اعتبر المفكر صفوت حاتم أن ما قامت به حماس في "طوفان الأقصى" كان صدمة نفسية قوية للقدرات الاستخباراتية والعسكرية للجيش الإسرائيلي، منوها بأن حجم انتقام تل أبيب في غزة "غير متناسب".

وأشار الكاتب والمفكر الناصري في تصريح لـRT إلى السقوط الثالث لأسطورة الجيش الاسرائيلى الذي لا يقهر بعد مضي نصف قرن على السقوط الأول في أكتوبر 73، وكذلك السقوط أمام "حزب الله" اللبناني في حرب تموز 2006.

إقرأ المزيد وزير الدفاع الأمريكي: لن نتردد في التحرك عسكريا ضد أي منظمة أو بلد في حال توسع النزاع في غزة

وقال الكاتب إنه في الحرب مع "حزب الله" اكتشف الجيش الإسرائيلي الكثير من الثغرات والخروقات في القدرات الاستخباراتية وجمع المعلومات عن الحزب وقدراته وعدد مقاتليه. وكشفت الحرب عن عجز أطقم الصواريخ المضادة للصواريخ (القبة الحديدية) عن حماية المدن الإسرائيلية.

الضربة الصادمة من حماس 

ولفت حاتم إلى أن "المرة الثالثة" والأهم هي الضربة الصادمة التي قام بها مقاتلو حماس باختراق الأجواء الإسرائيلية بطائرات شراعية بدائية والسيطرة على عدد من المستوطنات وتكبيد إسرائيل خسائر بشرية عالية جدا وهو ما لم يحدث لها في أي حرب سابقة أن تخسر كل هذا العدد من المدنيين والعسكريين .. ومنهم قادة في الجيش الإسرائيلي نفسه .

وأضاف أن ما جرى كان صدمة نفسية شديدة ومؤلمة وفضحت القدرات الاستخباراتية والعسكرية المتواضعة للجيش الإسرائيلي. منوها بأن حجم الانتقام المروع الذي تقوم به تل أبيب في غزة لا  يتناسب مع حجم الصدمة النفسية التي هزّت كيان دولة إسرائيل وجنرالاتها العسكريين وسياسييها وسكانها .

إقرأ المزيد الملك عبد الله الثاني: استمرار الحرب على غزة سيفجر المنطقة

وأكد أننا بانتظار تقرير جديد يصف ثغرات وخروقات وضعف الجيش الإسرائيلي كما حدث من قبل مع تقرير لجنة "أجرانات" عن حرب أكتوبر1973 وتقرير لجنة "فينوغراد" عن حرب يوليو/تموز 2006 مع "حزب الله" في لبنان.

نظرية الأمن الإسرائيلي

وعن نظرية الأمن الإسرائيلي قال الدكتور صفوت حاتم إنها تقوم على 3 مبادئ الأول: تجنب أي معارك أو التحام مع جيوش نظامية على الأرض.. والثاني أن التفوق في سلاح الطيران يعطي ميزة تكتيكية لقدرات الجيش الإسرائيلي مقارنة بالجيوش العربية التي تظل قدراتها أقل من حيث الخبرة والتكنيك وسرعة العمل.

والمبدأ الثالث يتمثل في العامل النفسي الذي يحاول خلق ردع في ذهن الخصم (وشعبه) بتفوق الجيش الإسرائيلي وأنّه جيش لا يقهر والأفضل في منطقة الشرق الأوسط  بل يبالغ أحيانا إلى حد الادعاء ليس بقدرته على حماية نفسه فقط بل حماية جيرانه من أي خطر يتهددهم (الخطر الإيراني مثلا) .

إقرأ المزيد نتنياهو: دخول حزب الله الحرب سيؤدي إلى دمار لا يمكن تخيله للحزب ولبنان

وأكد حاتم أن هذا العامل النفسي يشكل ركيزة من ركائز الردع الإسرائيلي وينجح في بعض الأحيان حتى مع خصومه . ولكن واقع الأمر أن الجيش الإسرائيلي جيش عادي جدا ولا يتمتع بأي ميزة تكتيكية سوى سلاح الطيران ومعروف أنه يمكن تحييده في أي قتال بين جيوش نظامية.

يستنجد بحلفائه الأمريكيين والبريطانيين

وأردف لـRT أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع الوقوف منفردا لمدة طويلة معتمدا على نفسه، فهو سرعان ما يستنجد بحلفائه الغربيين خصوصا الأمريكان والبريطانيين من أجل مدّه بالأسلحة والذخائر بل ومدّه بالطائرات والطيارين الأجانب أو مزدوجي الجنسية العاملين في الجيوش الأخرى الحليفة ..

وكذلك يعتمد في مصادره الاستخباراتية على حلفائه في حلف الناتو ويعتمد كذلك على تقنيات الحلف التكنولوجية وقرب قواته من الشرق الأوسط في البحر الأبيض المتوسط بالذات للردع والتجسس والتنصت.

المصدر: RT

القاهرة – ناصر حاتم

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: حرب أكتوبر 1973 أخبار إيران أخبار لبنان أخبار مصر أخبار مصر اليوم الجهاد الإسلامي الجيش الأمريكي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الشرق الأوسط تل أبيب حركة حماس حزب الله حلف الناتو طائرات حربية طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام لندن واشنطن الجیش الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض

القاهرة - رويترز
 قال سكان إن الجيش الإسرائيلي يسوي بالأرض ما تبقى من أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة فيما يخشون أن يكون جزءا من خطة لمحاصرة الفلسطينيين في معسكر ضخم على الأرض القاحلة.

ولم تدخل أي إمدادات غذائية أو طبية إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ ما يقرب من شهرين حين فرضت إسرائيل ما أصبح منذ ذلك الحين أطول حصار شامل لها على الإطلاق على القطاع، في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع.

واستأنفت إسرائيل حملتها العسكرية في منتصف مارس آذار، واستولت منذ ذلك الحين على مساحات واسعة من الأراضي وأمرت السكان بإخلاء ما تطلق عليها "مناطق عازلة" حول أطراف غزة، بما في ذلك مدينة رفح بأكملها والتي تشكل نحو 20 بالمئة من مساحة القطاع.

وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) يوم السبت أن الجيش بصدد إنشاء "منطقة إنسانية" جديدة في رفح حيث سيتم نقل المدنيين بعد إجراء تفتيش أمني لمنع مقاتلي حماس من دخولها. وستتولى شركات خاصة توزيع المساعدات.

لم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقرير بعد، ولم يستجب حتى الآن لطلب رويترز للتعقيب.

وقال سكان إن دوي انفجارات هائلة يُسمع الآن بلا انقطاع من المنطقة المدمرة التي كان يقطنها سابقا 300 ألف نسمة.

وقال تامر، وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى دير البلح شمالا لرويترز عبر رسالة نصية "الانفجارات ما بتتوقفش لا نهار ولا ليل، كل ما الأرض تهز بتعرف أنهم بينسفوا بيوتا في رفح، رفح انمسحت".

وأضاف أنه يتلقى مكالمات هاتفية من أصدقاء في مصر على الحدود مع قطاع غزة، حيث لم يتمكن أطفالهم من النوم بسبب الانفجارات.

وقال أبو محمد، وهو نازح آخر في غزة، لرويترز عبر رسالة نصية "إحنا الخوف عنا إنه يجبرونا ننزح هناك ويسكروا علينا زي القفص أو معسكر نزوح كبير معزولين عن العالم".

وتقول إسرائيل، التي تفرض حصارا مطبقا على غزة منذ الثاني من مارس آذار، إن إمدادات كافية وصلت إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت ستة أسابيع، ومن ثم فإنها لا تعتقد أن السكان في خطر. وتؤكد أنها لا يمكنها السماح بدخول الغذاء أو الدواء خشية أن يستغلها مقاتلو حماس.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن سكان غزة على شفا تفش واسع للمجاعة والمرض، وأن الظروف الآن في أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجم مقاتلو حماس تجمعات سكنية إسرائيلية.

وأعلن مسؤولو الصحة في غزة اليوم الاثنين مقتل 23 شخصا على الأقل في أحدث الضربات الإسرائيلية على القطاع.

وقُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص بينهم أطفال في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا شمال القطاع، إلى جانب ستة آخرين في غارة جوية على مقهى بجنوب القطاع. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الضحايا مصابين بجروح خطيرة حول طاولة بالمقهى.

* يأكلون العشب والسلاحف

لم تفلح المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر حتى الآن في تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أطلقت حماس خلاله سراح 38 رهينة فيما أفرجت إسرائيل عن مئات المعتقلين.

ولا يزال 59 رهينة إسرائيليا محتجزين في غزة ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة. وتقول حماس إنها لن تفرج عنهم إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على هدن مؤقتة ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل، وهو ما يرفضه مقاتلو الحركة.

وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري أمس السبت إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة أحرزت بعض التقدم.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة نفاد مخزوناته الغذائية في غزة بعد أطول حصار يفرض على القطاع على الإطلاق.

وجاب بعض السكان الشوارع بحثا عن الأعشاب التي تنمو طبيعيا على الأرض، بينما جمع آخرون أوراق الأشجار اليابسة. وفي ظل اليأس، لجأ صيادون إلى صيد السلاحف وسلخها وبيع لحومها.

وقالت امرأة من مدينة غزة لرويترز طالبة عدم نشر اسمها خشية الانتقام "المرة الماضية رحت على الدكتور قال لي عندك حصاوي في الكلى ولازم عملية جراحية بتكلف حوالي 300 دولار، أنا أحسن لي آخد مسكنات وأخلي المصاري لأولادي أطعميهم فيهم".

وأضافت "باختصار الوضع في غزة لا أكل ولا غاز للطبخ ولا طحين ولا حياة".

واندلعت حرب غزة بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي أسفر حسبما تشير الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 51400 فلسطيني.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يستدعي عشرات آلاف عناصر الاحتياط بهدف توسيع الحرب
  • تقرير إسرائيلي: قتلى الجيش في غزة من فئة الشباب والاحتياط
  • في عمليات منفصلة.. الجيش الإسرائيلي يُعلن اغتيال 3 مقاومين فلسطينيين
  • الجيش الإسرائيلي يحشد "ألوية احتياط" للقتال في غزة
  • عماد السنوسي يوضح حقيقة الحرب الدائرة في السودان نافضًا عنها غبار الروايات المتداولة دوليًا
  • الجيش الإسرائيلي يعبء قوات الاحتياط لشن هجوم واسع على غزة
  • باحث مصري يحصد جائزة أفضل عرض بمؤتمر الإشعاع الدولي في الصين
  • تصعيد متواصل في غزة.. وتمديد إجباري لخدمة الجنود النظاميين في الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
  • بكالوريوس “الفضاء” للزهراني