قال خالد مشعل، رئيس حركة "حماس" في الخارج، الأحد، إن الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة "تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف سحق الحركة وتفكيك حاضنتها الشعبية".

 

جاء ذلك في كلمة مرئية ألقاها عن بُعد ضمن فعالية "ملتقى غزة" التي نظمتها قرابة 60 منظمة ومؤسسة عربية في تركيا، تطرّق فيها لمستجدات عملية "طوفان الأقصى" وما تلاها.

 

وقال مشعل: "بدأت المعركة في 7 أكتوبر (تشرين أول الجاري) عنوانها طوفان الأقصى، أهل غزة منذ 16 عامًا في الحصار والحروب المتلاحقة، صنعوا المقاومة العملاقة، حفروها من دمائهم وعرقهم وطاقات فلذات أكبادهم وقوافل الشهداء المتتالية التي لم تتعب".

 

وأضاف: "هذه غزة، عندما رأت الأقصى يدنّس وقسّم زمانيا 3 فترات يوميا، ورأوا تجرّؤ الحكومة المتطرفة بممارسة الطقوس اليهودية وخزعبلاتهم وأصبح الأقصى في خطر الهدم وبناء الهيكل، استشعرت مسؤوليتها ولم يثنِها أنها بعيدة ومحاصرة".

 

وتابع: "كان قادة المقاومة يدركون عواقب الأمور والمسؤولية، لكن الدين والأقصى أغرق عدوّنا في الذهول وهزّه، ووضعت المقاومة خطوة عظيمة في طريق التحرير واستعادة المقدسات".

 

مشعل واصل حديثه عن ما جرى لاحقًا من أحداث بالقول: "انتقل المشهد إلى الانتقام الصهيوني، فدمّر المدارس والجوامع والمستشفيات وهدم البيوت، اليوم غزة تعاني من الدمار الشامل".

 

وقال إن إسرائيل "أخذت الضوء الأخضر من أمريكا والدول الغربية لتدمير غزة عن بكرة أبيها، وهي سياسة الأرض المحروقة والدمار الشامل، وخطتهم سحق المقاومة وحماس والحاضنة الشعبية وغزة بدعم دولي".

 

وأردف "انتقلنا في معركة عالمية، بدأت بالأقصى يُنتصر له من غزة، ووصلت إلى الانتقام الجبان، واليوم المشهد هو حرب عالمية، تقوده أمريكا لا تدعمه فقط بل يدير المعركة رئيسهم (جو بايدن)، جاء ليثبّت أقدامهم ويخفف الصدمة ويعطيهم المليارات من الدولارات وجسر سلاح لتدمير غزة".

 

وزاد: "كذلك أرسلوا لهم القادة العسكريين، وجاء وزيرا الدفاع والخارجية (الأمريكيين) وهما جزء من المعركة، أمريكا تقود المعركة لتحقيق هدفين، سحق حماس وتفكيك الحاضنة، وإن نجحوا سيفرضون هيمنتهم المطلقة في المنطقة".

 

وشدد على أن "هذه المعركة التاريخية تخوضها الأمة قديمًا وتخوضها اليوم وستنتصر، صمدنا 5 حروب متلاحقة وأربكنا عدونا، الكيان الذي أخاف عروشًا وجيوشا أخافته المقاومة، وهنا المسؤولية والواجب علينا النفير للجهاد اليوم وهو الواجب الأول".

 

وأكمل: "الواجب الثاني غزة تحتاج لإغاثتكم ومساعداتكم والمقاومة بحاجة إلى السلاح".

 

وتابع: "والواجب الثالث هو الغضب الجماهيري، والنزول للميادين وعواصم الأمة وهو ضرورة، الميادين الممتلئة كل يوم، غضب يعطي رسالة أن الأمة مع غزة والأقصى والقدس والقسّام".

 

وأوضح أن "الواجب الرابع هو أننا نريد طوفانًا إعلاميا يقدم روايتنا الفلسطينية العربية الصادقة ويدحض روايتهم الكاذبة، وخامسا نريد حراكا سياسيا تبادر به القيادات والزعامات والأنظمة".

 

وختم بالقول: "هناك مواقف ولكن لا تكفي، جاء (وزير الخارجية الأمريكي أنتوني) بلينكن للمنطقة لممارسة ضغوط وفرض الرواية الأمريكية، ولكن الموقف العربي الرسمي رفض إدانة حماس وأدان الجريمة وإبادة غزة والتهجير، كله جيد ولكن نريد المزيد، وتطوير الموقف العربي والإسلامي الرسمي ليصبح قويا متماسكا".

 

ولليوم السادس عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 4740 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصابت 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة خالد مشعل الكيان الصهيوني

إقرأ أيضاً:

نتنياهو والعودة إلى الحرب

لا شك في أن نتنياهو يخطط، علناً، بأن يوقف مسار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليعود إلى الحرب. فقد وقع على الاتفاق، مكرهاً، استجابة لرغبة ترامب الذي كان يريد تسلّم الرئاسة الأمريكية، وغزة في حالة وقف إطلاق النار.

وجاء الاتفاق بأغلبية بنوده استجابة لشروط المفاوض الفلسطيني. فكان أول يوم في تنفيذ الاتفاق، إعلاناً بانتصار المقاومة، بعد حربين، بريّة وإباديّة تدميرية، امتدّت لخمسة عشر شهراً، تقريباً. ويا للحالة النفسية والوضع السياسي، اللذين كان نتنياهو عليهما، ذليلاً مهزوماً يتفجّر حقداً وغضباً.

مع كل خطوة في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق كان انتصار المقاومة والشعب، يتأكد. وكان نتنياهو، يحاول التعطيل والتأجيل. ويحاول أن يظهر، بصاحب السطوة أمام حملات داخلية ضدّه، ولا سيما تذكيره، بوعيده، أن يُحقق من خلال الحرب، نصراً مطلقاً. 

التفسير الوحيد لفشل نتنياهو، في عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى، بالرغم مما فعل من توتير وتعطيل، خصوصاً في تطبيق البروتوكولات الإنسانية في الاتفاقية، كان انقياده لترامب، وخوفه منه. لكن مع سعي مستمر، لاستمالته في السماح له بالعمل في المرحلة الثانية، باتجاه تعطيلها. بل العودة إلى الحرب ثانية.

إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.هذا ولعل طرح ترامب، لمشروع تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وما لاقاه من معارضة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، دفعا ترامب، لدعم نتنياهو، ليلعب دوره في المرحلة الثانية. ولكن من دون أن يوقف، مساعي مندوبه الخاص ويتكوف، المكلف بمواصلة تطبيق الاتفاق، من أجل تحرير كل الأسرى المحتجزين. الأمر الذي جعل الموقف الأمريكي، أمام مفترق طرق، أحدهما راح يشجع نتنياهو، كما يدعي نتنياهو، والآخر لم يأخذ من ويتكوف، صلاحية عدم المضيّ في المرحلة الثانية، من الاتفاق.

ولهذا دخل الوضع الآن، في مواجهة احتمالين: الأول، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده (شروط المقاومة)، بإتمام تبادل الأسرى كاملاً، وانسحاب الجيش الصهيوني، من كل قطاع غزة، وإعلان وقف الحرب، بضمانات دولية وعربية. والثاني، تعطيل المضيّ في تطبيق الاتفاق، والعودة إلى التأزيم، وصولاً إلى الحرب، كما يريد نتنياهو.

إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.

من هنا، فإن موقف نتنياهو ضعيف جداً، سياسياً في العودة إلى الحرب، مما يُضعف موقف ترامب، إذا ما أعطاه الضوء الأخضر، ليخرّب الاتفاق، ويعود إلى الحرب الخاسرة من جديد.

ومن هنا، فإن إصرار المقاومة، من خلال المفاوض الفلسطيني، على تنفيذ الاتفاق، بكل بنوده، كما وقع عليه، والرفض الحازم، لأيّ طرح يخرج على هذه البنود، لا سيما إقحام موضوع سلاح المقاومة، أو بقاء قوات احتلال. فالسلاح، موضوع يتعلق بحماية أمن الشعب، وحقه بالمقاومة، وعدم عودة نتنياهو، للحرب والعدوان متى شاء. وهو موضوع، لم يتطرق له اتفاق وقف إطلاق النار، والمُوَّقَع عليه. 

ولهذا فالمتوقع تراجع ترامب، وإجبار نتنياهو على قبول التفاوض كما يريد ويتكوف، بعيدا من شن الحرب التي يسعى لها. وإن كان استبعاد الحرب من قِبَل نتنياهو يشكل ضرباً من المخاطرة في تقدير الموقف، حيث يتوجب أن يبقى الأصبع على الزناد.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو والعودة إلى الحرب
  • حماس: نتنياهو يتحمل مسؤولية الحصار والتجويع
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • صحف عالمية: غضب في تل أبيب من محادثات واشنطن وحماس السرية.. وخطط إسرائيلية لجر المقاومة الفلسطينية للقتال مرة أخرى
  • مستشار رئيس وزراء فلسطين الأسبق: المقاومة الفلسطينية لم تُحسن إدارة المعركة
  • مستشار رئيس وزراء فلسطين الأسبق: المقاومة لم تُحسن إدارة المعركة
  • تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب
  • أول تعليق من حماس على اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى
  • قمة العملات المشفرة غدا في أمريكا ما الذي نترقبه؟.. محلل اقتصادي يوضح
  • من أطهر البقاع.. المملكة تقود تعزيز التضامن بين المذاهب الإسلامية