خطة صهيونية ومواجهة عربية.. تعرف على سبب هجرة اليهود إلى فلسطين وكيف تحقق حلمهم؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
فلسطين أرض عربية الشعب الفلسطيني هو صاحب الارض كاملة تعرضت للاحتلال من الكيان الصهيوني الدي استولى اعلى اكبر نسبة منها وقتل شعبها بعد أن هاجر اليهود الى فلسطين منذ اكثر من ٨٠ عام وبعد أن ولدت فكرة الهجرة وتوطين اليهود في فلسطين وبعدها قيام دولة اسرائيل ورافق دلك عمليات الاستيلاء على الأراضي عملية تغيير ديمغرافي، وظلت تلك العمليات تجلب أعداداً من اليهود من مختلف أنحاء العالم، ليحلوا مكان السكان العرب الفلسطينيي.
تعرضت الأراضي الفلسطينية لخمس موجات متتالية من الهجرات اليهودية، كل موجة منها تتم عقب حدث من الأحداث الدولية والمحلية، أو نتيجة خطة صهيونية موضوعة، فقد حدثت الموجة الأولى ما بين عامي 1882-1903م، إذ هاجر نحو عشرة آلاف يهودي من روسيا في أعقاب حادثة اغتيال قيصر روسيا وما تبعتها من عمليات اضطهاد لليهود هناك نتيجة اشتراكهم في اغتيال قيصر روسيا، كذلك كانت نتيجة لقضية دريفوس التي أدت لموجة من العداء لليهود في فرنسا عام 1894م، حيث قدرت بما يتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف مهاجر يهودي.
اما الفترة من (1905 إلى 1918م) جاءت الموجة الثانية، وكان معظم أفرادها من روسيا أيضاً، وقد قدر عددهم بما يتراوح بين 35-40 ألف يهودي، فانتعشت حركة الاستيطان اليهودي والهجرة إلى فلسطين بعد الاحتلال البريطاني لفلسطين والذي تلاه مباشرة صدور وعد بلفور عام 1917م، فقد أخذت الهجرات اليهودية تتوالى على فلسطين بتشجيع ودعم من حكومة الانتداب البريطاني التي أخذت على عاتقها تنفيذ مخطط التهويد، ونتيجة لذلك أخذ عدد اليهود يتزايد يوماً بعد يوم.
ومنتحت بريطانيا اليهود أملاك في فلسطين وسهلت لهم طرق شرائها، ثم حدثت الموجة الثالثة ما بين عامي 1919-1923م بعد حدوث الثورة البلشفية في روسيا، وبلغ عدد المهاجرين في هذه الموجة نحو 35 ألف مهاجر وتمت الموجة الرابعة ما بين عام 1924-1932م، حيث هاجر نحو 62 ألف مهاجر بسبب قيام الولايات المتحدة الأمريكية بسن قوانين حدت من الهجرة إليها.
وحدثت الموجة الخامسة بين عامي 1933-1938م، حيث بلغ عدد المهاجرين في هذه المرحلة حوالي 174 ألف مهاجر يهودي، مما رفع عدد السكان إلى 370 ألف يهودي، وأخذت تتدفق إلى البلاد أفواج عديدة من المهاجرين بشكل لم يسبق له مثيل مما أثار شعور الاستياء والغضب لدى الشعب الفلسطيني، وكان هذا أحد الأسـباب الرئيسـية التي فجـرت ثورة 1936م الشـهيرة، وكان هذا مع بداية عهد هتلر وانتشـار اللاسامية في أوروبا.
وإلى جانب تلك الهجرات كانت هناك هجرات سرية قام بها اليهود الشرقيين (السفارديم) من جهات مختلفة من اليمن والحبشة وأفريقيا الشمالية وتركيا وإيران وذلك في فترة الأربعينات، بسبب قيام سلطات الانتداب البريطاني بفرض قيود على الهجرة اليهودية تقرباً للعرب وللوقوف بجانبها في الحرب العالمية الثانية، وقد بلغت حصيلة الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى عام 1948م حوالي 650 ألف مهاجر يهودي.
وبعد قيام إسرائيل قامت بتشجيع الهجرة اليهودية وذلك بسن العديد من القوانين مثل قانون العودة عام 1950م، وقانون الجنسية الإسرائيلي عام 1952م، فازداد عدد المهاجرين، حيث بلغ في الفترة من 1948-1967م (12.0075) مهاجراً، وشهد الكيان الإسرائيلي عقب إنشائه موجات هجرة واسعة نتيجة زوال قيود الانتداب البريطاني، وتولي الحكومة مسؤولية الإشراف المباشر على تنظيم موجات الهجرة واستيطانها، مما ساهم في تزايد أعداد المهاجرين.
ورافق عمليات الهجرة توسيع الاستيطان المدني والقروي، لاستيعاب هذه الهجرة، وقد بلغ مجموع الهجرة اليهودية بين(1948–1967م) حوالي 1300000 يهودي شكلوا الأساس البشرى للكيان الإسرائيلي في فلسطين، وعموماً، أدت الهجرة اليهودية والاستيطان وترحيل العرب إلى إقامة أكبر غيتو يهودي غاصب وعنصري في العالم، أي قيام كيان غريب ودخيل، استيطاني واستعماري، على الأرض العربية الفلسطينية.
وهنا أدرك الفلسطينيون والعرب مخاطر الاستيطان والهجرة الصهيونية، مما اضطرهم لمواجهة المخطط الصهيوني في وقت مبكر، فقاموا بتأسيس عدد من الأحزاب والجماعات، لمقاومة الهجرة الصهيونية، ولم تحل اليقظة الفلسطينية والعربية دون تزايد الخطر الصهيوني، الذي منح دفعة كبيرة، إثر وعد بلفور عام 1917م، والذي كان من أبرز تداعياته دخول القضية الفلسطينية في مرحلة جديدة، وقعت على أثرها فلسطين تحت الانتداب البريطاني الذي بدء يكشف عن وجهه الحقيقي، الداعم للجماعات الصهيونية، والمسهل لها سبل الهجرة والإقامة، والمتغاضي عن جرائم الصهيونية واستفزاز للعرب.
وبالرغم من المحاولات الفلسطينية والعربية الممانعة للوجود الصهيوني والاستيطاني، هبات 1921، 1936م وغيرها من الهبات، موقف الحركة الوطنية في حينه، كان يراهن على إمكانية إحداث تغير في موقف الحكومة البريطانية الداعم للمشروع الصهيوني، كما أن الأحزاب السياسية الفلسطينية في حينه كانت أحزاب عائلات متصارعة من أجل النفوذ والمكانة ومن هنا تحولت الحركة الوطنية من حركة تعمل لأجل الشعب وضد الصهيونية والاستعمار إلى ساحة تتناقض فيها الشخصيات ذات الارتباطات المشبوهة وسماسرة الأرض وكل من لدية مرض السلطة والوجاهة وهو ما جعل الجماهير الفلسطينية تفقد ثقتها بقيادتها، وتلجأ إلى وسائل جديدة في النضال.
وكان من أهم سمات النضال معاداة بريطانيا واعتبارها عدواً، واللجوء إلى العنف المسلح، وهذه الإستراتيجية الجديدة في النضال، التي اقترنت بعودة الفكر الوحدوي إلى ساحة النضال، والعودة أيضاً إلى مطلب الوحدة العربية، كتعبير عن اعتراف الفلسطينيين بفشل المراهنة على العمل الوطني المنفصل عن الأمة العربية فعادت فكرة الوحدة القومية العربية، لتمثل موقع الصدارة في إطار الفكر السياسي الفلسطيني، اعتباراً من مطلع الثلاثينات، حيث شعرت الحركة الوطنية الفلسطينية بأهمية العمق العربي إبان ثورة البراق 1929م.
وتعزز هذا التوجه بإعلان تشكيل حزب الاستقلال العربي، في فلسطين أغسطس 1932م، على أساس مبادئ القومية العربية، حيث رأى مؤسسو الحزب، بأن القضية الفلسطينية تتقاذفها الرياح والعوامل المتناقضة، منذ أن انفصلت عن القضية العربية الكبرى وينسحب هذا الأمر على كافة الأحزاب العربية، التي ظهرت في فلسطين في النصف الأول من الثلاثينيات، مثل الحزب العربي الفلسطيني برئاسة جمال الحسيني عام 1935م، وحزب الإصلاح والكتلة الوطنية، حزب الدفاع الوطني.
وبعد اشتداد الثورة الفلسطينية، وزيادة التضامن العربي مع فلسطين، اقترحت بريطانيا تقسيم فلسطين إلى ثلاثة أقسام، إلا إن هذا الاقتراح رفضه العرب، وإزاء المعارضة العربية قامت بريطانيا بإحالة القضية الفلسطينية للأمم المتحدة، والتي بدورها قررت في اجتماع الجمعية العامة عام 1947م، إنهاء الانتداب وتقسيم فلسطين إلى دولتين: عربية، ويهودية، وفق خرائط قررت سلفاً، كما وقررت تدويل القدس، وتعاون الدولتين اقتصادياً، وأدى قرار التقسيم بدوره إلى ثورة عربية وفلسطينية عارمة رفضاً لهذا القرار، وتعبيراً عن الاستياء من الدول التي أيدت هذا القرار.
فانطلقت الاحتجاجات والكفاح المسلح ضد قنصليات الدول التي وافقت على القرار، ولكن قامت الدولة الصهيونية واستولت على مساحات كبيرة خارج حدود التقسيم، ثم جاءت نكبة عام 1948م، لتشكل صدمة كبيرة للشعب الفلسطيني، الذي أجبرته الممارسات الإسرائيلية الصهيونية الاستيطانية والقمعية والمجازر، على النزوح والهجرة إلى بلدان الوطن العربي (سوريا ولبنان والأردن) حيث نزح إليها قرابة سبعمائة ألف لاجئ.
وفكرة انشاء دولة اسرائيل بدأت لدى العالم الغربي في تجميع اليهود في دولة، من أيام حملة نابليون بونابرت الفرنسي عام (1799) م حيث دعا يهود آسيا وأفريقيا للانضمام إلى حملته من أجل بناء مدينة القدس القديمة، وقد جند منهم عدداً كبيراً في جيشه، إلا أن هزيمة نابليون واندحاره حال دون ذلك، ثم ابتدأت الفكرة تظهر على السطح مرة أخرى، وبدأ العديد من زعماء الغرب وكبار اليهود يهتمون بها، ويؤسسون كثيراً من الجمعيات المنادية لهذا الأمر.
وابتدأ التخطيط الفعلي من إصدار(تيودور هرتزل) الزعيم الصهيوني عام 1890م كتابه (الدولة اليهودية)، وعقد مؤتمر بال في سويسرا سنة 1897م، وجاء في خطاب افتتاح المؤتمر: “إننا نضع حجر الأساس في بناء البيت الذي سوف يؤوي الأمة اليهودية”، ثم اقترح برنامجاً يدعو إلى تشجيع القيام بحركة واسعة إلى فلسطين، والحصول على اعتراف دولي بشرعية التوطين، وكان من قرارات المؤتمر:
-إنشاء (المنظمة الصهيونية العالمية) لتحقيق أهداف المؤتمر، والتي تولت أيضاً إنشاء جمعيات عديدة علنية وسرية لتخدم هذا الهدف، ودرس اليهود حال المستعمرين، فوجدوا أن بريطانيا أنسب الدول لهذا الأمر التي تتفق رغبتها، مع رغبة اليهود في وطن قومي لهم، وأخذوا وعداً من (بلفور) رئيس وزراء بريطانيا، ثم وزير خارجيتها عام (1917) م، أعلن فيه أن بريطانيا تمنح اليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وأنها ستسعى جاهدة في تحقيق ذلك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فلسطين الشعب الفلسطيني قيام دولة اسرائيل الانتداب البریطانی إلى فلسطین ألف مهاجر فی فلسطین بین عام ما بین
إقرأ أيضاً:
اليهودية السمحة
إن من يعطينى السلاح أو يبيع السلاح لى ليس بالضرورة محبا لى، ولكنه بالتأكيد تاجر . تاجر سلاح وتاجر كل شىء آخر كالمحبة. فتأكيد رئيس إحدى الدول لمواطني بلده من اليهود على أن أحسن موقع لهم ولحياتهم ولمستقبلهم ليس بلدهم الذي يحملون جنسبته وانما هو إسرائيل.
ليس الأفضل لهم بلدهم ووطنهم حيث ولدوا وعاشوا ويعيشون فى أمان وفى حبور وفى بحور من الرخاء الذى وصل فيه إيجار الشقة من غرفة واحدة الى أربعة آلاف دولار أمريكى فى الشهر الواحد.
وعندما يقسم هذا المسؤول لمواطنيه على أن رحيلهم الى اسرائيل أفضل لهم انما يثير دهشة مواطنيه واستغرابهم واشمئزازهم أيضا من جرأته عليهم ومن جسامة كذبه ومن فكره الذى يريد أن يضلهم به على أعينهم . نعم ، أثار ويثير اشمئزازهم ورفضهم ” لنصيحته الأبوية ” العالية القيمة والمقام ، وربما دعوه هو الى استئناف حياته هو شخصيا فى إسرائيل، ليعيش والسلاح على كتفه وأمامه وخلفه ليلا ونهارا وهو محاط بجو من مشاعر الكراهية والتفوق العرقى التى هرب منها اليهود فيما مضى ورفضت بلاده – فى ذلك الحين – استقبالهم ضمن بلاد أخرى.
رفضت بلاده وبلاد أخرى أوروبية استقبال اليهود الذين أرادوا الفرار بحياتهم من جحيم النازية فى ألمانيا – فى ثلاثينات وأربعينات القرن الماضى – وتركوهم يواجهون ما يواجهون من خوف وبؤس ومعاناة دون أن تؤلمهم ضمائرهم كبشر.
واليوم يتذكر اليهود فى العالم تلك التجربة التى عاشها – ممن هم على قيد الحياة حتى الآن – وأجدادهم ويعرفون ويدركون أن هذا الرفض وهذا الطرد وهذا التحريض أو الدعوة الكريمة على الهجرة إلى إسرائيل ليس حبا ولا مودة صادقة وإنما مصلحة أو تجارة. نفور قديم وضع فى قالب المصلحة الشخصية والحزبية والوطنية كما يقول مواطنوه اليهود وكما يشعرون . فالكل يرى ويعلم كيف تتحول إسرائيل” صاحبة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط ” كما تروج إسرائيل إلى مذبح ملئ بالكراهية والعنف والتحريض على كراهية الفلسطينيين واحتقارهم الى حد اعتبارهم أقل من البشر.
والكل فى إسرائيل يرى ويسمع – كما يقول اليهود الاسرائيليون المقيمون فى إسرائيل الرافضون للعنصرية والتصفية العرقية على قنوات التواصل الاجتماعى – كل عبارات العنصرية والكراهية والتحريض على القتل جهارا نهارا دون خجل السليقة ودون حياء المدنية والتحضر.
ويشرح هولاء الناس اليهود الاسرائيليون المتألمون من تلك الممارسات الفجة فى المجتمع الإسرائيلى كيف يسألون ويوجهون -وهم أطفال- لتبنى حلم الانضمام إلى الجيش الإسرائيلى ، ويشرحون كيف يوجهون لتبنى حلم القتال وحمل السلام وهم كبار ، وكيف يتم توجيه مبادىء الفخار والشرف فى المجتمع الإسرائيلى لتصبح متعلقة فقط وحصريا بالانضمام إلى الجيش الإسرائيلى والقتال فى صفوفه . ويرفض الإسرائيليون المعارضون لمناهج التصفية العرقية والقمع والتجويع والحصار التى يتم ممارستها ضد الفلسطينيين متذ عقود أن يكونوا جزءا من تلك الممارسات التى تتنافى – وفقا للمعارضين الاسرائليين – مع روح الانسانية والفطرة ومع اليهودية السمحة .
دانيال حنفى