جريدة الوطن:
2024-09-22@12:24:40 GMT

القيم الإنسانية وقت الحرب

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

القيم الإنسانية وقت الحرب

 

القيم الإنسانية وقت الحرب

 

 

 

لا يختلف اثنان على أن الصور الوافدة من قطاع غزة قاتمة جداً، وتدمي القلب، وتعجز اللسان عن النطق لكل من يحمل ذرة من الإنسانية.

بنايات تسقط على ساكنيها فيختفون ولا تبان لهم ملامح، وأطفال يرتجفون ذعراً على ما شاهدوه من مآس من فقدان ذويهم، وصور بشر بلا ملامح غير الغبار والتراب.

آلاف من القتلى من المدنيين لا ذنب لهم سوى أن القدر اختارهم أن يكونوا من سكان “قطاع غزة” وأن يعيشوا لعبة سياسية بين حركة تدعي المقاومة وحكومة لا تعرف لغة الحوار والتفاهم.

وإذا وسعنا دائرة المشاهد فإنه من لم يمت بالصواريخ والسلاح فإنه يعيش لوعة البحث عن أحبائه، بعضهم قد لا يشعر بها الآن من هول الصدمة كما رأينا ذلك الأب الذي يشعر بالفرح لفقدان اثنين من أبنائه، ولكن مع مرور الزمن وبعد أن تهدأ العمليات العسكرية سيبكيهم، إنها نكبة ستحرج الإنسانية في وقت ما سيذّكره التاريخ إن حاول النسيان بأن العالم المتحضر وقف يوماً يشاهد مجزرة إنسانية سببها حركة سياسية تدعي المقاومة ولكنها تنفذ أهداف أيديولوجية ضد حكومة دولة متطرفة وتعرف عاقبة ما سيحدث.

الكلام مبني على خلفية مواقف الحكومات الغربية ومعهم بعض الإعلاميين الذين يقايضون قتل المدنيين من الفلسطينيين في قطاع غزة على اعتبار أنه عملية عسكرية لتأديب حركة “حماس” التي يبدو أنها لا تُعير اهتماماً بالإنسان الفلسطيني الذي يفترض أنها يهمها شأنه.

هذه المواقف الغربية التي تُفشل الجهود الدبلوماسية في إيقاف المجازر الإسرائيلية هي من أسوأ الألعاب السياسية المتداولة والقديمة بين ما تفعله حركة “حماس” والحكومة الإسرائيلية وهي رغم أنها لعبة مفضوحة إلا أنها أيضاً تمارس علناً آخرها في قمة السلام التي عقدت يوم السبت الماضي في القاهرة والتي غاب عنها السياسيين الغربيين بل أصروا على عدم إدانة ما تفعله إسرائيل في حق المدنيين الفلسطينيين، ما يعني أنه لا خلاف بين ما تفعله “حماس” وإسرائيل في سياسة معاقبة بعضهم من خلال المدنيين.

التفسير البسيط والسهل للمواقف الغربية سواءً السياسية أو الإعلامية هي أن المسيطر على دوائر صنع القرار أو مجموعات الضغط الإسرائيلية هي التي تدير دفة السياسة الغربية أو أن المسيطرون على الإعلام العالمي هم رجال أعمال مؤيدين لإسرائيل ولكن الموضوع كما يبدو أعمق من ذلك وهي أن القيم الإنسانية والمحافظة على حياة الإنسان في الصراعات كلها سواءً كانت بين الإسرائيليين والفلسطينيين أو بين أبناء الشعب الواحد في أي مكان في العالم هي التي تعاني هذا إذا أردنا أن نفهم الصورة بأكملها؛ لأن المحرك المصلحة أو أيديولوجيا.ومسئولية الغرب هنا تكمن أنها ليست بأحسن حال عن باقي دول العالم في التركيز على مصالحها قبل التركيز على المدنيين وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ، مع أنها ترفع شعارات عن أهمية المحافظ على تلك القيم.

القيم الإنسانية الحقيقية هي التي يكون معيارها واحد وليس اعتبار أن حالات القتل ضد فلسطيني غزة الذي تعدى 3000 إنسان مع وجود مؤشرات تقول بأن الحصيلة في تزايد مع الحملة العسكرية البرية التي تستعد للهجوم البري في قادم الأيام هو من أجل تأديب “حماس” رغم أنها تدرك أنها لا تمثل الشعب الفلسطيني.

لهذا فمن المهم مراجعة الكثير من التأكيدات السياسية بأن هناك اهتمام بالإنسان أو أن هناك مجتمعات حضارية تعير للقيم الإنسانية اعتباراً وتزداد أهمية هذه المراجعة مع تصاعد حالة التنافس الدولي في تقسيم العالم إلى قوى متعددة وقتها سيكون التركيز على البعد المصلحي أكبر من البعد القيمي.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

د. جبريل يخاطب الإجتماع الطارئ لمنظمة الدعوة الإسلامية لدعم المتأثرين من الحرب ويشيد بالجهود الإنسانية للمنظمة

أطلقت منظمة الدعوة الإسلامية في اجتماع استثنائي طارئ امس لمجلس الأمناء برئاسة الشيخ عبد الرحمن آل محمود، نفرة كبرى لمناصرة وحشد الدعم للسودان وشرعت في الترتيب لحملة تدخلات إنسانية متعددة بحوالى 40 مليون دولار، تشمل مجالات الغذاء والإيواء والصحة والرعاية الاجتماعية وغيرها لتخفيف آثار الحرب على الشعب السوداني.
وأعرب د. جبريل إبراهيم، وزير المالية ممثل حكومة السودان، عن تقدير الحكومة لمنظمة الدعوة الإسلامية وأدوارها الإنسانية المشهودة. ورحب بانعقاد اجتماع مجلس أمناء المنظمة الذي انعقد تحت شعار: (معاً لنصرة السودان)، وأشار جبريل إلى أن الأوضاع الإنسانية في السودان بحاجة لتضافر كل الجهود لمساعدة المتضررين من الحرب.
وقرر اجتماع مجلس الأمناء الذي انعقد إسفيرياً اليوم بمشاركة واسعة من أعضاء المجلس من مختلف دول العالم تكوين وفد مناصرة عالي المستوى من أعضاء المجلس ومن خارج عضوية المجلس لزيارة السودان ونقل رسالة تضامن قوية للقيادة السودانية والشعب السوداني، وذلك تأكيداً على وقوف المنظمة إلى جانب السودان.
ودعا الاجتماع للتواصل مع دول العالم الإسلامي والمؤسسات المانحة والمنظمات الدولية لشرح أبعاد الوضع الإنساني المتفاقم في السودان وحثها على دعم السودان، وتبني مجلس الأمناء لمشروع إعمار التعليم في السودان وحشد الموارد المالية واستقطاب شركاء ومانحين. كما دعا لدعم وتعزيز جهود التحالف الإنساني الذي بادرت منظمة الدعوة الإسلامية بإنشائه في أبريل 2024م لتنسيق جهود الإغاثة وتبادل المعلومات داخل السودان، وتنظيم مؤتمر مانحين تشارك فيه المنظمات الإسلامية والحكومة السودانية والمانحون لتوفير الموارد المادية واللوجستية لدعم ومساعدة السودان، وتعزيز وجود منظمة الدعوة الإسلامية في تجمعات اللاجئين وقيادة مبادرات إنسانية لمساعدة المحتاجين وتعزيز روح التكافل بينهم.

سونا

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • د. جبريل يخاطب الإجتماع الطارئ لمنظمة الدعوة الإسلامية لدعم المتأثرين من الحرب ويشيد بالجهود الإنسانية للمنظمة
  • قائد وحدة شايطيت 13: حماس عدو منظم والوصول للسنوار حلم
  • الاستخبارات الهنغارية تؤكد أنها لم تنتج أجهزة "البيجر" التي تم تفجيرها في لبنان
  • أمل الحناوي: الاحتلال مستمر في اتباع نهج سياسة الأرض المحروقة
  • وزير الأشغال والنقل اللبناني: التصرفات الإسرائيلية تهدد الإنسانية وتزيد معاناة المدنيين
  • مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة: لا ننوي خوض حرب مع حركة الفصائل اللبنانية
  • عاجل - "نعي وتهديد".. ماذا قال حركة حماس عن اغتيال القيادي في حزب الله إبراهيم عقيل؟
  • دياموند عبود بعد تكريمها عن فيلم «القضية 23»: أتحمس تجاه الأعمال الفنية الإنسانية
  • الأمم المتحدة تؤكد أنها نفذت خطط الاستجابة الإنسانية لـ 245 مليون شخص خلال عام 2023
  • “حماس” تدعو لتصعيد المقاومة في الضفة الغربية وتنعي شهداء قباطيه