3 أهداف أمريكية.. هل يقوضها توقيع اتفاقية دفاع مع السعوية؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
من شأن توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين الولايات المتحدة والسعودية أن يقوض أهداف واشنطن الثلاثة الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، بحسب إميلي فرويد، في تحليل بمجلة "إنترناشونال بوليسي دايجست" (IDP) الأمريكية ترجمه "الخليج الجديد".
فرويد قالت إنه "في الوقت الذي تغمر فيه الصور الصادمة (للضحايا) من إسرائيل وفلسطين وسائل الإعلام (.
وتابعت: "فاليمن مثلا يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قُتل أو شوه نحو 20 ألف مدني في حملة القصف المستمرة منذ سنوات بقيادة السعودية، والتي غذتها الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة".
ومنذ أشهر يشهد اليمن تهدئة من حرب اندلعت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي بقيادة الجارة السعودية، وقوات الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأضافت فرويد أنه "في هذا المشهد المضطرب، تريد الولايات المتحدة أن تكون قوة للسلام الإقليمي، وينبغي لهذا الهدف أن يوجه نهجها في التعامل مع صفقات الأسلحة، وخاصة مع السعودية".
وأردفت أنه "على مدى ثمانين عاما، ظلت الولايات المتحدة تعتبر السعودية شريكا استراتيجيا، إلا أن هذه العلاقة تهدد على نحو متزايد الأهداف الأمريكية الرئيسية وهي: الاستقرار في الشرق الأوسط، وأمن الطاقة، وتعزيز الديمقراطية العالمية".
وزعمت أنه "بعيدا عن التصرف كحليف، خفضت السعودية إنتاج النفط لتمويل الجهود العسكرية الروسية في أوكرانيا، وانتقدت الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لتقييد طموحات إيران النووية".
اقرأ أيضاً
قلق سعودي وأسئلة أمريكية.. لهذا يطلب بن سلمان معاهدة دفاعية
فرصة للتفكير
"طوال عام 2023، كان الدبلوماسيون الأمريكيون يعملون على إبرام اتفاقية دفاعية (مع السعودية)، من المحتمل أن تقدم ضمانات أمنية متبادلة، مقابل اعتراف السعودية بإسرائيل. وبينما أدى الصراع الحالي (في فلسطين) إلى إخراج هذه المفاوضات عن مسارها مؤقتا، فإن التوقف المؤقت يوفر فرصة للتفكير"، كما أضافت فرويد.
ورأت أن "الوعد بالدفاع عن المملكة في حالة وقوع هجوم، قد يدفعها إلى التصرف بشكل غير متوقع، مما يجر الولايات المتحدة إلى مستنقع إقليمي".
وزادت: "ببساطة، تحصل السعودية بالفعل على فوائد من هذه العلاقة الثنائية أكثر مما تحصل عليه الولايات المتحدة. وبمجرد أن ينقشع ضباب الحرب، فلا ينبغي لأمريكا أن تقدم تنازلات إضافية".
وقالت إنه "بدلا من ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة الاستفادة من هذه الفجوة لإعادة ضبط استراتيجيتها".
و"يجب على واشنطن أن تربط مبيعات الأسلحة المستقبلية بمراقبة صارمة للاستخدام النهائي، مع الاحتفاظ بالحق في وقف عمليات النقل أو استعادة الأسلحة التي أُسيء استخدامها. وهذا سيضمن أن الأسلحة الأمريكية الصنع لن تسهل تجاوزات السعودية"، كما أردفت فرويد.
اقرأ أيضاً
لـ5 أسباب بينها العمر.. محمد بن سلمان لا يتعجل التطبيع مع إسرائيل
أهداف استراتيجية
وتحتاج الولايات المتحدة، بحسب فرويد، إلى "شراكات دفاعية تتماشى مع أهدافها الاستراتيجية. والتخلي عن اتفاقية الدفاع المشترك مع السعودية من شأنه أن يحرر الموارد التي يمكن إعادة توجيهها نحو الإصلاح والتحديث العسكري".
ورأت أنه "من شأن هذا التركيز المعدل أن يمكّن المملكة من حماية نفسها بشكل أفضل أثناء التعاون في تحقيق الأهداف المشتركة لمكافحة الإرهاب".
وقالت إنه "في ظل إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، قطعت السياسة الخارجية الأمريكية خطوات واسعة في تعزيز الديمقراطية، ومكافحة الأنظمة الاستبدادية، ومناصرة حقوق الإنسان. لكن عندما يتعلق الأمر بالسعودية، يوجد تناقض صارخ في أهداف السياسة هذه".
واعتبرت فرويد أنه "من خلال رفض فكرة اتفاقية الدفاع، فإن الولايات المتحدة تضفي المصداقية على مبادراتها المؤيدة للديمقراطية على مستوى العالم، بما في ذلك أوكرانيا (التي تواجه حربا روسية منذ فبراير/ شباط 2022)".
ومضت قائلة إنه "من خلال وضع شروط صارمة للتعاون، ستثبت الولايات المتحدة نفسها كشريك ملتزم، ما يسمح لها بمواصلة ردع إيران، ودعم النمو الاقتصادي السعودي، وحماية مصالحها دون الاعتماد فقط على المملكة لتأمينها".
و"في بيئة تنتهك فيها السعودية القانون الدولي لحقوق الإنسان، وقفت الولايات المتحدة متواطئة ضمنيا. والآن هو الوقت المناسب لتجاوز هذا الوضع المثير للقلق، والإدانة عند الضرورة (للتصرفات السعودية)، والتعاون عندما يكون ذلك ممكنا، مع تمسك دائم بالقيم الأمريكية"، كما ختمت فرويد.
اقرأ أيضاً
المهمة صعبة.. هل توقف واشنطن تآكل نفوذها في الشرق الأوسط؟
المصدر | إميلي فرويد/ إنترناشيونال بوليسي دايجست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية أمريكا اتفاقية دفاع مشترك إسرائيل تطبيع الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
توقيع اتفاقية لتعزيز جودة الإنتاج الزراعي والسمكي عبر “التجفيف الشمسي”
يمانيون../
في خطوة عملية نحو تحسين جودة المنتجات الزراعية والسمكية وتعزيز الاكتفاء الذاتي، وقع صندوق تشجيع الإنتاج الزراعي والسمكي، اليوم، اتفاقية تعاون مع الاتحاد التعاوني الزراعي لتنفيذ مشروع نوعي يهدف إلى إدخال تقنية التجفيف الشمسي في عمليات الإنتاج ما بعد الحصاد، خصوصاً في قطاعي التمور والمنتجات الزراعية والسمكية.
وتنص الاتفاقية، التي وقعها كل من المدير التنفيذي للصندوق المهندس عبدالوهاب الأشول، ورئيس الاتحاد التعاوني الزراعي مبارك القيلي، على تمويل توفير “صوب تجفيف شمسية” وتوزيعها عبر الاتحاد على الجمعيات التعاونية الزراعية المنتشرة في مختلف المحافظات.
ويأتي المشروع استجابة للحاجة الماسة إلى تقليل نسبة الفاقد في الإنتاج الزراعي، خصوصاً في قطاع التمور، حيث تُقدّر نسبة الفاقد حالياً بحوالي 30% بسبب ضعف تقنيات التجفيف والتخزين. كما يسعى المشروع إلى رفع جودة المنتجات المحلية لتكون قادرة على منافسة المستورد، وتقليل فاتورة الاستيراد عبر الاعتماد على الإنتاج المحلي ذي الجودة العالية.
من أبرز أهداف المشروع، تعزيز قدرات المنتجين على الاستفادة من الإنتاج الزراعي والسمكي خارج المواسم، من خلال تقنيات التجفيف الشمسي التي تتيح حفظ المنتجات لفترات أطول دون الحاجة إلى طاقة كهربائية مكلفة أو تقنيات معقدة. وهو ما يُعد مساهمة مباشرة في تحقيق الأمن الغذائي من خلال تقليص الفاقد، ورفع كفاءة استخدام الموارد، وتثبيت وفرة السلع في السوق على مدار العام.
يمثل هذا المشروع بُعداً تنموياً مزدوجاً، من حيث دعم الجمعيات التعاونية وتمكينها فنياً وتقنياً، ومن حيث تشجيع التقنيات البيئية والاقتصادية في آنٍ واحد. كما يعكس توجهاً متقدماً لدى الجهات الحكومية والمؤسسات التعاونية لتعظيم أثر الدعم الزراعي والسمكي في ظل التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجهها البلاد.