مقتل عسكريين باشتباكات بين الجيش العراقي والبشمركة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
قالت مصادر أمنية عراقية، الأحد، إن جندياً عراقياً وعنصراً من البشمركة قُتلا، وأصيب آخرون باشتباكات اندلعت بين الجيش وقوات البشمركة، نتيجة خلاف حول تسلّم نقاط حراسة قرب مخيم مخمور للاجئين الأكراد الأتراك، في شمال العراق.
وشهد مخيم مخمور توترات متكررة، مع محاولة الجيش العراقي تعزيز الأمن في المخيم الذي تتهم تركيا حزب العمال الكردستاني بأنه ينشط فيه.
والأحد، اندلعت الاشتباكات بين الجيش العراقي والبشمركة، قوات الأمن في إقليم كردستان العراق، حول تسلم عدد من نقاط حراسة مطلة على المخيم من عناصر في حزب العمال الكردستاني غادرتها، السبت، وفق مصادر أمنية، وذلك بعد محاولات من الجيش العراقي تعزيز الأمن في المخيم.
#كردستان #العراق ????
⬅اشتباك بين قوات البشمركة والقوات البرية العراقية في جبل كاراتشوغ pic.twitter.com/ghOWaqYiwU
وأفاد مصدر عسكري عراقي، فضل عدم الكشف عن هويته، عن مقتل عنصر "من الجيش العراقي" في الاشتباكات المسلحة بين الطرفين، "نتيجة خلافات حول نقاط حراسة مشتركة بعد رفض البشمركة تسليم النقاط".
من جهته، قال مصدر في البشمركة، إن عنصراً من البشمركة قتل وأصيب خمسة آخرون بجروح، وأضاف إنهم كانوا طلبوا سابقاً من عناصر حزب العمال الكردستاني، "أن يسلموها لنا ولكن هم قاموا بتسليمها للجيش العراقي".
ويتعرض مخيم مخمور الواقع في منطقة متنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، مراراً لعمليات قصف، فيما تشن تركيا المجاورة عمليات عسكرية متكررة ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال البلاد.
تتولى شؤون المخيم الذي تأسس بالتعاون مع الأمم المتحدة في التسعينات، إدارة محلية لها جناحها الأمني الخاص، ويضم أكثر من 10 آلاف شخص ويقع على بعد 60 كلم إلى جنوب غرب أربيل، عاصمة إقليم كردستان.
وشمال العراق واقع منذ عقود تحت مرمى نيران النزاع بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني المصنف تنظيماً "إرهابياً" من قبل تركيا وحلفائها الغربيين، فلكلا الطرفين معسكرات أو قواعد عسكرية خلفية في شمال العراق.
وفرّ سكان مخيم مخمور من جنوب تركيا في التسعينات إلى شمال العراق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة العراق كردستان العراق البشمركة حزب العمال الکردستانی الجیش العراقی شمال العراق
إقرأ أيضاً:
التقسيم والدولة الشيعية: جدل جديد في الفضاء السياسي العراقي
مارس 16, 2025آخر تحديث: مارس 16, 2025
المستقلة/- تعيش الساحة السياسية العراقية في الفترة الأخيرة حالة من الجدل حول فكرة “التقسيم” و”الدولة الشيعية”، وهو نقاش غير مسبوق في تاريخ العراق الحديث. لطالما كانت فكرة “الإقليم السني” تثار بين الحين والآخر خلال الأزمات السياسية المتعلقة بالمكون السني، ولكن ظهور فكرة “الدولة الشيعية” يشكل تحولًا دراماتيكيًا في الطروحات السياسية.
البداية كانت مع تصريح لزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، في أحد البرامج التلفزيونية، عندما قال إن الشيعة قد “سينفردون بالنفط” إذا ما تم إجبارهم على التقسيم. هذا التصريح أثار موجة من النقاشات السياسية والشعبية، ودفع النائب حسين مؤنس، عضو كتلة حقوق، إلى الترويج لهذه الفكرة، التي تتجاوز مفهوم “الإقليم” إلى فكرة “دولة شيعية” تحت اسم “دولة العراق الشيعية”.
من اللافت في هذه الدعوات أن الحديث لم يعد يدور حول مجرد إقليم مستقل بل حول “تقسيم” العراق وإنشاء دولة جديدة تقتصر على المحافظات الشيعية التسع. كما تم طرح فكرة تغيير علم العراق، باستبدال عبارة “الله أكبر” بعبارة “علي ولي الله”، ما جعل هذا النقاش أكثر إثارة للجدل والتساؤلات حول خلفياته وأهدافه.
الحديث عن تقسيم العراق إلى دول شيعية، سنية وكردية، ليس أمرًا جديدًا، لكن ما يميز هذه المرة هو توقيت طرحه، خاصة مع تراجع تأثير “الهلال الشيعي” في المنطقة بعد فقدان إيران لموقعها الاستراتيجي في بعض الدول العربية مثل سوريا ولبنان. يعتقد البعض أن هذا الطرح يأتي في سياق محاولات لتحصين “الحاكمية الشيعية” في العراق في مواجهة أي محاولات لتغيير توازن القوى داخل البلد أو حتى في المنطقة.
وقد أثار هذا الموضوع قلقًا واسعًا بين السياسيين والمثقفين السنة، وبعض المدونين الليبراليين، الذين شككوا في وجود توجهات خفية تعمل على تأسيس “دولة شيعية” وفقًا لخطة سياسية تستهدف إعادة رسم الخارطة السياسية للعراق. وربط بعضهم هذا الجدل بمحاولات للحد من قوة وتأثير الحاكمية الشيعية في العراق، في وقت تتصاعد فيه التكهنات حول إعادة ترتيب النفوذ في المنطقة بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها بعض الدول العربية.
التفاعل مع هذا الموضوع لم يقتصر على السياسيين، بل انتقل إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث شهدت الكثير من النقاشات والمواقف المعادية لهذه الفكرة، معتبرة أن هذا الطرح قد يهدد وحدة العراق ويقوي الانقسامات الطائفية، في وقت يشهد فيه البلد أزمات اقتصادية وأمنية تتطلب توحيد الجهود للتصدي للتحديات الداخلية والخارجية.
في ختام هذه القضية، يمكن القول إن الدعوات التي ظهرت مؤخرًا حول تقسيم العراق إلى “دولة شيعية” تعد استثنائية وتعكس تحولًا في الخطاب السياسي الشيعي الذي كان يعارض بشدة أي حديث عن التقسيم، وهو ما يعكس حالة من الضبابية حول المستقبل السياسي للعراق. يتبقى أن نراقب كيفية تطور هذه الدعوات وما إذا كانت ستظل مجرد حديث في الغرف المغلقة أم ستتحول إلى مشروع سياسي حقيقي في المستقبل.