صراحة نيوز:
2025-01-05@18:17:35 GMT

كواليس معركة “عَمّان”الدبلوماسية

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

‏صراحة نيوز- ‏حسين الرواشدة

‏كيف تعامل الأردن مع الحدث الأكبر في غزة ، وهل سيتحمل كلفة مواقفه السياسية ، إبان الحرب أو بعدها ؟ ما حدث وراء الكواليس ، وداخل الغرف المغلقة ، يكشف عن ساعات وأيام حرجة ،واجهت فيها الدبلوماسية الأردنية أعباء وضغوطات ثقيلة ، لكنها تعاملت معها بحكمة وشجاعة ، وتجاوزت ألغامها بأقل الخسائر ، صحيح أن الحرب ما زالت في بدايتها ، والأسئلة المطروحة أكثر من الإجابات المتوفرة ، والقادم على ما يبدو سيكون أصعب وأسوأ ، لكن الأردن -وفق معلومات موثوقة- جاهز تماما لمواجهة أي احتمالات أو سيناريوهات ، سواء أن تعلقت بالحرب ،أو بما بعدها.

‏خلال 48 ساعة الأولى ،بعد هجوم “طوفان الأقصى”، لم تجد الدبلوماسية الأردنية أي قناة دولية يمكن أن تتحدث معها، كانت صدمة الحدث قد اصابت العواصم كلها، أمريكا وأوروبا اغلقت هواتفها، وتبنت الرواية الإسرائيلية دون أدنى نقاش ، لكن بعد 72 ساعة بدأت الأمور تتغير نسبيا، الخطاب الإسرائيلي الفاشي، والكارثه الإنسانية في غزة ، فتحت الباب أمام تقديم رواية أخرى ، لقاء وزير الخارجية الأمريكي ( بلينكن) في عمان كان البداية ، وفق ما توفر من معلومات فإن اللقاء كان “حساسا جدا”، قال فيه الأردن كلمته بوضوح : إذا صممت واشنطن على تنفيذ خطة نتنياهو بنقل السكان ، فإن قواعد اللعبة ستتغير ، وسنواجه ذلك بكل ما لدينا من خيارات.

‏مع تصاعد الخطاب السياسي الأردني، خاصة بعد جولة الملك الأوروبية، وتصاعد الحرب في غزة، اقترح الرئيس الأمريكي بايدن عقد قمة رباعية بعمان، لم يكن الأردن متحمسا لعقدها، لكن بعد موافقة الطرفين ،المصري والفلسطيني ، تمت الموافقة. على على متن طائرة بايدن كان 17 صحفيا مرافقا، وكان المطلوب عقد مؤتمر صحفي بعد القمة، رفضت عمان ذلك ، وأبلغت الجانب الأمريكي أنه لن يصدر إلا بيان أردني يعكس وجهة النظر الفلسطينية والأردنية، فجأة جاءت جريمة المستشفى المعمداني، فقررت عمان إلغاء القمة، يبدو أن القمة كانت “فخا” استطاعت الدبلوماسية الأردنية أن تتجنب الوقوع فيه ، ولو في الساعات الأخيرة.

‏في الأثناء ،صبت عمان جهودها السياسية باتجاه إفشال مشروع الترانسفير ، وعملت بنشاط لتقديم الرواية الأردنية تجاه القضية الفلسطينية ، العاصمة الوحيدة التي لم يُطلب منها إدانة هجمات حماس هي عمان، والطرف العاقل الذي سعت معظم العواصم الدولية لسماع وجهة نظره هو الملك ، كان ذلك بمثابة طاقة سياسية شحنت الدبلوماسية الأردنية لتتحرك بكافة الاتجاهات ، حتى (حسب معلوماتي ) باتجاه حماس ، حيث جرت اتصالات مع بعض قياداتها السياسية لايصال بعض الرسائل التي من المبكر الآن كشفها، هذا كله جعل الأردن أهم الأطراف في معادلة الحدث في المنطقة ، ومن المؤكد أنه سيجعله حاضرا فيما بعد الحرب أيضا.

‏لم يكن الأردن متحمسا ، بتقديري،لعقد قمة السلام في القاهرة، لقد انكشفت مبكرا المواقف العربية ، ولم يكن من المتوقع أن تحدث القمة أي فرق ملموس ، أو أن تخرج بأي قرارات قوية وحازمة، لكن التقديرات السياسية الأردنية ، خاصة للعلاقة مع مصر باعتبارها الرديف للمواقف الاردنية، جعلت من المشاركة الأردنية فرصة لإيصال رسالة جريئة لمختلف الدول في الإقليم والعالم ، خطاب الملك رفع سقف القمة ،وعبّر عن الضمير العربي ، ووضع اللاءات الأردنية : لا للتهجير، لا للابادة، لا لتصفية القضية الفلسطينية ، على الأجندة ، كما وضع الضرورات اللازمة : ضرورة وقف الحرب ، وفتح المنافذ لإيصال المعونات الإنسانية ، وحماية المدنيين ، وصولا إلى حل الصراع على أساس الدولتين ، وضعها على طاولة العالم الذي أصبح لا يرى إلا بعين واحدة، ولا يقيم وزنا لمبادئ حقوق الإنسان إلا باتجاه إسرائيل.

‏باختصار ، خاض الأردن معركة دبلوماسية صعبة ومعقدة ، وما زال يخوضها ، ربما تكون المرة الأبرز التي تأتي فيها الرواية الرسمية بمستوى الحدث تماما، ومنسجمة مع المواقف الشعبية ، وهذا ما يجب أن يعرفه الأردنيون الذين تراكمت لديهم الشكوك باداراتهم العامة ، الأردن أقوى مما يتصور البعض ، وأهم مما يحاول الآخرون أن يضعوه فيه.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

استعدادات لمسابقة الرماية بالعوابي

تتواصل الاستعدادات المكثفة لمسابقة محافظة جنوب الباطنة للرماية، التي ستُقام في منتصف شهر يناير المقبل على ميدان الرماية بولاية العوابي. وتعد هذه المسابقة جزءًا من فعاليات "جرب جنوب الباطنة"، ومن المتوقع أن تشهد مشاركة واسعة من أبرز الرماة في سلطنة عمان.

وقام سعادة طارق بن محمد الخروصي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية العوابي بزيارة ميدانية لميدان الرماية برفقة داوود بن سليمان الزدجالي مدير دائرة البلدية بالولاية وسليمان بن يوسف الخروصي عضو المجلس البلدي بالإضافة إلى عدد من المختصين. وكان الهدف من الزيارة الاطلاع على الاستعدادات لاستضافة المسابقة، التي ستجمع رماة من مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عمان.

كما تم استعراض الجهود المبذولة في تجهيز الميدان بما في ذلك تحسين المرافق وتوفير المتطلبات الفنية والتنظيمية اللازمة لضمان نجاح الحدث. وتمت مناقشة الجوانب الأمنية والتنظيمية والتنسيق مع الجهات المعنية لتوفير تجربة مميزة للمشاركين والجمهور.

وأكد سعادة طارق بن محمد الخروصي أهمية هذه الفعالية في تعزيز التراث الثقافي والرياضي لسلطنة عمان، مشيرًا إلى أن رياضة الرماية تشكل جزءًا مهمًا من الهوية العمانية. كما أشاد بالتعاون القائم بين مختلف الجهات لضمان تنظيم الحدث بأعلى مستوى من الجودة.

مقالات مشابهة

  • عمان الأهلية تشارك في الملتقى الأول لعمداء كليات الآداب في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة
  • “دوفات 2025” يستكشف أحدث الابتكارات في صناعة الأدوية
  • استعدادات لمسابقة الرماية بالعوابي
  • مانشستر يونايتد يصارع في معركة البقاء بين “أندية النخبة”
  • الخروج من فقه “إدخار القوة”؟!
  • نهائي “خليجي 26”.. الموعد والقنوات الناقلة
  • مدرب عمان يكشف وصفة الفوز بلقب “خليجي 26”
  • الحكومة الأردنية تبدي استعدادها لتزويد سوريا بجزء من احتياجاتها من الكهرباء
  • 17.46 مليون يورو القيمة السوقية لنهائي “خليجي 26”
  • اليمن في قلب معركة “طوفان الأقصى”.. دعمٌ عمليّ لنُصرةِ فلسطين