أن تقتل ليس كأن تقاتل.. خوف نتنياهو من مواجهة المقاومة يدفعه لتأجيل دخول غزة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
مع مواصلة حشد قواتها على تخوم قطاع غزة، تخشى إسرائيل الاشتباك المباشر في حارات القطاع وهو ما يدفعها لترحيل سكانه وتدمير بناياته بشكل كامل تمهيدا لاجتياح بري تتوعد به منذ أسبوعين دون أن تشرع في تنفيذه، كما يؤكد محللون وخبراء.
ويدرك جيش الاحتلال أن القصف الجوي لن يحقق هدفه المعلن للعملية البرية المحتملة في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنه في الوقت نفسه يخشى مصيدة الأنفاق.
ففي العام 2014 اقتربت قوات الاحتلال من حدود القطاع لتدمير الأنفاق لكنها لم تتمكن سوى من تدمير 32 فقط منها، واصطدمت بفخاخ لم تتوقعها مما دفعها لإنفاق أموال طائلة للتعرف على معارك الأنفاق، ووصل الأمر أن بنت أنفاقا خاصة للتدريب.
وحاليا تتحدث إسرائيل عن 1300 نفق تملكها المقاومة داخل غزة وهي مكان مثالي لشن الهجمات وأسر الجنود، ولا يمكن للطائرات المسيرة كشفها من السماء.
إلى جانب ذلك، توفر هذه الأنفاق للمقاومة اتصالا آمنا يجعلها في مأمن عن شبكة الاتصالات المرتبطة بإسرائيل، ما يزيد خوف قادة الاحتلال السياسيين من المغامرة بالدخول إلى قلب القطاع.
وتعاني إسرائيل أيضا فقدان عنصر المفاجأة المهم في الحرب، بعدما أصبحتها فصائل المقاومة يوم السابع من أكتوبر بعملية طوفان الأقصى التي أفقدتها توازنها فعليا.
ووفقا للكاتب والضابط السابق في سلاح المارينز الأميركي سكون ريتر، فإن الجيش الإسرائيلي ليس جيدا وقد ساءت حاله بعد انسحابه من المهام الطبيعية للجيوش والتفرغ لإنفاق الوقت في ملاحقة الأطفال والمراهقين في شوارع رام الله.
ويتحدث محللون آخرون عن أنفاق جديدة خلقها القصف الإسرائيلي المتوحش على القطاع هذه المرة، حيث سيلجأ السكان إلى أماكن أنقاض مدينتهم من أجل شن هجمات انتقامية من المحتل الذي دمر بيوتهم وقتل منهم عائلات بأكملها.
هذا الأمر دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للتردد مرارا في شن هجومه البري مما جعل الإعلام الإسرائيلي يصفه بـ"الجبان" رغم ما يحاول إظهاره من قوة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
منظمات حقوقية: إسرائيل تسيطر على أكثر من نصف غزة مع تعمق الهجوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت منظمات حقوقية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي وسعت من سيطرتها على قطاع غزة، بحيث باتت قوات الاحتلال تنتشر على مساحة تعادل نصف مساحة القطاع، بما يعادل 50% من غزة قبل الحرب.
ووسّعت إسرائيل تواجدها في قطاع غزة منذ استئناف حربها على حماس الشهر الماضي، حيث أعادت قوات الاحتلال انتشارها على أكبر منطقة تقع قرب حدود غزة، حيث هدم الجيش منازل الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية وبنيتهم التحتية لدرجة أنها لم تعد صالحة للسكن، وفقًا لجنود إسرائيليين ومنظمات حقوقية. وقد تضاعف حجم هذه المنطقة العسكرية العازلة في الأسابيع الأخيرة.
صوّرت إسرائيل تشديد قبضتها على القطاع كضرورة مؤقتة للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين أُسروا خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل فتيل الحرب. لكنّ منظمات حقوقية حذّرت من أن الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، والتي تشمل ممرًا يفصل شمال القطاع عن جنوبه، قد تُستخدم لفرض سيطرة طويلة الأمد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إنه حتى بعد هزيمة حماس فإن إسرائيل سوف تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة وتدفع الفلسطينيين إلى المغادرة.
وقال جنود إسرائيليون إن عمليات الهدم بالقرب من الحدود الإسرائيلية والتوسع المنهجي للمنطقة العازلة مستمرة منذ بدء الصراع قبل 18 شهرا.
وأصدرت منظمة "كسر الصمت"، وهي مجموعة من المحاربين القدامى المناهضين للاحتلال، اليوم الاثنين تقريرا يوثق روايات الجنود الذين كانوا في المنطقة العازلة.
ووصف عدد من الجنود كيف شاهدوا الجيش يحول المنطقة إلى أرض قاحلة واسعة.
وقالت المنظمة إن "الجيش، من خلال التدمير المتعمد على نطاق واسع، وضع الأساس للسيطرة الإسرائيلية المستقبلية على المنطقة".