وكالة الصحافة المستقلة:
2025-02-02@03:47:35 GMT

إسرائيل والغضب المغربي الشَّامِل

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

أكتوبر 22, 2023آخر تحديث: أكتوبر 22, 2023

مصطفى منيغ

غاضِبَةٌ هيّ الشعوب العربية غضباً لا تخفيف عن تَوَقُّعاتٍ تُوقِفُ وَقْعَه إلاَّ رؤية إسرائيل مهزومة محطّمة الأساس والقوائم ،  تحصي (مُتَخَبِّطَة يُراقِصُها الخَوف) ما اقْتَرفته مِن أبشعِ الجرائم ، التي أخْرَجَتْها من إنسانية الإنسان لتلج عقاب الميزان الجاعل من الحَقِّ العدلَ المُنصِفَ الحاسِمَ العائِدَ بالنّظام  الكوني إلى تنقية المَقامِ  البشري من جبابرة الفتك الظالم والانتقام الأعمى لحصاد المحرَّم من الغنائم ، والهيمنة بشرور القوة الغاشمة على الآمِنِ التَّقيِّ المُسالِم ، و محاولة الدخول في مجرَى الحياة لتحويل أهدافها في تعمير الأرض بالأمر الإلهي القائم ،  بمستلزمات غير مُدرَكَة لمن عقلهم كالصهاينة الهائم ، متى فَطنوا لا ينجَى منهم ممرٍّغٌ وجهه في الوحل ولا واهب ما يملك للإفلات من جِدِّية اللَّحظة ولا نادم وسط مستنقع الذل عائم .

الشعب المغربي ترجم غضبه بمظاهرة حاشدة شهدتها عاصمة المملكة ، تُذكِّر مَن يحثُّ على النِّسيان أن التطبيع الذي رعته (ومرّرت تنفيذه ووقَّعت طائعة مستسلمة على وثيقة تربط المغرب مع إسرائيل برباط التعاون والتضامن ألمصلحي الرسمي المشترك) ، حكومة عبد الإله بنكيران بمباركة حزبه “العدالة والتنمية” ، التي باء مجهودها بالفشل الذريع  محتفظة ظلّت بوصمة عارٍ على جبين أحداث باشرت في بلورتها واقعاً لم يكن الشعب المغربي العظيم حفظه الله ورعاه وسدَّدَ خطاه طرفاً فيها ، بل أظهر كل الاستنكار وعدم القبول بما يُرتكَب في الخفاء مَن طرف حكومة (انتُخِبَ معظم وزرائها) لتكون المدافع الأقوى على فرضِ وترسيخِ اختيارات سيادة الشعب ، ومنها الوفاء للقضية الفلسطينية والدفاع عنها دفاعاً يؤكد أن المغاربة والفلسطينيين ذات واحدة ، متى تعلق الأمر بالحفاظ الدائم على الكرامة والتحرُّر والعيش جنبا لجنب مع حقوق ضامنة بقاء راية العزة والمجد ترفرف على رؤوس الأمة العربية من “نواكشوط” موريتانيا ، إلى “قاهرة” مصر مالكة للنصر المقبل جلّ الخِطَطِ المُتفرِّعة على كل الخطوط ، الجاعلة الشرق الأوسط مساحة جغرافية مفعمة بما في التطور العربي من استحضار لعوامل التضامن الإيجابي القويم وإبعادٍ تامٍ للمصبوغ بالقنوط .

مظاهرة تلقائية ميّزت “الرباط” بحلقة من نور تتوسَّط سلسلة التواصل المتين بين عواصم تُشهر موقفها البطولي الشجاع الصريح المعانق بما يلز م من تلاحم روحي مع المجاهدة “غزة” سفيرة المقاومة عبر العالم المحتاج في هذه المرحلة بالذات لوسيلة تخلِّصه من هيمنة الملهوفين على امتصاص دم الشعوب المغلوبة على أمرها في دنيا العرب قبل السابع من أكتوبر الحالي ، و محيط العجم في أمريكا الجنوبية مع بعض الاستثناءات .

مظاهرة الدفاع بما هو سليم متحضر عن حقوق الفلسطينيين الذين أعياهم الصبر والحرمان وعدم الاستقرار وكل الويلات المسلطة عليهم ظلماً وعدواناً من لدن بني صهيون ، أرادتها الأمة المغربية الأصيلة عنوان مرحلة قادمة تدشِّن بها قاعدة حكم نفسها بنفسها ، محترمة في ذلك كل المؤسسات الدستورية ، متعاونة أشدَّ ما يكون التعاون مع نظام يعتبر نفسه خادِم هد الأمة ، وفق أسس الاحترام المتبادل ، وبالتقيُّد المُطلق لحقوق الإنسان ، والإصغاء الجيِّد لما تطالب به الأمة وهي تواصل المسير بما تعتقده من عقيدة حميدة محمودة ، وتعتنقه من دين الرحمة والتسامح والمساواة الحقَّة ، ومشاركة المظلوم جهاده المشروع لغاية التمكُّن من حقه بالكامل غير منقوص ، طبعاً الصهاينة فهموا مغزى مظاهرة الغضب المغربي ،  فهرولوا من تلقاء أنفسهم لإغلاق سفارتهم وفي ذلك تفسير واضح لمصير اتفاقية التطبيع المدرجة مع رياح تقذف بها حيث يمارسون ما يسقطهم في هزيمة مقدَّرة عليهم آخر المطاف ، إذ ما ارتكبوه من مجازر قرَّبهم إلى نهاية تفرضها عليهم ساحات سوريا ومقاومة جنوب لبنان وحوثيين اليمن ، وموقف الشعب الأردني الذي برهن على لسان ملكه أن حقوق الفلسطينيين ترقى لمرتبة التقديس ، وفي ذلك علامة تجعل من الطليعة العربية مستعدة لإيقاف غرور إسرائيل مهما تعززت بإمكانات أمريكا المادية ، وتأييد مفضوح من لدن بعض الدول الأوروبية وفي المقدمة المملكة المتحدة .

 

aladalamm@yahoo.fr

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

مصر أكتوبر: المشهد في رفح رسالة من الدولة للعالم برفض التهجير والتهديد

قال المهندس أحمد حلمي نائب رئيس حزب مصر أكتوبر لشؤون التنظيم والإدارة، والأمين العام للحزب بمحافظة الإسكندرية، إن المشهد أمام معبر رفح والحشد الشعبي الكبير، رسالة من الشعب المصري للعالم أجمع، أنه خلف القيادة السياسية والرئيس عبدالفتاح السيسي، على قلب رجل واحد، ورسالة دعم للموقف المصري الثابت والواضح ضد مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف "حلمي" في بيان له، أن الشعب المصري اليوم يؤكد للعالم أجمع تأييده للقيادة السياسية والرئيس السيسي، في الحفاظ على الأمن القومي المصري، وكذلك دعم الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، فمصر لم تدخر جهدا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني عبر التاريخ.

وأكد نائب رئيس حزب مصر أكتوبر لشؤون التنظيم والإدارة، أن الحملة الإعلامية الإسرائيلية التي تستهدف تهديد الدولة المصرية والقيادة السياسية لن تغير أبدا من الموقف المصري الثابت والواضح، مضيفا أن الشعب المصري بالكامل خلف القيادة السياسية والرئيس عبدالفتاح السيسي، ولا يقبل أبدا المساس بأمنه القومي المصري، معبرا: "نرفض التهجير ولا نقبل التهديد"

وأشار، إلى أن الموقف المصري له ثوابت لا يمكن الحياد عنها، منها الحفاظ على الأمن القومي المصري، والرفض القاطع لمخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترجمه مشهد الحشد الكبير أمام معبر رفح.

مقالات مشابهة

  • حزب مصر أكتوبر: مصر دولة حرة ذات سيادة مستقلة.. ودعم فلسطين ثابت
  • تعز.. مظاهرة تؤيد صمود الشعب الفلسطيني وترفض مساعي تهجير سكان قطاع غزة
  • مصر أكتوبر : المشهد في رفح رسالة للعالم نرفض التهجير
  • مصر أكتوبر: المشهد في رفح رسالة من مصر للعالم نرفض التهجير ولا نقبل التهديد
  • مصر أكتوبر: المشهد في رفح رسالة من الدولة للعالم برفض التهجير والتهديد
  • قيادي بـ«مصر أكتوبر»: المشهد في رفح رسالة من مصر للعالم برفض التهجير
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء هي مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • مصر أكتوبر عن نشر صورة السيسي مع رئيس إيران الراحل: تصرف مريب ومرفوض
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • معهد صهيوني: صورة قاتمة لـ”وضع إسرائيل” في الحرب منذ 7 أكتوبر