كواليس معركة “عَمّان”الدبلوماسية
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
صراحة نيوز- حسين الرواشدة
كيف تعامل الأردن مع الحدث الأكبر في غزة ، وهل سيتحمل كلفة مواقفه السياسية ، إبان الحرب أو بعدها ؟ ما حدث وراء الكواليس ، وداخل الغرف المغلقة ، يكشف عن ساعات وأيام حرجة ،واجهت فيها الدبلوماسية الأردنية أعباء وضغوطات ثقيلة ، لكنها تعاملت معها بحكمة وشجاعة ، وتجاوزت ألغامها بأقل الخسائر ، صحيح أن الحرب ما زالت في بدايتها ، والأسئلة المطروحة أكثر من الإجابات المتوفرة ، والقادم على ما يبدو سيكون أصعب وأسوأ ، لكن الأردن -وفق معلومات موثوقة- جاهز تماما لمواجهة أي احتمالات أو سيناريوهات ، سواء أن تعلقت بالحرب ،أو بما بعدها.
خلال 48 ساعة الأولى ،بعد هجوم “طوفان الأقصى”، لم تجد الدبلوماسية الأردنية أي قناة دولية يمكن أن تتحدث معها، كانت صدمة الحدث قد اصابت العواصم كلها، أمريكا وأوروبا اغلقت هواتفها، وتبنت الرواية الإسرائيلية دون أدنى نقاش ، لكن بعد 72 ساعة بدأت الأمور تتغير نسبيا، الخطاب الإسرائيلي الفاشي، والكارثه الإنسانية في غزة ، فتحت الباب أمام تقديم رواية أخرى ، لقاء وزير الخارجية الأمريكي ( بلينكن) في عمان كان البداية ، وفق ما توفر من معلومات فإن اللقاء كان “حساسا جدا”، قال فيه الأردن كلمته بوضوح : إذا صممت واشنطن على تنفيذ خطة نتنياهو بنقل السكان ، فإن قواعد اللعبة ستتغير ، وسنواجه ذلك بكل ما لدينا من خيارات.
مع تصاعد الخطاب السياسي الأردني، خاصة بعد جولة الملك الأوروبية، وتصاعد الحرب في غزة، اقترح الرئيس الأمريكي بايدن عقد قمة رباعية بعمان، لم يكن الأردن متحمسا لعقدها، لكن بعد موافقة الطرفين ،المصري والفلسطيني ، تمت الموافقة. على على متن طائرة بايدن كان 17 صحفيا مرافقا، وكان المطلوب عقد مؤتمر صحفي بعد القمة، رفضت عمان ذلك ، وأبلغت الجانب الأمريكي أنه لن يصدر إلا بيان أردني يعكس وجهة النظر الفلسطينية والأردنية، فجأة جاءت جريمة المستشفى المعمداني، فقررت عمان إلغاء القمة، يبدو أن القمة كانت “فخا” استطاعت الدبلوماسية الأردنية أن تتجنب الوقوع فيه ، ولو في الساعات الأخيرة.
في الأثناء ،صبت عمان جهودها السياسية باتجاه إفشال مشروع الترانسفير ، وعملت بنشاط لتقديم الرواية الأردنية تجاه القضية الفلسطينية ، العاصمة الوحيدة التي لم يُطلب منها إدانة هجمات حماس هي عمان، والطرف العاقل الذي سعت معظم العواصم الدولية لسماع وجهة نظره هو الملك ، كان ذلك بمثابة طاقة سياسية شحنت الدبلوماسية الأردنية لتتحرك بكافة الاتجاهات ، حتى (حسب معلوماتي ) باتجاه حماس ، حيث جرت اتصالات مع بعض قياداتها السياسية لايصال بعض الرسائل التي من المبكر الآن كشفها، هذا كله جعل الأردن أهم الأطراف في معادلة الحدث في المنطقة ، ومن المؤكد أنه سيجعله حاضرا فيما بعد الحرب أيضا.
لم يكن الأردن متحمسا ، بتقديري،لعقد قمة السلام في القاهرة، لقد انكشفت مبكرا المواقف العربية ، ولم يكن من المتوقع أن تحدث القمة أي فرق ملموس ، أو أن تخرج بأي قرارات قوية وحازمة، لكن التقديرات السياسية الأردنية ، خاصة للعلاقة مع مصر باعتبارها الرديف للمواقف الاردنية، جعلت من المشاركة الأردنية فرصة لإيصال رسالة جريئة لمختلف الدول في الإقليم والعالم ، خطاب الملك رفع سقف القمة ،وعبّر عن الضمير العربي ، ووضع اللاءات الأردنية : لا للتهجير، لا للابادة، لا لتصفية القضية الفلسطينية ، على الأجندة ، كما وضع الضرورات اللازمة : ضرورة وقف الحرب ، وفتح المنافذ لإيصال المعونات الإنسانية ، وحماية المدنيين ، وصولا إلى حل الصراع على أساس الدولتين ، وضعها على طاولة العالم الذي أصبح لا يرى إلا بعين واحدة، ولا يقيم وزنا لمبادئ حقوق الإنسان إلا باتجاه إسرائيل.
باختصار ، خاض الأردن معركة دبلوماسية صعبة ومعقدة ، وما زال يخوضها ، ربما تكون المرة الأبرز التي تأتي فيها الرواية الرسمية بمستوى الحدث تماما، ومنسجمة مع المواقف الشعبية ، وهذا ما يجب أن يعرفه الأردنيون الذين تراكمت لديهم الشكوك باداراتهم العامة ، الأردن أقوى مما يتصور البعض ، وأهم مما يحاول الآخرون أن يضعوه فيه.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة
إقرأ أيضاً:
آخر تطورات إطلاق النار قرب السفارة الإسرائيلية بالأردن
عمان - رويترز
قال مصدر أمني ووسائل إعلام رسمية إن مسلحا لقي حتفه وأصيب ثلاثة من أفراد الأمن بعد إطلاق نار قرب السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) نقلا عن مديرية الأمن العام أن الشرطة أطلقت النار على مسلح "أطلق النار على دورية عاملة في المنطقة" في حي الرابية في عمان. وأضافت أن التحقيقات مستمرة.
وقال مصدر أمني أن السلطات طاردت المسلح الذي كان يحمل سلاحا رشاشا لمدة ساعة على الأقل قبل أن تحاصره وتقتله قبيل الفجر.
ووصف محمد المومني وزير الاتصال الحكومي في الأردن واقعة إطلاق النار بأنها هجوم إرهابي استهدف قوات الأمن العام في البلاد، وقال في بيان إن التحقيقات جارية في الواقعة.
وأضاف لرويترز "المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن سيقابل بحزم". وذكر المسلح القتيل لديه سجل إجرامي في تهريب المخدرات.
وقال شهود في وقت سابق إن الشرطة الأردنية فرضت طوقا أمنيا في محيط السفارة الإسرائيلية التي تحظى بحراسة أمنية مشددة في العاصمة عمان بعد سماع طلقات نارية. وذكر شاهدان أن سيارات الشرطة والإسعاف هرعت إلى حي الرابية حيث توجد السفارة.
وتشهد المنطقة القريبة من السفارة احتجاجات متكررة ضد إسرائيل. وشهد الأردن بعض أكبر الاحتجاجات السلمية في المنطقة مع تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزة.
وقال مصدر أمني إن الشرطة ناشدت السكان بالبقاء في منازلهم بينما يبحث أفراد الأمن عن مطلقي الرصاص.
والكثير من سكان الأردن البالغ عددهم 12 مليون نسمة من أصل فلسطيني. ولا تحظى معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل بقبول بين العديد من المواطنين.