صدور بيان مشترك في ختام زيارة دولة رئيس وزراء ماليزيا للمملكة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
المناطق_واس
صدر اليوم بيان مشترك في ختام زيارة دولة رئيس وزراء ماليزيا السيد أنور إبراهيم للمملكة، فيما يلي نصه:
انطلاقاً من أواصر العلاقات المميزة بين المملكة العربية السعودية وماليزيا، قام دولة رئيس وزراء ماليزيا السيد/ أنور إبراهيم بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية بتاريخ 6 / 4 / 1445هـ، الموافق 21 / 10 / 2023م.
واستقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، دولة رئيس وزراء ماليزيا السيد/ أنور إبراهيم، في قصر اليمامة بالرياض، حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في جميع المجالات.
أخبار قد تهمك ولي العهد يستقبل رئيس جمهورية كوريا 22 أكتوبر 2023 - 6:49 مساءً المملكة وجمهورية كوريا .. ستة عقود تعزز مسيرة علاقاتهما التاريخية 21 أكتوبر 2023 - 10:04 مساءًوفي بداية الاجتماع، ثمن الجانب الماليزي الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار، مشيداً بمستوى التنسيق العالي بين البلدين لتحقيق راحة الحجاج والمعتمرين والزوار من ماليزيا. وثمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء دعم وتأييد حكومة ماليزيا لترشح مدينة الرياض لاستضافة المعرض الدولي إكسبو 2030، وترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034.
وأكد الجانبان على أهمية تفعيل مجلس التنسيق السعودي الماليزي ولجانه الفرعية بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين ويسهم في تعزيز وتطوير الشراكة والتعاون بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، استعرض الجانبان أبرز تحديات الاقتصاد العالمي ودور البلدين في مواجهة هذه التحديات، ونوها بالمصالح المشتركة واسعة النطاق في كثير من الجوانب الاقتصادية المهمة في البلدين. ورحبا بنمو حجم التجارة البينية في العام 2022م بنسبة 160% مقارنة بالعام 2021م، وأكدا على أهمية استمرار العمل المشترك لتعزيز وتنويع التجارة بينهما، وتذليل أي تحديات تواجه تنمية العلاقات التجارية، وتكثيف التواصل بين القطاع الخاص في البلدين لبحث الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة وتحويلها إلى شراكات ملموسة. وعبر الجانبان عن عزمهما على تعزيز الاستثمارات بينهما، ودعوة الشركات الماليزية للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها مشاريع رؤية المملكة 2030، والاستفادة من الخبرات والقدرات للشركات الماليزية المتميزة، وعبر الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون في مجال التمويل الإسلامي من خلال تقديم منتجات وخدمات تمويلية ذات طابع إسلامي خاصة فيما يتعلق بمجال المرابحة الإسلامية. وثمن الجانب السعودي دعم حكومة ماليزيا لترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة الدورة السابعة عشرة لجمعية الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة لعام 2027.
وفي مجال الطاقة، أشاد الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما، وبالجهود الناجحة لدول مجموعة (أوبك بلس) في تعزيز استقرار أسواق البترول العالمية، كما أكدا على أهمية استمرار هذا التعاون، وضرورة التزام جميع الدول المشاركة في اتفاق (أوبك بلس) بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي.
وأشاد الجانبان بأهمية الشراكة التجارية، وتعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال توريد البترول الخام ومشتقاته، وأكد الجانب السعودي بأن المملكة ستستمر في كونها الشريك الأكبر والمصدّر الأكثر موثوقية لإمدادات البترول الخام لماليزيا. كما أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجالات البتروكيماويات والمغذيات الزراعية، والعمل المشترك لاستغلال الفرص الاستثمارية في مجالات التكرير والبتروكيماويات، وكذلك التعاون في الاستخدامات المبتكرة للمواد الهيدروكربونية.
ورحب الجانب الماليزي بإطلاق المملكة مبادرتي (السعودية الخضراء) و (الشرق الأوسط الأخضر)، وأعرب عن دعمه لجهود المملكة في مجال التغير المناخي بتطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته المملكة وأقره قادة دول مجموعة العشرين، وأكد الجانبان على أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، واتفاقية باريس، وضرورة تطوير الاتفاقيات المناخية وتنفيذها بالتركيز على الانبعاثات.
ورحب الجانب السعودي بإطلاق ماليزيا (خارطة الطريق للطاقة المتجددة الجديدة الوطنية) كخطوة إيجابية في الجهود لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في المجالات الآتية: (1) الطاقة المتجددة وتقنياتها وتطوير مشروعاتها من مصادرها المتنوعة بما في ذلك الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الحرارية الأرضية، ودراسة الفرص الاستثمارية في هذه المجالات، ومشاريع الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة وتطوير البيئة الحاضنة لها، وتطوير سلاسل الإمداد لقطاعات الطاقة واستدامتها. (2) البيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي. (3) الاتصالات، والتقنية، والاقتصاد الرقمي، والابتكار، والفضاء. (4) مجالات النقل والخدمات اللوجستية. (5) المجال السياحي، والسياحة المستدامة، وتنمية الحركة السياحية بين البلدين، ومختلف المجالات الثقافية. (6) التعليم العالي والبحث والابتكار، والإعلام. (7) الصحة والتنسيق بينهما في دعم المبادرات العالمية لمواجهة الجوائح والمخاطر والتحديات الصحية الحالية والمستقبلية.
ورحب الجانبان بالتوسع في دخول القطاع الخاص في البلدين في شراكات استثمارية في المجالات الزراعية والصناعات الغذائية.
كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك مكافحة الجرائم بجميع أشكالها، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين الشقيقين.
وفي الشأن الدولي، جدد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك تجاهها، ومواصلة دعمهما لكل ما من شأنه إرساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. كما جدد الجانبان إدانتهما واستنكارهما للإساءات المتعمدة للقرآن الكريم، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون في مجال محاربة التطرف والغلو وخطاب الكراهية والإرهاب، ونشر ثقافة الاعتدال، ومنع الإساءة للأديان والمقدسات.
وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان على أهمية الدعم الكامل للجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وأشاد الجانب الماليزي بجهود المملكة ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية، ودورها في تقديم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتقديم الدعم الاقتصادي والمشاريع التنموية لليمن، والتي كان آخرها إعلان المملكة بتاريخ 12 / 1 / 1445هـ عن تقديم دعم اقتصادي جديد إلى الجمهورية اليمنية بقيمة (1,2) مليار دولار لعجز الموازنة الخاصة بالحكومة اليمنية. وأكدا على أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام.
ورحب الجانب الماليزي باتفاق المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأكد الجانبان على أهمية التزام إيران بسلمية برنامجها النووي، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية أن يسهم أي اتفاق في التأسيس لمفاوضات شاملة تشارك فيها دول المنطقة، وتتناول مصادر تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وفي الشأن الفلسطيني شدد الجانبان على ضرورة وقف كافة أشكال التصعيد العسكري في الأراضي الفلسطينية، وضرورة حماية المدنيين، وأكدا على أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف مخططاتها باجتياح قطاع غزة والتحذير من التهجير القسري للفلسطينيين والنتائج الوخيمة التي ستترتب على ذلك. كما دعا الجانبان المجتمع الدولي الى العمل على إلزام إسرائيل باحترام القانوني الدولي والقانون الدولي الإنساني وضرورة السماح بتمكين المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني. وأكد الجانبان على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الشأن الافغاني، أكد الجانبان على أهمية استمرار التنسيق بين أعضاء المجتمع الدولي لدعم كل ما يحقق الأمن والاستقرار في أفغانستان، وعدم السماح باستخدام أفغانستان كمنصّة أو ملاذ آمن للجماعات الإرهابية والمتطرفة، كما أكد الجانبان على أهمية دعم الجهود الدولية المبذولة للحد من تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان، وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.
وفيما يخص الأزمة الروسية الأوكرانية، أكد الجانبان على أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية، وبذل الجهود الممكنة لخفض التصعيد بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار، ويحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة.
وفي ختام الزيارة، أعرب دولة رئيس وزراء ماليزيا السيد/ أنور إبراهيم عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. كما أعرب سموه عن أطيب تمنياته بالصحة والسعادة لدولته، وبمزيد من التقدم والرقي للشعب الماليزي الشقيق.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: المملكة ماليزيا المملکة العربیة السعودیة الأمن والاستقرار تعزیز التعاون فی والاستقرار فی أنور إبراهیم فی المجالات بین البلدین فی البلدین البلدین فی وفی الشأن على تعزیز ولی العهد فی مجال
إقرأ أيضاً:
تعزيز قيم الصيام .. تحد مشترك بين الوالدين والأبناء لإتمام الشهر الكريم
يعد تشجيع الأبناء على الصيام وترسيخ هذه القيم لدى من وصلوا سن التكليف، تحديًا كبيرًا للوالدين قبل الأبناء، فبينما يواجه الأطفال صعوبة في تحمل الجوع والعطش، يواجه الآباء تحديًا آخر يتمثل في كيفية إقناع أبنائهم باستكمال صيامهم. وفي هذا السياق، طرح العديد من أولياء الأمور تساؤلات حول طرق تشجيع أطفالهم على إتمام الصيام، خاصة في سن مبكرة، دون أن يتسبب ذلك في إرهاقهم أو شعورهم بالتعب.
يُعتبر الصيام لأول مرة تجربة صعبة، لا سيما في حالة وجود اختلافات فردية بين الأطفال في جوانب مثل البنية الجسدية والقدرات النفسية. وقد كشفت العديد من الدراسات عن استراتيجيات متبعة من قبل الآباء لتشجيع الأبناء على استكمال صيامهم، مثل التدرج في الأيام الأولى، بالإضافة إلى تحفيز الطفل من خلال الإشادة أو تقديم مكافآت مادية تشعره بالإنجاز، وهي أساليب تتفاوت وفقًا لطبيعة العائلة.
في إطار هذا الموضوع، التقت «عمان» بعدد من أولياء الأمور لمعرفة كيفية تخطيهم هذه المرحلة مع أبنائهم، خاصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 10 سنوات.
التدرج في الصيام
يؤكد أحمد بن محمد بن منصور العنقودي أن التدرج في الصيام يمثل خطوة أساسية ومهمة، خصوصًا في العام الأول من تجربة الصيام. ويشرح قائلا: «في اليوم الأول والثاني، نبدأ بتحديد ساعات قليلة للصيام، وفي الأيام التالية نزيد المدة تدريجيًا، حيث لا يتجاوز التدرج الأسبوع الأول فقط. أما في الأسبوع الثاني، فنحث الأطفال على إتمام الصيام بالكامل، ولكن بطريقة محفزة، مثل شراء هدية بسيطة وتشجيعهم على إتمام الصيام مقابل الحصول عليها».
ويتابع العنقودي: «بعد إتمامهم لصيام الأسبوع الأول، نعرض عليهم تحديًا أكبر: إذا أتموا صيام الشهر بالكامل، يمكنهم اختيار هديتهم المفضلة. وأضاف: إنه من أجل تقليل الشعور بالتعب أو الجوع خلال ساعات الصيام، يمكن تنظيم أنشطة ممتعة للأطفال، مثل إشراك الفتاة في إعداد الإفطار مع والدتها في المطبخ.
ويختتم العنقودي بالقول: «من الأهمية بمكان مراعاة الوضع الصحي للأطفال وسنهم عند تطبيق هذه الاستراتيجيات لضمان عدم إرهاقهم».
فوائد الصيام
ويؤكد رياض بن حمد بن حامد الهوتي على أهمية توفير جو من البهجة والسرور في المنزل لتحفيز الأطفال على الصيام. ويشرح قائلا: «أبدأ بتزيين المنزل بالفوانيس والمصابيح الزاهية، مما يساهم في إدخال البهجة في قلوبهم. وبعد ذلك، أخبرهم عن فوائد الصيام الصحية وأجره وثوابه عند الله، حيث تعد تنمية الجانب الروحي للأطفال أمرًا مهمًا لإقناعهم بفوائد الصيام».
ويضيف الهوتي: «نوضح لهم أن العبادات، ومنها الصيام، هي الطريق إلى الفوز بالجنة. وعندما يصومون، نشجعهم على مساعدتنا في تحضير المشروبات والمأكولات والحلويات، مما يجعلهم يستمتعون بالوقت ويشعرون بالمتعة أثناء اليوم دون أن يشعروا بثقل الصيام».
الإرشاد والنصيحة
تؤكد سعيدة بنت حمود الحراصية على أهمية استغلال شهر رمضان كفرصة لتوجيه الأبناء نحو الصيام وتهيئتهم لهذا العمل العظيم. وتقول: «شهر رمضان شهر عظيم، تمحى فيه الخطايا وتطمئن فيه النفوس، وما أجمل أن نستقبله بصيام مقبول وأعمال مأجورة».
وتضيف: «علينا نحن الوالدين أن نملأ قلوب أبنائنا برغبة الصيام، وأن نرشدهم إليه من خلال النصيحة والإقناع. من خلال ضرب أمثلة توضح لهم أهمية الصيام، سيتشجعون على الصيام ويؤدونه وهم يشعرون بالراحة والاطمئنان».
المكافآت والتحفيز
يؤكد محمد بن سعيد بن علي الجرادي على أهمية التدرج في تعويد الأطفال على الصيام، بداية من الصيام لبضع ساعات مثل الصيام حتى الظهر، ثم التدرج إلى العصر، حتى يتمكن الطفل من إكمال اليوم. ويقول: «يجب أن نشرح للطفل أهمية الصيام بطريقة مبسطة تتناسب مع عمره، مثل أنه يساعدنا على الشعور بالامتنان والصبر».
ويضيف الجرادي: إن التشجيع بالمكافآت والتحفيز له دور كبير في تعزيز رغبة الطفل في الصيام، كما ينبغي أن نمدح جهود الطفل في الصيام حتى وإن لم يُكمل اليوم بالكامل. ويؤكد على ضرورة التدرج والتخفيف، قائلا: «من المهم ألا نضغط على الطفل للصيام الكامل فورًا، بل نترك له المجال وفقًا لقدرته الجسدية. وإذا شعر بتعب شديد، شجعه على إتمام الصيام دون ضغط».
من الأساليب الفعّالة أيضًا، إعداد جدول تحفيزي يتضمن نجومًا أو ملصقات تُمنح للطفل عند إتمام كل يوم صيام، وعند إتمام عدد معين من الأيام، يحصل على مكافأة يحبها. ويستحسن إشغال الطفل بأنشطة ممتعة مثل التلوين، أو مشاهدة برامج هادفة، أو قراءة قصص عن الصيام، مع تجنب تعريضه للمواقف التي قد تثير شعوره بالجوع، مثل مشاهدة إعلانات الطعام أو الحديث المستمر عن الأكل.
وأشار الجرادي إلى أهمية القدوة الحسنة في تعزيز روح الصيام لدى الطفل: «عندما يرى الطفل والديه وأفراد الأسرة يصومون بروح إيجابية وسعادة، سيشعر أن الصيام أمر جميل ومحبب. وأوصى أيضًا بالحديث عن فوائد الصيام، موضحًا كيف أن الصيام يقوي الجسم ويعزز الصحة، ويجلب الأجر والثواب، كما يمكن استخدام قصص الأنبياء والشخصيات التاريخية كمصادر إلهام، مع الحرص على تحضير وجبات سحور تحتوي على أطعمة تمنح الطفل طاقة تدوم طوال اليوم.
اختلاف القدرات الجسدية
يوضح إبراهيم بن سعيد بن ناصر الحارثي قائلا: «لدي ابنة في الصف الرابع، ولكي تشعر بالتحفيز لإتمام صيامها، قمت بتحديد مبلغ معين تكمل به صيامها كل يوم. وأضاف: من المهم أن نعلم أن كل طفل يختلف عن الآخر في قدرته على الصيام، لذلك يجب أن يكون الدعم والتحفيز متناسبًا مع قدراتهم النفسية والجسدية».
ويشدد الحارثي على أهمية التدرج في الصيام، خاصة في الأيام الأولى، حيث يقترح أن نترك للأطفال المجال لتحديد قدراتهم تدريجيًا، حتى يشعروا بأنهم قادرون على إتمام الصيام بشكل كامل، بدلا من فرض الصيام عليهم كواجب، حاول أن تشجعهم على إتمامه كمكافأة أو كفرصة لنيل رضا الله».
ويستطرد الحارثي قائلا: «من المهم أيضًا نشر أهمية الصيام بطريقة تناسب أعمار الأطفال، مثل الحديث عن كيفية أن الصيام يساعدنا على الشعور بالفقراء والمحتاجين، كما يلفت إلى أهمية توفير جو رمضاني ممتع في المنزل، مثل تزيين المنزل بزينة رمضانية، مما يساهم في تعزيز الجو الإيماني والاحتفالي الذي يشجع الأطفال على المشاركة في الصيام بفرح وسعادة.
الصبر
يؤكد سعيد بن عامر بن سعيد الرحبي على ضرورة تشجيع الأطفال من خلال منحهم مكافأة مميزة إذا أتموا صيامهم، مع شرح أهمية صيام هذا الشهر الكريم وما يعود عليهم من أجر وثواب. ويقول: «يجب أن نفهمهم عواقب ترك الصيام، وأن نوضح لهم كيف أن هذا العمل يساهم في تعزيز الصبر والتقوى».
ويشدد الرحبي على أهمية الصبر في التعامل مع الأطفال في حال شعروا بالجوع أو العطش، قائلا: «إذا شعر الطفل بالجوع أو العطش، يجب أن نطمئنه بالكلام الإيجابي الذي يشجعه على إتمام الصيام. ويضيف: «من المهم أن نحرص على أن لا يصبح الإفطار عادة عند الطفل بسبب التعب، بل نحثه على الصبر وتجاوز هذه الصعوبات.
ويفضل الرحبي أن يكون التدرج في الصيام في العام الأول على أساس يومي، بحيث يبدأ الطفل بصيام أيام قليلة في الأسبوع الأول، مع تعزيز الصبر والتحفيز في كل يوم صيام».
الأجواء الروحانية
توضح غادة فتحي محمد أهمية التدرج في تشجيع الأطفال على الصيام، حيث تقول: «من ناحيتي، أشجع ابنتي على الصيام بإعطائها هدية بسيطة بعد كل يوم صيام. وتستكمل: كنت قد شجعت ابنتي في الصف الثاني على الصيام، وكانت طوال الوقت تسألني: «ماما، كم بقي على الأذان؟» وبالطبع، كونها ما زالت صغيرة، كنت أرد عليها: إذا شعرتِ بالتعب، يمكنك شرب الماء. ولكنها أصرت على إتمام الصيام وكانت متحمسة ومصممة جدًا.»
وتؤكد غادة أن التحفيز بالهدية وتهيئة أجواء روحية مريحة في المنزل، مثل تزيين المنزل أو الحديث عن فضل الصيام، كان له تأثير كبير في تحفيز ابنتها على الرغبة الذاتية في الصيام، إضافة إلى ذلك، أن توفير الأجواء الروحانية في المنزل كان في حد ذاته حافزًا وتشجيعًا للطفل، مما يجعل الصيام أمرًا ممتعًا ومحببًا».
سن التكليف
تؤكد إيمان أحمد شرف على أهمية مراعاة سن التكليف عند تشجيع الأطفال على الصيام، حيث تقول: «أولا، من المهم جدًا أن يبلغ الطفل سن التكليف، ويجب أن نأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار. فبعض الآباء يطلبون من أبنائهم الصيام في سن مبكرة، مثل الثامنة أو التاسعة، وهذا قد لا يكون مناسبًا.
وتستكمل: «من الخطأ أن نطلب من الطفل في هذا العمر صيام يوم كامل، لأن الهدف الأساسي هو الاستعداد والتعويد. وفي مثل هذه الحالة، يفضل أن يكون الصيام متقطعًا. وإذا شعر الطفل بالجوع، يجب أن نسمح له بتناول الطعام مباشرة».
وتضيف شرف: «الأساس الأهم في هذا الشهر الفضيل هو غرس قيمة الصيام في نفوس الأطفال، وتوضيح أن الصوم هو ارتباط بالله ويعلمنا الصبر، بالإضافة إلى الشعور بالفقراء والمساكين».
الصيام المتقطع
يؤكد سليمان بن داود بن سيف الناعبي على أهمية البدء بتعويد الأطفال على الصيام بشكل تدريجي، حيث يقول: «بدأت مع ابنتي بالصيام المتقطع في أول يومين من رمضان، وفي اليوم الثالث، بفضل الله، أكملت صيامها كامل اليوم.
وأضاف: في حال شعرت ابنتي بالجوع أو التعب وطلبت مني تناول الطعام، لا أمنعها، بل أسمح لها بتناول لقمتين أو ثلاث لقمات، ثم أطلب منها إتمام الصيام حتى وقت الفطور».
ويشدد الناعبي على أهمية التحفيز والتشجيع، قائلا: «من المهم جدًا توفير حافز وتشجيع مستمر، مثل شراء هدية مميزة تُسلم في نهاية الشهر، مما يعزز من رغبتها في إتمام الصيام».