محافظة ظفار تحت التأثير المباشر لإعصار «تيج».. والذروة غدا وبعد غد

بدأت تأثيرات الإعصار المداري «تيج» على أجزاء من محافظة ظفار بأمطار شديدة الغزارة مع استمرار تصنيفه إلى إعصار من الدرجة الثالثة يتمركز جنوب غرب بحر العرب على دائرة عرض 12.9 شمالا وخط طول 54.7 شرقا، وتشير تحاليل المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة إلى أن مركز الإعصار المداري يبعد عن سواحل سلطنة عمان حوالي 450 كم وتقدر سرعة الرياح حول المركز بحوالي 100-112 عقدة، وتبعد أقرب كتلة سحب ماطرة مصاحبة حوالي 140 كم من ولاية سدح، مع استمرار تحركها غربا وشمال غرب نحو سواحل محافظة ظفار والجمهورية اليمنية الشقيقة «محافظة المهرة» مع فرص تطورها إلى إعصار مداري من الدرجة الرابعة خلال الـ 24 ساعة القادمة، ومن المتوقع أن تتواصل التأثيرات على محافظتي ظفار والوسطى خلال الأيام القادمة ستكون ذروتها غدا وبعد غد.

وحذرت الهيئة من كمية الأمطار الغزيرة وشديدة الغزارة المتوقع هطولها غدا الاثنين التي يحملها الإعصار التي قد تصل إلى 200-500 ملم تؤدي إلى جريان الشعاب والأودية إضافة إلى رياح قوية شديدة، تتراوح بين 40-70 عقدة، كما سيتراوح ارتفاع موج البحر بين 6 و12 مترا على سواحل بحر العرب واحتمال امتداد مياه البحر إلى المناطق الساحلية المنخفضة.

وقال مازن بن علي الربيعي أخصائي الأرصاد الجوية: تتواصل التأثيرات المباشرة للحالة المدارية على محافظة ظفار بالسحب الركامية الماطرة على الشريط الساحلي للمحافظة تتبعها أمطار على المناطق الجبلية والصحراوية وأجزاء من محافظة الوسطى.

ويتوقع أن تعبر السحب الركامية للإعصار مساء غدا الاثنين إلى صباح بعد غد الثلاثاء، مع تأثيرات متوقعة من هطول الأمطار المتفاوتة الغزارة الفيضانية ونزول كافة أودية محافظة ظفار والشعاب وامتلاء السدود.

كما يتوقع أن تهطل أمطار متفاوتة الغزارة يومي الخميس والجمعة في عموم محافظات سلطنة عمان نتيجة للحالة المدارية مع ارتفاع مستويات الرطوبة ووجود منخفض جوي شمال سلطنة عمان.

إخلاء وجاهزية

وتسّخر مختلف القطاعات إمكاناتها للتعامل مع تأثيرات الحالة المدارية، وأكدت اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة على جاهزية واستدامة جهود التعامل مع الحالة المدارية «تيج»، واتخاذ قرارات بإخلاء المناطق المتوقع تأثرها وذلك خلال اجتماعها اليوم بالقيادة العامة للشرطة برئاسة معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك رئيس اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، وحضور أصحاب السعادة أعضاء اللجنة؛ لبحث جهود الاستعداد للتعامل مع الحالة المدارية «تيج».

واستمعت اللجنة لإيجاز من المختصين من هيئة الطيران المدني (المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة) بشأن تطورات القراءات العددية المتعلقة بالحالة المدارية وتأثيراتها المحتملة، وحثّ معالي الفريق أعضاء اللجنة على اتخاذ كافة الإجراءات لدعم وإسناد عمليات الاستجابة ودعمها بالموارد والقدرات الضرورية في الأماكن المتوقع تأثرها بالحالة المدارية بمحافظتي ظفار والوسطى، داعيًا المولى - عز وجل - أن يحفظ سلطنة عُمان وأهلها من كل مكروه.

وناقش الاجتماع تطورات القراءات العددية المتعلقة بالحالة وتأثيراتها المحتملة، والإجراءات الاستباقية التي قامت بها مختلف القطاعات والتأكد من الجاهزية واستدامة الخدمات العامة، كما استعرض الاجتماع تهيئة مراكز الإيواء وضمان توفير المواد التموينية والطبية، ودعم وإسناد عمليات الاستجابة بالموارد والقدرات الضرورية في الأماكن المتوقع تأثرها بالحالة المدارية بمحافظتي ظفار والوسطى.

وقررت اللجنة إجلاء سكان المناطق المتأثرة بالحالة المدارية حيث سيتم إجلاء سكان جزر الحلانيات بمحافظة ظفار، والمناطق الساحلية في ولايات صلالة ورخيوت وضلكوت.

وأعلنت اللجنة عن قائمة مراكز الإيواء الجاهزة لاستقبال المواطنين والمقيمين بمحافظتي ظفار والوسطى خلال الحالة المدارية حيث تضم ولاية صلالة 6 مراكز إيواء و3 أخرى بكل من ولايات طاقة ومرباط وضلكوت، و4 مراكز في ولاية سدح و5 مراكز في ولاية رخيوت، وضمت ولاية المزيونة 6 مراكز، وحدد مركز إيواء واحد لكل من ولايات ثمريت وشليم ومقشن أما في محافظة الوسطى فقد تم تحديد 3 مراكز بولاية الجازر.

ودعا قطاع الإغاثة والإيواء جميع القاطنين في المناطق المتوقع تأثرها بالحالة المدارية التوجه لأحد مراكز الإيواء المعلن عنها وقد تم تحديد مركز اتصال لعمليات قطاع الإغاثة والإيواء بمحافظة ظفار على مدار الساعة حيث يمكن الاتصال على الرقم 23373805.

وعُقد بوزارة الإعلام اليوم لقاء تم خلاله استعراض استعدادات قطاع الإعلام والتوعية العامة باللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة للتغطية الإعلامية للحالة المدارية «تيج» وتأثيراتها المتوقعة على محافظة ظفار.

تضمّن اللقاء شرحًا مفصلًا عن تطورات الحالة المدارية ومساراتها المتوقعة خلال الساعات القادمة، وما يتطلبه ذلك من خطة للتوعية والاستعدادات الميدانية للقطاع للتعامل إعلاميًّا مع الحالة المدارية «تيج» وتأثيراتها المحتملة.

وتم خلال اللقاء التأكيد على جاهزية الإعلام المقروء والمسموع والمرئي والإلكتروني وجميع الأدوات الداعمة له في التعامل مع تأثيرات وتطورات الحالة المدارية «تيج»، بالإضافة إلى إبراز الجهود المبذولة من قِبل قطاعات الاستجابة، وتم التأكيد على أهمية أخذ المعلومة من مصادرها الموثوقة؛ درءًا للشائعات أينما وجدت.

عُقد اللقاء بحضور معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام وعددٍ من مسؤولي وزارة الإعلام وممثلي وسائل الإعلام الخاصة.

تسخير الإمكانات

وتواصل اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة بقوات السلطان المسلحة اجتماعاتها للوقوف على كافة الاستعدادات والجاهزية للتعامل مع الحالة المدارية «تيج»، برئاسة العميد الركن حامد بن عبدالله البلوشي مساعد رئيس أركان قوات السلطان المسلحة للعمليات والتخطيط، رئيس اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة بقوات السلطان المسلحة، وبحضور أعضاء اللجنة الذين يمثّلون رئاسة أركان قوات السلطان المسلحة وأسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العُماني وقوة السلطان الخاصة والخدمات الهندسية بوزارة الدفاع والهيئة الوطنية للمساحة والخدمات الطبية للقوات المسلحة.

وقد أكّدت قوات السلطان المسلحة جاهزيتها التَّامة وتسخير كافة الإمكانات والمقدرات للتعامل مع هذه الحالة المدارية، سعيًا من قوات السلطان المسلحة في تقديم الدعم والإسناد للجهات الحكومية والقطاعات الأخرى في هذه الحالات الطارئة في إطار خطة اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة.

واطلعت اللجنة خلال الاجتماع على كافة الاستعدادات والتدابير التي اتُّخِذت منذ الإعلان عن الحالة المدارية «تيج» وتطور تصنيفها وحالتها، حيث تم تفعيل اللجان الفرعية العسكرية في المناطق المتوقع أن تتأثر بالحالة المدارية لتكون على أهبة الاستعداد والجاهزية.

كما تم خلال الاجتماع الوقوف على جاهزية كافة التشكيلات والقواعد والوحدات في قوات السلطان المسلحة والإدارات الأخرى بوزارة الدفاع لتقديم الدعم والإسناد للمواطنين والمقيمين وفقًا لمتطلبات الموقف.

كما اجتمعت اللجنة العسكرية الفرعية لإدارة الحالات الطارئة بمقر قيادة لواء المشاة (11) بالجيش السلطاني العُماني بمحافظة ظفار برئاسة العميد الركن عبد الكاظم بن إبراهيم العجمي قائد لواء المشاة (11) بالجيش السلطاني العُماني.

وتم خلال الاجتماع الوقوف على الجهود المبذولة من كافة الوحدات المنتشرة وكيفية التعامل مع الآثار المتوقعة للحالة المدارية «تيج» وفقا لخطة اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة.

وتؤكد اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة على استمرار متابعتها لتطورات الحالة المدارية وجاهزيتها التامة وكافة التشكيلات والوحدات المنتشرة ميدانيًّا بما يتطلب وتطورات الموقف وفقا لخطة اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة.

وتفقد صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار سدود الحماية من الفيضانات بولاية صلالة وبعض المرافق العامة، للوقوف على جاهزية وكفاءة سدود الحماية لمواجهة الحالة المدارية «تيج» بمرافقة سعادة رئيس بلدية ظفار وقائد شرطة ظفار ومسؤولي الجهات الحكومية المعنية والمجلس البلدي بالمحافظة.

وسيرت هيئة الدفاع المدني والإسعاف القوة المساندة الثانية إلى محافظة ظفار للتعامل مع تأثيرات الإعصار المداري «تيج» تضم ه أعداد إضافية من فرق البحث والإنقاذ والإسعاف ومركبات مخصصة لعمليات الإخلاء والبحث والإنقاذ ومجموعة من القوارب ومعدات ثقيلة مثل «الشيول» وأخرى لشفط المياه.

الاستجابة الطبية

قررت وزارة الصحة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة إخلاء مستشفى السلطان قابوس بصلالة بمحافظة ظفار، واستقبال جميع الحالات الطارئة في مبنى مركز طب وجراحة القلب بصلالة وفي قسم الطوارئ بمستشفى القوات المسلحة بصلالة.

كما قامت بإغلاق مركزي الدهاريز وصلالة الجديدة الصحيين حتى إشعار آخر، واستمرار العمل في مراكز السعادة وعوقد وصلالة الغربية الصحية، كما فعلت الوزارة مركز الاتصال لمدة 24 ساعة استعدادًا للحالة المدارية، وودعت إلى التواصل على الأرقام 24441999 - 1212.

واجتمع اليوم قطاع الاستجابة الطبية والصحة العامة التابع للجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة برئاسة سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية رئيس قطاع الاستجابة الطبية والصحة العامة في اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة وبحضور ممثلي الجهات ذات العلاقة.

وأكد سعادة الدكتور سعيد اللمكي على أهمية هذا القطاع ودوره الحيوي والمهم، وضرورة اتخاذ الإجراءات الاستباقية للتعامل مع الحالات الصحية التي تستدعي المساعدة تحسبا لأي تحديات تعيق تقديم الخدمات الصحية خلال الحالة المدارية المتوقعة وما بعدها. كما استعرض سعادته توصيات اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة في هذا الخصوص، مؤكدا على مساندة جميع القطاعات وتعاونها ضمن منظومة واحدة للتعامل مع الحالة المدارية الحالية.

من جهته قدم الدكتور محمد بن سيف البوصافي منسق قطاع الاستجابة الطبية والصحة العامة موجزا مختصرا عن جاهزية القطاع وما تم تنفيذه خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى خطط الاستجابة الطبية خلال الحالة المدارية.

واطمأن المجتمعون إلى كافة احتياجات المؤسسات الطبية في المحافظتين وتعزيزها بالكوادر البشرية والأجهزة والمعدات والأدوية والمستلزمات الطبية، كما قرر القطاع تسيير فريق طبي إلى محافظة ظفار لرفد وتعزيز خدمات الاستجابة الطبية بالمحافظة تحسبا لأي مساعدة قد تحتاجها المؤسسات الصحية.

المصدر: لجريدة عمان