دعا الناشط السياسي النمساوي، والسكرتير الدولي لحزب التيار الشيوعي الثوري العالمي  (RCIT)، ميشيل بروبستينغ، إلى "ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني بكل الصور الممكنة؛ فيجب دعم مقاومتهم الباسلة ونضالهم البطولي ضد العدوان الإسرائيلي، من أجل هزيمة الإسرائيليين على أرض غزة".

وأضاف بروبستينغ، في تصريحات مصورة لـ"عربي21": "من الضروري تعزيز وتوسيع حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وخاصة على صعيد استمرار الاحتجاجات الحاشدة في كل ربوع العالم العربي؛ فمن الضروري ممارسة كل الضغوط الشعبية لإجبار الحكومات العربية على تحويل الكلمات والبيانات إلى أفعال وإجراءات فعلية، لقطع العلاقات مع تل أبيب".



وقال: "يجب على الدول التي لم تُطبّع علاقاتها مع إسرائيل أن تقطع العلاقات نهائيا معها، ويجب على الحكومات العربية التي تُعبّر عن تعاطفها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني، أن تقدم المساعدات الحقيقية والملموسة، ويجب عليهم تقديم المعونات والأسلحة والمساعدات المختلفة للشعب الفلسطيني، حتى يتمكنوا من المقاومة بفعالية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي الأعلى تقنيا".



وواصل حديثه بالقول: "من المهم بشكل خاص تعزيز حركة التضامن الدولي في جميع أنحاء العالم، وبشكل خاص في الدول الإمبريالية الغربية، لأن القوى الإمبريالية الغربية هي الداعم الأكبر والأهم للعدوان الإسرائيلي"، متابعا: "بدون دعم غربي، وبدون الأسلحة والذخيرة الأمريكية؛ لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في الحرب ضد الشعب الفلسطيني".

وقال: "من الصعب جدا التنبؤ بكيفية تطور الوضع في الأيام والأسابيع القادمة، لكن من الواضح أنه لا يمكن أن يستمر على نفس الحال كما حدث في الأسبوعين الماضيين، لأن إسرائيل لا يمكنها تعبئة أكثر من 300 ألف جندي على حدود غزة دون غزوها؛ فهذا مستحيل".

وأكمل بروبستينغ: "هناك توترات وانقسامات وتناقضات هائلة داخل المجتمع الإسرائيلي، وعلى الرغم من إعلان نتنياهو الحرب ضد غزة، إلا أنه لا يحظى بشعبية داخل المجتمع الإسرائيلي؛ فهو، وحكومته المتطرفة، يقعون تحت ضغط هائل".

نهاية حكومة نتنياهو


وتابع: "لقد وعدوا المجتمع الإسرائيلي بالنصر المزعوم، لكنهم إذا فشلوا في تحقيق هذا النصر، وإذا فشلوا في هزيمة حماس والقضاء عليها، فذلك يعني أنهم خسروا المعركة تماما وسينتهي مستقبلهم السياسي إلى الأبد، وحينها لن نرى نهاية حكومة نتنياهو فقط، بل ستصبح هناك أزمة داخلية هائلة وخطيرة للغاية، وستكون أزمة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل".

وأردف: "قد يفتح ذلك الباب لفترة من معاناة الموت للدولة الصهيونية، لأن الدولة الصهيونية تظهر في هذه اللحظة قوية جدا، بمئات الآلاف من الجنود وآلاف الأطنان من القنابل، وما إلى ذلك من الأسلحة المختلفة، لكن في نفس الوقت، إسرائيل أضعف من أي وقت مضى، وقد تنفجر هذه التناقضات وتؤدي إلى أزمة مميتة وقاتلة لدولة الفصل العنصري الإسرائيلية".

وشدّد بروبستينغ على أن "الوضع الحالي، الذي فتحته ضربة جريئة ومباغتة من حركة حماس ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، يفتح فرصا هائلة لنضال التحرير الفلسطيني، ولكن يجب أن نكون واضحين أيضا، هذا يعني، للأسف، الكثير من التضحيات، والجانب الإيجابي في ذلك هو أنه يفتح الطريق إلى الحرية والاستقلال".

تنافس متسارع بين القوى العظمى


وحول رؤيته للدور الأمريكي من الأحداث المتفاقمة في غزة، قال بروبستينغ: "يجب فهم دور واشنطن الحالي في سياق التنافس المتسارع بين القوى العظمى الذي كان يحدث لعدة سنوات، ويمكن القول إن دور الولايات المتحدة قد تراجع أكثر فأكثر خلال العقدين الماضيين".

وزاد: "بعدما كانت الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة المطلقة في العالم الغربي والرأسمالي لسنوات عديدة بعد الحرب العالمية الثانية، لكن هذا الدور تغيّر وتقلص نفوذ واشنطن خلال العشرين عاما الماضية، بينما تكتسب قوى إمبريالية جديدة مثل روسيا والصين نفوذا".

وتابع: "ما رأيناه في الشرق الأوسط منذ سنوات عديدة هو تسارع في التنافس بين الولايات المتحدة والصين، ولكن أيضا بين روسيا والاتحاد الأوروبي، لتوسيع نفوذهم على حساب منافسيهم"، مضيفا: "يرى بايدن العدوان الإسرائيلي في غزة كفرصة لاستعادة النفوذ الذي فقدته الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في السنوات القليلة الماضية".

وأكمل الناشط السياسي النمساوي،: "لذلك، في هذه الحرب، ليس مستقبل إسرائيل وحده على المحك، وإنما أيضا مستقبل هيمنة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، وفق قوله.

واختتم بروبستينغ، بقوله: "لا يجب علينا نسيان الدور الذي لعبه النظام الإيراني وحزب الله اللبناني في السنوات الماضية بعدما قاموا بدعم الأسد في حربه ضد الشعب السوري. الآن لديهم الفرصة لاستخدام السلاح من أجل شيء جيد؛ فلا يجب قمع المظلومين، بل لهزيمة الظالم، وبالتالي عليهم المساهمة في هزيمة الدولة الإسرائيلية المحتلة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطيني الإسرائيلي غزة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة الفلسطينية طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تسعى لتقليص الرد الإسرائيلي على إيران.. نتنياهو توعد برد قاس

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه لا يؤيد شن هجوم على منشآت نووية إيرانية في أعقاب الضربات على الاحتلال.

وذكر بايدن للصحفيين، "سنناقش مع الإسرائيليين ما سيفعلونه، لكن دول مجموعة السبع نتفق على أن لديها الحق في الرد، ولكن يجب أن يكون متناسبا".

وأضاف بايدن أنه سيتم فرض المزيد من العقوبات على إيران، مشيرا إلى أنه سيتحدث قريبا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.



من جانب آخر، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول أمريكي إن من بين خيارات الرد على طهران ضرب جماعات مدعومة من إيران أو توجيه ضربة لقوات الحرس الثوري باليمن أو سوريا.

كما نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى لتقليص حجم الرد الإسرائيلي بدلا من منعه بشكل كامل.

وأضاف المسؤولون أن غضب بايدن زاد مؤخرا مع تقلص تأثيره على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وتحولت المكالمات بينهما لمشادات.

وعقب الهجوم الإيراني على الاحتلال أمس الثلاثاء، حذر الرئيس مسعود بزشكيان أنه "إذا ارتكب الصهاينة أي أخطاء، فسيتلقون ردا أقوى وأكثر تدميرا".

وكشف رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري عن أن الضربة استهدفت 3 قواعد جوية رئيسية ومقرا للموساد.

وقال إن من بينها قاعدة نفاتيم التي تضم مقاتلات "إف-35″، وقاعدة حتسريم التي قال إنها مسؤولة عن عملية اغتيال نصر الله، وأضاف أن الهجوم استهدف رادارات وتجمعا للدبابات وناقلات الجند في قطاع غزة.

وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الكابينيت قرر توجيه "رد قاس" إلى إيران. المجلس الوزاري المصغر اتخذ اتخاذ قرار بالرد على الهجوم الإيراني، وأشار مسؤولون سياسيون إلى أن الرد لن يؤدي إلى حرب إقليمية مع إيران.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المداولات لا تزال جارية لدى القيادة السياسية والأمنية حول طبيعة الرد الإسرائيلي المتوقع، مؤكدة أن "القرار لم يتخذ بعد".

ونقلت القناة عن مسؤولين سياسيين قولهم إن الرد "سيكون قاسيًا"، لكنهم شددوا على أن الضربة الإسرائيلية لن تؤدي إلى حرب إقليمية مع إيران.



وقالت القناة إن سلاح الجو الإسرائيلي يعتبر أنه من غير المناسب القيام بعمليات في إيران بدافع "الانتقام"، بل ينبغي أن يتم الرد وفق خطة مدروسة.

وأفادت القناة بأنه كل من الولايات المتحدة وفرنسا والأردن ودول أخرى في المنطقة عمليت ضمن تحالف دفاعي إقليمي وساعدت إسرائيل في اعتراض الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران.

مقالات مشابهة

  • عام على "الطوفان الهادر" ضد الاحتلال.. صمود أسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة والتجويع
  • الولايات المتحدة تعلن عن تقديم مساعدات إنسانية جديدة لدعم المتضررين من الصراع في لبنان
  • الأمم المتحدة: «يونيفيل» تتواجد على طول الخط الأزرق لدعم الشعب اللبناني
  • العراق تؤكد مساندتها لأي جهد دبلوماسي يؤدي لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني
  • خبير سياسي: الولايات المتحدة لا تستطيع حاليا التأثير على إسرائيل (فيديو)
  • السيد القائد| أدعو شعبنا العزيز للخروج المليوني يوم غداً وفاءً للشعب الفلسطيني ومجاهديه وللسيد حسن نصرالله (فيديو)
  • الأمم المتحدة: إعلان إسرائيل غوتيريش شخصًا غير مرغوب فيه “قرار سياسي”
  • الولايات المتحدة تسعى لتقليص الرد الإسرائيلي على إيران.. نتنياهو توعد برد قاس
  • الأمم المتحدة: إعلان "إسرائيل" غوتيريش شخصا غير مرغوب به قرار سياسي
  • المملكة تدعو لوقف الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني