مسؤولون سابقون ومحللون إسرائيليون: علينا تجاوز فخاخ حماس وإسرائيل ليست لديها إستراتيجية
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
انتقد محللون إسرائيليون تعامل حكومة الاحتلال مع المواجهة الحالية في قطاع غزة وقالوا إن إسرائيل ليس لديها إستراتيجية واضحة وتحتاج وقتا لكي تبدأ معركة برية في القطاع وتنجح فيها، مؤكدين أن الأمر قد يكون بداية النهاية.
وفي انتقاد شديد لسلوك رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، للقناة الـ12 إن إسرائيل في مفترق طرق نادر جدا في تاريخها، مؤكدا أنه لم يشعر من قبل بأن الإسرائيليين إزاء هذا الموقف.
وأضاف "كل آمال وأحلام وذكريات وقوى وصلوات الإسرائيليين تتركز جميعها في قبضة حديدية واحدة توشك أن ترد على الواقع الذي يواجهنا".
وهاجم أولمرت رئيس الحكومة الحالي قائلا "كلنا مسؤولون، أنا مسؤول عما جرى، يئير لبيد مسؤول لأنه كان رئيسا للحكومة في فترة من الفترات وكذلك نفتالي بينيت، لكن هناك شخصا واحدا فقط لم يكن مسؤولا أبدا ولم يعترف بالمسؤولية بتاتا (في إشارة لنتنياهو)".
ولا يريد أولمرت من نتنياهو الاعتراف بتحمل المسؤولية -كما يقول- لكنه يرى أن وجهة النظر المعروضة حاليا تعني أن إسرائيل ستحارب إلى الأبد وأنها ستحارب كل الفلسطينيين وستطردهم وستبيدهم وستضم كل أراضيهم، بينما البديل الأمني الوحيد القوي -برأيه- "يتمثل في دولة إسرائيل، والتي يجب على من يقودها أن يجعلها جاهزة للحرب، وألا تكون ضعيفة ومهلهلة كما فعل نتنياهو"، حسب قوله.
وفي السياق، قال الباحث الكبير في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي عوفر شيلح للقناة الـ13، إنه يقترح التوقف عن زلزلة الأقدام والسؤال الدائم عن موعد العملية البرية لأنها تتطلب تهيئة بالنار تمكن الجيش من المناورة بأقصى ما يمكن داخل منطقة سكنية تم هدم جزء منها وهو ما يجعل العملية صعبة.
ويرى شيلح بأن على الجيش أن يناور بقوة، وبقبضة تجعل وقوف المقاومة أمامها أمرا صعبا، مضيفا "يجب عليه أيضا أن يتقن التعامل مع الفخاخ المنصوبة في منطقة العملية ونحن نفترض أنهم (المقاومة) خلال الأسبوعين الماضيين فخخوا كل ما يتحرك في المكان وهذا يتطلب تجهيزا جيدا".
أما وزير المالية السابق روني با أون، فقال للقناة الـ12 إن إسرائيل وعلى مدار 20 سنة لم تبلور إستراتيجية للتعامل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مضيفا "إننا في كل مرة نصرخ بأنه يجب تدمير حماس ثم نعود ونقول يمكننا تحملها، وهذا أمر غير ممكن".
وأضاف "صحيح أن المعادلة سياسية مع منظمة إرهابية، وقد دفعنا أثمانا باهظة لكن الثمن هذه المرة غير ممكن، وأنا لا أعلم إن كان هذا سينتهي أم لا وإن انتهى فهل تكون بداية النهاية أم نهاية البداية"، مؤكدا "كان علينا أن نبني إستراتيجية لمواجهة حماس منذ فترة".
بدوره، قال الجنرال احتياطي متان فلنائي، رئيس منتدى قادة من أجل أمن إسرائيل، إن القضاء على حماس "أمر واجب من الناحية العسكرية".
ويرى فلنائي أنه "يمكن كسر قوة حماس العسكرية أو قتل قادتها أو تدمير البنية التحتية لكنها متمكنة بشكل عال في غزة ولا يمكن كسرها هناك بقوة عسكرية"، كما أنه لا يمكن القضاء عليها أيديولوجيا، وفق قوله.
وأضاف فلنائي "من المؤسف أنهم (الحكومة) يعرضون هذه الترهات التي لن يتمكنوا من تحقيقها أمام الشعب الإسرائيلي ولا أعرف كيف سيشرحون هذا بعد ذلك".
الرأي نفسه تقريبا ذهب إليه عومير بار ليف، وزير الأمن الداخلي وقائد فرقة النخبة السابق، حيث قال للقناة الـ13 إنه لا يثق في نتنياهو أساسا ولا في مجموعة الوزراء المشاكسين الذين أحاط نفسه بهم بما في ذلك المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (حكومة الحرب) لأنهم عديمو التجربة وعديمو الإقدام سوى على اتجاهات أخرى، حسب تعبيره.
وأكد بار ليف أنه "يجب اتخاذ قرارات صعبة وهي: ما الهدف من الحرب؟ ومتى يتحقق؟ وما الذي يجب أن نفعله بعد تحقيقه؟".
أما المحلل العسكري ألون بن دافيد فقال للقناة الـ13 إن الجيش ينتظر قرار القيادة السياسية بالحرب وإنه لا يمكن الإبقاء على هذه القوات في هذا الوضع لفترة طويلة، لكنه أعرب في الوقت نفسه عن اعتقاده بأن العملية البرية ليست بعيدة.
وأخيرا، قال آفي يسخروف، محلل الشؤون العربية في القناة الـ13، إن إسرائيل حتى الآن لم تصب الذراع العسكرية لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام) بشكل قوي.
وأضاف يسخروف "حتى لو كانت الذراع العسكرية لحماس قد تلقت ضربة قوية، لكنهم ما يزالون هناك في الحافلات ينتظروننا وغالبيتهم لم يصابوا".
وخلص إلى أن إسرائيل ضربت الكثير من البنية التحتية العسكرية لحماس ولكن ليس بشكل يقضي على الذراع العسكرية لها، مؤكدا أن الجيش بحاجة لوقت طويل حتى يتمكن من الوصول إليهم، وهذا لن يتم دون قوات برية، حسب قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
مصادر: لا يمكن إبرام صفقة دون تعهد إسرائيلي بوقف الحرب
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن جهات مطّلعة على المفاوضات الرامية إلى إبرام صفقة تبادل بين إسرائيل وحركة حماس، أنه لا يمكن إبرام تلك الصفقة دون تعهد إسرائيلي بوقف الحرب في غزة، وهو ما يتناقض مع موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضحت الهيئة أن الوسطاء يضغطون على إسرائيل وحماس لاستئناف المحادثات بطريقة أكثر جدية، مضيفة أن مصر وقطر تحاولان الضغط على الجانبين لإجراء محادثات إضافية للتوصل إلى اتفاق.
من جانبها، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن رئيس الموساد ديفيد برنيع قوله إن إعادة المحتجزين قيمة عليا وإن هذا واجبه الذي سيعمل على تأديته.
وأوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو قال الأسبوع الماضي في إحدى الجلسات المغلقة المخصصة لمناقشة صفقة المحتجزين في غزة، إنه إذا تم التوصل إلى صفقة فإن إسرائيل ستعود إلى القتال بعدها، ولا معنى للتعتيم أو إخفاء هذه المسألة لأن العودة إلى القتال تهدف إلى استكمال أهداف الحرب وهذا لا يعرقل الصفقة بل يشجع على إتمامها.
وأضاف نتنياهو أن حماس لا تزال تطالب بضمانات دولية لاستمرار الصفقة بعد المرحلة الأولى.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤولين أميركيين لعائلات المحتجزين الإسرائيليين "لا نزال نعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق حتى قبل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه، ولا نزال نرى تقدما حقيقيا والمسائل التي لا تزال محل خلاف هي المتعلقة بعدد الرهائن وهويتهم".
إعلان استمرار المباحثاتوالسبت، بحث رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة وسبل دفعها إلى الأمام، وفق ما أفادت الخارجية القطرية.
ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية مصرية أميركية، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.