عربي21:
2025-02-23@20:20:37 GMT

اغتيال الذكريات.. كيف يستقبل أهل غزة أخبار نسف بيوتهم؟

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

اغتيال الذكريات.. كيف يستقبل أهل غزة أخبار نسف بيوتهم؟

يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على تعقيد عودة 70 بالمئة من أهالي شمال قطاع غزة إلى بيوتهم، بعد تهجيرهم منها قسرا، من خلال استهدافها وتدميرها بشكل مباشر وممنهج.

وتم حصر ما لا يقل عن 165 ألف وحدة سكنية تضررت، و20 ألف وحدة سكنية هدمت كليا أو باتت غير صالحة للسكن، منذ بداية العدوان الأهوج للاحتلال؛ فيما تضررت 50 بالمئة من الوحدات السكنية إما بالهدم الكامل أو بأضرار جزئية متفاوتة.



ووثقت "عربي21" شهادات لعدد من الفلسطينيين ممّن يسكنوا مدينة غزة المُحاصرة، وتلقوا أخبار تدمير منازلهم، بعدها نزحوا عنها قسريا في اتجاه الجنوب.

"سوّي بالأرض"
"بالتقسيط وصلنا الخبر، أولا عرفنا أن المنطقة كلها تدمرت باستثناء البرج الذي نسكن فيه، ثم عرفنا بعدها بيومين أنه سوّي بالأرض، بالتأكيد هناك غصة وحزن"، تقول أم حازم (56 عاما).

تضيف أم حازم، في حديثها لـ"عربي21" إنها كانت تتوقع تدمير منزلها، نظرا للقصف العنيف المتواصل، والدمار الكبير الذي لحق بمنطقة المخابرات، شمال غرب مدينة غزة، حتى قبل أن تغادرها في اللحظات الأخيرة الحرجة.

وتتابع بالقول إنها سكنت في شقتها المدمرة حديثا منذ ثماني سنوات، وقبل حوالي عشرة شهور فقط، انتهت من سداد أقساط ثمنها ضمن "مرابحة" أجريت بهدف شرائها.


وتذكر أم حازم، أن ابنها الأكبر خسر أيضا شقته التي كانت تحت التجهيز، في ذات البرج المدمر، حيث كان يجهز نفسه للزواج، بعد سنوات طويلة من العمل والادخار، قبل اندلاع الحرب.

وتشير إلى أن الجزء الأكبر من الحزن لا يكون على الخسارة المادية، إنما على الذكريات والمناسبات الفريدة التي مرّت بها عائلتها داخل هذا المنزل، مؤكدة أن الاحتلال سيفشل في سياسة تهجيرهم وأنها ستعود وتتمسك بأرضها وحقها.

"بأظفر أولادي"
بيسان (32 عامًا) وهي أم لطفلين، تلقّت خبر تدمير منزلها في برج "الظافر 4"، بعدما سوّاه الاحتلال بالأرض. وتقول لـ"عربي21": "نحتسب ونحمد الله على أقداره.. والله ولا بأظفر واحد من ولادي.. هلقيت بفكرش غير بإنه ربنا يسلمنا".

وتضيف بيسان، أن زوجها متماسك رغم القهر الكبير، وهو الذي "أعاد تهيئة البيت بأثاث جديد بعد عدوان 2021، في محاولة لتخفيف حدّة ما تركته فينا من ألم وتعب نفسي وجسدي، لكن لا زلنا تحت القصف وهو ما يجعله مضطرًا لضبط النفس، في الوقت الراهن".

وتوضح المتحدثة لـ"عربي21" أن ابنتها ذات العشر سنوات عرفت الخبر من أقرانها الصغار، ما أصابها بحالة حزن شديدة، مشيرة: "لكن تعاملنا معها بحرص واهتمام، وهي الآن بخير".

واعتبرت بيسان، أن فقدان البيت، بكل ما يحمله من ذكريات، وما يعنيه من أمان واستقرار، هو: "أقل الخسائر الآن.. مقابل ما نعيشه كل لحظة، من خوف وموت ودمار متواصل لليوم 15 على التوالي، بات يمسح عائلات بأكملها من الوجود".

"البيت سأعيد بناؤه"
من جهته، يقول أبو مهدي (70 عاما) الذي يعيش على الحدود الشرقية لمدينة غزة، إن "هذه المرة الثالثة التي يدمر فيها الاحتلال منزله".

ويضيف أبو مهدي في حديثه لـ"عربي21" أن بيته تدمر أول مرة خلال عام 2008 ثم مرة أخرى خلال عدوان 2014، والآن هي المرة الثالثة، مؤكدا أن بيته تضرر أيضا مرات عدة خلال تصاعد العدوان في مناسبات أخرى خلال السنوات الماضية.

ويكشف "لا يهمني الحجار.. البيت سأعيد بناؤه كما اعتدت، لكن أنا بزعل على الشجر والزيتون في الأرض.. سابقا كان عندي زيتونة أكبر من دولة الاحتلال الإسرائيلي نفسها، حرقوها في 2008".

ويقول أبو مهدي، في ختام حديثه لـ"عربي21": "قلبي بنحرق على الزرع اللي بموت بدون مي.. الشجر زي ولادي، لكن الله يعين ويرحم الناس ما أجت على الشجر، لأنه الناس بتموت في كل وقت".


وقال مكتب الإعلام الحكومي بغزة، الأحد، إن 50 بالمئة من الوحدات السكنية داخل القطاع، تضررت بشكل كُلي أو جزئي، بسبب غارات الاحتلال المستمرة، منذ أكثر من أسبوعين، مضيفا في بيان مُقتضب: "50 بالمئة؜ من الوحدات السكنية بالقطاع، تضررت بشكل كلي أو جزئي نتيجة العدوان الإسرائيلي".

وارتفعت حصيلة الشهداء في غزة، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إلى 4741 شهيدا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، مع دخول الحرب أسبوعها الثالث.

وقالت الوزارة على لسان المتحدث باسمها، أشرف القدرة: "بلغ إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ بدء العدوان 4741 شهيدا، بينهم 1873 طفلا، و1023 سيدة، و187 مسنا بالإضافة إلى 15898مواطنا أصيبوا بجروح مختلفة".

إلى ذلك، لا تزال غارات الاحتلال الإسرائيلي مُستمر، على رؤوس أهالي غزة، في انعدام أماكن الاختباء الآمنة، لليوم السادس عشر على التوالي، وسط صمت عربي رسمي، إلا من عدد من البيانات وكلمات على وسائل الإعلام، كان آخرها في قمة "السلام"، السبت، في العاصمة المصرية القاهرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين فلسطين غزة طوفان الاقصي طوفان القدس سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

تواصل العدوان الإسرائيلي على طولكرم لليوم الـ27

تواصل قوات العدو الإسرائيلي، اليوم السبت ، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ27 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ14، وسط تعزيزات عسكرية، مترافقة مع مداهمات للمنازل وتخريب محتوياتها.
وأفادت مصادر محلية، أن قوات العدو دفعت بتعزيزات عسكرية صوب المدينة ومخيميها، ونشرت آلياتها وجنودها في الشوارع والأحياء، تركزت في شارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وأعاقت حركة تنقل المركبات والمواطنين، وأوقفتهم وأخضعتهم للتفتيش والتحقيق.
كما نصبت قوات العدو الحواجز العسكرية في مختلف شوارع ومفارق المدينة، وتحديدا شارع نابلس ودوار شويكة، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في هويات ركابها ونكلت بهم، واعتدت على عدد منهم بالضرب.
وتواصل قوات العدو حصارها المطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس، وتنشر دورياتها الراجلة في الشوارع والحارات، وتقوم بمداهمة المنازل وتفتيشها وتخريب محتوياتها بشكل كامل، والاستيلاء عليها، تزامنا مع إطلاق كثيف للأعيرة النارية، في الوقت الذي ما زالت تستولي على ثلاثة مبان سكنية في شارع نابلس المقابل لمخيم طولكرم، بعد إجبار سكانها على إخلائها، وتحولها لثكنات عسكرية.
وألحق العدوان الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيميها دمارا واسعا وكاملا بالبنية التحتية والممتلكات وانقطاع لشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ونزوح قسري لأكثر من 16 ألف مواطن، منهم نحو 11 ألف من مخيم طولكرم، ونحو 5500 نازح من مخيم نور شمس.
كما واستشهد 12 مواطنا بينهم طفل (7 أعوام) ومواطنتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، وكان آخرهم الشهيد أحمد عواد الذي ارتقى أمس بعد صدم آلية عسكرية إسرائيلية لمركبته في شارع نابلس بطولكرم.
وتواصل قوات العدو إغلاق بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم لليوم الـ15 على التوالي، وعزل المدينة عن قرى وبلدات الكفريات، وباقي محافظات الضفة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تدين استخدام الدبابات في العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين
  • مع التشييع.. الجيش الإسرائيلي ينشر لحظة اغتيال نصر الله
  • بالفيديو.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد جديدة من عملية اغتيال نصرالله
  • غزة الآن.. ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي لـ 48339 شهيدًا
  • مَن هو الأسير الإسرائيلي الذي قبَّل رأس جنود حماس؟.. «المظروف» لم يكن هدية
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 48 ألفا و329 شهيدا
  • حركة فتح: الخوف يسيطر على أهل غزة من إلغاء الهدنة وعودة العدوان الإسرائيلي
  • تواصل العدوان الإسرائيلي على طولكرم لليوم الـ27
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • بالصور.. تعرّض مدرسة في وادي خالد لأضرار جراء العدوان الإسرائيلي على مجرى النهر الكبير