بحث الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، هاتفياً مع رئيس وزراء هولندا، مارك روته، مستجدات التصعيد في غزة.

لحظة بلحظة.. الحرب في غزة بيومها الـ16 دبلوماسيون روس يتحققون من مقتل عائلة ناطقة بالروسية في غارة إسرائيلية على قطاع غزة الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده وإصابة 3 آخرين جنوب قطاع غزة

وناقش الجانبان تطورات العمليات العسكرية في قطاع غزة، حيث تم التوافق بشأن أهمية تجنب اتساع رقعة الصراع لما يمثله ذلك من تهديد جسيم لأمن واستقرار الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التبعات الإنسانية على المدنيين وضرورة ضمان استدامة إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأعرب رئيس الوزراء الهولندي عن التقدير للجهود المصرية المكثفة في هذا الصدد، والتي تكللت بتنظيم قمة القاهرة للسلام وبدء دخول المساعدات إلى القطاع.

في حين أكد السيسي أن مصر مستمرة في مساعيها للدفع بالجهود الإقليمية والدولية نحو تبني مسار التهدئة ووقف التصعيد العسكري الذي ستكون له تبعات خطيرة للغاية على المنطقة.

وشدد السيسي على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل منتظم وسريع للحد من المعاناة الإنسانية المتزايدة للشعب الفلسطيني في غزة.

تتواصل الحرب على غزة في يومها السادس عشر منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، ومعها يتزايد عدد الضحايا ويتفاقم الوضع الإنساني في القطاع.

 

 

المصدر: RT

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار مصر الحرب على غزة طوفان الأقصى عبد الفتاح السيسي قطاع غزة هجمات إسرائيلية قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مستقبل الحرب على غزة في 2025.. احتمالات التصعيد وفرص وقف إطلاق النار

حكمت عوامل رئيسية العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأثرت هذه العوامل في المسار العسكري والتفاوضي للحرب على غزة سلبا وإيجابا وتأثرت به.

وأبرز هذه العوامل:

المعركة الميدانية. الموقف الأميركي الداعم للاحتلال الإسرائيلي. التصعيد الإقليمي الذي صاحب الحرب على غزة منذ يومها الثاني. التباينات الداخلية الإسرائيلية.

ومع دخول العام 2025 ومضي قرابة 15 شهرا على الحرب على غزة، تعرضت العوامل أعلاه للعديد من التغييرات، منها ما هو جذري وحاسم.

سيناقش هذا التقرير هذه العوامل وفقا لمستجداتها وتأثير محصلة هذه العوامل على مستقبل الحرب على غزة في العام 2025 واحتمالات التصعيد وفرص التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.

المعركة الميدانية

يقتصر التحليل في هذا الجزء من التقرير على المعركة الميدانية من زاوية الأهداف العسكرية والسياسية التي حددها الاحتلال الإسرائيلي لخوضه الحرب بمراحلها المختلفة على قطاع غزة.

أعلنت الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو أهدافا مركزية لحربها على قطاع غزة، وهي:

إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في القطاع. إسقاط حكم حركة حماس وإيجاد بديل عنها لإدارة القطاع. تفكيك بنية المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة. إعلان

وشن الاحتلال حربا بلا ضوابط ولا سقوف وبدعم أميركي وغربي على كل الصعد العسكرية والاستخبارية والدبلوماسية والسياسية.

وأسفرت هذه الحرب عن تدمير واسع للمدن والقرى والمخيمات في قطاع غزة، مخلفة نحو 152 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

في المقابل، استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام المحافظة على قدرة منظمة ومستمرة على استهداف قوات الاحتلال في المناطق التي تنفذ فيها عمليات توغل كما في محافظات الشمال في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.

كما أن قدرة المقاومة المحافظة على قرابة 100 أسير إسرائيلي يشير إلى قيادة وسيطرة وبنية عسكرية متماسكة.

ويأتي ذلك رغم حجم الضربات التي تلقتها المقاومة في حرب مفتوحة والحصار المفروض على القطاع والضغط الكبير على الحاضنة الشعبية وفرض سياسة العقاب الجماعي والتجويع والإبادة.

الخلاصة الأساسية التي تؤثر في مسارات التصعيد والتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، تتمثل بعجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه باستخلاص أسراه بالقوة العسكرية باستثناء حالات نادرة، والفشل بإيجاد بديل سياسي لإدارة قطاع غزة بعيدا عن حركة حماس وقوى المقاومة.

ويضاف إلى ذلك عدم قدرة الاحتلال لحسم المعركة العسكرية وتفكيك بنية كتائب القسام وإفقادها القدرة على السيطرة والتحكم وتنفيذ عمليات نوعية ضد قواته المتوغلة في القطاع، بل تعدى ذلك إلى قدرة المقاومة على تنفيذ عمليات صاروخية بين الحين والآخر.

والانعكاس الرئيسي لهذه الخلاصة أن المفاوضات لا تزال تسير وفقا لإطار باريس الذي انطلق منذ عام تقريبا، والذي يرعاه الوسطاء مع حركة حماس.

العامل الأميركي

شكل دعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المفتوح للحرب على غزة عاملا حاسما وتشجيعا غير مسبوق لقوات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ حرب إبادة لا مثيل لها في تاريخ الصراع.

إعلان

ورغم التباينات بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن في العديد من الملفات الداخلية لدى الجانبين، فإن هذا العامل لم يؤثر بشكل حاسم في موقف إدارة بايدن في استمرار تغطية الحرب على غزة والحروب التي خاضها الاحتلال في لبنان والضربات التي نفذها في إيران وسوريا واليمن.

ورغم رعايتها لمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، فإن إدارة بايدن عملت مع حكومة نتنياهو على توظيف مسار المفاوضات لخدمة المجهود الحربي الإسرائيلي، ولم تمارس عليه الضغط الكافي لوقف الحرب، بل أمنت له عبر مسار التفاوض الغطاء لاستمرار الحرب.

وفي ظل الانعكاسات السلبية التي لحقت بالولايات المتحدة عموما وبإدارة بايدن التي خسرت الانتخابات الأميركية، بقيت تلك الإدارة محافظة على إستراتيجيتها بدعم الحرب سواء كان ذلك بعجزها عن فعل ذلك أو رغبتها بأن تؤدي الحرب لتحقيق أهدافها، الأمر الذي لم يحصل بشكله الحاسم الذي رغب به الاحتلال وإدارة بايدن.

ومع فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية وحسم الجمهوريين للكونغرس الأميركي بغرفتيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب، بات هناك واقع جديد في الولايات المتحدة، وظهر انعكاسه على العامل الأميركي حتى قبل تسلم ترامب لسلطاته في البيت الأبيض.

وقد عبر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في أكثر من موضع عن رغبته في أن تنتهي الحرب في غزة عاجلا وليس آجلا. ففي أكثر من مكالمة هاتفية مباشرة قبل الانتخابات وبعدها، طلب الرئيس المنتخب من بنيامين نتنياهو إنهاء العمليات العسكرية الكبرى في غزة قبل يوم التنصيب.

ويدلل على هذه المساعي التصريحات التي أدلى بها عضو مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام، المُقرب من ترامب، التي أكدت أن الأخير يرغب في رؤية صفقة لتحرير الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة قبل توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2025.

إعلان

وشدد في الوقت ذاته على أن بعض الشخصيات في حكومة نتنياهو، مثل بتسلئيل سموتريتش، يقترحون "خيارات متطرفة" مثل إعادة احتلال غزة، وهو أمر لا يوافق عليه ترامب.

في المقابل، أدلى ترامب بتصريحات تشدد على ضرورة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، مهددا "بفتح أبواب جهنم" في حال لم يتم ذلك قبل وصوله إلى البيت الأبيض في 20 من الشهر الجاري.

ورغم التهديدات التي يطلقها ترامب بشأن الإفراج عن الأسرى، فإنه عبر سلوكه السياسي يستبق لحظة تنصيبه لتحقيق صفقة يمكن أن تخفف من التزاماته وأعبائه السياسية، لا سيما أن لديه أولويات داخلية وخارجية أكثر أهمية من الصراع في الشرق الأوسط بصورة عامة.

تجعل هذه السياقات مجيء ترامب العامل الأكثر تأثيرا في حسابات الاحتلال الإسرائيلي بشأن مستقبل الحرب على غزة، وذلك لأن لديه إرادة سياسية لإيجاد حل عملي وسريع لقضية الأسرى، وهذا الأمر يُحتم على الاحتلال التعاطي بصورة مختلفة عن السابق مع الملف.

انخراط في المفاوضات

انعكس ذلك بصورة جلية بانخراط فريق ترامب، حتى قبل وصولهم إلى البيت الأبيض، في مفاوضات وقف إطلاق النار المنعقدة في الدوحة، فقد كشف مصدر للجزيرة نت أن ستيف ويتكوف المبعوث الجديد للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط سافر إلى قطر وإسرائيل أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

والتقى ويتكوف خلال جولته في المنطقة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، كما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، وحمل رسالة للطرفين بشأن ضرورة بدء الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين قبل تولي ترامب منصبه يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

ولم يكتفِ مساعدو ترامب بتوضيح رغبتهم في إنهاء أزمة الأسرى، بل أكدوا جهود الدوحة في التواصل مع قادة حركة حماس، معتبرين جهود الوساطة القطرية حاسمة للنجاح.

إعلان

وكان مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس قد صرح في وقت سابق مطلع الشهر الماضي لصحيفة لوبوان الفرنسية أن قطر تلعب دورا مهما جدا في الوساطة بين إسرائيل وحماس، وكانت واضحة جدا أنها مستعدة لمواصلة القيام بهذا الدور وكذلك مصر.

وأشار بولس إلى أنه تم تحديد الخطوط الرئيسة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولم يبق سوى تفاصيل صغيرة جدا تتعين تسويتها، وتتعلق ببعض الأسماء وعدد المفرج عنهم على الجانب الفلسطيني، والمدة التي يجب أن تتم خلالها عمليات التبادل. وأكد أنه تم وضع خريطة طريق للتنفيذ خلال شهر أو اثنين في إطار وقف إطلاق النار بغزة.

في حين نقل موقع أكسيوس عن أحد مستشاري ترامب أن الرئيس المنتخب يدعم الاتفاق إذا كان مقبولا لإسرائيل، ويعد الاتفاق أمرا عاجلا، لأن حياة المحتجزين في خطر.

وأشار المصدر ذاته إلى أن ترامب يريد تنفيذ صفقة وقف إطلاق النار بغزة في أقرب وقت ممكن ومن دون تأخير.

ويشجع دخول فريق ترامب في خط التفاوض نتنياهو على تجاوز عقدة تقديم تنازلات لصالح الديمقراطيين، ويشجع ترامب في الوقت ذاته على الدفع نحو اتفاق يحسب له ويكون بمثابة بداية إيجابية له أمام الرأي العام. كما أن مغادرة إدارة بايدن للمشهد يخفف من الضغوط على نتنياهو ويتراجع ولو نسبيا احتمالية وجود برنامج لدى الإدارة الأميركية لإسقاط حكومته.

التصعيد الإقليمي

شكل التصعيد الإقليمي الناشئ منذ عملية طوفان الأقصى عاملا مؤثرا في مسار الحرب على غزة. وقد حمل هذا العامل اتجاهات متعددة، وشكل فرصة للضغط على الاحتلال على الصعيد العسكري والسياسي.

ورغم حجم التضحيات التي قدمها محور المقاومة في "جبهة الإسناد" التي أطلقها نصرة للمقاومة في غزة تمثلت بالضربة النوعية التي تلقاها حزب الله على صعيد قيادته السياسية والعسكرية، لم تشكل جبهة الإسناد عاملا حاسما في التأثير على المجهود الحربي الإسرائيلي في القطاع ولا على موقفه التفاوضي.

إعلان

في المقابل، وظفت حكومة نتنياهو التصعيد الإقليمي لتبرير استمرار حربها على قطاع غزة بادعائها خوض معركة على جبهات متعددة.

ومع إبرام حزب الله لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بعد الغزو البري الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، انحسر تأثير التصعيد الإقليمي بشكل كبير على مجريات الحرب على غزة.

وكون أن هذا التصعيد لم يكن عاملا حاسما على مسار وقف إطلاق النار في غزة، لم يلحظ من موقف حركة حماس التفاوضي تأثرا بالاتفاق الذي جرى مع حزب الله، حيث حافظت الحركة على مواقفها التفاوضية المعتمدة بالدرجة الرئيسية على الأوضاع الميدانية والسياسية في قطاع غزة.

لا يمنع ذلك من القول إن الاحتلال الإسرائيلي قد استطاع تحقيق منجزات على المستوى الإقليمي على حساب محور المقاومة تمثل في الضربات النوعية التي وجهها لحزب الله باغتيال أمينه العام حسن نصر الله وقيادته السياسية والعسكرية. يضاف إلى ذلك ما شهدته سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وتأثير ذلك على وجود إيران وحزب الله فيها، إلا أن تأثير ذلك على مجريات الحرب في غزة ما زال محدودا.

بل إن ذلك، رغم تأثيراته بعيدة الأمد على "محور المقاومة"، قد يسهم في سحب الذريعة من نتنياهو بضرورة استمرار الحرب على غزة ويدفع نحو التوصل لوقف إطلاق النار.

ومع الاختلاف بين جبهتي غزة ولبنان، فإن استجابة الاحتلال للجهود الأميركية في التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان أظهرت مدى القابلية والمرونة التي يُمكن أن يبديها الاحتلال للتوصل لاتفاقات سياسية كان يُعدها تتنافى مع المنجزات العسكرية، وزعمه الحاجة لاستكمال الجهد الحربي نحو الحسم أو تحييد القدرات العسكرية للمقاومة.

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن حسم الاحتلال الإسرائيلي للتصعيد الإقليمي لم يكن شاملا، إذ لا تزال جبهة اليمن توجه ضربات صاروخية وعبر المسيرات تصاعدت في الأسابيع الأخيرة، وباتت تشكل مصدر ضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

إعلان

ويتكرس هذا التهديد مع صعوبة معالجة هذه الجبهة من الناحية الميدانية، نظرا لبعدها الجغرافي وعدم نجاعة الضربات الجوية التي ينفذها طيران التحالف الدولي والطيران الحربي الإسرائيلي في اليمن، وفي ظل تمسك جماعة أنصار الله الحوثية بموقفها إسناد المقاومة في غزة إلى حين التوصل لوقف إطلاق النار.

البيئة السياسية الإسرائيلية

دخل الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة وسط انقسام داخلي حاد بين المعارضة الإسرائيلية والدولة العميقة من جهة وحكومة نتنياهو، وبلغت حدة الخلافات وتيرة عالية خصوصا مع استمرار التظاهرات والاعتصامات والإضرابات التي وصلت إلى حد تعطيل مرافق حكومية واستنكاف قطاعات عسكرية وجنود الاحتياط عن الخدمة.

شكل التحدي الإستراتيجي الذي فرضه نجاح عملية طوفان الأقصى بتوجيه ضربة عسكرية غير مسبوقة لجيش الاحتلال وإخراج فرقة غزة عن الخدمة، عاملا في انحسار تأثير الخلاف الإسرائيلي الداخلي. وتمثل ذلك بتشكيل مجلس الحرب بانضمام كل من بيني غانتس وغادي آيزنكوت إلى حكومة طوارئ مع ائتلاف نتنياهو الحاكم.

واستطاع نتنياهو التملص من كل الضغوط الداخلية السابقة للحرب والناشئة عنها التي قادها بعد ذلك عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، كما استطاع تعزيز ائتلافه الحاكم بضم غدعون ساعر لحكومته، كما أن مغادرة إدارة بايدن للبيت الأبيض ساعدت في تخفيف الضغوط الداخلية على نتنياهو.

قد يكون هذا المشهد قد أسهم في تعزيز مساعي نتنياهو في مواصلة الحرب، إلا أن ذلك، ونظرا لعدد من العوامل أبرزها قدوم إدارة ترامب، قد يسهم في تحسين فرص التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

وهنا تبرز المقاربة التي حكمت سلوك نتنياهو طيلة مراحل الحرب التي قامت على فكرة "المماطلة" وشراء الوقت، حيث كانت قوة الدفع الأساسية للانتقال بين المراحل من مسؤولية المؤسسة العسكرية والإدارة الأميركية، وليس نتنياهو الذي كان يفضل استمرارية الحرب لأجل تعميق حجم الكارثة الإنسانية في القطاع ولضمان بقائه في المشهد السياسي.

إعلان

لذلك فإن نتنياهو الذي يؤمن بـ "المماطلة" و"إطالة أمد الحرب" سيكون في مواجهة ترامب الذي يريد "الحسم" و"إنهاء الأزمة" بغض النظر عن الأثمان والحيثيات السياسية المترافقة معها، وهو الأمر الذي يظهر في حديث المقربين منه عن ضرورة التوصل لصفقة بعيدا عن ارتباط ذلك بمسألة "اليوم التالي".

ويمكن النظر إلى نموذج التوصل لاتفاق النار مع حزب الله في قياس موقف الأطراف الإسرائيلية الداخلية وتأثرها بعامل قدوم ترامب، فطبيعة ردة الفعل التي أظهرها حلفاء نتنياهو، سموتريتش وإيتمار بن غفير، تجاه الاتفاق مع حزب الله، تشير إلى أن لديهم حسابات سياسية يُمكن أن تطغى على تطلعاتهم الأيديولوجية، لا سيما أن بن غفير الذي هدد سابقا بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في حال جرى توقيع اتفاق مع لبنان، اكتفى بالمعارضة اللفظية، عوضا عن ضعف تأثيره بسبب انضمام ساعر إلى الحكومة.

وتجدر الإشارة إلى أن أقطاب الصهيونية الدينية بات لديهم ما يخسرونه في حال تفكك الائتلاف الحكومي بالنظر للقضايا القضائية المتراكمة ضد بن غفير، واحتمالية عدم تجاوز سموتريتش الحسم في حال جرت انتخابات مبكرة، فضلا عن فرصة الاستفادة من مجيء ترامب على صعيد مشاريعهم الاستيطانية في الضفة الغربية، ورؤيتهم لتمرير التعديلات القضائية.

يأتي ذلك في ظل تأييد 56% من جمهور الائتلاف الحاكم وقف الحرب على غزة مقابل الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، وهو ما يشير إلى تغير في الرأي العام المحسوب على اليمين الإسرائيلي في هذا الأمر.

في حين تبرز حسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي الشخصية باعتبارها أيضا من العوامل المؤثرة في المشهد، حيث إن نتنياهو الذي كان يعول على الحرب لاستعادة شعبيته وزيادة أصواته الانتخابية، تبين له أن هناك جمودا مُطبقا في نسبة المقاعد التي يمكنه الفوز بها رغم استمرارية الحرب طيلة الفترة الماضية، مما قد يدفعه إلى وقف الرهان على ذلك لخلق أجندة ومضامين جديدة للتأثير في الوعي الإسرائيلي، كما أن بدء جلسات محاكمته أكدت له أن عليه التعامل مع الواقع المستجد وفق مقتضياته بعيدا عن التعويل المطلق على الحرب.

إعلان

وقف الحرب أم التصعيد؟

بالنظر إلى جملة المؤشرات والتحولات التي طرأت على العوامل المؤثرة في الحرب على غزة، تظهر تزايد فرص التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة، وسينطوي هذا على صراع إرادات حول شكل الحل السياسي الذي يتطلع له الاحتلال وسعي المقاومة لإفشال ذلك.

استنفدت الحرب من منظور عسكري أهدافها، ويطالب المستوى العسكري والأمني الإسرائيلي بسرعة التوصل إلى اتفاق مع المقاومة للخطر الكبير الذي يتعرض له الأسرى، وهذا الأمر بات واضحا لدى الإدارة الأميركية الحالية والإدارة القادمة، وقد عبر عن ذلك كل من وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، وكذلك مسعد بولس.

وإلى حين التوصل لذلك، يُسابق الاحتلال الزمن لفرض أكبر قدر ممكن من الحقائق السياسية على الأرض لتحسين شروط أي اتفاق سياسي مرتقب ولتقليل مستوى التنازلات التي سيكون مضطرا لتقديمها في أي صفقة مقبلة، يأتي ذلك عبر توسيعه لجهوده الحربية في عدة مناطق في قطاع غزة، بالتوازي مع محاولته زيادة الضغط على المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، عبر تكثيف أوامر النزوح القسري والجماعي ومنع دخول المساعدات الإنسانية وزيادة عمليات القتل والاستهداف.

ويحاول المستوى السياسي في دولة الاحتلال مواءمة خطابه وسلوكه السياسي مع توجهات ترامب ولتتناغم بصورة أكبر مع اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي، لذلك لا يسعه أن يُقارب الجهد الاستخباري والدبلوماسي في مفاوضات ملف الأسرى إلا من منظور إيجابي.

وهو ما تشير إليه المفاوضات الحالية الجارية في الدوحة، والتي وصفتها حركة حماس في تصريح لها بأنها جادة وأنها الأقرب لاحتمالية التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويدفع الاحتلال للانسحاب من قطاع غزة وعقد صفقة تبادل للأسرى بين الجانبين.

وعليه فإن قواعد اللعبة التي استطاع من خلالها نتنياهو إطالة أمد الحرب باتت تتغير تدريجيا، فلم تعد هناك من الأهداف المُعلنة للحرب لتحقيقها سوى استعادة الأسرى، والأهداف الأخرى غير المعلنة المرتبطة بالتهجير والاستيطان تتطلب مزيدا من الوقت لأشهر إن لم يكن سنوات أخرى، وهو الأمر الذي سيكون على حساب حياة الأسرى وإمكانية بقائهم على قيد الحياة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • السيسي يتابع مستجدات العمل بشبكة القطار الكهربائي السريع
  • مستقبل الحرب على غزة في 2025.. احتمالات التصعيد وفرص وقف إطلاق النار
  • هاتفيا.. وزير الخارجية والهجرة يبحث مع نظيره الأمريكي تطورات الأوضاع في غزة وسوريا
  • قناة عبرية: إسرائيل تدرس تقليص إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • أعضاء كنيست يحرضون جيش الاحتلال لتدمير مصادر المياه والغذاء بشمال قطاع غزة
  • السيسي يؤكد أهمية حماية الشعب السوداني من ويلات الحرب ونفاذ المساعدات الإنسانية
  • مستجدات مشروع تطوير صناعة الغزل والنسيج.. أبرز أنشطة رئيس الوزراء خلال أسبوع
  • مستجدات مشروع تطوير صناعة الغزل والنسيج| نشاط رئيس الوزراء في أسبوع
  • الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان .. 21 مليون سوداني بحاجة لمساعدات عاجلة عام 2025 بينهم 16 مليون طفل
  • وزير الدفاع يبحث مستجدات الأوضاع مع مسؤولين في الإدارة السورية الجديدة