مع تزايد الأحاديث الفلسطينية والإقليمية والدولية عن مستقبل الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام في غزة، كشفت أوساط صحفية أن وكالات التجسس الأقوى في العالم وحلفاؤها في الشرق الأوسط تسعى للوصول إلى الآسرين، الذين يختبئ العديد منهم في غزة، وتحتها، بعيداً عن متناول شبكات الهاتف المحمول على ما يبدو، في ضوء وجود أسرى من 31 دولة على الأقل، وهذا غير مسبوق، مما دفع قطر لتفعيل وساطتها الدبلوماسية لتحريك هذا الملف المتفجّر.



مجلة "غلوبس" الإسرائيلية ذكرت أن "زعماء العالم ومنظماتهم الاستخباراتية يعكفون بسرعة على فحص قنوات الاتصال غير الرسمية في المنطقة للتعامل مع أزمة الأسرى في غزة التي يبدو أن لها أبعاداً عالمية غير مسبوقة، وما زالوا يحاولون الإجابة على السؤال الأساسي: أي أسرى، ومن أي دولة، وهل هم محاصرون في شبكة من الأنفاق تحت قطاع غزة، فيما تلقى الدبلوماسيون وضباط المخابرات في مصر وتركيا سيلاً من المناشدات من حكومات بعيدة مثل أمريكا اللاتينية".

وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "تقديرات عدد الأسرى في غزة تختلف كل يوم، كما أن عدد الدول المعنية محل خلاف أيضًا، يحمل العديد منهم جنسية مزدوجة، ومحتجزون في أماكن مختلفة لدى حماس، ناقلة عن صحيفة وول ستريت جورنال حديثها مع مسؤولين أتراك ومصريين وقطريين وإسرائيليين وأمريكيين وأوروبيين يشاركون في جهود تحديد هوية الأسرى، وظروف من زالوا على قيد الحياة، مما دفع البعض لوصف هذه الوساطات بالفوضوية لأنها متعددة الجنسيات في ظل الغارات اليومية، والتهديد الوشيك بهجوم بري".

ونقلت عن مراسلي الصحيفة درو هينشو وغاي باركنسون ولورانس نورمان، أن "أقوى وكالات التجسس في العالم وحلفائها في الشرق الأوسط تسعى للوصول للآسرين، الذين اختبأ العديد منهم تحت غزة، خارج نطاق استقبال الهواتف المحمولة، وسيكون مستحيلا الوصول لأي منهم، رغم محاولة كل دولة لها علاقات بحماس، ورغم مزاعم الاحتلال بعدم التفاوض مع حماس بشأن الأسرى، لكن رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، وهو مقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أكد أنه في مرحلة ما سينفد الماء والغذاء والأوكسجين من نشطاء حماس في مخابئهم، وستكون تلك اللحظة التي يمكن فيها اتخاذ القرارات بشأن إطلاق سراح الأسرى".


وأشارت إلى أن "مصر وقطر وتركيا تعمل على تعزيز العلاقات مع حماس منذ سنوات، لكن لم يتمكن أي منها من الحصول على إجابات كاملة حول أسماء وظروف الأسرى المنتشرين في أنحاء غزة، ولم يذكر زعماء حماس السياسيون المقيمون في قطر عددهم، وقال أحد مسؤولي المخابرات التركية إن "العديد من الدول، خاصة الغربية، على اتصال بأنقرة، يريدون منا أن ننقل الرسائل سرّاً، لكن المشكلة أن الغارات الجوية الإسرائيلية تجعل من الصعب الحفاظ على التدفق المستمر للمعلومات".

وكشفت الصحيفة ما قالت إنها "قائمة أولية نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية تُظهر حجم الأزمة والفوضى في هذا الملف، وتقول إن مواطنين من 31 دولة على الأقل مفقودون، بعضهم من بلدان بعيدة غير متورطة في صراعات الشرق الأوسط مثل باراغواي وكندا وجنوب إفريقيا وتايلاند وبلغاريا والبرازيل والمكسيك وإيطاليا والفلبين، وفيما وضعت وزارة الحرب الإسرائيلية لوحة كبيرة فيها صور الأسرى لدى حماس على جدارها، فقد تم تعليق صورة شبيهة في ساحة مركزية ببرلين، ونشرت وسائل الإعلام في جنوب آسيا قصصًا لبعضهم".

غرشون باسكين مدير الشرق الأوسط في منظمة المجتمعات الدولية لبناء السلام في لندن، وساعد في التفاوض على عودة الجندي غلعاد شاليط في 2011، قال إننا "أمام أمر غير مسبوق بلا شك، متوقعاً أن تطلق حماس سراح النساء والأطفال والمرضى والمسنين، كجزء من المفاوضات الجارية مقابل إطلاق سراح القاصرين والنساء الفلسطينيات من السجون الإسرائيلية، متوقعاً أن يهرب الباقون، أو يتم إنقاذهم، أو يقتلون خلال الحرب البرية القادمة، وبعد الحرب قد نجد أنفسنا مع أشخاص لم يتعافوا، ولم يتم إنقاذهم، أو العثور عليهم، وسيصنفون كمفقودين على الأرجح، وربما تحت الأنقاض".

مسئولون أوروبيون أبلغوا المجلة أن "محاولات تنسيق استراتيجية للتعامل مع الرهائن في المنطقة أثبتت حتى الآن أنها مستحيلة، حيث تقوم كل دولة مشاركة بتوجيه جهود التوعية الخاصة بها، والإبقاء على العمل في الغالب لصالح مواطنيها، وفيما تصنف بعض الدول المعنية حماس بأنها منظمة "إرهابية"، فإنها تتمتع بحضور دبلوماسي محدود لدى دول أخرى، فيما دعت حكومات فرنسا وألمانيا وبريطانيا القاهرة للتواصل مع حماس، وقدمت مصر عدة مقترحات، شملت إطلاق سراح النساء والأطفال مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، أو وقف الغارات الجوية، لكن مسؤولين مصريين قالوا إن هذه الأفكار تم حجبها بسرعة".

وزعمت الصحيفة أن "وجود شبكة واسعة من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض يمنح مقاتلي حماس فرصة نقل الأسرى عبر متاهة متعددة الطوابق الممتدة تحت واحدة من أكثر المناطق كثافة في العالم، وتشتمل الأنفاق على خطوط كهرباء وخطوط اتصالات، وتقع على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض، ونقلت عن مسؤولين مصريين إنهم يشعرون بالقلق من إمكانية تهريب الأسرى إلى سيناء، وجرّهم إلى عمق الصراع الحالي".

وأوضحت أنه "فيما يقول الجيش الإسرائيلي أنه يعرف هويات معظم الأسرى الإسرائيليين، فإن الجنسية المزدوجة للعديد منهم طبقة أخرى من التعقيد، وأرسلت الولايات المتحدة فريقًا من المتخصصين بإنقاذ الرهائن التابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي لمساعدة الاحتلال، كما وصلت حاملة الطائرات جيرالد فورد في مهمة هجومية إلى موقع قبالة سواحل فلسطين المحتلة، وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إدارته تنشر الخبراء، وتشارك المعلومات الاستخبارية للمساعدة بجهود إنقاذ الرهائن، وليس لديه "أولوية أعلى" من سلامة الأمريكيين".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الفلسطينية القدس فلسطين طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط إطلاق سراح العدید من فی غزة

إقرأ أيضاً:

اعتصام بمحيط وزارة الدفاع الإسرائيلية للمطالبة بإعادة الأسرى

دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين وحركات احتجاجية إلى تنظيم تظاهرات واعتصام مفتوح بمحيط مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، اعتبارا من مساء السبت، للضغط على حكومتهم لإتمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل لإعادة ذويهم المحتجزين بقطاع غزة.

وفي بيانات عبر حساباتها على موقع إكس  أعلنت حركات احتجاجية عدة من بينها &"أمهات ضد العنف" و "حراس الديمقراطية"، عن إطلاق اعتصام مفتوح في محيط وزارة الدفاع، اعتبارًا من مساء اليوم.

ودعت هذه الحركات الإسرائيليين إلى الانضمام إليهم بعد التظاهرات عبر إقامة خيام تطوق مقر الوزارة الواقع في منطقة الكرياه حتى يتم الإفراج عن جميع الأسرى بغزة.

عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة تدعو إلى تظاهرات مركزية في "تل أبيب" والقدس المحتلة لمطالبة حكومة الاحتلال بالمضي في صفقة التبادل. pic.twitter.com/Vu1m5trGbq

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 8, 2025

وأفادت صحيفة معاريف بأن قادة هذه الحركات الاحتجاجية التي شاركت سابقا بمظاهرات رافضه لخطط ادعت حكومة  بنيامين نتنياهو أنها لإصلاح القضاء سيجتمعون الليلة في ساحة هابيما بتل أبيب، وذلك لأول مرة منذ عام ونصف.
وأضافت أن قادة الحركات الاحتجاجية سيقودون لاحقا مسيرة بعنوان  "القوة من أجل الديمقراطية" نحو مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية.
ويأتي هذا الحراك في أعقاب اعتزام الحكومة الإسرائيلية إقالة المستشارة القضائية غالي بهاراف-ميارا، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار.
ونقلت معاريف عن قادة الاحتجاج قولهم "كما أوقفنا الانقلاب في 2023، فإننا في 2025 سنمنع الدمار مرة أخرى، وسنواجه التخلي عن "المختطفين" الأسرى بغزة.
وبحسب وسائل إعلام عبرية بينها القناة  الـ12 الخاصة، فإن والدة الأسير الإسرائيلي بغزة ماتان ردا، هي من أطلقت الدعوة إلى تطويق وزارة الدفاع، وسرعان ما انضمت إليها عائلات الأسرى ونشطاء ومجموعات احتجاجية مختلفة.

إعلان

وفي سياق الزخم الاحتجاجي، قالت هيئة عائلات الأسرى في بيان عبر إكس  إنها ستنظم مساء السبت، مظاهرة مركزية في ساحة "المختطفين" بوسط تل أبيب، للمطالبة بإعادة الأسرى الـ59  من غزة.

وأضاف البيان أن "الفرصة سانحة الآن، ولن يكون هناك وقت آخر، إذا لم يُبرم اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، فسيُحكم على المختطفين بالإعدام، ولن يكون بالإمكان تحديد مكان جثامين القتلى منهم. يجب التحرك الآن".
وأشار إلى أن عشرات الفعاليات والمظاهرات ستُقام مساء اليوم، بينما ستتركز المظاهرات الكبرى في تل أبيب، والقدس، ومفرق شاعار هنيغيف (جنوبًا).

ويترافق هذا مع مطالبة أكثر من 50 أسيرا إسرائيليا سابقا في قطاع غزة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس "بالكامل"، وضمان الإفراج عمن تبقى من محتجزين في القطاع.

وجاء في رسالة وقعها 56 من المحتجزين المفرج عنهم، نشرت عبر منصة إنستغرام، "نحن الذين عشنا نعلم أن العودة إلى الحرب تهدد حياة أولئك الذين تركناهم خلفنا".

وطالب الموقعون، ومنهم ياردن بيباس الذي لقيت زوجته وولداهما حتفهما أثناء الاحتجاز في القطاع، نتنياهو بـ"تنفيذ الاتفاق بالكامل".

وقال المحتجزون السابقون في رسالتهم "نفذها دون مماطلة أو تأخير، كل دقيقة في غزة هي جحيم لمن لا يزالون محتجزين هناك".

وأمس الجمعة، نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مقطعا مصورا لجندي إسرائيلي أسير لديها أكد خلاله استحالة عودة المحتجزين في قطاع غزة بالقوة العسكرية، ووجه رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويعود الفيديو المصور إلى الجندي الإسرائيلي متان أنجليست، الذي قال إنه أسر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من موقع ناحال عوز العسكري.

ووجه أنجليست رسالة إلى الجيش الإسرائيلي مفادها "لن تنجحوا في إعادتنا بالقوة العسكرية"، مؤكدا أن الطريق الوحيد هي "صفقة التبادل والانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".

إعلان

وكذلك، طالب الرئيس الأميركي بالمساهمة في إبرام الصفقة، مشيرا إلى أنه "من لديه القوة للتأثير على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وصباح الأحد الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب، فيما بقي 59 أسيرا إسرائيليا في غزة، تحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل 35 منهم.

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: العودة للحرب في غزة تعني موت المختطفين
  • لليوم الثاني.. إسرائيليون يحتجون للمطالبة باستمرار صفقة التبادل
  • مسؤولون إسرائيليون يكشفون: ترامب لن يسمح لنتنياهو بتخريب قضية الأسرى
  • إسرائيليون يستعدون لتطويق وزارة الدفاع في تل أبيب والاعتصام حولها
  • حماس: سياسة التجويع الإسرائيلية تطال الأسرى في غزة
  • هآرتس: القانون ضد الأونروا هو جزء من الحرب الإسرائيلية ضد إقامة دولة فلسطينية
  • اعتصام بمحيط وزارة الدفاع الإسرائيلية للمطالبة بإعادة الأسرى
  • أسرى إسرائيليون مفرج عنهم يطالبون نتنياهو بتنفيذ اتفاق غزة “بالكامل”
  • أسرى إسرائيليون مفرج عنهم يطالبون نتنياهو بتنفيذ اتفاق غزة بالكامل
  • أسرى إسرائيليون سابقون لنتنياهو: نَفِّذ صفقة التبادل دون مماطلة