صدر اليوم بيان مشترك في ختام زيارة دولة رئيس وزراء ماليزيا السيد أنور إبراهيم للمملكة، فيما يلي نصه:
انطلاقاً من أواصر العلاقات المميزة بين المملكة العربية السعودية وماليزيا، قام دولة رئيس وزراء ماليزيا السيد/ أنور إبراهيم بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية بتاريخ 6 / 4 / 1445هـ، الموافق 21 / 10 / 2023م.


واستقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، دولة رئيس وزراء ماليزيا السيد/ أنور إبراهيم، في قصر اليمامة بالرياض، حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في جميع المجالات.
وفي بداية الاجتماع، ثمن الجانب الماليزي الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزوار، مشيداً بمستوى التنسيق العالي بين البلدين لتحقيق راحة الحجاج والمعتمرين والزوار من ماليزيا. وثمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء دعم وتأييد حكومة ماليزيا لترشح مدينة الرياض لاستضافة المعرض الدولي إكسبو 2030، وترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034.
وأكد الجانبان على أهمية تفعيل مجلس التنسيق السعودي الماليزي ولجانه الفرعية بما يحقق تطلعات قيادتي البلدين ويسهم في تعزيز وتطوير الشراكة والتعاون بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، استعرض الجانبان أبرز تحديات الاقتصاد العالمي ودور البلدين في مواجهة هذه التحديات، ونوها بالمصالح المشتركة واسعة النطاق في كثير من الجوانب الاقتصادية المهمة في البلدين. ورحبا بنمو حجم التجارة البينية في العام 2022م بنسبة 160% مقارنة بالعام 2021م، وأكدا على أهمية استمرار العمل المشترك لتعزيز وتنويع التجارة بينهما، وتذليل أي تحديات تواجه تنمية العلاقات التجارية، وتكثيف التواصل بين القطاع الخاص في البلدين لبحث الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة وتحويلها إلى شراكات ملموسة. وعبر الجانبان عن عزمهما على تعزيز الاستثمارات بينهما، ودعوة الشركات الماليزية للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها مشاريع رؤية المملكة 2030، والاستفادة من الخبرات والقدرات للشركات الماليزية المتميزة، وعبر الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون في مجال التمويل الإسلامي من خلال تقديم منتجات وخدمات تمويلية ذات طابع إسلامي خاصة فيما يتعلق بمجال المرابحة الإسلامية. وثمن الجانب السعودي دعم حكومة ماليزيا لترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة الدورة السابعة عشرة لجمعية الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة لعام 2027.
وفي مجال الطاقة، أشاد الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما، وبالجهود الناجحة لدول مجموعة (أوبك بلس) في تعزيز استقرار أسواق البترول العالمية، كما أكدا على أهمية استمرار هذا التعاون، وضرورة التزام جميع الدول المشاركة في اتفاق (أوبك بلس) بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين ويدعم نمو الاقتصاد العالمي.
وأشاد الجانبان بأهمية الشراكة التجارية، وتعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال توريد البترول الخام ومشتقاته، وأكد الجانب السعودي بأن المملكة ستستمر في كونها الشريك الأكبر والمصدّر الأكثر موثوقية لإمدادات البترول الخام لماليزيا. كما أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجالات البتروكيماويات والمغذيات الزراعية، والعمل المشترك لاستغلال الفرص الاستثمارية في مجالات التكرير والبتروكيماويات، وكذلك التعاون في الاستخدامات المبتكرة للمواد الهيدروكربونية.
ورحب الجانب الماليزي بإطلاق المملكة مبادرتي (السعودية الخضراء) و (الشرق الأوسط الأخضر)، وأعرب عن دعمه لجهود المملكة في مجال التغير المناخي بتطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته المملكة وأقره قادة دول مجموعة العشرين، وأكد الجانبان على أهمية الالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، واتفاقية باريس، وضرورة تطوير الاتفاقيات المناخية وتنفيذها بالتركيز على الانبعاثات.
ورحب الجانب السعودي بإطلاق ماليزيا (خارطة الطريق للطاقة المتجددة الجديدة الوطنية) كخطوة إيجابية في الجهود لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في المجالات الآتية: (1) الطاقة المتجددة وتقنياتها وتطوير مشروعاتها من مصادرها المتنوعة بما في ذلك الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الحرارية الأرضية، ودراسة الفرص الاستثمارية في هذه المجالات، ومشاريع الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة وتطوير البيئة الحاضنة لها، وتطوير سلاسل الإمداد لقطاعات الطاقة واستدامتها. (2) البيئة والمياه والزراعة والأمن الغذائي. (3) الاتصالات، والتقنية، والاقتصاد الرقمي، والابتكار، والفضاء. (4) مجالات النقل والخدمات اللوجستية. (5) المجال السياحي، والسياحة المستدامة، وتنمية الحركة السياحية بين البلدين، ومختلف المجالات الثقافية. (6) التعليم العالي والبحث والابتكار، والإعلام. (7) الصحة والتنسيق بينهما في دعم المبادرات العالمية لمواجهة الجوائح والمخاطر والتحديات الصحية الحالية والمستقبلية.
ورحب الجانبان بالتوسع في دخول القطاع الخاص في البلدين في شراكات استثمارية في المجالات الزراعية والصناعات الغذائية.
كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في المجالات الدفاعية والأمنية والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك مكافحة الجرائم بجميع أشكالها، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين الشقيقين.
وفي الشأن الدولي، جدد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق وتكثيف الجهود الرامية إلى صون السلم والأمن الدوليين. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك تجاهها، ومواصلة دعمهما لكل ما من شأنه إرساء السلام والاستقرار في المنطقة والعالم. كما جدد الجانبان إدانتهما واستنكارهما للإساءات المتعمدة للقرآن الكريم، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون في مجال محاربة التطرف والغلو وخطاب الكراهية والإرهاب، ونشر ثقافة الاعتدال، ومنع الإساءة للأديان والمقدسات.
وفي الشأن اليمني، أكد الجانبان على أهمية الدعم الكامل للجهود الأممية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وأشاد الجانب الماليزي بجهود المملكة ومبادراتها العديدة الرامية إلى تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية، ودورها في تقديم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتقديم الدعم الاقتصادي والمشاريع التنموية لليمن، والتي كان آخرها إعلان المملكة بتاريخ 12 / 1 / 1445هـ عن تقديم دعم اقتصادي جديد إلى الجمهورية اليمنية بقيمة (1,2) مليار دولار لعجز الموازنة الخاصة بالحكومة اليمنية. وأكدا على أهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام.
ورحب الجانب الماليزي باتفاق المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وأكد الجانبان على أهمية التزام إيران بسلمية برنامجها النووي، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأهمية أن يسهم أي اتفاق في التأسيس لمفاوضات شاملة تشارك فيها دول المنطقة، وتتناول مصادر تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وفي الشأن الفلسطيني شدد الجانبان على ضرورة وقف كافة أشكال التصعيد العسكري في الأراضي الفلسطينية، وضرورة حماية المدنيين، وأكدا على أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الجانب الإسرائيلي لإيقاف مخططاتها باجتياح قطاع غزة والتحذير من التهجير القسري للفلسطينيين والنتائج الوخيمة التي ستترتب على ذلك. كما دعا الجانبان المجتمع الدولي الى العمل على إلزام إسرائيل باحترام القانوني الدولي والقانون الدولي الإنساني وضرورة السماح بتمكين المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بدورها في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني. وأكد الجانبان على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام وفقاً لمبدأ حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الشأن الافغاني، أكد الجانبان على أهمية استمرار التنسيق بين أعضاء المجتمع الدولي لدعم كل ما يحقق الأمن والاستقرار في أفغانستان، وعدم السماح باستخدام أفغانستان كمنصّة أو ملاذ آمن للجماعات الإرهابية والمتطرفة، كما أكد الجانبان على أهمية دعم الجهود الدولية المبذولة للحد من تدهور الوضع الإنساني في أفغانستان، وإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني.
وفيما يخص الأزمة الروسية الأوكرانية، أكد الجانبان على أهمية تسوية الخلافات بالوسائل السلمية، وبذل الجهود الممكنة لخفض التصعيد بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار، ويحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة.
وفي ختام الزيارة، أعرب دولة رئيس وزراء ماليزيا السيد/ أنور إبراهيم عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. كما أعرب سموه عن أطيب تمنياته بالصحة والسعادة لدولته، وبمزيد من التقدم والرقي للشعب الماليزي الشقيق.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المملکة العربیة السعودیة الأمن والاستقرار تعزیز التعاون فی والاستقرار فی أنور إبراهیم فی المجالات بین البلدین فی البلدین البلدین فی وفی الشأن على تعزیز فی مجال

إقرأ أيضاً:

المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق

بحثت هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية فرص تعزيز التعاون مع جهات حكومية سنغافورية.
جاء ذلك خلال زيارة وفد برئاسة الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس عبدالرزاق بن صبحي العوجان إلى جمهورية سنغافورة.العلاقات السعودية السنغافوريةوشملت زيارة الوفد، وكالة البيئة الوطنية السنغافورية، التي حققت مستوى متقدمًا في جودة الإنفاق الحكومي باستخدام الذكاء الاصطناعي وذلك في نواحي عدة منها الفاقد المائي، وخفض الانبعاثات الكربونية، وإعادة تدوير المخلفات.
أخبار متعلقة صور.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد النبويباحثتان من "كاوست" تُكرَّمان في برنامج "لوريال-اليونسكو" للنساء في العلومكما زار ميناء سنغافورة والتعرف على مركز الابتكار التابع لهيئة الموانئ السنغافورية، علاوةً على زيارة سد مارينا والتعرف على أعمال ومهام وكالة المياه الوطنية السنغافورية.
واطّلع الوفد خلال زيارته على تجربة وزارة التعليم السنغافورية وأبرز المبادرات في جودة المخرجات لقطاع التعليم وأثرها على جودة الإنفاق؛ فيما عُقد اجتماع مع كلية لي كوان يوو للسياسات العامة (LKY) بهدف تبادل الخبرات والتجارب، والاطلاع على أفضل الممارسات في مجالات التدريب والسياسات العامة.
وبحثت هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية مع وزارة الصحة السنغافورية فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق وأفضل الممارسات في القطاع الصحي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق - هيئة كفاءة الإنفاق المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق - هيئة كفاءة الإنفاق المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق - هيئة كفاءة الإنفاق var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });الخدمات الحكوميةوشملت الزيارة أيضًا وزارة التنمية الرقمية والمعلومات في سنغافورة، بهدف استعراض المنهجيات والاستراتيجيات المتبعة في استخدام التقنيات الحديثة في الخدمات الحكومية وتبادل المعرفة حيالها.
كما جرى مناقشة آليات تحديد وتلبية الاحتياجات التكنولوجية داخل القطاع الحكومي.
واطلع الوفد أيضا على الإجراءات التي تتبعها هيئة النقل البري في صيانة وتشغيل الطرق وارتباطها بعقود الأداء والتعرف على النقاط المشتركة في هذا الشأن وسبل تعزيز التعاون لتعزيز كفاءة تخطيط وتنفيذ مشاريع البنية التحتية.
وتهدف هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية إلى الإسهام في تحقيق كفاءة الإنفاق في الجهات الحكومية، والارتقاء بكفاءة وفاعلية عمليات المشتريات الحكومية، ورفع جودة المشروعات والأصول والمرافق، وتخطيط البنية التحتية والبرامج والمبادرات والعمليات التشغيلية، وتطوير السياسات والأنظمة والمنهجيات، وبناء قدرات الكوادر الوطنية وتأهيلها.

مقالات مشابهة

  • سفير مصر في طشقند يبحث مع وزير استثمار أوزبكستان تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين
  • رئيس وزراء ماليزيا: مذكرة اعتقال نتنياهو “نصر عظيم لكل من يدافع عن العدالة والإنسانية”
  • رئيس وزراء ماليزيا يعتبر مذكرة اعتقال نتنياهو بالنصر العظيم
  • رئيس وزراء ماليزيا يعتبر مذكرة اعتقال نتنياهو “بالنصر العظيم”
  • حزب المصريين: زيارة رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي لمصر خطوة هامة في تعزيز التعاون الدولي
  • المملكة وسنغافورة تبحثان فرص التعاون في تعزيز جودة الإنفاق
  • رئيس الحكومة يودع الرئيس الصيني في ختام زيارته للمملكة
  • رئيس وزراء إسبانيا يؤكد للسيسي أهمية دور مصر في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط
  • هاتفيا.. السيسي يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا تعزيز التصنيع بين البلدين
  • رئيس وزراء إسبانيا يؤكد أهمية دور مصر في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط