكثر مشاهد الحرب دموية.

وأضافوا أن جيش الاحتلال أسقط منشورات على قطاع غزة الضيق الذي يبلغ طوله 45 كيلومترا فقط حذرهم فيها مجددا من أنهم قد يصنفون على أنهم متعاطفون مع "تنظيم إرهابي" إذا بقوا في أماكنهم.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن أغلب الشهداء جراء الضربات الجوية على مدى الأربع والعشرين ساعة المنصرمة كانوا في جنوب غزة. 

واستقبل قطاع غزة أمس السبت أول قافلة مساعدات إنسانية يُسمح لها بالدخول عبر معبر رفح الحدودي مع مصر منذ اندلاع الحرب، وذلك بعد مفاوضات مكثفة. وقالت الأمم المتحدة إن القافلة المكونة من 20 شاحنة نقلت إمدادات منقذة للحياة وبعض الأغذية.

وقالت مصادر مصرية إن قافلة ثانية من شاحنات المساعدات اتجهت اليوم إلى قطاع غزة. وقال شهود إنه سُمع صوت دوي انفجار وأبواق سيارات الإسعاف عقب دخولها.

وبعد ذلك بوقت قصير، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إحدى دباباته أصابت بطريق الخطأ موقعا مصريا بالقرب من الحدود. وقال المتحدث باسم الجيش المصري إن بعض أفراد المراقبة الحدودية المصريين أصيبوا بجروح طفيفة.


وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن حجم البضائع التي دخلت يعادل نحو أربعة بالمئة فقط من المتوسط اليومي للواردات التي كانت تدخل إلى القطاع قبل الأزمة، ولا يمثل سوى جزء صغير مما هو مطلوب في ظل نفاد مخزونات الأغذية والمياه والأدوية والوقود.

(رويترز)

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الکیان الصهیونی فی الشرق الأوسط على قطاع غزة الیوم الأحد فی المنطقة المزید من حزب الله

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الاحتلال يواصل خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي في التمادي بشكل كبير في خروقات اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إذ يتوغل بصورة مكثفة في البلدات اللبنانية، في الوقت الذي يكون مطالبا فيه بالانسحاب من البلدات الحدودية الموجود فيها بفعل العدوان البري على لبنان، وفقا لما نقله أحمد سنجاب، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من بيروت.

وأضاف خلال رسالة على الهواء، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي توغل بشكل كبير في وادي الحجير ووادي السلوقي في الساعات الأولى من صباح اليوم، فضلا عن عدد من البلدات، من بينها عدشيت القصير والقنطرة في انتهاك فاضح وواضح لاتفاق وقف إطلاق النار، وفي توغل كبير في الأراضي اللبنانية في محاولة للوصول إلى مجرى نهر الليطاني.            

وتابع: «الاحتلال الإسرائيلي يقترب من مجرى نهر الليطاني عبر الدخول في هذه المناطق والأودية اللبنانية، كما يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل إلى ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار ووصفت وقف إطلاق النار الراهن بأنه هش».

مقالات مشابهة

  • سمير مرقص: تقسيم الشرق الأوسط مخطط .. وإسرائيل لا تريد السلام
  • تصاعد دخان كثيف بعد حرق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان
  • الاحتلال يواصل خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • الجيش الاسرائيلي يواصل انتهاكته جنوباً.. وهذا ما جرى مساء اليوم
  • في محاولة للوصول إلى نهر الليطاني.. تصاعد عمليات التوغل الإسرائيلي بلبنان
  • في محاولة للوصول إلى نهر الليطاني.. تصاعد عمليات التوغل الإسرائيلي في لبنان
  • ماركو مسعد: الفترة الحالية فرصة ذهبية لإسرائيل لفعل ما تريده بالشرق الأوسط
  • الجيش اللبناني: العدو الإسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق الناار
  • اليوم.. جامعة المنصورة تفتتح أكبر مركز متخصص لزراعة الكبد في الشرق الأوسط وأفريقيا
  • العدو الصهيوني يواصل خرق وقف إطلاق النار في لبنان ويقصف البقاع